المقتطف الصحفي » أخبار ومستجدات ومقالات من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 27/5/2011

أهم المستجدات

ردود الفعل على خطاب نصر الله في 'عيد المقاومة والتحرير'

- صحيفتا 'النهار' و'الجمهورية'
الوزير السابق جوزف الهاشم: سماحة السيد بين الكسليك الشيعي وحزب الله الماروني
أحسن السيد حسن عندما اختار بلدة 'النبي شيت' مكاناً للاحتفال بعيد التحرير بدلاً من الضاحية، لأن بلدة النبي شيت سميت على اسم الابن الثالث لآدم وحواء، بما يذكّرنا بوحدة الانسانية مع بدايات الخليقة، قبل أن تكون طوائف ومذهبيات، وإن تذكرنا معها الخطيئة الأولى وتفاحة حواء. والضاحية الجنوبية على أي حال، وإن كانت تشكل ولاية حزبية لـ'حزب الله' وحركة 'أمل'، إلا أنها لست إمارة مستقلة على المتوسط شبيهة بامارة موناكو، وليست 'فاتيكاناً' شيعياً يشكل دولة دينية مستقلة، وليست أيضاً ملكاً عقارياً لله. شعار 'الملك لله'، بما يوحي من عفّة روحية، وضبط لجوامح النفس، لا يعني الملكية المادية، بل هو يحدّد زمنية الحياة البشرية بما يبرّر قناعة الانسان في مقتناه ودنياه، للحد من غريزة الجشع، والتصارع على أسلاب الوجود الفاني 'وكل ما عليها فان...'. والله عزّ في ملكه وجلّ، لا يطلب منا أن نسجل عقاراتنا باسمه، ولا يطلب وضع اليد على ممتلكات الآخرين، ولم يطلب إلا أن 'ندخل البيوت من أبوابها وأن نسلّم على أهلها...'. وعندما يكون الملك باسم الله يصبح مشاعاً شائعاً، ومادة صراع محموم لبني البشر، الذين يعتبرون أنفسهم جميعاً أبناء الله، والورثة الشرعيين له على الأرض. الضاحية الجنوبية كغيرها من الضواحي، إنفصلت عن الدولة في زمن الحرب، كما انفصلت كل مساحة جغرافية أخرى مع مجموعة بشرية بارادة أمراء الحرب، وقد نصبوا أنفسهم عنوة عليها وعلى رعاياها، ولم يبق إلا أن يسكّوا النقود باسمهم. والضاحية الجنوبية كالضاحية الشمالية، وإن كانتا من سلالة حواء الحرب، وقد ولدتا بالخطيئة، إلا أن خطيئتهما مبررة، لإن الضاحية الأولى قد استوعبت كل مهجري الجنوب بفعل الاحتلالات والغزوات الاسرائيلية، ولأن الضاحية الشمالية قد استوعبت كل مهجري الجبل بفعل الجنون اللبناني الرحيم. ومنذ حرب السبعينات حتى اليوم لم يتمكن سيد من توحيد الضاحيتين، لإن الحرب لم تخرّج أسياداً للسلام مثلما خرّجت أسياداً للحرب.  ولإن لبنان منذ انتهاء الحرب الساخنة لا يزال يعيش حرباً باردة هي الأكثر ضراوة ومضاضة، أغرقته في دوامة من المشكلات والمحن، لا قدرة له على النهوض منها إلا بتحقيق ذلك الحلّ السحري الذي إسمه الوفاق... وقد يصبح الفراق أجدى إذا لم يكن وفاق...؟ ولكن الى أين...! لقد كانت للطوائف اللبنانية قبل حرب الخامسة والسبعين مشكلات وقضايا وتناقضات ذاتية على مستوى الغبن والحقوق والمشاركة والمساواة والحرمان، فإذا هي بعد الحرب تعاني قضايا وطنية على مستوى: المصير، والأرض، والعرض، والتمزق والتبعثر والإنكفاء، والمستقبل المرتعش والمجهول، واذا هي تتساوى جمعياً في صرخة الوجع حول الحقوق والمشاركة والمساواة والغبن والقلق وقشعريرة الرعب والخوف. ولم يعد الشرق كما كان عليه عهد الأمبراطورية العثمانية، ولم يعد الغرب كما كان عليه عهد الحمايات، بل إن كل دولة شرقية كانت أو غربية تستقتل من أجل مصالحها، وتقاتل من أجل مصالحها، وحدنا نحن لا نزال نستقتل من أجل مصالح الآخرين، ونتقاتل على أسماء أنبيائنا. أيها السيد، لإنك أنت سيد، تتخلق بقيم الايمامية، وخلفك تاريخ من التجارب والعبر، وأمامك رهانات مداهمة واستحقاقات، دع عند لوم باراك أوباما، وغضّ الطرف عن خطاب بنيامين نتنياهو ومجلس الكونغرس، ولا تعبأ بزيارة جيفري فيلتمان، ولا تقم وزناً للمعادلات الدولية المتقلبة، هذه كلها تسقط عند تكامل الثالثوث الداخلي بلا مفارقات، فإذا كان شعارك 'الشعب والجيش والمقاومة'، فهذه الأقانيم الثلاثة تختصر بكائن، واحد إسمه الشعب... كل الشعب، هذا هو سلاحك  الصاروخي الأمضى. تفضل إذاً، 'وشاورهم بالأمر... وعلى الله توكّل، إن الله يحب المتوكلين'.ألا ترى معي، أن انتصارك الأممي الأكبر، يوم تحتفل بعيد التحرير في جامعة الكسليك، وحولك العباءات السود المختلطة، وأن بين حزب الله في الضاحية وحزب الله في الكسليك قربى روحية، وأوجه شبه كثيرة، تتوحد تحت أنظار الله، وتسهم في وقف التصارع على الأرض بين أشياع الأنبياء الذين هم يتفقون في السماء. ما رأيك أيها السيد، بروجر الثاني ملك صقلية، الذي كان رعاياه اليونانيون واللاتين والمسلمون يعيشون في كيان مُؤتلف، فكان يجلس على العرش مرتدياً حيناً الثوب الكهنوتي، وحيناً آخر الزي الأمبراطوري، وحيناً ثالثاً عباءة أمير عربي، فوحّد بذلك الشعب وازدهرت على يده الثقافتان اليونانية والعربية.


- 'النهار':

ابراهيم بيرم
كيف قرأ حزب الله خطاب أوباما عنه وماذا يتوقّع بعد؟
ربما 'أخف' التحليلات القول ان الكلام المباشر الذي أطلقه الرئيس الاميركي باراك اوباما امام مؤتمر 'ايباك' (اللوبي اليهودي) في واشنطن عن 'حزب الله' واتهامه بممارسة 'الاغتيال السياسي' واستخدام 'السيارات المفخخة'، القول بأن هذا الموقف المفاجئ، يندرج في اطار 'بيعة' اميركية للاسرائيليين في لحظة 'سوء فهم وتفاهم' بين واشنطن وتل ابيب، بعد الاعتراض الاسرائيلي على كلام اوباما عن دولة فلسطينية على حدود عام 1967.ولكن الثابت ان المعني الاول بهذا الموقف الاميركي اي 'حزب الله'، يذهب بهذا الكلام الى ابعد من ذلك ليرصد تحولاً نوعياً في السلوك الاميركي تجاهه، من جهة، ومؤشراً ينطوي على الخطوط العريضة لمستقبل التعامل الاميركي مع احداث المنطقة واللاعبين الاساسيين على مسرحها وفي مقدمهم هو في قابل الايام.لا ريب ان في دوائر القرار في 'حزب الله' من لا يزال يقلب امر هذا الكلام على وجوهه كافة، وخصوصا انه اتى من خارج كل السياقات والاحتمالات والتوقعات، اذ ليس هناك ما ينبئ بأن ثمة 'اشتباكا' سياسيا او غير سياسي مباشرا بين الحزب والادارة الاميركية، باعتبار انه لم يسجل اي 'احتكاكات' بين الطرفين منذ عام 1985، ويومها كانت عبارة عن مواجهات مباشرة بين الاميركيين الذين كانوا نزلوا في الاراضي اللبنانية منذ صيف 1982، ومجموعات 'شبيحة' لأن الحزب لم يكن قد تكون بعد، واستقر جسما تنظيميا، بل كان مازال 'جنينا' يتكون من مجموعات 'هلامية' تتخذ اسماء شتى.وعليه، فإن في الدوائر عينها من عاد ليستذكر، امام هذا الكلام الجديد في نوعه ومداليله 'النصيحة' الشهيرة التي وجهها مدير المخابرات المركزية الاميركية الحالي الجنرال ديفيد باتريوس عندما كان قائداً للمنطقة الوسطى الاميركية عام 2007، الى ادارته التي كانت يومذاك في 'ذروة' اخفاقها في المستنقع العراقي، وفحوى هذه 'النصيحة' التي أتت بناء على خبرة شخصية بأن على اميركا الا تفكر مجدداً في غمار حروب كبيرة على نمط حربها في العراق وأفغانستان، فهي خاسرة، وعليها في المقابل ان تواجه 'اعداءها وخصومها' بأسلوبهم اي بالعمليات المحدودة الخاطفة وكمثل الانجازات السريعة وعمليات الاغتيال وهجمات الكومندوس واغارات المروحيات التي من شأنها ان 'تصعق' الاعداء وتربكهم، وتنزع من يدهم سلاحهم الامضى.
وعليه، فإن في الدوائر عينها من ربط بين كلام اوباما المفاجئ عن الحزب و'نصيحة' الجنرال باتريوس برسم سيناريو 'احتمالات' تنطلق من سؤال جوهري هو هل واشنطن اوباما وضعت نصب أعينها فكرة فتح ابواب المواجهة بينها وبين الحزب على دروب وآفاق جديدة، تنطوي على ابعاد خطرة، قد يعرف كيف تبدأ وتنطلق ولكن ما من احد يمكنه سبر أغوارها وأبعادها لاحقاً؟.. وعليه، فإن الدوائر عينها تخلص الى ان الصيف الذي يوشك ان يبدأ حامياً جداً، وبالتالي فنهج الذهاب الى 'حافة الهاوية' الذي شرعت فيه قوى 'الممانعة والمقاومة' في 15 ايار الحالي في مارون الراس، وعلى حدود الجولان السوري المحتل، بدأ يعطي ما كان مرجواً منه بالنسبة لصانعيه، وهو انه أوجع واشنطن وتل ابيب، ودفعهما الى الرد سريعا. وبالطبع، فإن الدوائر عينها تؤكد ان من طرق الباب كان ينتظر الجواب، وهو جاهز للرد، ورد الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله اول من امس كان اول الغيث، بانتظار مزيد من فصول المواجهة في الصيف الحار.


- 'النهار':

روزانا بومنصف
لا بديل من ميقاتي ولا قدرة على تسهيل التأليف.. خطاب نصرالله يثبت المرحلة العالقة
يثقل الوضع الاقليمي على لبنان على نحو بات معه ثابتا عدم القدرة على المضي قدماً في تأليف الحكومة وفق ما بدت الخلاصة الواضحة من كلام الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله الذي أكد ما كان أصبح معروفاً على نطاق واسع منذ بعض الوقت. اذ بدت الامور عالقة عند عدم إمكان التخلي عن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، على رغم اعتبار انه يتعرض مع رئيس الجمهورية لضغوط اميركية، لكن أي بديل منه لن يكون متاحاً أو ممكناً تأمينه في ظل الظروف المحلية والاقليمية. وأي محاولة للانتقال الى خيارات بديلة تحتاج الى توافقات إقليمية غير متاحة على اكثر من مستوى.. ولذلك فان مضمون خطاب السيد نصرالله لم يقارب التوقعات الكبيرة حوله. وقد خلّف انطباعاً أنه لولا المناسبة التي تشكلها ذكرى التحرير لما كان رأى الحزب ملائماً الكلام في هذه المرحلة، ولو أنه يعتبر ان من واجبه ان يتحدث عن النظام السوري باعتبار انه كان منتظراً منذ بعض الوقت ان يعلن الحزب موقفه من التطورات السورية في حين يدرك الجميع ان الموضوع السوري يثقل بقوة على الحزب ويتسبب بإحراج للبنان ككل ولأطراف أساسيين فيه على أكثر من مستوى. أما الموقف من سلاحه ومن الولايات المتحدة واسرائيل فهو من مرتكزات أي خطاب ولا جديد في هذا الشأن.  وقد فهم من كلامه انه يتعين على اللبنانيين التعايش مع الامر الواقع لمدة طويلة غير منظورة يراها مراقبون كثر محكومة بجملة أمور تشكل بعض التطورات الداخلية وتعقيداتها واجهة قوية لها، من بينها، على سبيل المثال لا الحصر، ان الوضع الحالي الملتبس لا يسمح بوضع موضوع الحكومة في الواجهة بحيث تشكل عنواناً سهلاً للضغوط في اتجاه الداخل اللبناني كما في اتجاه سوريا...وفيما يبدو موضوع الحكومة عالقاً عند عدم القدرة على العودة عنه أو على التقدم فيه، فإن اتساعاً يبدو أكبر في المواقف بين الرئيس المكلف الذي يقول معنيون في الاكثرية الجديدة انه طوّر موقفه تحت وطأة متابعته لتطورات المنطقة بحيث ما كان صائباً أو ممكناً قبل أربعة أشهر لم يعد متاحاً راهناً، وفق ما يظهر في مواقفه المعلنة، ومواقف 'حزب الله' الذي أظهر علناً وفق مضمون خطاب السيد نصرالله ان الحزب لم يغادر مقاربته للأمور على وقع التطورات الجارية. علماً ان الحزب، وفق عارفيه، لديه قراءة عميقة وجدية لما يجري من حوله لكن أي استخلاصات لا تبدو واضحة حتى الآن ما دامت الامور في طور التطور والتحرك خصوصاً ان موضوع النظام السوري يشكل ثابتة بالنسبة إليه ويحرجه الموضوع على مستوى النظام والشعب على حد سواء.


- صحيفة 'الأخبار':
أكّد الرئيس أمين الجميّل أنّ &laqascii117o;كلام نصر الله بشأن الأزمة الحكومية هروب من المسؤولية. أمّا تفعيل المجلس النيابي فهرطقة جديدة تتجاوز الدستور اللبناني ومبدأ الفصل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية". أما عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق فلفت إلى افتخاره بالتحرير الذي حصل عام 2000 واعتزازه بإنجازات المقاومة في أيام مثلت نموذجاً للعمل الوطني. لكن اليوم، يتابع المشنوق، &laqascii117o;بات اللبنانيون منقسمين بعد استعمال السلاح في الداخل. ولم يعد باستطاعة اللبنانيين تحمّل هذا السلاح بعد تحوّله أداة ضغط على النظام".


- صحيفة 'الحياة':
وليد شقير
قلق &laqascii117o;حزب الله"
من أبلغ ما قاله الأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه أول من أمس لمناسبة الذكرى الحادية عشرة لعيد المقاومة والتحرير، هو حين خاطب &laqascii117o;شعوبنا العربية" محذراً إياها من &laqascii117o;أن تلقوا بأنفسكم في أحضان الأميركيين من جديد، وإذا كنتم تريدون أن ترجعوا الى عند الأميركيين ابقوا حيث أنتم". ومن المؤكد ان السيد نصرالله لا يقصد وضع الشعوب العربية أمام خيارين: إما الثورة من اجل الديموقراطية وتغيير الأنظمة مع اتخاذها موقفاً واضحاً ضد أميركا والتزامها دعم المقاومة في مواجهة إسرائيل، وإما الإبقاء على هذه الأنظمة مع استمرارها في الانصياع لأميركا وفي خطابها اللفظي ضد إسرائيل بموازاة تواطئها مع الدولة العبرية تحت الطاولة وفي الخفاء وفتحها قنوات التفاوض والتسويات معها لحماية أرباب هذه الأنظمة، فالأمين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" يدرك ان الموجبات الداخلية للثورات العربية ضد القهر والقمع والإذلال والفساد والديكتاتورية العمياء، لا ردّ لها بعد ان كُسِر حاجز الخوف أينما كان. إلا ان استخدام السيد نصرالله تعبير &laqascii117o;ابقوا حيث أنتم"، على رغم انه تعبير مجازي، يكشف قدراً من القلق لدى &laqascii117o;حزب الله" إزاء التحولات السياسية التاريخية الجارية في المنطقة، بالعلاقة مع توجهاته ومشروعه، فالحزب كان يأمل من هذه التحولات، شأنه شأن ايران، منذ بدايتها في تونس وتحديداً في مصر، وقبل ان تنتقل الى دول أخرى ولا سيما سورية، ان تقود الى قيام معادلة إقليمية جديدة: أن يقود تغيير الأنظمة الى قيام محور أو صيغة تعاون مصري – إيراني – سوري – تركي، تتحلق حوله دول عربية أخرى، وقوى مثل الحزب و &laqascii117o;حماس" ويكون لبنان، بحكم موازين القوى، في إطاره... إن صيغة التعاون المفترضة هذه كحصيلة للثورات العربية، هي التي عبّرت عنها طهران بحديث المسؤولين فيها عن الشرق الأوسط الإسلامي. إن الأمل بتعاون إقليمي من هذا النوع مشروع، وقد تظهر ملامح لاحقة له، مع استمرار التحولات الإقليمية، لأنه يعطي للعرب والدول الإسلامية ثقلاً كبيراً على الساحة الدولية في وجه السياسات الأميركية تجاه المنطقة، وخصوصاً فلسطين، لا سيما اذا انضمت إليه دول الخليج وخصوصاً السعودية. إلا أن آليات الملاءمة بين التحول الديموقراطي في عدد من الدول التي تشهد ثورات الشعوب، وبين سياساتها الخارجية، تأخذ شكلاً تدريجياً تدخل في حساباته مصالحها القومية والاستراتيجية وإمكاناتها، وتحت سقف مختلف عن سقف التعاون الإقليمي الذي يأمل به &laqascii117o;حزب الله" وإيران، والذي تتداخل فيه مقتضيات المقاومة في مواجهة إسرائيل، مع المواجهة التي تخوضها إيران ضد الغرب حول ملفها النووي. ومن الأمثلة عن السقف الذي تعتمده الأنظمة الجديدة التي تستكمل التحولات فيها، قيام مصر بفتح معبر رفح، وإعادة الوحدة الى الحركة الوطنية الفلسطينية عبر رعاية القاهرة للمصالحة بين &laqascii117o;فتح" و &laqascii117o;حماس"، وإعادة النظر بعقود بيع الغاز المصري المخفّض السعر لإسرائيل... في خطوات تدريجية على طريق رسم سياسات جديدة في التعامل مع الصراع العربي – الإسرائيلي، وهو أمر يعيد لمصر وللدول الأخرى المتحولة ديموقراطياً دورها في هذه المسألة بعد ان عوّضت ايران عن غيابها. وهذا القلق من وجهة التحولات العربية بالمعنى الإقليمي في كفة، والقلق من الوضع في سورية في كفة أخرى، خصوصاً ان نصرالله تحدث عنه بوضوح وبلغة واقعية، بعيداً من المجازية، فهو لم يردد الخطاب الإعلامي السوري باتهام المحتجين السوريين بأنهم مجموعات إرهابية او سلفيون، وبأن ما يقومون به مؤامرة خارجية، في معرض تأكيده ان القيادة السورية راغبة في الإصلاح وبدعوته السوريين الى &laqascii117o;أن يعطوا المجال للقيادة السورية بالتعاون مع كل فئات شعبها لتنفيذ الإصلاحات وأن يختاروا طريق الحوار وليس الصدام". كان طبيعياً ألا يبدو السيد نصرالله قلقاً من حملة الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي على الحزب، لأن المناسبة التي يتحدث فيها ترمز الى مخزون الانتصار الذي حققه بإجبار إسرائيل على الانسحاب من الجنوب عام 2000، وبهزمها في تموز (يوليو) عام 2006، في شكل غيّر المعادلة في المواجهة مع إسرائيل.لكن المقلق أن السيد نصرالله لم يُظهر قلقاً إزاء الوضع اللبناني الداخلي بفعل الفراغ الحكومي وتعمّق الانقسام والتحديات الظاهرة وغير الظاهرة، الى درجة انه تجاهل في خطابه دعوة خصومه، ولا سيما رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، لمناسبة الذكرى التي تتطلب وقفة تأمل، الى تقوية أواصر الوحدة الوطنية وإعادة إحياء التواصل بين اللبنانيين. هنا، على اللبنانيين ان يزدادوا قلقاً.


- صحيفة 'المستقبل':
حكومياً، وغداة خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى التحرير والذي أكد فيه وجود 'شروط وضغوط أميركية وغربية' على رئيس الجمهورية والرئيس المكلف'، معلنًا مواصلة بذل الجهود لتأليف الحكومة 'عبر الخليلين والأخلاء'، ومشدداً على أنّ 'حزب الله ليس في وارد الضغط على أحد من حلفائه' لتذليل عقبات التأليف، في إشارة واضحة إلى مطالب النائب عون الاستيزارية. ومعلناً رفضه تشكيل 'حكومة تكنوقراط لأنّ لبنان بلد سياسي 'حتى العظم' ولا تقوم به إلا حكومة سياسية محمية من قوى سياسية أساسية أو حكومة وحدة وطنية ونقطة على أول السطر(..)'، قالت مصادر مواكبة لعملية تشكيل الحكومة إن 'تحرك الخليلين والأخلاء يلزمه بعض الوقت لترتيب الأولويات والثغرات التي يمكن النفاذ منها لكسر الجمود الحاصل'. وأضافت 'لا جديد يمكن إضافته على هذا الموضوع سوى التأكيد على ما سبق الإعلان عنه، أي تمسك رئيس الجمهورية بتطبيق الدستور في هذا الاستحقاق وانتظار ما يمكن أن يحمله الرئيس المكلف من مسودة تشكيلة حكومية الى بعبدا لعرضها على رئيس الجمهورية ليبدي رأيه فيها'. إلى ذلك، أكد رئيس كتلة 'المستقبل' الرئيس فؤاد السنيورة أن المقاومة عنوان وطني يمكن أن يجتمع اللبنانيون من حوله، أما السلاح فهو موضوع اختلاف طالما هو خارج عن إرادة الدولة وسلطتها'، ودعا خلال تمثيله رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في افتتاح 'منتدى الاقتصاد العربي' اللبنانيين إلى 'وضع خلافاتهم على الطاولة بدلاً من وضعها على رؤوس الناس، وبالتالي تحميلهم ما لا طاقة لهم به'، مؤكداً أن 'لا القطيعة تنفع، ولا الثأرية توصل الى الحق، ولا الخروج عن منطق الدولة يوصل اللبنانيين الى ما يسمح لهم ببناء مستقبلهم(..)'.


- 'المستقبل':
حوري لـ'المستقبل': نصرالله يقرر بشأن الحكومة
[ رئيس مجلس النواب نبيه بري يصر على عقد جلسة تشريعية في غياب الحكومة، والأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله أعلن عن تأييده هذه الخطوة، ما هو تعليقكم على الموقفين؟
ـ نحن نرى أن التشريع في المجلس النيابي في ظل حكومة تصريف الأعمال ليس منطقيا، وليس دستوريا، إضافة الى أنه خطوة غير ميثاقية، وهي تناقض مبدأ العيش المشترك الذي نص عليه الدستور، لذلك لم يكن مفيدا دعم السيد نصر الله لهذه الخطوة الخلافية، وكان من الأفضل له أن يستمر في موقف محايد في ما خص هذا الموضوع بالذات.
[ كثيرا ما نسمع من قوى 8 آذار عن حكومة قريبة، ورفضها تشكيل حكومة تكنوقراط، وآخرهم السيد حسن نصر الله، الذي رأى أن الحل بحكومة سياسية أو حكومة وحدة وطنية، برأيكم متى ستبصر الحكومة النور وعلى أي قاعدة ستكون؟
ـ أنا لا أرى أي معطيات أو مؤشرات تشير الى إمكان تشكيل حكومة في المدى المنظور، والأحاديث عن حكومة وحدة وطنية أمر مطروح للاستهلاك السياسي، لأن الفريق الآخر قام بخطوته الإنقلابية لأنه لا يريد حكومة وحدة وطنية، وقد وقع هذا الفريق في شر أعماله، ولكن كما يبدو أننا سنبقى في حالة من المراوحة السياسية، في حين نحن في أمسّ الحاجة الى حكومة تعالج مشكلات الناس، وتدير أمورهم، وتعمل على تأمين متطلباتهم الملحة في أسرع وقت ممكن.
[ ولكن نصر الله أكد أن الحكومة باتت قريبة بهمة الخليلين (معاونه حسين الخليل ومعاون الرئيس بري النائب علي حسن خليل)، وأشار الى إمكانية تشكيل حكومة وحدة وطنية؟
ـ الواضح والمؤكد هو أن السيد نصر الله يهيمن على الفريق الآخر، وهو الذي يقرر في هذا الشأن، ولكن من جانبنا لا إمكان لتشكيل حكومة وحدة وطنية إلا وفقا لما سبق وأعلنا عنه منذ بداية التكليف. لذلك نحن لن نشارك في أي حكومة مرتقبة، وعلى الفريق الإنقلابي أن ينقذ نفسه من الورطة التي أوقع نفسه فيها، وعليه أن يعالج الأمور بنفسه.


- صحيفة 'اللواء':

فادي شامية
ميقاتي في خطاب نصر الله: انصياع للضغوط والخروج من الأغلبية الجديدة
شكّل ملف تشكيل الحكومة العتيدة واحداً من العناوين البارزة في خطاب السيد حسن نصر الله الأخير، لمناسبة ذكرى التحرير الحادية عشرة&bascii117ll; اللافت في هذا الموضوع -وبعد التعمق في الخطاب- ثلاثة مواقف سلبية اتخذها السيد نصر الله من الرئيس نجيب ميقاتي دفعة واحدة، مقابل منحه (نصر الله) مطالب العماد ميشال عون دعم <حزب الله> الكامل&bascii117ll;الموقف السلبي الأول: تمثل بإعلان السيد نصر الله ضمناً <إخراج> الرئيس نجيب ميقاتي من صفوف الأغلبية النيابية الجديدة ومن معسكر حلفاء <حزب الله>&bascii117ll; صحيح أن ميقاتي نفسه لم يقل يوما أنه أصبح جزءاً من فريق الثامن من آذار الذي يقوده الحزب المذكور، لكن الصحيح أيضا أن ميقاتي انحاز إلى خيار هذا الفريق في عدم تسمية سعد الحريري رئيساً للحكومة، فضلاً عن تحوله ونائبين آخرين من حلفائه جزءاً من الأغلبية الجديدة، وهذا الأمر كان موضع ترحيب <حزب الله> وحلفائه زمن حدوثه&bascii117ll; أما الآن ومع إبداء الرئيس المكلف ممانعة نسبية تجاه طلبات ميشال عون المستقوي بـ <حزب الله>، فقد صار الموقف على لسان نصر الله على الشكل الآتي: <يُقال إنّ الأكثرية الجديدة لم تستطع أن تؤلف حكومة، وهذا تعبير غير دقيق، فهناك الأكثرية، والرئيس المكلف، ورئيس الجمهورية>، وهكذا فقد ميّز نصر الله الأكثرية النيابية عن الرئيس المكلف، مع أن الأخير جزء منها، كونه نائب في البرلمان، وقد أسهم في تغيير الأغلبية النيابية!&bascii117ll; الموقف السلبي الثاني: تمثل بحديث نصر الله عن الضغوط الأميركية والأوروبية كعامل أساس في إعاقة تشكيل الحكومة&bascii117ll; قال نصر الله: <يوجد متطلبات وشروط أميركية وغربية موجودة رغم كل من يحاول نفيها (الرئيس ميقاتي)&bascii117ll; عندما يأتون (دبلوماسيون أميركيون وأوروبيون) كل يوم إلى رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ويقولون له موقفنا من الحكومة يتوقف على من هم الوزراء، وما هي تركيبتها، ما هو بيانها الوزاري، ماذا ستقول عن المحكمة الدولية&bascii117ll; ماذا تعني هذه الضغوط؟> سلبية هذا الموقف، في ظل استمرار العجز عن تشكيل حكومة، يعني أن نصر الله يتهم رئيس الحكومة المكلف (ورئيس الجمهورية أيضاً) بالاستجابة إلى هذه الضغوط (الأميركية والأوروبية)، وهي التهمة نفسها التي سبق أن وجهها نصر الله إلى الرئيس سعد الحريري وأسقط حكومته على أساسها!&bascii117ll; الموقف السلبي الثالث: وبناءً على المعطيين السابقين، تمثّل بمطالبة الرئيس المكلف بالانصياع الكامل لمطالب ميشال عون التي يدعمها <حزب الله>، مهما طال زمن الفراغ الحكومي، لأن <حزب الله> ليس بوارد الضغط على حلفائه&bascii117ll; وبناءً عليه لفت نصر الله عناية الرئيس المكلف وكل من يعنيه الأمر بالقول: <لا تتعبوا أنفسكم، نحن لا نضغط على أحد، نحن نحترم حلفاءنا، ونتناقش مع حلفائنا، ونتحاور مع حلفائنا، ونتوصل إلى نتائج>، ما يعني أن نصر الله وضع الرئيس المكلف أمام واقع الانصياع إلى رغبات عون ?التي يعتبرها الأخير حقوقاً له!- تحت طائلة عدم تشكيل الحكومة، مهما طال الزمن!، ومن دون أن يقبل حلولاً من قبيل تشكيل حكومة <تكنوقراط>، كما كان يرغب ميقاتي، لأن هذه الحكومة لا تناسب لبنان، كما قال نصر الله نفسه&bascii117ll; إزاء هذه السلبية من ميقاتي، معطوفاً عليها خطاب غير معهود في التعاطي مع الرئيس المكلف من قبل العماد ميشال عون قبل يوم واحد على خطاب نصر الله (اتهامه بعدم معرفة أصول تشكيل الحكومة، وبخوض معارك وهمية بانتظار الأحداث الإقليمية، ومطالبته بعدم ذكر اسم ميشال عون بعد اليوم)، فضلاً عن اعتبار الوزير السابق وئام وهاب أن تسمية ميقاتي كانت غلطة، وكلام النائب سليمان فرنجية المناقض في الظاهر، والمؤكد في العمق للغاية من تكليف ميقاتي رئيساً مكلفاً&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;إزاء هذا كله؛ كيف لميقاتي أن يمضي في مسار تشكيل الحكومة؟ وكيف سيدير جلساتها، إن شكلها في وقت ما، بعد هذه المواقف جميعها؟! والسؤال الأكثر صعوبة: هل إذا اعتذر ميقاتي عن التأليف؛ تبقى الأغلبية الجديدة أغلبية، في ظل المواقف الأخيرة للنائب وليد جنبلاط التي وصف فيها هذه الأغلبية بالفشل؟! وفي ظل المتغيرات الخطيرة في المنطقة؟!.


- صحيفة 'الشرق':
أسلحة في مهرجان شحيم
خلال المهرجان الذي أحياه &laqascii117o;أنصار المقاومة" في بلدة شحيم بمناسبة عيد التحرير، لوحظ أن كميات كبيرة من الاسلحة أدخلت الى هناك وتم وضعها في مكان واحد في الوقت الذي كانت تنتشر فيه عناصر بلباس مدني، استقدمت من مناطق البقاع والجنوب.وقيل إن الاسلحة هي من الطراز المتطوّر خصوصاً المسدسات والرشاشات، والبنادق الآلية التي تحمل منظاراً للرؤية من بُعد.


حول 'فرع المعلومات' ووزارة الإتصالات

- 'السفير':
..وأوضحت مصادر رئاسة الجمهورية لـالسفير أنه سبق لرئيس الجمهورية وانطلاقا من حرصه على تطبيق القانون، أن أعطى توجيهاته للمعنيين ولا سيما مدير عام قوى الأمن بتنفيذ قرار وزير الداخلية بإخلاء المبنى.. وكشف أحد الخبراء ان معدات الشبكة الصينية كناية عن ابراج ومعدات وصل ومقاسم ومعدات الرسائل الذكية وكل ما يتصل بالاتصالات الخلوية. واوضح انه تبين أن الشبكة تعمل منذ فترة طويلة والسؤال هو من يقوم بتشغيلها، فرع المعلومات أم اوجيرو ولمصلحة من يتم تشغيلها، وما هو عدد الخطوط وما هو نطاق عملها، ولماذا ظلت مقفلة، أي غير مفتوحة على الشبكتين الخلويتين والشبكة الثابتة؟ واذا كانت هناك مداخيل مالية من يقوم بجبايتها ولمصلحة من، علما انها تتسع لخمسين الف خط، وهناك 17 محطة ارسال تابعة لها بين الشمال (1) وبيروت (13) والجنوب (محطتان) وجونية (محطة واحدة) ويصل مدى هذه المحطات الى العمق الساحلي السوري عند الحدود مع تركيا. ان ما جرى يطرح أسئلة عدة، بينها من سرب المعلومات الى فرع المعلومات بعزم وزير الاتصالات على تفكيك الشبكة، فسارع الى حمايتها واستتبع ذلك بطلب الحماية من عبد المنعم يوسف؟ وما هو سر هذا الحشد الامني من قبل فرع المعلومات في المبنى؟ ولماذا الاستشراس في الدفاع عنها، وما هي قصة الحقائب التي أخرجت من الوزارة قبل وصول نحاس اليها وبعده؟ وما هي علاقة فرع المعلومات بالشبكة، وهل يستخدم خطوطها كـانترفون داخلي؟ وهل صحيح ما يتردد عن وجود وصلة ما بين الطابق الثاني في المبنى المذكور، وبين الطابق السابع الذي يوجد فيه مركز التحكم (التنصت)، الذي بات جاهزا للعمل واعتراض المكالمات؟ ولماذا بادر سعد الحريري الى تغطية فعلة فرع المعلومات؟.


- 'الأخبار':

نادر فوز
ما كان اتهامات يكيلها بعض الساسة ثبت أمس بالصوت والصورة أنّها حقيقة ثابتة. في لبنان دويلة أمنيّة يقودها فرع المعلومات. وفيه أيضاً شبكة ثالثة للخلوي تحتضنها الطبقة الثانية لمبنى وزارة الاتصالات قرب العدلية، وإلا فكيف تُفسر هذه الاستماتة في الدفاع عنه من مديرية الأمن الداخلي والمخاطرة بحياة وزير، والتسبّب في تنحّي آخر. لا بدّ من أن يكون اللبنانيون قد ترحّموا على &laqascii117o;دولة المزارع"، بعد ما شاهدوه أمس في مبنى وزارة الاتصالات قرب العدلية: مسلّحون بثياب مدنية ورجال أمن بلباسهم الرسمي يمنعون وزيراً من دخول مبنى يتبع لوزارته. تلقيم أسلحة ومواجهة كادت تتحوّل إلى مجزرة، وبين من؟ بين رفاق السلاح الذين حافظوا على وحدتهم حتى في أوج الحرب الأهلية.ضباط يتمرّدون على وزير الداخلية ويرفضون تنفيذ أوامره، ما يدفع بهذا الأخير إلى الاعتكاف. رئيس جمهورية يطلب من المدير العام لقوى الأمن الداخلي الامتثال لأوامر وزير الداخلية فيرفض. مصادر تؤكد أن سيّد قصر بعبدا طلب من قيادة الجيش عدم التدخل في ما يجري... كل ذلك في ظل معلومات وتسريبات عمّا تحتضنه الطبقة الثانية من هذا المبنى، الذي يؤكد البعض أنه عبارة عن شبكة خلوي تحوي نحو 50 ألف خط، وتُستخدم في الداخل السوري.ولعلّ وعي الوزير شربل نحاس وحسن إدارته للأزمة كانا العامل الأساس الذي حال دون إراقة الدماء في المبنى الذي اختار الانسحاب منه، مع الاحتفاظ بإصراره على تنفيذ أوامر الأشغال الصادرة عن مديرية التجهيز في الوزارة والقاضية بنقل تجهيزات تعود ملكيتها لوزارة الاتصالات. وبناءً عليه، توجّه نحّاس بكتاب رسمي إلى قيادة الجيش طالباً تدخّلها لإخلاء مبنى الوزارة من عناصر فرع المعلومات الذين سيطروا عليه منذ يوم الجمعة الماضي، وهم يحولون منذ ذلك التاريخ دون اقتراب أحد من الأجهزة الموجودة فيه، حتى وإن كانوا من موظفي الوزارة.ويبدو أنّ نحاس يخشى من تهوّر مسؤولي فرع المعلومات إذا أرسل الفرق الفنية التابعة للوزارة لتنفيذ مهمّتها في الطبقة الثانية من المبنى التابع لها، بعدما حوّل رجال هذا الفرع، بلباسهم المدني والعسكري، المبنى المذكور إلى حصن أمني، وبلغت بهم الجرأة أن رفعوا سلاحهم في وجه الوزير وكبار موظفي الوزارة، وأعاقوه مرتين، الأولى عند مدخل المبنى والثانية عند مدخل المصعد الذي عطّلوه، وذلك قبل أن يمنعوه فعلياً من دخول الطبقة الثانية من مبنى الوزارة، حيث توجد المعدّات المطلوب نقلها.
إصرار نحاس على القيام بجولته في مبنى وزارته واجهه إصرار العناصر المسلّحين على التمسك بأوامر قيادتهفي منع دخول أيّ أحد إلى الطبقة الثانية. بعد اجتياز نحّاس للحاجزين العسكريين والمدنيين السابقين، وصل إلى مدخل الطبقة الذهبية، حيث حاول مرة جديدة إقناع المعنيين بأن ما يحصل اعتداء وتخطّ للصلاحيات. وبينما كان الحوار يجري بين نحّاس والضابط المسؤول في فرع المعلومات، كانت نقاط اللايزر الخاصة بالأسلحة الرشاشة تتقاطع في بهو المبنى وتثبّت على المديرين والموظفين المرافقين له في جولته. دقّة الموقف وحرجه ورفع الأسلحة، دفعت الضابط إلى الصراخ لتهدئة عناصره: &laqascii117o;أخفضوا مسدساتكم نحو الأرض، وأخرجوا الرصاص من بيوت النار، وإلا فسنموت كلّنا".دفع هذا المشهد نحّاس إلى مغادرة المبنى، حيث حافظ فرع المعلومات على دويلته وكثّف فيه وجوده العسكري. ونقل إليه العتاد اللازم للمبيت. كذلك فعل جهاز أمن السفارات والإدارات والمؤسسات العامة بوصفه مسؤولاً في الأساس عن حماية هذا المبنى.ومع انتهاء المواجهة، وعقد الوزير نحاس لمؤتمره الصحافي، تداعت قوى الأكثرية الجديدة التي عقدت عدة اجتماعات مسائية لتنسيق المواقف، فيما قرر تكتل التغيير والإصلاح عقد اجتماع عند الساعة 11 من قبل ظهر اليوم لاتخاذ ما يلزم. أما رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، فكلف وزير العدل إبراهيم نجار التحقيق في سبب عدم امتثال عناصر قوى الأمن الداخلي لأوامر الوزير زياد بارود، الذي سارع إلى إعلان تنحّيه عن وزارة الداخلية.
الفرع يضع يده على المبنى
قبل أسبوع من اليوم، أي نهار الجمعة 20 أيار الجاري، وصل عناصر فرع المعلومات إلى مبنى وزارة الاتصالات في العدلية. انتشر المسلّحون عند مدخل المبنى وداخله، وتألّفت مناوبات حراسة من ثلاثة عناصر عند باب مدخل الطبقة الثانية لمنع أي موظّف من دخوله. في اليوم التالي، توجّه الوزير نحاس بكتاب إلى وزير الداخلية زياد بارود، سائلاً عن أسباب وموجبات وجود العناصر في مبنى الوزارة. لم يفهم بارود سؤال نحاس، طلب منه القليل من الوقت لمعرفة ما يحدث، مؤكداً أنه لا علم له بوجود قرار بهذا الشأن. في اليوم نفسه، حاول وزير الداخلية استيضاح الأمر من المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، فأرسل كتاباً رسمياً إلى المديرية، لكن الجواب تأخّر حتى يوم الاثنين، فردّت المديرية على الوزير بارود بإرسالها نسخة عن كتاب صادر عن أوجيرو يحمل الرقم 5799/ه، طلبت فيه من المديرية &laqascii117o;اتخاذ التدابير اللازمة لتأمين وحدة حراسة وحماية أمنية للمركز الرئيسي للشبكة الخلوية الثالثة حيث توجد المعدات والكائنة في الطبقة الثانية من مبنى الهاتف في منطقة العدلية، وذلك للحفاظ على سلامة هذه المنشآت ومنع الإضرار بها". ووقّع الكتاب المدير العام لهيئة أوجيرو، عبد المنعم يوسف، في 21 أيار، أي بعد يوم من وصول عناصر فرع المعلومات إلى المبنى! والمضحك في الموضوع، أنّ يوسف كان قد حصل في 20 أيار، أي قبل يوم من توقيعه هذا الكتاب، على إجازة لمدّة أسبوعين لأنه سيكون خارج الأراضي اللبنانية.وبالعودة إلى عملية &laqascii117o;الأخذ والردّ" بين نحاس وبارود وريفي، يوم الاثنين 23 أيار، تمادى العناصر الأمنيون المنتشرون في المبنى في تنفيذ &laqascii117o;مهمّتهم"، إذ تمركزوا في الطبقة الثانية. وبحسب كتاب صادر عن نحاس بهذا التاريخ، &laqascii117o;عزّزوا وجودهم عديداً وعدةً، واستمرّوا بمنع الموظفين والمكلفين بأعمال من قبل الوزارة من الوصول إلى المكاتب الكائنة في الطبقة المذكورة والتابعة جميعها لوزارة الاتصالات". وأشار نحاس في الكتاب نفسه، الذي يحمل الرقم 2814، إلى أنّ تمركز هؤلاء العناصر &laqascii117o;لم يأت بناءً على طلب من الوزارة، وهو يمثّل وضعاً غير قانوني وغير مقبول"، طالباً من زميله في حكومة تصريف الأعمال تكليف الأشخاص المعنيين بإصدار الأوامر لسحب هؤلاء العناصر.رغم هذه الاتصالات الثلاثية، كان عديد عناصر فرع المعلومات إلى ارتفاع في مبنى الوزارة، ففي يوم الاثنين ارتفعت مناوبات الحراسة والحماية من ثلاثة عناصر إلى تسعة، ومن بعدها إلى 35 عنصراً يوم الأربعاء، إلى أن وصلت إلى المئات يوم أمس! وما تجدر الإشارة إليه، أنّ عناصر فرع المعلومات يعمدون منذ يوم الاثنين الى إدخال وإخراج حقائب ومعدات، من وإلى الطبقة الثانية من المبنى، مع العلم بأنّ هذه الحركة بدت علنية بعد ظهر أمس.بعد الكتاب الأخير، تتابعت الاتصالات والمشاورات بين الأطراف المعنية، من دون أن يتمكّن الوزير بارود من حلّ الأمر بما هو مناسب، ما دفع نحاس إلى إرسال كتاب آخر إلى وزارة الداخلية، في 25 أيار، يعيد طلب إخلاء المبنى. وقد سجّل هذا الكتاب الذي يحمل الرقم 2892 في ديوان الداخلية يوم أمس، باعتبار أنّ يوم الأربعاء كان يوم عطلة رسمية. وفوراً، استجاب بارود، فأرسل يوم أمس كتاباً إلى المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، برقم 9143 د، وجاء فيه: &laqascii117o;يطلب إليكم العمل فوراً على إخلاء الطبقة الثانية من مبنى وزارة الاتصالات... استناداً إلى الطلب الصريح الوارد بهذا المعنى من معالي وزير الاتصالات".أمام هذا الأمر الصريح الذي تلقّاه اللواء ريفي، لم يجد الأخير مخرجاً سوى استخدام عبارة &laqascii117o;يروحوا يبلّطوا البحر"، بعدما كان قد أكد في كتاب أرسله إلى بارود أنّ عناصره لن يخرجوا من المبنى.
نحاس: انقلاب!
بعد كل ما حصل، لجأ أمس الوزير شربل نحاس إلى مكتبه في الوزارة، حيث عقد مؤتمراً صحافياً عرض خلاله كل التجاوزات التي تمّت بحق القانون ومؤسسات الدولة والخروقات التي تتعرّض لها وزارته وصلاحياته في إدارتها وتسيير شؤونها. ورأى نحاس أنّ ما يحصل في المبنى التابع لوزارته هو &laqascii117o;تمرّد قوة أمنية رسمية على قرارات السلطة السياسية الخاضعة لها"، مشيراً إلى أنّ &laqascii117o;هذا التمرد يعرّف قانوناً بالانقلاب، ثمة انقلاب يقوم به فرع المعلومات في مبنى حكومي رسمي عائد للجمهورية اللبنانية".
قوى الأمن تنجو من مجزرة
&laqascii117o;هي لحظة مأسوية، أن يقف أفراد من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ويلقّموا أسلحتهم بعضهم في وجه بعض"، يقول أحد الضباط المعنيين بالخلاف الدائر حول مبنى وزارة الاتصالات في العدلية. فهذه السابقة لم تحصل طوال الحرب الأهلية اللبنانية، ولا شهدت البلاد مثيلاً لها في عز الانقاسم السياسي. أفراد من جهاز أمن السفارات والمؤسسات العامة (التابع لقوى الأمن الداخلي) وزملاؤهم العاملون في فرع المعلومات، كانوا على شفير مجزرة، لولا حكمة وزير الاتصالات وضابطين كانا في الميدان. ومن أكثر ما يلفت الأنظار في ما جرى أمس، هو أن القوة الخاصة (&laqascii117o;فرع الحماية والتدخل" في &laqascii117o;شعبة" المعلومات) التي بُنِيَت خلال السنوات الأربع الماضية لتنفيذ المهمات الخطيرة والحساسة، زجّت بها قيادة المديرية في زاروب الخلاف بين وزير الاتصالات شربل نحاس، وبين المدير العام لهيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف، لتقف قبالة أفراد من قوى الأمن الداخلي، ولتمنع وزيراً من دخول أحد مباني وزارته.المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، استخدم أمس لغة حربية غير معهودة منه. استذكر عند الحديث عن موقعة وزارة الاتصالات معاركَ القوى الأمنية والعسكرية في مواجهة شاكر العبسي وتنظيم فتح الإسلام، متهماً الوزير نحاس بفقدان &laqascii117o;الحد الأدنى من الحس الوطني"، وطالباً ممن وضعهم في موقع الخصم أن &laqascii117o;يبلّطوا البحر". واتهم ريفي، في حديث مع موقع النشرة الإلكتروني (من دون إذن وزير الداخلية)، نحاس بحجب بيانات الهاتف الخلوي عن فرع المعلومات، ما يؤدي إلى إبطاء التحقيق في جريمتي اغتيال الرتيب في قوى الأمن الداخلي راشد صبري واختطاف الأستونيين.وذكر مسؤول رفيع المستوى في قوى الأمن الداخلي في اتصال مع &laqascii117o;الأخبار" أن المديرية &laqascii117o;ملزمة قانوناً بتنفيذ طلب المدير العام لهيئة أوجيرو، كما عندما نستجيب لطلب المدير العام لوزارة التربية بحماية مراكز الامتحانات الرسمية". لكن ماذا لو طلب وزير التربية منكم عدم تنفيذ طلب المدير العام؟ يجيب المسؤول الأمني: &laqascii117o;ننفذ طلب الوزير إذا أردنا مسايرته، وإذا لم نرد ذلك فلا نستجيب".
القضية إذاً مرتبطة بالمسايرة. والضابط الرفيع المستوى يعلق قائلاً: كلام اللواء ريفي كان واضحاً. المشكلة هي &laqascii117o;قلوب مليانة". والقلوب مليانة ببيانات الهاتف الخلوي التي تؤكد المديرية أنها لم تحصل عليها منذ 26 نيسان الماضي، &laqascii117o;رغم أن رئيس حكومة تصريف الأعمال وقّع على طلب الحصول على بيانات الأيام العشرة الأولى من الشهر"، على حد قول مسؤول رفيع المستوى في المديرية. وتنفي المديرية تماماً أن يكون فرع المعلومات يشغّل الشبكة الثالثة للاتصالات الخلوية، مشيرة إلى أن وجود قوة من الفرع في مبنى وزارة الاتصالات في العدلية يعود إلى اكثر من عام، إذ تحرس هذه القوة مركز التحكم بالاتصالات التابع لوزارة الداخلية، الموجود في الطبقتين 7 و8 من المبنى المذكور.


- 'الأخبار':
حسن عليق
بارود يعتكف: لا لسلطة ريفي ويوسف
 استقال زياد بارود من الحكومة المستقيلة. فبعد ثلاث سنوات من المعاناة مع المديرين العامّين الذين لا يملك عليهم سوى سلطة ورقيّة، قرّر بارود ترك الصنائع لوزير الداخلية بالوكالة، الياس المر. ربما هي خطوة متأخرة جداً، لكن جديدها هو الإعلان أن المدير العام لقوى الأمن الداخلي ينتهك الدستور ويُسقِط صلاحية الوزير.&laqascii117o;ضبضب" زياد بارود أمتعته ومشى من مكتبه في وزارة الداخلية. ومنذ مساء أمس، صار يحدّد مكاناً لمواعيده في مكتب المحاماة الخاص به، لا في مبنى سرايا الصنائع. لم يبد الارتياح على وجه وزير داخلية عهد الرئيس ميشال سليمان كما ظهر عليه أمس، بعد مؤتمره الصحافي الذي أعلن فيه استقالته من الحكومة المستقيلة، واعتكافه عن تصريف الأعمال. مؤتمر بارود الصحافي كان مقتضباً. رفض فيه البقاء في موقع شاهد الزور، معبّراً عن اشمئزازه من مشهد &laqascii117o;انحلال الدولة" الذي ظهر في مبنى وزارة الاتصالات بالعدلية. وما لم يقله علناً في المؤتمر، عبّر عنه في مكتبه لاحقاً. يبدو أن الوزير ضاق ذرعاً بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي. مشكلته ليست شخصية معه، &laqascii117o;لكن آن الأوان للخروج من سلطة المديرين العامين، كاللواء ريفي وعبد المنعم يوسف". هذا ما كان يعنيه بارود في تشديده على &laqascii117o;رفض انتهاك الدستور عبر تكريس سوابق تسمح لأيّ أحد بأن يُسقط صلاحية الوزير، أيّ وزير".يروي بارود ما جرى منذ السبت الماضي، عندما تمركزت قوة من فرع المعلومات على مدخل الطبقة الثانية من مبنى الاتصالات في العدلية. حينذاك، اتصل باللواء أشرف ريفي مستفسراً، فردّ الأخير نافياً علمه بوجود هذه القوة. لكن المدير العام لقوى الأمن الداخلي عاد ليؤكد وجود هذه القوة في اتصال لاحق. بدأت المشاورات لمحاولة حل هذه المعضلة. الوزير شربل نحاس يصرّ على دخول المبنى، فيما بارود مصرّ على موقفه الرافض. كان رئيسا الجمهورية وحكومة تصريف الأعمال في خلفية المشهد. وخلال الأيام الخمسة الماضية، جرى التوصل إلى حل لقضية بيانات الهاتف التي تطلبها الأجهزة الأمنية من الشركتين المشغّلتين لشبكتي الهاتف الخلوي ومن هيئة أوجيرو. فبوجود رئيس حكومة تصريف الأعمال خارج البلاد، تتعطل الآلية التي تسمح بالحصول على البيانات، بسبب الحاجة إلى توقيع رئيس مجلس الوزراء. لكن رئيس الجمهورية أخذ على عاتقه الحل الذي يقضي بأن يُبلِغ الأمين العام لمجلس الوزراء سهيل بوجي وزير الاتصالات بأن رئيس الحكومة موافق على طلبات الأجهزة الأمنية الواردة من وزارتي الداخلية والدفاع. وبناءً على ما يصدر عن بوجي، تستجيب وزارة الاتصالات للطلبات.لكن يبدو أن هذه الآلية لم تعجب ريفي الذي كان يرفع من عديد أفراد فرع المعلومات الموجودين في مبنى الاتصالات بالعدلية. ومساء أول من أمس، طلب بارود من ريفي شفهياً سحب قوة المعلومات، لكن ريفي رفض الامتثال. وبعدما علم بارود بما جرى في منطقة العدلية، بعث بأمر خطي إلى المدير العام لقوى الأمن الداخلي، طالباً منه سحب قوة فرع المعلومات من الطبقة الثانية في مبنى الاتصالات فوراً. واستند بارود إلى المادة 60 من الدستور، والمادة الثانية من قانون تنظيم قوى الأمن الداخلي التي تجعل من المدير العام خاضعاً لسلطة وزير الداخلية. لكن ريفي ردّ على بارود بكتاب خطي خلاصة مضمونه أنّه يرفض سحب مجموعة فرع المعلومات.وأجرى بارود اتصالاً برئيس الحكومة سعد الحريري الذي كرّر موقف المدير العام لهيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف من وزير الاتصالات. وكعادته، لم يعلّق الحريري على رفض ريفي الالتزام بقرارات وزير الوصاية. وبعد اتصال بارود برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان &laqascii117o;الذي عبّر عن دعمه الكامل" لوزير داخليته، على حد تعبير بارود، قرّر بارود الاعتكاف عن ممارسة تصريف الأعمال في الحكومة.ما جرى بين ريفي وبارود ليس الأول من نوعه. ففي مرتين سابقتين، كان بارود قد وجّه تأنيباً وتنبيهاً للمدير العام، بسبب &laqascii117o;مخالفة الأخير للقانون". وعندما سئل وزير الداخلية أمس عن سبب عدم اتخاذه إجراءات أقسى بحق ريفي، أجاب بارود بأنّ صلاحياته لا تسمح له سوى بتأنيب المدير العام، لأنّ وقف ريفي عن العمل بحاجة إلى قرار حكومي.وخلافاً للمرات السابقة التي حصل فيها &laqascii117o;صدام" بين ريفي وبارود، حظي الأخير هذه المرة بتغطية رئيس الجمهورية ا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد