مقالات ودراسات » إسرائيل برئاسة أولمرت: ليست جاهزة لأي تحد من التحديات التي تواجهها في المنطقة

صحيفة هآرتس - 13/ 3 / 2008
آري شبيط
التقييم الاستخباري السنوي الصادر عن الهيئات البحثية الرسمية قدم للحكومة في مطلع الاسبوع. اليكم تقييما استخبارياً بديلاً:ايران: مساعي اسرائيل لكبح المشروع النووي الايراني بصورة راقية ذهبت ادراج الرياح. احتمالية تسبب الضغط السياسي - الاقتصادي في وقف اجهزة الطرد المركزي الشيعية - معدومة. احتمالية قيام الولايات المتحدة بمهاجمة ايران - متدنية. ان لم يجلس جون ماكين في البيت الابيض فمن المحتمل ان تواجه اسرائيل في آخر العقد خياراً قاسيا: مهاجمة ايران النووية او التسليم بوجودها. كل واحدة من هذه الامكانيات ستضع الدولة اليهودية امام محك تاريخي لم تشهد له مثيلا منذ عام 1948. اسرائيل بقيادة اولمرت ليست جاهزة لذلك.
الجبهة الشمالية: سوريا معزولة الا انها تقوي من شكيمتها. حزب الله زاد من قوته بدرجة كبيرة. يجب اعتبار الهدوء علي الجبهة الشمالية وهمياً ومضللاً. هو نابع قبل كل شيء من العقده التاريخية اللبنانية الداخلية. ولكن التعاون بين بشار الاسد ونصرالله قوي. كلاهما غاضبان من حوادث الاهانة التي مرا بها في سبتمبر 2007 (المنشأة السورية في شرق سوريا) وفي فبراير 2008 عماد مغنية. ان لم تخرج اسرائيل بمبادرة سياسية فورية مع سوريا قد يتمخض الغضب المشترك عن حدث شمالي هام. من الصعب تقدير حجمه وتوقيته واثارة الدقيقة. اسرائيل برئاسة اولمرت لا تقوم بما يجب لمنعه.
الجبهة الجنوبية: القسام برهن عن نفسه باعتباره السلاح الامثل للمواجهة غير المتماثله. قوة القسام تكمن في ضعفه. هو يقضم السيادة الإسرائيلية ويضعف التكافل الداخلي من جهة. ومن جهة اخري هو يتسبب بضرر محدود الامر الذي لا يتمخض عن الاصرار الاسرائيلي والشرعية الدولية التي تسمح بضربه مطلقيه نتيجة لذلك تواجه اسرائيل مشكلة ليس لها حل. ومثلما فشلت مساعي ايقاف المشروع النووي الايراني بصورة راقية ستفشل مساعي اسقاط نظام حماس بصورة رقيقة متقنه. حماستان لا تعتبر تهديداً وجودياً ولكنها تتسبب بنزيف اسرائيل داخل المياه الامر الذي يجتذب اسماك القرش اليها. اسرائيل بقيادة اولمرت لا تمتلك سياسة منهجية موثوقه وناجعة لمواجهة صواريخ القسام الاتية من حماستان.
انابوليس: المفاوضات مع ابو مازن لا يمكنها ان تحل لب الصراع في عام 2008 ليست هناك ولن تكون هناك اجابات سريعة ومرضية لقضية اللاجئين والقدس ونزع السلاح. من المحتمل ان تنتهي المباحثات بفشل يضعف المعتدلين في الجانبين ويمنع تقسيم البلاد. وفي المقابل ستتمخض العملية عن وثيقة غامضة مبهمة لا توفر الامن لاسرائيل ولا تمنح الامل للفلسطينيين في هذه الحالة ستؤدي الفجوة بين الواقع وبين الوثيقة - ان عاجلا أو اجلا - الي التدهور. اسرائيل برئاسة اولمرت ملتزمة حقا بحل الدولتين الا انها قد تبعده تحديدا.
العالم العربي: الانظمة العربية المعتدلة تخشي من صعود الاسلام الراديكالي وتحاول كبح تقدمه. ولكن شرعية هذه الانظمة هشه. لذلك تتبع بعضها سياسة مزدوجة. يتعاونون مع الغرب واسرائيل من جهة الا انهم علي اتصال مع طهران والاخوان المسلمين. ان اصبحت ايران نوويه الانظمة المعتدلة ستميل اليها اكثر فأكثر وهذا ما سيحدث ايضا ان انسحبت القوات الامريكية من العراق بصورة مستعجله محاولة الولايات المتحدة لاحداث انقلاب ديمقراطي في الشرق الاوسط قد فشلت وهي تتسبب في زوال تدريجي لمكانتها كدولة عظمي رئيسية. اسرائيل برئاسة اولمرت ليست مسؤولة عن هذه العملية الا انها ليست جاهزة للتغيرات الدراماتيكية التي قد تحدث في المستقبل.
الاقلية العربية: رشق الحجارة علي طرقات البلاد اقل خطورة الا انه اكثر اثارة للقلق من العمليات. جهاز استشعار القلق يهتز. ان تحقق احد هذه الاحداث الخارجية الصعبة قد تنضم اليه ضجه داخلية. اسرائيل برئاسة اولمرت لا تفعل ما بوسعها لمعانقة عرب اسرائيل وضمان حقوقهم وتوضيح الخطوط الحمراء التي يحظر علي اقلية قومية تجاوزها.
هذه كانت الانباء السيئة. ولكن هناك اخباراً جيدة ايضا: بفضل مسلسل 'بقاء' هناك الآن في اسرائيل قناتان تلفزيونيتان تجاريتان تتلاعبان بعقول الجمهور. كما توجد الآن ثلاث صحف اقتصادية تشوش عقل النخبة وتدفعها للاعتقاد بأن فقاعة الازدهار الشمالية هي العالم الحقيقي. بفضل لجنة فينوغراد (هل تذكرونها؟) فوتت اسرائيل فرصة لإجراء ترتيب داخلي حقيقي بين حرب لبنان الثانية والحرب القادمة. الجيش الاسرائيلي يفعل كل ما بوسعه حقا للتدرب والاستعداد والردع، الا انه لا يستطيع الدفاع عن اسرائيل برئاسة اولمرت من نفسها. نتمني للجميع ربيعاً جميلا وسنة طيبة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد