مقالات ودراسات » سوق الإعلانات تربك الإعلام المصري

القاهرة ـ محمد علاء الدين

تشهد الساحة الإعلامية المصرية في السنوات الأخيرة حالة تجاذب وتراشق من حين لآخر، وأزمات تشتعل وتهدأ فجأة، تحددها أحداث الساعة، لكنّ المصالح هي من تحدد متى تشتعل ومتى تهدأ.

ولعل قضية ريهام سعيد آخر الأحداث التي فجرت أزمات في الأيام الأخيرة، بعد ثورة بدأت من مواقع التواصل الاجتماعي وأطاحت البرنامج المثير للجدل، وأعقبها حلقة من البرنامج الكوميدي &laqascii117o;أسعد الله مساءكم من جديد" والتي انتقدت أداء التلفزيون المصري في شكل ساخر.

النقد الذي وجّهه بعض وسائل إعلام مصرية ممن له أهدافه الخاصة إلى حلقة &laqascii117o;أسعد الله مساءكم من جديد" الذي يبث على شاشة &laqascii117o;أم بي سي مصر"، لعب على وتر شديد الحساسية وهو أن القناة تتبع مجموعة &laqascii117o;أم بي سي" السعودية وانتقدت تلفزيوناً يتبع الدولة المصرية.

مراقبون يرون أن الحملة التي تعرضت لها &laqascii117o;أم بي سي مصر" أخيراً بعد حلقة &laqascii117o;أبو حفيظة" في وقت أزمة كبيرة تمر بها قناة &laqascii117o;النهار"، محاولة لتصدير الأزمة وتخفيف وتيرة الضغط على الانتقادات الموجهة إلى القناة المصرية، وإحياء لحالة الصراع على نسبة المُشاهدة التي تحصل &laqascii117o;أم بي سي" على المقدار الأكبر منها في مصر.

لكنّ متابعين آخرين يرون أن &laqascii117o;أبو حفيظة" اختار موضوعاً شديد الحساسية وأعطى فرصة لانتقاده من دون أن يفكر في حساباته جيداً وينظر إلى أبعاد الموضوع في شكل أعمق.
 
تصدير الأزمة

في تعليق على الهجوم، يقول الإعلامي محمد عبد المتعال، المدير العام لقنوات &laqascii117o;أم بي سي مصر": &laqascii117o;نحترم ونُقدر اتحاد الإذاعة والتلفزيون وكل العاملين فيه، ولا أحد يُنكر دوره التاريخي والمؤثر في مسيرة الإعلام المصري والعربي، وقنوات &laqascii117o;أم بي سي مصر" تعتز بعلاقتها المهنية المستمرة مع إتحاد الإذاعة والتلفزيون والتي تمتد منذ عشرات السنوات ومازالت متواصلة حتى الآن وستستمر".

ويضيف عبد المتعال لـ &laqascii117o;الحياة" أن برنامج &laqascii117o;أسعد الله مساءكم من جديد" برنامج كوميدي ساخر، ينتقد بأسلوب ضاحك كثيراً من الظواهر السلبية في المجتمع المصري، &laqascii117o;بل وانتقد من قبل كثيراً من الظواهر السلبية التي تتعلق بكثير من القطاعات كالطب والتعليم والصحة والمرور والكهرباء بصورة كاريكاتيرية ساخرة، من دون أن يعترض أحد وتقبل الجميع الأمر بروح من الفُكاهة والدعابة، وهذه سمة هذه النوعية من البرامج، بل أن كلية الطب في مصر استجابت لإحدى الفقرات الكوميدية بالبرنامج التي سخرت من أسلوب الإمتحانات الشفوية وأجرت عليها تعديلاً".

ويرى عبد المتعال أنه &laqascii117o;من غير الملائم تحميل فقرة في برنامج كوميدي أكثر ممّا تحتمل، والسعي عن قصد من جانب أحد المواقع الإخبارية التي ترتبط بشراكة إقتصادية مع قناة تلفزيونية مصرية لإثارة هذه القضية وإعطائها مدلولات وصفات ليست بها في محاولة منهم للتغطية على أزماتهم الداخلية. وبدلاً من الانشغال بالتنافس الجاد والشريف لإرضاء المُشاهد يختلقون هذه المشكلة إعتقاداً منهم أن بعضهم سيقتنع بها".

ويقول أن المُشاهد المصري يعرف جيداً من يُقدم له برامج تلبي إحتياجاته ومن يبحث عن التواجد بمحاولة تشويه الناجحين.

ويؤكد أكرم حسني الشهير بـ"أبو حفيظة" لـ &laqascii117o;الحياة" أنه لا يرى مبرراً لكل هذا الجدل لمجرد عرض حقيقة معلنة، لم يخالف فيها الواقع، موضحاً أنه قدم فقرات من مواد تلفزيونية مسجلة، وأنه ضد أن يكون هذا مستوى تلفزيون بلاده في عام 2015.

ويتساءل حسني &laqascii117o;من الذى يقبل أن يظل التلفزيون المصري على حاله؟ أردت من الأغنية القول إن تلفزيون الدولة حينما يكون قوياً فإنه يمنع رأس المال من التحكم فى الإعلام الخاص، ولن يترك فرصة لوجود إعلام مواز، وكان يسعدهم أن أضع رأسي فى الرمل مثلهم. الجميع يتحدث عن الفساد داخل ماسبيرو منذ سنوات فلماذا حينما تحدث أكرم حسني حدث ما حدث؟!".

ويضيف: &laqascii117o;لم أنتقد شخصيات وتحدثت عن حالة متكاملة. لماذا لم تثر الضجة ذاتها حينما قدمت حلقة عن فورة الإعلام؟ وتناولت فيها خيري رمضان ومجدي الجلاد ويوسف الحسيني ولميس الحديدي وأحمد شوبير وعمرو أديب، ولم يغضب منهم أحد، وهو ما يؤكد أنه لا توجد لدي أي عداوات مع أحد".

ويرى عميد كلية إعلام القاهرة السابق الدكتور حسن عماد مكاوي، أن حالة الإعلام الخاص في مصر تشهد تراجعاً شديداً، وهو ما دفع بعض وسائل الإعلام لافتعال الأزمات من أجل التواجد والتنافس.

ويوضح مكاوي لـ &laqascii117o;الحياة" أن معظم وسائل الإعلام الخاص في مصر، يعمل بمبدأ &laqascii117o;عدو اليوم صديق الغد" من أجل الحفاظ على مصالحه.

وفي تعليقه على أزمة برنامج &laqascii117o;أسعد الله مساءكم من جديد"، يقول مكاوي: &laqascii117o;الانتقاد الذي وجّهه &laqascii117o;أبو حفيظة" إلى التلفزيون المصري، كان بأسلوب مبالغ فيه، وكان أيضاً رد فعل التلفزيون وبعض وسائل الإعلام الخاصة، مبالغاً أيضاً، فمثل هذه الأمور، تحدث بخاصة أن التناول في قالب كوميدي ساخر، ولا ينبغي أن يتسبب في أزمات".

ويفسر مكاوي أسباب مهاجمة بعض وسائل الإعلام المصري لـ &laqascii117o;أم بي سي مصر"، بـ &laqascii117o;المجاملات التي لم تطلب منهم والبحث عن دور في التلفزيون المصري الذي بدأ يتعافى، بعدما كان هناك محاولة لالتهامه في أحد الأوقات. ثم هناك المُشاهدة التي تحصل &laqascii117o;أم بي سي" على نسبة كبيرة منها في السوق المصرية، من دون ان ننسى التحالف الذي كان مفترضاً إبرامه بين مجموعة &laqascii117o;إم بي سي" والتلفزيون المصري قبل عام، وأثار غضب بعضهم، وتسبب في إقالة وزيرة الإعلام درية شرف الدين... وفي النهاية اعتبرها معارك خائبة".
المصدر: صحيفة الحياة

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد