- صحيفة 'السفير'
علي محروس
كأنه غرفة سرية لتنظيم أمر محظور. بدا موقع &laqascii117o;الفايس بوك" المكان الوحيد الذي سمح بالحديث عن انتهاكات الانتخابات البرلمانية المصرية. والأهم أنه أتاح الفرصة لتوثيق كل هذا العنف والتزوير والشغب، والمنع والرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، ووفق عمليات مونتاج سريعة لما التقطته أجهزة الهاتف المحمول.
شاهد مستخدمو &laqascii117o;الفايس بوك" في مصر (2.4 مليون مستخدم) فقرات لم يكن ممكناً عرضها على شاشات التلفزيونات الخاصة المهدّدة، ولا على الشاشات الحكومية المؤمّمة، ولا حتى على المواقع الالكترونية التي حجب أغلبها يوم الانتخابات.
على &laqascii117o;الفايس بوك" فقط أتيحت لقطات حيّة من الفيديو، من قبيل &laqascii117o;أهالي دمياط يحرقون صناديق الانتخاب المزورة". الفيديو اختصر الزمن من خلال عملية المونتاج. عبر ما لا يزيد عن خمس دقائق، حاصر الأهالي الغاضبون في النهار لجنة الانتخاب. وعند المساء اقتحموا مكانها، والكاميرا المحمولة تتبعهم داخل الممرات وعبر الشبابيك المكسرة. ثم تنتقل العدسة إلى الأوراق المزورة وهي تحترق في ليل المدينة الشمالية، وحولها المتظاهرون يصفقون ويصرخون.
على المنوال نفسه، امتلأ الفضاء الافتراضي للموقع الاجتماعي الشهير بفيديوهات &laqascii117o;ضرب رصاص حي على أهالي أبو حمص"، &laqascii117o;تزوير في مدرسة ترسا في الفيوم"، &laqascii117o;تسويد بطاقات الانتخابات بكفر صقر"، &laqascii117o;طرد مندوبي المرشحين في دائرة الحامول"، &laqascii117o;الأمن يمنع المواطنين من الانتخاب في المطرية"، &laqascii117o;تزوير لجنة الحديدي بفارسكور"، &laqascii117o;بلطجية بالسيوف في الشوارع"...
ها هي صورة مقسومة لإثنين تعرض نسختين من جريدة واحدة، صدرت طبعتها الأولى بعناوين معينة، ثم صدرت الثانية بعناوين &laqascii117o;مخففة" بعد التعرض لضغوط. في المقابل تقارير متنوعة عن موظفين شرفاء رفضوا ممارسة التزوير رغم الضغوط الأمنية والإدارية.
وتتوالى على صفحات &laqascii117o;فايس بوك" تحديثات من مستخدمي موقع &laqascii117o;تويتر"، في تواصل تكنولوجي لا شك في أن مخترعيه لم يتوقعوا استخدامه في كسر الرقابة في العالم الثالث. تكنولوجيا جعلت من كل مستخدم مراسلاً صحافياً. فليس عجيباً أن تشيع السلطات المصرية أنها قد تفرض قيوداً على موقع &laqascii117o;فايس بوك". لو حدث ذلك، فلن يكون سوى دليل جديد على أنها سلطة لم تدرك بعد، أنه لا يمكن إيقاف الزمن.