المقتطف الصحفي » «فتاة شيكاغو».. تقود الشعب

122272_430- صحيفة 'السفير'
نور ابو فراج

موجة من الغضب عبّر عنها عدد كبير من مستخدمي &laqascii117o;فايسبوك" و&laqascii117o;تويتر" في سوريا، إثر انتشار الإعلان الترويجي للفيلم التسجيلي الجديد &laqascii117o;فتاة شيكاغو: شبكات التواصل الاجتماعي تتحدى الديكتاتور"، للمخرج جو بيسكاتيلا. يبدأ الإعلان بصورة لشابّة محجّبة، تجلس على السرير في غرفة نومها المترفة، وجهاً لوجه مع كومبيوتر محمول. تعرّف البطلة عن نفسها: &laqascii117o;أنا آلاء بساتنة، 19 عاماً، أعيش في شيكاغو مع عائلتي، في السابق كنت أذهب إلى &laqascii117o;المول" مع الأصدقاء وأستمتع بوقتي، لكنَّني لا أملك الوقت لذلك هذه الأيام، فأنا مسؤولة عن مئات الأشخاص على الأرض في سوريا، أنا أقود ثورةً من حاسبي المحمول!".
قدّم العرض الأول للفيلم في &laqascii117o;مهرجان أمستردام الدولي للأفلام التسجيلية" في 21 تشرين الثاني الماضي. ويعرض الشريط الترويجي القصير (1:37 دقيقة)، صوراً متلاحقة لآلاء وعائلتها، ويرصد بعض ملامح حياتها في الشارع أو الجامعة. تبدو آلاء كأيّ فتاة عادية من الجالية العربية في أميركا... إلا أنّها وبمجرّد دخولها إلى &laqascii117o;غرفة عملياتها الوردية"، تصبح مسؤولة عن تنظيم التظاهرات والدعوة لها، إضافةً إلى تحميل أشرطة فيديو، ومساعدة بعض أصدقائها النشطاء في حماية حساباتهم على &laqascii117o;فايسبوك"، واتخاذ التدابير المناسبة لإغلاقها إذا تمّ اعتقالهم. ويتضمن الفيلم بعض اللقطات الحية من الداخل السوري.
وفي التعليق على تجربة المشاركة في الفيلم، كتبت آلاء بساتنة عبر صفحتها على &laqascii117o;فايسبوك": &laqascii117o;عندما أخبرني المخرج جو بيسكاتيلا والمنتج مارك رينهارت حول فيلمها عن التكنولوجيا والثورة، رأيت في ذلك فرصة لتسليط الضوء على الناس المشاركين في الثورة، لكسر الصورة النمطيّة المتكرّرة &laqascii117o;أشخاص هناك يقاتلون". وتكمل بساتنة بالبلاغة ذاتها: &laqascii117o;تتكون شبكتي الاجتماعية من طلاب وأطباء ومحامين وصانعي أفلام، وجميعهم من الشباب الذين يملكون أحلاماً لا تختلف عن آمالنا وأحلامنا نحن الذين نعيش في الولايات المتحدة الأميركية، فجميعنا نريد مستقبلاً أفضل".
لم يكد الإعلان الترويجي للفيلم ينشر، حتى تحوّل إلى مادّة لسخرية الناشطين على منصّات الإعلام الجديد في سوريا. وابتدع هؤلاء لقب &laqascii117o;فتاة شيكاغو" كتعبيرٍ ساخر جديد، أضافوها إلى قائمة ألقاب &laqascii117o;معارضة الفنادق" أو &laqascii117o;مناضلو الكافيار". وعلّق بعضهم بالقول إنّ الشريط الترويجي أشبه بمشهد لأحد مسلسلات &laqascii117o;كوميديا الموقف"، وكانت تنقصه إضافة ضحكات الجمهور حين تقول آلاء مثلاً: &laqascii117o;أنا أقود الثورة من حاسوبي المحمول"! ولكن الإعلان يواصل بكلّ جديّة، بعيداً عن الهزل... فابنة التسعة عشر ربيعاً، وخلفها من قام بإنتاج هذا الفيلم وإخراجه، يظنون حقاً بأنه يمكن لفتاة تعيش بعيدة آلاف الكيلومترات عن سوريا أن تقود &laqascii117o;ثورة" من غرفة نومها. يظنّون أنّه من المضحك الاستهانة بالألم اليومي للسوريين، وبأثمان الحرب &laqascii117o;الواقعية" التي يدفعها النازحون ومن بقوا في بيوتهم. هكذا، اكتشف هؤلاء، بمحض المصادفة، بأن لهم &laqascii117o;قائدة ثورية" لم يعلموا بوجودها! &laqascii117o;كبيرة المزحة هاي"، علّق أحدهم على &laqascii117o;فايسبوك".

* رابط الشريط:

vimeo.com/79270867

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد