المقتطف الصحفي » حسن روحاني: ديبلوماسيّة ’إنستغرام‘

122312_430- صحيفة 'السفير'
ملاك حمود

أطلق الرئيس الإيراني حسن روحاني على 'تويتر'، ما يمكن أن نسمّيه بديبلوماسيّة الـ140 حرفاً، بلغة سلسلة تصل إلى الجميع. لم يسبقه رئيس إيرانيّ إلى اتخاذ خطوة مماثلة، في بلاد تنام وتستيقظ على كلّ أنواع الحظر وأشكاله. جديد الشيخ المُبتسم دائماً، أنّه بدأ ينقل للعالم بعضاً من هدوئه ورصانته بصور صامتة، ينشرها عبر حساب رسميّ على 'إنستغرام'. أوّل المبشّرين بانضمام روحاني إلى تطبيق معالجة الصور، كانت صفحته الرسميّة على 'فايسبوك'، وموقعه الالكتروني. وكانت 'رئاسة الجمهورية العربية السورية' سبقته إلى هذه الخطوة بأشهر قليلة، المهتمّ على وجه الخصوص بمتابعة أنشطة أسماء الأسد. هكذا، لم يعد ينقص الرئيس الإيراني سوى حسابين على كل من 'تمبلر' و'غوغل بلاس' لتكتمل مسيرته في فضاء الإعلام الجديد.
بنشاطه المكثّف عبر 'السوشل ميديا'، يستقطب روحاني المعجبين من كل أنحاء العالم. لكن يبدو أنّ ديبلوماسيّته الرقميّة مخصّصة للخارج فقط. إذ انّ صوره لا تصل إلى الداخل الإيراني، حيث تمنع كل وسائل التواصل الاجتماعي من التداول. لكنّ ذلك لم يعق روحاني عن الانضمام إلى قائمة هواة التصوير والمشاركة والإعجاب والتعليق... وللمفارقة، لن يتمكّن شعب الجمهورية الإسلامية مشاركته الصور أو التعليق عليها.. حتى إشعار آخر. الحظر المفروض على وسائل التواصل الاجتماعي في إيران، جعل من وجود رئيسها في هذا الفضاء أمراً مثيراً للغرابة. ولأنّ روحاني يستطيع، ووزراء حكومته يستطيعون، نراهم يسبحون في فضائهم الافتراضي الخاص، بعيداً عن عامة الشعب.
وبانضمامه إلى تطبيق مشاركة الصور الشهير، بات بإمكان روحاني توثيق محطّات مهمّة من يوميّاته، تماماً كالرئيس الأميركي باراك أوباما، ونجوم البوب، وذلك من خلال صور ومقاطع فيديو، يضيفها إلى صفحته. كأنّه يبتكر أرشيفاً جديداً له، من خلال صور ينشرها على 'إنستغرام' بعدسات مصوّرين محترفين، ومن دون 'فلتر'.
أوّل ما وثّقه حساب روحاني كان فيديو 'المئة يوم' الذي صمّمه المخرج حسين مهباشي، لمناسبة مرور مئة يوم على توليه الرئاسة. يقتبس الفيديو الموسيقي مقتطفات من خطابات الرئيس الإصلاحي، يتلوها بعض المواطنين. نُشر الفيديو بعد التوقيع على اتفاق جنيف النووي بين إيران ومجموعة الدول الست الكبرى.
على امتداد حسابه الجديد على 'إنستغرام'، الذي تبعه نحو 5 آلاف شخص حتى الآن، صور له في مناسبات رسميّة، كان آخرها بتاريخ أمس، خلال لقائه وزير خارجيّة روسيا. ومن صوره اللافتة، والتي تلقي ضوءاً جديداً على شخصيّته، مجموعة من أربع صور، وهو يمارس رياضة المشي، بملابسه الرياضيّة. نعم، ينزع روحاني عمامته وجبّته الرسميّة أحياناً، ويرتدي حذاءً رياضياً، و'كاب'! نجده على حسابه المستحدث، يسير بخطىً واثقة، وسط مشاهد من طبيعة إيران الجميلة. يرفق إحدى الصور بالتعليق التالي: 'ما يجعل المشي أكثر متعة في جبال توكال، هو أنَّ نساءً ورجالاً، سيتوقفون لإلقاء التحية، ومشاركة أحلامهم وهمومهم'. يأتي ذلك التعليق باللغتين الفارسيّة والإنكليزيّة، ونجد روحاني متوسطاً مجموعة من ممارسي الرياضة ذاتها، ممن تحلّقوا حوله.
بدا أنّ كلّ شيء اختلف منذ وصول روحاني إلى الرئاسة الإيرانيّة، هل هو الشخص؟ هل هي السياسة؟ هل هو التفاعل ومحاولة الركوب بعجلة كل ما هو جديد؟ هل هو الترفّع عن كل ما هو تقليدي؟ أم أنّ السرّ يبقى في الابتسامة والهدوء الحذر... وإدمان 'السوشل ميديا'؟

* رابط حساب روحاني:

http://instagram.com/hroascii117hani

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد