تهديد بتدمير موقع &laqascii117o;فايسبوك" وبيع المعلومات
- صحيفة 'السفير'
سوزان الوتار وجنان جمعاوي
&laqascii117o;فايسبوك يبيع معلومات لوكالات حكومية ويمنح شركات أمن المعلومات سرا القدرة على التجسس على الناس في سائر أنحاء العالم"، بهذه العبارة، استهلّت مجموعة &laqascii117o;انونيموس هاكرز" أو &laqascii117o;القراصنة المجهولون"، في شريط بُث على &laqascii117o;يوتيوب" في تموز 2011، تهديدا شعاره &laqascii117o;عملية فايسبوك 5 تشرين الثاني 2011".
العملية تقضي بالقضاء على شبكة التواصل الإجتماعي الأشهر في العالم. لا يترك &laqascii117o;القراصنة المجهولون" الناس في المجهول. يبررون فعلتهم: &laqascii117o;انتباه إلى مواطني العالم، نحن أنونيموس... موقع &laqascii117o;فايسبوك" يبيع معلومات لوكالات حكومية ويمنح شركات أمن المعلومات سرا القدرة على التجسس على الناس في سائر أنحاء العالم، بما في ذلك في مصر وسوريا".
وتضيف الرسالة: &laqascii117o;مسح رصيدكم عن &laqascii117o;فايسبوك" أمر مستحيل، حتى لو قمتم يدويا بمسح كل معلوماتكم الشخصية، فإنها تبقى في سجلاته ويمكن استردادها في أي وقت . أما تغيير بيانات الخصوصية لجعل حسابكم أكثر إنتقائية فوهم هو الآخر... لستم في مأمن منهم ومن أي حكومة في العالم . يوما ما ستتذكرون هذا اليوم وستدركون أن ما فعلناه أمر صائب".
لماذا 5 تشرين الثاني؟
تتخذ مجموعة &laqascii117o;القراصنة المجهولين" لنفسها شعار &laqascii117o;V" وتصوّر عناصرها وهم يرتدون القناع الذي اشتهر في فيلم &laqascii117o;في فور فانديتا" وكلمة فانديتا تعني إنتقام.
واستخدمت المجموعة عبارة &laqascii117o;تذكر تذكر الخامس من تشرين الثاني"، التي استخدمها &laqascii117o;إرهابي لندن" الذي يشار اليه في الفيلم بحرف &laqascii117o;في"، ليعلن التاريخ الذي سيدمر فيه كل شيء، &laqascii117o;تاريخ البداية، وتاريخ النهاية"، عازما العقد على تدمير مبنى البرلمان البريطاني و&laqascii117o;مركز السلطة" لـ&laqascii117o;يزول التسلط غير العادل والمستبد".
لهذا التاريخ المحدد ذكرى في بريطانيا. فالخامس من تشرين الثاني يوافق يوم &laqascii117o;غاي فاوك".
وغويدو فاوك كان جزءا مما عُرف باسم &laqascii117o;مؤامرة البارود"، التي كانت تهدف إلى إغتيال الملك جيمس الأول في مجلس اللوردات في الخامس من تشرين الثاني العام 1605.
وبسبب رسالة مجهولة المصدر وُجِّهت إلى السلطات المختصة، عُثر على فاوك وهو يحرس المتفجرات تحت مبنى مجلس اللوردات، وحكم عليه بالإعدام حينها بتهمة الخيانة العظمى.. لكن الأخير فضل قتل نفسه بطريقة أسرع وأقل ألماً، حيث قفز عن منصة الإعدام قبل دقائق من تنفيذ الحكم ليدقّ عنقه.
من وراء &laqascii117o;عملية فايسبوك"؟
ويبقى السؤال &laqascii117o;هل فعلاًَ تقف مجموعة &laqascii117o;انونيموس هاكرز" وراء هذا التهديد"؟ يجيب الخبير آدم كلارك في مجلة &laqascii117o;أتلانتك" الأميركية أنه &laqascii117o;بعد الإنتشار الواسع للفيديو، أنكر شخص مرتبط &laqascii117o;بأنونيموس هاكرز"، عبر حسابه في &laqascii117o;تويتر"، أن تكون مجموعته وراء عملية فايسبوك".
وجاء في رسالة &laqascii117o;تويتر": &laqascii117o;إلى الإعلام والصحافة في العالم، كفى كذباً!" وفي رسالة أخرى على &laqascii117o;تويتر"، كتب هذا الشخص &laqascii117o;عملية &laqascii117o;فايسبوك" مجرد خبر زائف آخر. نحن لا &laqascii117o;نقتل" الرسول.. ليس أسلوبنا". وفي رسالة ثالثة: &laqascii117o;لا تكونوا حمقى، العالم يشهد أحداثا أهم من المراوغات السخيفة كعملية &laqascii117o;فايسبوك". وفي رابعة: &laqascii117o;مهمة &laqascii117o;فايسبوك" قد تكون منظمة من قبل شخص ضمن فريق أنونيموس، ولكن هذا لا يعني أن كل من في الفريق يوافق عليها".
من هم &laqascii117o;القراصنة المجهولون"؟
&laqascii117o;انونيموس هاكرز" فريق من قراصنة الإنترنت. لكن ليس كأي فريق عادي يهدف بقرصناته الى التسلية والمرح أو الإحتيال. بل إنه غزا عددا من مواقع الإنترنت المهمة التابعة إلى شركات عالمية وأخرى تابعة لحكومات. وقد قاموا بسرقة معلومات موجودة على مواقع معينة ونشروها على الملأ، كنوع من درس يلقنونه لهذه الشركات والحكومات بشأن أهمية المعلومات وخصوصيتها. بدأت قصة &laqascii117o;انونيموس هاكرز" كنوع من الإنتقام من السلطات الأميركية، عندما أغلقت موقع &laqascii117o;وكيليكس" أو على الأقل حاولت محاصرته. أما الآن، فقد تحولت المجموعة إلى ما قد يشبه &laqascii117o;روبن هود"، بمعنى أنها تقوم بأعمال غير شرعية ولكن لأهداف سامية. وينشط هؤلاء القراصنة في أكثر من دولة، بينها بريطانيا والولايات المتحدة، وهولندا.
وبعد قرصنة مواقع شركات كبيرة مثل &laqascii117o;باي بال" و&laqascii117o;ماستر كارد" و&laqascii117o;فيزا كارد"، أطلقت السلطات في الدول الثلاث المذكورة سابقا حملة تحقيقات واسعة، شملت إعتقالات ومذكرات تفتيش في كل أنحاء البلاد. وأدت إلى توقيف أكثر من 16 شخصا في الولايات المتحدة، وأربعة في هولندا، وتسعة في بريطانيا. بينهم أعضاء من الفريق المساعد لأنونيموس &laqascii117o;لولزاك" وهم معرفون بـ&laqascii117o;تي فلو" و&laqascii117o;توبياري". ورغم كل هذه الاعتقالات والمداهمات، لا يزال التهديد لتدمير موقع &laqascii117o;فايسبوك" قائماً.
لماذا &laqascii117o;فايسبوك"؟
يشكل &laqascii117o;فايسبوك" صيدا ثميناً على الموقع، ينشر المستخدمون، من سائر أنحاء العالم، وعن طيب خاطر، معلومات شخصية، إن كان عن تحركاتهم اليومية، أو تفاصيل حياتهم الشخصية، ومعارفهم، أم عن آرائهم السياسية والدينية. ويبلغ رأس مال الموقع 75 مليار دولار ما يجعل منه &laqascii117o;كعكة لذيذة، يريد الجميع قطعة منها".
ووفقا لإحصاءات نشرها &laqascii117o;فايسبوك" مؤخرا، تبين أن عدد مستخدمي الموقع يبلغ أكثر من 750 مليون مستخدم، بمعدل عدد أصدقاء يبلغ 130 صديقا، يتفقد 50 في المئة منهم حساباتهم في أي وقت وأي يوم، ويصل معدل عدد دقائق الاستخدام في الشهر الى 700 مليار دقيقة.
جميعنا يعلم أن &laqascii117o;فايسبوك" ليس مجرد شبكة هدفها التواصل العالمي وتشاطر الأخبار والصور والنشاطات بين الأصدقاء والعائلات حول العالم.. وإلا لم اجتمع الرئيس الأميركي باراك أوباما بمؤسسه مارك زاكربرغ في شباط الماضي؟
بانتظار موعد العملية، تبقى حقيقة تهديد &laqascii117o;القراصنة المجهولون" مجهولة.. لكن حتما &laqascii117o;سنتذكر الخامس من تشرين الثاني"!