المقتطف الصحفي » أرشيف الأونروا: صور التغريبة تدخل العصر الرقمي

- صحيفة 'السفير'
جوي سليم

أكثر من نصف مليون صورة فوتوغرافية وثمانمئة شريط مصوّر، تؤرخ لمعاناة اللاجئين الفلسطينيين منذ 65 عاماً، أنقذتها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا) من التلف. في مبادرةٍ هي الأولى من نوعها، أطلقت الوكالة الأممية مشروعاً لرقمنة الأرشيف السمعي البصري للاجئين الفلسطينيين بهدف الحفاظ على الذاكرة الجمعية الفلسطينية، و'الدفاع عن الهوية والمساهمة في بناء تراث وطني'، بحسب المفوض العام في الأنروا فيليبو غراندي في حديثٍ مع وكالة فرانس برس. ورأى غراندي أنّ 'المسألة تقنية ولا تحتمل التأخير لأن هذا الأرشيف الثري كان مهدداً بالتلف'.
المشروع الذي يجري بالتعاون مع فرنسا والدنمارك إضافةً الى تمويله من القطاع الخاص الفلسطيني، ينقذ 430 ألف صورة سلبية (نيغاتيف) وعشرة آلاف صورة مطبوعة، إلى جانب 85 ألف شريحة عرض (ديابوزيتيف) و75 فيلماً و730 شريط فيديو. هذه المواد الغنيّة التي التقطتها عدسات مصورين حاليين وسابقين في 'الأونروا'، تواكب التهجير القسري الذي تعرّض له الفلسطينيون منذ النكبة العام 1948، مؤرخةً تأسيس مخيمات اللجوء في غزة ولبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية.
بحسب موقع الوكالة، يتضمّن الأرشيف توثيقاً للتهجير الثاني بعد حرب الأيام الستة العام 1967 إضافةً الى الحرب اللبنانية والأعمال العدائية التي ارتكبت بحقّ اللاجئين في لبنان. ونرى في هذا السياق مثلاً شريطاً (3:41 دقيقة) بعنوان: 'إستذكار الألم: مجزرة صبرا وشاتيلا'. في الشريط نرى المصور السابق في الأونروا جورج نعمة يعرض صوراً التقطها بنفسه للمجزرة في المخيمين في أيلول 1982. صورٌ بالأبيض والأسود للجثث والمقابر، وأخرى تُظهر صدمة وألم من بقي على قيد الحياة من سكان المخيّم بعد المذبحة التي راح ضحيتها آلاف الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين.
هذا الشريط وغيره من الأشرطة يمكن مشاهدتها على الموقع الالكتروني الذي أنشأته الوكالة بالتزامن مع إطلاق مشروع رقمنة الأرشيف. وبطريقةٍ رمزية، ينشر الموقع 1948 صورة مقسّمة تحت ثلاثة عناوين: حياة اللاجئين، التربية والصحة. العنوانان الأخيران يضمّان صوراً تبرز، بطريقةٍ دعائية، الخدمات التربوية والصحية التي قدمتها الأونروا للاجئين على مدى عقود. إذ نرى صوراً للتلاميذ الفلسطينيين في مدارس الوكالة وأخرى للاجئين يتلقون علاجاً طبياً، مع شرح بجانب كل صورة عن ظروف التقاطها. وضمن المشروع نفسه، افتتحت الأونروا قبل أسبوع في القدس المحتلة معرضاً لصور من أرشيف الوكالة بعنوان 'الرحلة الطويلة'، ضمّ صوراً عن معاناة اللاجئين، في مقابل صور للشبان الفلسطينيين الذين يجسدون 'انتصاراً لاستمرارية الحياة'، بحسب وصف فرانس برس للمعرض. ومن المقرر أن ينتقل المعرض الى كلٍ من غزة والأردن ولبنان وسوريا (راجع 'السفير' 30/11/2013).
حتى الصيف المقبل، سيستمرّ العمل على رقمنة هذا الأرشيف الفريد الذي أُدرِج العام 2009 في سجلّ 'ذاكرة العالم' من قبل منظمة اليونسكو، في عمّان وغزة.
إن أهمّية إحياء الذاكرة الجمعية المرتبطة بتهجير الفلسطينيين من أرضهم وبلادهم تكمن في كون ذلك فعل مقاومة لمحاولات العدو الإسرائيلي المستمرّة طمس التاريخ وتزويره. كما يشكّل نشر تلك الصور والأشرطة المؤرخة لستة عقود من المعاناة إدانةً متجدّدة للمحتل الاسرائيلي، إضافةً الى إعادة التأكيد على حقّ اللاجئين بالعودة إلى فلسطين.

* رابط الأرشيف:

http://archive.ascii117nrwa.org/license/home/ascii117nrwa.do

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد