المقتطف الصحفي » أخبار ومستجدات وافتتاحيات ومقالات من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 3/12/2010

أهم المستجدات

تجسس أميركي على حزب الله من قاعدة بريطانية بقبرص

- صحيفة 'السفير':
عملية &laqascii117o;مسح الأرز": لبنان يطلب من أميركا التجسس عليه جواً!
كشفت وثائق &laqascii117o;ويكيليكس" المسربة أمس، عن عملية أميركية لها شق تجسسي أو &laqascii117o;استطلاعي" وآخر &laqascii117o;عملاني"، على الأراضي اللبنانية، تحمل اسم &laqascii117o;مسح الأرز"، كانت وزارة الدفاع اللبنانية قد طلبت من واشنطن إجراءها انطلاقا من قاعدة بريطانية في قبرص، في فترة تمتد من نيسان إلى آب 2008، على أقل تقدير، وهي الفترة التي شهدت تصاعد الصراع السياسي الداخلي في لبنان في ظل حكومة فؤاد السنيورة، وانفجاره أمنيا في أحداث أيار الشهيرة. وقد أظهرت الوثائق أن مهمات &laqascii117o;التجسس" الاميركية، على خطورتها، وانتهاكها الصريح للسيادة اللبنانية وتماثلها بذلك مع مهمات التجسس والاستطلاع الاسرائيلية اليومية، أثارت قلقا بريطانيا بأن تكون قد جاءت استجابة لطلب من وزارة الدفاع اللبنانية وحدها، لا مجمل الحكومة. وفيما تكتفي الوثائق المسربة، بتوصيف الهدف الأساسي لمهمات &laqascii117o;مسح الأرز" على أنه &laqascii117o;مكافحة الإرهاب"، فإنها لا تحدد المناطق اللبنانية التي خصتها الطلعات الأميركية بالعمل، ولا الجهات &laqascii117o;الارهابية" التي تستهدفها، ما قد يعني أنها شملت اي منطقة لبنانية ربما تعتبر واشنطن ان من مصلحتها رصدها عن كثب. وإذا كانت الوثائق لا تشير إلى &laqascii117o;حزب الله" والمقاومة بالاسم، الا ان الفترة الزمنية التي تتحدث عنها بالاضافة الى العلاقات الوطيـدة بين الإدارتـين الأميركيـة والبريطانيـة من جهة، والاسرائيلية من جهة، إضافة إلى كون وزير الدولة البريـطاني، كيم هـاولز، الرئيس السابق لمنظـمة &laqascii117o;أصـدقاء اسرائيـل العماليين" قـد وافــق شخصيا على العملية، تعـزز وصــف صحيفة &laqascii117o;الغارديان" البريطانية التي تمتلك مجمل الوثائق التي سربها &laqascii117o;ويكيليكس"، لعملية &laqascii117o;مسـح الأرز" على أن الطائـرات الاميركــية جمعت معلومات اسـتخباراتية، من اجل استهداف &laqascii117o;حزب الله".
&laqascii117o;مسح الأرز"
وأفاد المسؤول في &laqascii117o;مكتب الخارجية والكومنويلث" البريطاني، جون هيلمان، في 14 أيار 2008، بمصادر قلق أو شروط لدى الحكومة البريطانية، حول عملية &laqascii117o;مسح الارز". وقال هيلمان اولا إن مكتب الخارجية البريطانية الإقليمي، المسؤول عن لبنان، شكك في ضمانات الحكومة الأميركية بأن المهمات الاستطلاعية كانت طُلبت من قبل الحكومة اللبنانية. &laqascii117o;وكان المكتب الإقليمي قلقا من أن طلب الاستطلاع قد يكون أتى من وزارة الدفاع اللبنانية فحسب، عوضا عن مجمل الحكومة اللبنانية، التي تتطلب على ما يبدو توافقا حول القضايا المثيرة للجدل". واعتقدت الحكومة البريطانية أن الحكومة اللبنانية قد تنكر تصريحات بأنها طلبت مساعدة استطلاعية إذا تم الإعلان عن الطلعات الجوية. وقال هيلمان إنه إذا أنكرت الحكومة اللبنانية طلبها، واتضح أنها لا تدعم هذه الطلعات الجوية، ستواجه الحكومة البريطانية صعوبة في الموافقة على استخدام أراض بريطانية في عملية &laqascii117o;مسح الأرز". وقال هيلمان إن قسم حقوق الإنسان في مكتب الخارجية البريطاني، قد أشار، وعلى رغم ضمانات وزارة الدفاع اللبنانية بأنها &laqascii117o;لن تستخدم المعلومات الاستخباراتية المتبادلة بشكل غير قانوني"، إلى أن منظمة &laqascii117o;هيومن رايتس ووتش" وحتى وزارة الخارجية الأميركية قد وثقت حالات تعذيب وتوقيف اعتباطي من قبل القوات المسلحة اللبنانية. وأكد هيلمان أن اعتبارات حقوق الإنسان هذه ستتم مراجعتها في &laqascii117o;دورة الموافقة المقبلة" على عملية &laqascii117o;مسح الأرز"، في أول أيار 2008. وأكدت الوثائق وجود جدول بطلعات &laqascii117o;مسح الأرز" التي تقوم بها طائرات من طراز &laqascii117o;يو 2"، من اول أيار 2008 إلى آب 2008، على أقل تقدير، كما اكدت ان طلعات تجسسية تغطي أيضا شمال العراق وتركيا.
وشدد هيلمان على ان قرار الموافقة على عملية &laqascii117o;مسح الأرز" قد نوقش بشكل واسع في وزارتي الدفاع والخارجية، وقد اتخذ نهائيا من قبل وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط حينها، كيم هاولز، الذي ترأس لجنة &laqascii117o;أصدقاء اسرائيل العماليين" في بريطانيا. من جهتها، اعتبرت السفارة الأميركية في بريطانيا، أن &laqascii117o;هذه الشروط الإضافية لموافقة الحكومة البريطانية، والافتراضات حول قدرتنا على مراقبة كل اعتقال مرتبط بعملية مسح الأرز، ليست ثقيلة فحسب بل غير واقعية أيضا". وأوصت السفارة مسؤولي وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين بإقناع نظرائهم البريطانيين بأن &laqascii117o;شروطا مفرطة كتلك المذكورة، سوف تهدد، إن لم تعرقل، جهودنا المشتركة في مكافحة الإرهاب". وشددت السفارة على &laqascii117o;اننا لا نستطيع اتباع مقاربة لمكافحة الإرهاب بشكل يسمح الخوف من خرق حقوق الإنسان، للارهاب بالانتشار في لبنان. ونوصي بأن تنظر سفارتنا في بيروت في ما إذا كانت قادرة على المساعدة عبر حث الحكومة اللبنانية على التعامل مباشرة مع البريطانيين. الحكومة البريطانية تدعم حكومة السنيورة، وقد تكون أقل صلابة إذا طلبت منها المساعدة من قبل حكومة السنيورة نفسها". وأكدت الوثائق المسربة من السفارة الأميركية في لندن ان الطائرات التي تستخدم في عملية &laqascii117o;مسح الأرز" تنطلق من قاعدة &laqascii117o;أكروتيري" في قبرص، التابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية. وتفيد الوثائق بأن مديرة الدفاع والاستخبارات في مكتب الخارجية البريطانية ماريوت ليسلي طالبت بضرورة فرض شروط على التفويض بالإقلاع للطائرات التجسسية، و&laqascii117o;ميزت بين الطلعات الاستخباراتية العادية، والأخرى العملانية كعملية مسح الأرز". وأشارت ليسلي إلى انه ولمرات عديدة لم يتم اتباع المسار المتفق عليه للسماح بانطلاق الطيارات، من قبل الأميركيين، مؤكدة أنه &laqascii117o;لأن طلعات مسح الأرز، هي عملانية كما هي مرتبطة بجمع المعلومات، تدخل انواع عديدة من الضرورات القانونية في المعادلة". وقالت ليسلي بحسب برقية بتاريخ 20 أيار 2008، إن الحكومة البريطانية &laqascii117o;بحاجة ماسة" إلى قاعدة &laqascii117o;أكروتيري" في قبرص، &laqascii117o;وتبقى ملتزمة بجعلها متاحة لأميركا وفرنسا". لكنها أكدت أن القبارصة &laqascii117o;بالغو الحساسية" تجاه الوجود البريطاني هناك، وقد &laqascii117o;يوقفون الخدمات في أي وقت". وأعربت ليسلي عن امتعاضها لموقف هيلمان خلال اللقاء الموصوف في برقية 14 أيار، وأكدت أن الموقف البريطاني كان &laqascii117o;يهدف فقط إلى إظهار ان موافقة الحكومة البريطانية على عملية مسح الارز، كانت على أساس ضمانة أميركية بأن الحكومة اللبنانية طلبت هذه العملية، ولم تكن الرسالة (البريطانية) هادفة إلى التشكيك في ما إذا كانت الحكومة الأميركية قد حصلت على الموافقة الكاملة من الحكومة اللبنانية".
وثائق لبنانية أخرى
إلى ذلك، أفادت برقية أرسلتها السفارة الأميركية في دبلن في 5 أيلول 2006، بأن وزارة الشؤون الخارجية الايرلندية أصدرت &laqascii117o;قراراً شفهيا ولكنه محدد أثناء الصراع مع لبنان يمنع مرور معدات عسكرية أميركية إلى إسرائيل" خلال عدوان تموز 2006، وجاء بيان وزارة الشؤون الخارجية الأيرلندية بعدما بدأت الحكومة الأيرلندية &laqascii117o;وضع قيود" على أشكال معينة لمرور المعدات العسكرية في مطار شانون وإبلاغ وزارة النقل الأيرلندية بصورة غير رسمية السفارة بأن كل المعدات العسكرية تعتبر &laqascii117o;ذخائر حربية" ما يتطلب إخطارا مسبقا لوزارة النقل ووثيقة إعفاء لنقل البضائع. وتوضح البرقية أن خطوة الحكومة الأيرلندية &laqascii117o;جاءت أساسا ردا على حساسيات الرأي العام إزاء التصرفات الأميركية في الشرق الأوسط". وأشارت البرقية إلى أن &laqascii117o;بعض شرائح الجمهور الأيرلندي تعتبر مطار (شانون) رمزا لتواطؤ أيرلندي متصور تجاه الأخطاء الأميركية في الخليج والشرق الأوسط". من جانب آخر، ذكرت وثيقة من السفارة الأميركية في باريس، تعود إلى العام 2007، أن &laqascii117o;ساركوزي الذي لم يكن منبهرا بقادة غالبية 14 آذار الذين التقاهم، تحسنت نظرته إلى سعد الحريري بعد لقاءات متتالية. وبعد اللقاء الأخير، وافق ساركوزي على إعلان مشاركة فرنسا بـ6 ملايين دولار من أجل المحكمة الدولية. وقال المدير السياسي لوزارة الخارجية الفرنسية حينها جيرار ارو، خلال لقاء مع مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ويليام بيرنز في حزيران 2007، إن &laqascii117o;الدلائل ليست قوية بما يكفي (عن تهريب أسلحة ايرانية) إلى لبنان، لتبرير الضغط على ايران"، وإن فرنسا لا تريد المخاطرة في خسارة حوارها مع ايران، كونها &laqascii117o;تحاول الابقاء على حوارها مع (رئيس البرلمان الايراني علي) لاريجاني. كما &laqascii117o;أقر" ارو بأنه كان على فرنسا أن تستشير أميركا قبل الدعوة إلى مؤتمر &laqascii117o;حوار وطني" لبناني. وأكد أرو أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قال لنظيره الأميركي حينها جورج بوش إن فرنسا ستواصل سياستها في لبنان، &laqascii117o;ما عدا تركيزها الحصري على الحريري". أما في لقاء بين مسؤولين أميركيين ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، فقال الاخير إن الأسلحة الروسية التي استخدمها &laqascii117o;حزب الله" في العام 2006، لم تكن نقلت من قبل الحكومة السورية، بل شملت أسلحة تركتها القوات السورية وراءها عندما غادرت لبنان، وذلك بحسب وثيقة تعود إلى تشرين الأول 2007.
مواقف لبنانية
وأكدت أوساط وزير الدفاع الياس المر لـ&laqascii117o;السفير" أن كل ما ينشره موقع &laqascii117o;ويكليكيس" غير صحيح، كما نفى المكتب الإعلامي للوزير المر ما أورده موقع &laqascii117o;ويكيليكس"، عن تقرير منسوب الى السفيرة الأميركية السابقة في لبنان ميشيل سيسون تتحدث فيه عن أجواء وتحليلات نقلا عن وزير الدفاع. واعتبر أن &laqascii117o;ما نشر يأتي في سياق اثارة الشكوك من رغبة لم تعد خافية لإثارة الفتن ليس في لبنان فقط بل في العديد من دول المنطقة كذلك". وتساءل المر &laqascii117o;عن هوية من يختبئ وراء هذا الموقع المشبوه ولا بد ان تكشف الايام المقبلة الاهداف الحقيقية لهذه الحملة المفبركة". وأكد أن ما ورد في تقرير &laqascii117o;ويكيليكس" مجتزأ وغير دقيق، والسؤال: &laqascii117o;هل السبب هو حرج سيسون في الموقف الحازم لوزير الدفاع من إسرائيل او قصورها في التفسير؟". كما قالت مصادر عسكرية لبنانية لـ&laqascii117o;السفير" ان العماد جان قهوجي عيّن قائدا للجيش اللبناني في التاسع والعشرين من آب 2008 وهو استلم مهامه رسميا في الأول من ايلول 2008 ولا علاقة له بكل ما نقله عنه الموقع، كونه لم يكن في سدة المسؤولية واتخاذ القرار. وأضافت المصادر &laqascii117o;عندما يريد الاسرائيليون أو غيرهم استباحة الأجواء اللبنانية فهم لا يحتاجون الى إذن من أي طرف لبناني". بدوره، علق النائب مروان حماده على المواقف المنسوبة إليه في الموقع، وقال: &laqascii117o;بين مخيلة السفيرة الأميركية وفبركة الموقع المشبوه، قرأت رواية كاملة مليئة بالافتراءات والتلفيقات عن بعض ما أحاط أزمة شبكة الاتصالات في العام 2008"، وأكد أن &laqascii117o;الحكومة اللبنانية لم تطلب آنذاك حماية أحد للقرار الذي اتخذته اقتناعا منها بأن وحدة مؤسسات الدولة ومنشآتها واحترام القوانين تبقى الضمانة الأولى والأخيرة لحماية لبنان من الأطماع الاسرائيلية او من التفكك الداخلي".


وثائق 'ويكيليكس': النقاشات التي دارت بين أركان '14 آذار' والسفيرة الأميركية في بيروت ميشال سيسون عقب إغتيال القيادي في 'حزب الله' عماد مغنيّة

- صحيفة 'الأخبار':
ويكيليكس لبنان والعرب: اغتيال مغنية ودموع التماسيح.. مؤامرات في السفارات
بعد الوثائق الثلاث التي نشرتها أمس، تواصل &laqascii117o;الأخبار" عرض وثائق &laqascii117o;ويكيليكس" اللبنانيّة. وتقدّم الوثيقتان المنشورتان اليوم فكرة عن النقاشات التي دارت بين أركان 14 آذار والسفيرة الأميركيّة ميشال سيسون خلال الاستعدادات للانتخابات النيابية الأخيرة، وعقب اغتيال القائد العسكري في المقاومة عماد مغنيّة. إلا أنّ الوثائق التي حصلت عليها &laqascii117o;الأخبار" لا تقف عند الحدود اللبنانية، بل تتعداها إلى العديد من الدول العربية، ولا سيما في شمال أفريقيا، حيث ينصبّ الاهتمام الأميركي على مخاطر تنظيم &laqascii117o;القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، إضافة إلى نفوذ إيران في هذه البقعة الجغرافية. ويتمدّد هذا الاهتمام إلى الوضع الداخلي في هذه البلدان، من انتقال السلطة أو توريث الحكومة، وصولاً إلى حياكة المؤمرات الانقلابية، وكشف أسرار القرارات &laqascii117o;السياديّة"
لغز اغتيال عماد مغنيّة: الشماتة بحزب الله
نشط أركان فريق 14 آذار والسفارة الأميركيّة لحل لغز اغتيال المسؤول العسكري السابق في حزب الله، في العاصمة السوريّة، كأنهم محقّقون دوليّون. في 14 شباط 2008، صدر عن السفارة الأميركية في بيروت تقرير إلى وزارة الخارجية عن الوضع في لبنان بالتزامن مع إحياء قوى 14 آذار الذكرى الثالثة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري مع تشييع المسؤول العسكري (السابق) في حزب الله عماد مغنية. ركّز التقرير على الأحاديث الأكثرية حول مشاركة سوريا في اغتيال مغنية واعتقادهم أنه ثمن صفقة قد تعقد قريباً، فيما نقلوا عن ضباط في قوى الأمن الداخلي وجود اختلافات بين الرئيس السوري ومستشاريه وضباط استخباراته، فيما نُقل موقف خاص عن النائب غسان مخيبر الذي رأى أن من الغريب اغتيال مغنية بعد خروجه من أحد مكاتب الاستخبارات السورية.
نظريّات لبنانية في اغتيال مغنيّة
أبرز ما جاء في مقدّمة التقرير:في ظل التوتر الحاصل في لبنان نتيجة الأزمة السياسية المستمرة، يرى كثير من اللبنانيين أنّ بلدهم سيدفع ثمن مقتل عماد مغنية. ويطرح اغتيال مغنية، الذي يعدّ أيقونة للمقاومة الشيعية وأكبر الإرهابيين المطلوبين من الولايات المتحدة وإسرائيل، الكثير من الأسئلة حول من يريد موت مغنية وفي هذا التوقيت ولماذا.كثرت الشائعات والمواقف في شأن الطرف المسؤول عن اغتيال مغنية، فوجّه حزب الله وقوى المعارضة أصابع الاتهام إلى إسرائيل، فيما لم تستبعد شخصيات في قوى 14 آذار ضلوع سوريا بهذه العملية. في جميع الأحوال، تحدثت إحدى الشائعات عن إمكانية ضلوع 14 آذار في اغتيال مغنية، وثمة قلق واسع النطاق سيضرّ بلبنان.
تعاون أكثريّ ونصب تذكاريّة معارضة
شيّع حزب الله بطله عماد مغنية بعد ظهر يوم 14 شباط في أجواء ماطرة وحزينة، إذ خطب بالحشود الجنائزية كل من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ووزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي.قبل ساعات من انطلاق جنازة مغنية وليس بعيداً عنها، احتشدت قوى 14 آذار الموالية للحكومة في ساحة الشهداء لمناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري. ومثّل التجمّع الجماهيري لقوى 14 آذار (يراوح عدد المحتشدين بين 100 ألف ومليون مشارك) محاولة لإعادة تنشيط القاعدة الأكثرية واستعادة زمام المبادرة السياسية بوجه المعارضة. توعّد نصر الله بـ&laqascii117o;حرب مفتوحة" مع &laqascii117o;الصهاينة"، متعهّداً تنفيذ عمليات ضد إسرائيل خارج الحدود اللبنانية للثأر من مقتل مغنية. ركّزت الخطابات في المسيرة السلمية لقوى 14 آذار على حاجة لبنان إلى &laqascii117o;إجماع واتفاق" وانتخاب رئيس للجمهورية فوراً. بين كل الخطباء، وحده الزعيم الدرزي وليد جنبلاط سجّل موقفاً صارماً وعنيفاً من سوريا وحلفائها في المعارضة، متعهداً أنّ لبنان &laqascii117o;لن يُسلّم إلى دمشق أو إلى العالم السوري ـــــ الإيراني الأسود".
الشجب الرسمي لـ14 آذار: أكثر من دموع تماسيح؟
في 13 شباط، استنكر زعيم 14 آذار، سعد الحريري، اغتيال مغنية وقدم تعازيه إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله. في اليوم نفسه، خلال مقابلة تلفزيونية له مع المؤسسة اللبنانية للإرسال، وافق الحريري حزب الله في اتهام إسرائيل بالوقوف وراء قتل مغنية، غير أنه غمز إلى دور سوري بإشارته إلى أنّ الأخير اغتيل في دمشق بالقرب من مدرسة إيرانية في منطقة تسيطر عليها الاستخبارات السورية.يوم الاغتيال. تحدث الأمين العام لقوى 14 آذار، فارس سعيد، عن مقتل مغنية كأنه درس لحزب الله. بما معناه أن يعي حزب الله أنّ حاميه وضامنه الوحيدين هما الدولة اللبنانية والجيش اللبناني لا ترسانته أو الأجهزة السورية.في الوقت نفسه، يعتقد الزعيم الدرزي وعضو 14 آذار، وليد جنبلاط، أن إسرائيل لأسباب واضحة، أو سوريا لأسباب مجهولة، قضيا على مغنية. وفي جميع الأحوال، وصف جنبلاط بصراحة مقتل مغنية بـ&laqascii117o;الخبر الجيد".ورأى عدد من السياسيين الأكثريين، منهم السفير اللبناني السابق في الولايات المتحدة سيمون كرم ورئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، أنّ سوريا صفّت مغنية &laqascii117o;هديةً للأميركيين". إلا أنّ كرم وشمعون أملا ألّا تكون الصفقة على حساب لبنان.أبلغ وزير الداخلية، حسن السبع، السفير بأن مغنية، لحُسن الحظ، لم يغتل على الأراضي اللبنانية، وإلا لكانت اتُّهمت قوى 14 آذار بالتآمر مع إسرائيل على حزب الله.لا يزال السبع متردداً بشأن هوية مرتكبي الجريمة، معلقاً باحتمال أن تكون رسالة سورية إلى حزب الله أو الولايات المتحدة، أو أن تكون نتيجة انقسام داخل حزب الله.وأعرب السبع عن قلقه من دفع لبنان الثمن إذا كانت الرسالة موجهة إلى الولايات المتحدة، على أنها رسالة تذكير بأنّ على الأخيرة التعامل مع سوريا في ما يخص كلّاً من الانتخابات الرئاسية وحزب الله.خرجت نظرية أخرى من طاحونة الشائعات في بيروت، أشارت إلى أنّ السعوديين وآل الحريري تعاونوا مع جهاديين سنّة سوريين لتوجيه ضربة إلى المعارضة وحليفتيها سوريا وإيران.وتستند هذه الفكرة إلى الادعاءات السابقة بأنّ سعد الحريري والمملكة السعودية كانا متورطين بتسليح متشددين سنة، في جهود لمواجهة حزب الله.
ضبّاط أمن يتحدّثون عن بصمات الأسد
أبلغ ضباط من المستوى المتوسط في قوى الأمن الداخلي ضباطاً ورسميين في السفارة، اعتقادهم بأنّ قوات سورية، خاضعة للرئيس بشار الأسد، قد تكون مسؤولة عن الاغتيال، في جهد لفرض تسوية في ظل المأزق السياسي المستمر، وذلك عبر تخفيف الضعط عن سوريا. وتكهّن الضباط أنّ يكون للاغتيال وقع حادًّ على حزب الله، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتباك واسع وانعدام في التماسك.ويستند الضباط في تقييمهم هذا إلى التوتر المزعوم بين الأسد ورئيس استخباراته العسكرية، آصف شوكت، نتيجة اختلاف بين زوجتي الرجلين. وذكر الضباط أيضاً أنّ الأسد بات أكثر استقلالية بعد تهميش عدد من المستشارين الموثوق بهم سابقاً مثل شوكت.
معارضون يشكّون في ضلوع إسرائيل
فيما دعم معظم المراقبين في المعارضة اللبنانية نظرية حزب الله في احتمال أن تكون إسرائيل مسؤولة عن الاغتيال، أسرّ عضو كتلة عون، النائب غسان مخيبر، لضباط ومسؤولين في السفارة أن من الغريب أن يأتي اغتيال مغنية بعد خروجه من أحد مكاتب الاستخبارات السورية، مضيفاً أن مقتل مغنية يمثّل تحدّياً كبيراً لحزب الله. وعلّق مخيبر بأنّ الأيام المقبلة قد تكشف عن طبيعة &laqascii117o;صفقة" يمكن التوصل إليها.
ميشيل سيسون
بيروت في 14 شباط 2008
المصدر: سفارة بيروت، التصنيف: سرّي


نيران الحرائق تلتهم السجانين الإسرائيليين في أحراج الكرمل

- 'السفير':
40 قـتـيـلاً ... وعمـليـات إخـلاء واسـعـة.. إسـرائـيــل: الحــرائــق هــزمـتـنـا
أخضعت النار إسرائيل، وأجبرت قادتها على إظهار نوع من الاستسلام وطلب العون من أميركا وأوروبا. فقد انتشرت النيران في غابات جبل الكرمل، وامتدت بسرعة كبيرة غربا وجنوبا، بفعل رياح شرقية قوية، ما أدى إلى احتراق كيبوتس بكامله، وإخلاء السكان من العديد من القرى والموشافيم وبعض أحياء مدينة حيفا. وتم أيضا إخلاء الكثير من القواعد العسكرية القائمة في جنوبي حيفا، وكذلك عدد من المعتقلات والسجون. وتم الإعلان عن مقتل 40 من أفراد حرس السجون، فضلا عن إصابة كثيرين، بينهم عدد من كبار قادة الشرطة. وكان الحريق قد شب حوالى الساعة الحادية عشرة من صباح أمس، ولم تفلح قوات الإطفاء التي جمعت من كل نواحي إسرائيل في السيطرة عليه. وفي حوالى الرابعة ظهراً، كانت النيران قد بدأت في الاقتراب من مناطق مأهولة وأحرقت بالكامل كيبوتس بيت أورن. وفي البداية، حاولت بلدية حيفا اتهام بلدية عسفيا الدرزية المجاورة بأنها المسؤولة عن الحريق الهائل. وقيل إن السبب هو حريق في مزبلة بلدية عسفيا، لكن سرعان ما تبين أنه كانت للحريق ثلاث بؤر في مناطق مختلفة، وأن المزبلة لم تكن في دائرة الحريق. وقال قائد شرطة الإطفاء في حيفا &laqascii117o;لقد فقدنا السيطرة على الحريق. لا نملك مواد إطفاء كافية في دولة إسرائيل تتيح لنا السيطرة على النيران". وأشار إلى أن قوات الإطفاء تحاول عبر استخدام خراطيم المياه السيطرة على الحريق. واعتبر مسؤول آخر في الإطفاء أن هذا ليس حريقا، وإنما حرب. وأضاف ان &laqascii117o;الطبيعة هزمتنا، ولا نملك القوة على هزيمة النيران التي تزداد اشتعالا بقوة الرياح". وقال هذا المسؤول، في حديث للتلفزيون من موقع الحريق، إن مطالبة قبرص واليونان بتقديم العون تقارب الفضيحة، لأن هاتين الدولتين لا تملكان قدرات عالية على مواجهة الحرائق. وأشار إلى أن الولايات المتحدة هي الدولة التي تتوفر لها القدرات الكبيرة لمواجهة الحرائق، ما يعني أن النيران المشتعلة ستظل أياما وقد تحدث كوارث. وطلبت إسرائيل من الإدارة الأميركية إرسال طائرات ومواد إطفاء من قواعدها العسكرية في المنطقة. وأعلنت قبرص واليونان أنها سترسل طائرات إطفاء. وأشارت قبرص الى أنها سترسل مروحية الإطفاء الوحيدة التي تمتلكها للمساعدة. كما أن اليونان سترسل عددا من مروحيات الإطفاء. وطلبت الخارجية الإسرائيلية من بلغاريا وكرواتيا وفرنسا ورومانيا إرسال طائرات إطفاء تستطيع العمل ليلا، وكذلك مواد إطفاء كيميائية. وأعلن كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس شمعون بيريز أن حريق الكرمل هو &laqascii117o;واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخنا". وقال نتنياهو ان &laqascii117o;إسرائيل تحشد كل قوى الدولة من أجل وقف النار وإنقاذ المصابين، وكل جهدنا موجه لحماية أرواح الواقعين في دائرة النيران". وأشار نتنياهو إلى أن حريق الكرمل هو &laqascii117o;كارثة بحجم لم يسبق أن عهدناه"، داعياً روسيا وإيطاليا واليونان وقبرص إلى تقديم العون العاجل لإسرائيل وإرسال طائرات لإطفاء النيران. كما قال بيريز ان &laqascii117o;قلوبنا اليوم مع حيفا. والحريق لم ينطفئ بعد، ورجال الإطفاء يظهرون بطولة فائقة. ونحن نصلي من أجل حدوث معجزة، نصلي من أجل أرواح الناس". وأعلن وزير الدفاع إيهود باراك أنه أمر الجيش &laqascii117o;بوضع كل القوات المطلوبة من أجل إطفاء الحريق ومعالجة المصابين وإنقاذ المحجوزين"، مشيراً إلى أنّ &laqascii117o;الجيش الإسرائيلي يعمل منذ لحظة علمه بالكارثة من أجل تقديم المساعدة بكل قوة ممكنة للتغلب على الحريق الشديد ويضع تحت تصرف المصابين كل الوسائل المطلوبة". وبعد مقتل 40 سجانا أمرت الحكومة الإسرائيلية بإخلاء أحياء طيرة الكرمل التي يعيش فيها ما لا يقل عن عشرين ألفا، والواقعة على السفوح الغربية لجبل الكرمل. كما أمرت سكان بلدات نير عتسيون وعين هود وعين حود على ساحل الكرمل بإخلائها. وكذلك تم إخلاء المدارس الداخلية في القرى المجاورة لجبل الكرمل. ويتحدث المسؤولون عن احتراق ما لا يقل عن عشرات الألوف من الدونمات الأمر الذي يزيد أضعافا عن الحريق الهائل الذي شب في المنطقة قبل عشرين عاما، والذي كان يعتبر كارثة كبرى. وتم إخلاء قرية عسفيا وكيبوتس بيت أورن وكفار سيترين، وكذلك موشاف نير عتسيون والعديد من الفنادق في تلك المنطقة. وتقع في جنوب حيفا العديد من القواعد العسكرية الكبرى، وبينها قاعدة الشحن قرب طيرة الكرمل. كما يقع في دائرة الحرائق معتقل الدامون الذي يحوي ما لا يقل عن 500 من أسرى الانتفاضة الفلسطينية، الذين تم إخلاؤهم إلى سجون أخرى.


الأمم المتحدة تجيب فرنسين: مستندات التحقيق تتمتّع بالحصانة

- 'الأخبار':
كاسيزي يبرّر تعديل القواعد: حجّة معلومات بلمار &laqascii117o;الحسّاسة"
تتزايد الأسئلة عن عدالة المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وخصوصاً بعد إدخال قضاتها تعديلات على قواعدها. وللإجابة عن بعضها، صدر أمس عن رئيسها أنطونيو كاسيزي مذكرة إيضاحية ننشر أبرز ما ورد فيها. صدر أمس عن رئيس المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي الإيطالي أنطونيو كاسيزي مذكرة شرح فيها الأسباب الموجبة للتعديلات التي أدخلت على قواعد الإجراءات والإثبات في 10 تشرين الثاني 2010. وبرّر كاسيزي لجوء المدعي العام دانيال بلمار الى مصادر سرّية متحجّجاً بـ&laqascii117o;حماية المعلومات الحساسة"، وأوضح أن المحكمة ستلجأ الى مجلس الأمن إذا عجز لبنان عن التعاون مع طلباتها.يذكر أنها المرة الأولى التي تصدر فيها عن كاسيزي مذكرة كهذه، فسلسلة التعديلات التي أدخلت في 30 تشرين الاول 2009 وفي 10 حزيران 2009 لم تصدر بعدها أية مذكرات تشرح الأسباب الموجبة. نورد في الفقرات التالية أبرز ما ورد في مذكرة كاسيزي.
حماية المعلومات الحسّاسة
قد تتطلب الإجراءات الجزائية الدولية المتعلقة بالإرهاب حماية بعض المعلومات المقدمة إلى الفريقين بصفة سرية. غير أن من الضروري أن تكون التدابير المأخوذة لحماية هذه المعلومات منسجمة كلياً مع حقوق المتهم.في المادتين 117 و118 من القواعد، يصار إلى تحقيق التوازن بين ضرورة عدم إبلاغ المصدر أو المحتوى الدقيق للمعلومات السرية التي في حوزة الادعاء أو الدفاع، والحاجة إلى ضمان محاكمة عادلة تحترم حقوق الفريق الآخر احتراماً كاملاً. وتناط مهمة ضمان عدم استعمال هذه المعلومات بنحو يؤثر على حقوق الفريق الآخر بقاضي الإجراءات التمهيدية، الذي يضطلع بدور أساسي هو دور &laqascii117o;هيئة قضائية" حيادية وموضوعية تخدم الحاجة العامة إلى ضمان احترام مبادئ المحاكمة العادلة. وتتعدى هذه الأحكام تلك، اللازمة لتأخير أو منع إبلاغ المعلومات التي من شأنها إلحاق الضرر بالتحقيقات، إحداث تهديد خطير لسلامة أحد الشهود أو سلامة عائلته، أو مخالفة المصلحة العامة (المادة 116 من القواعد). وتعالج المادة 117 من القواعد المعلومات التي في حوزة المدعي العام وهي معلومات قد يؤدي إبلاغها إلى المساس بالمصالح الأمنية لإحدى الدول أو لإحدى الهيئات الدولية. في هذه الحالة، يجوز للمدعي العام الطلب بطريقة غير وجاهية من قاضي الإجراءات التمهيدية الذي يقرر في غرفة المذاكرة وبطريقة غير وجاهية: (ألف) ما إذا يجوز إعفاء المدعي العام، جزئياً أو كلياً، من واجب الإبلاغ، (باء) أو إعفاءه من واجب الإبلاغ رهناً بتدابير موازية، على سبيل المثال (1) تقديم المعلومات مختصرة أو مموّهة، (2) أو تحديد معلومات جديدة وذات طبيعة مماثلة، (3) أو عرض الشق الأهم من الوقائع، من المهم فهم مبدأ التدابير الموازية ـــــ أي التدابير التي تعالج مسألة عدم إمكانية إبلاغ المواد التي كان يجب إبلاغها وبالتالي تضمن احترام حقوق الفريق الآخر. وتطبق الأحكام نفسها عندما تكون المعلومات التي قد يؤدي إبلاغها إلى المساس بالمصالح الأمنية لإحدى الدول أو لإحدى الهيئات الدولية بحوزة الدفاع (أو متضرر مشارك بالإجراءات) الذي يكون ملزماً بإبلاغها بموجب القواعد (مثلاً المادة 112 من القواعد). وتتطرق المادتان 118 و119 من القواعد إلى إبلاغ المعلومات التي: (1) تقدم بصفة سرية، (2) والتي تمس بمصالح الأمنية لإحدى الدول أو لإحدى الهيئات الدولية. ولا تبلّغها إلا بعد موافقة مقدمها.
تعاون الدول مع المحكمة
&laqascii117o;يمثل تعاون الدول عاملاً أساسياً لأداء أية محكمة جنائية دولية مهماتها بنجاح. بل يعدّ مثل هذا التعاون أكثر أهمية في ما يتعلق بالمحكمة الخاصة بما أن الدول الثالثة (أي الدول الأخرى غير لبنان) غير ملزمة بالنظام الأساسي وبالقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن. كما أن بعض الدول الثالثة التي تمارس بشكل أو بآخر سلطتها على أشخاص ذوي أهمية بالنسبة إلى المحكمة (من شهود أو مشتبه فيهم)، قد ينظر إلى المحكمة نظرة الشك. أما العنصر الآخر المهم، فهو أن دساتير بعض البلدان في المنطقة وتشريعاتها الوطنية تتضمن حكماً يحظّر تسليم المواطنين. وهذا ما قد يجعل من عملية تسليم المواطنين للمحكمة أمراً معقداً من الناحية القانونية بالنظر إلى التشريعات الوطنية. وبالتالي، فإن القواعد: (1) تخوّل المحكمة الخاصة الدخول في اتفاقات بشأن التعاون القضائي مع دول غير لبنان. (2) وتشير إلى سبل ضمان التعاون في مجالات غير مجال توقيف المواطنين وتسليمهم (مثلاً جمع الشهادات، وتمكين الشهود من الإدلاء بشهادتهم عبر المؤتمرات المتلفزة أو إتاحة الإقامة الجبرية في المنزل للمشتبه فيهم أو المدانين، إلخ). (3) وتشير إلى إمكانية إجراء المدعي العام &laqascii117o;ترتيبات" مع الدول بهدف تسهيل أنشطته في مجالي التحقيق والملاحقة (ويمكن، بطبيعة الحال، رئيس مكتب الدفاع إجراء ترتيبات مماثلة). وتلحظ القواعد أيضاً بعض التدابير الرامية إلى عرض تخلّف لبنان ودول ثالثة عن التعاون، فضلاً عن مجموعة من التدابير التي قد تقلل إلى حد ما مخاوف الدول من التعدي على سيادتها على نحو غير سائغ (راجع الجزء 6 أدناه). وفي هذا الصدد، جرى التمييز بين ثلاث فئات من الدول: (1) لبنان الملزم بالتعاون مع المحكمة قانوناً، بموجب الاتفاق مع الأمم المتحدة وبموجب القرار رقم 1757 الصادر عن مجلس الأمن. (2) الدول الثالثة التي أبرمت اتفاق التعاون مع المحكمة أو التي تكون ملزمة بالتعاون على أساس آخر (مثلاً تشريع وطني اعتمد لهذا الغرض عينه). (3) الدول الثالثة التي إمّا رفضت صراحة إبرام مثل هذا الاتفاق وإما امتنعت على أي حال من القيام بذلك.وفي حال عدم استجابة لبنان لطلبات المحكمة أو لأوامرها (الفئة 1)، تنص القواعد على رد فعل على ثلاث مراحل، أولاً يجري الرئيس مشاورات مع السلطات اللبنانية المعنية بهدف إقناعها بالتعاون. ثانياً، في حال الرفض المستمر للتعاون، يجوز لغرفة الدرجة الأولى (أو لقاضي الإجراءات التمهيدية، إن لم تبلغ القضية مرحلة الدرجة الأولى بعد) أن تنظم محضراً قضائياً تشير فيه إلى عدم التعاون. ثالثاً، يحيل الرئيس هذا المحضر القضائي إلى مجلس الأمن ليتخذ الإجراء المناسب. في المقابل، وفي ما يتعلق بالفئة الثانية من الدول (تلك الدول الملزمة قانوناً بالتعاون بموجب اتفاق تعاون)، تنص القواعد على أن يصار إلى اللجوء لآليات حل النزاعات المنصوص عنها في اتفاق التعاون.وفي ما يتعلق بالفئة الثالثة من الدول (تلك الدول غير الملزمة قانوناً بالتعاون)، تنص القواعد على أن يجري الرئيس مشاورات مع السلطات المعنية للدولة بهدف تحفيز هذه السلطات على التعاون.
الأمم المتّحدة تتمسّك بالسرّية
تسلّم أول من أمس قلم المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري كتاباً من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بالشؤون القانونية ستيفن ماتياس، موجّهاً الى قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين بخصوص تسليم اللواء الركن جميل السيد مستندات تعود إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلّة. وكان هذا الأخير قد طلب تسليمه مستندات تتيح له ملاحقة المسؤولين عن اعتقاله تعسّفياً لنحو أربع سنوات بناءً على توصية من لجنة التحقيق الدولية، غير أن ماتياس تمسّك بالموقف الذي كانت قد أعلنته رئيسة الدائرة القانونية في الأمانة العامة للأمم المتحدة في الأول من تشرين الأول 2010 الذي يشدّد على عدم جواز استخدام تقارير صادرة عن جهاز تابع للأمم المتحدة إلا بإذن منها. وجاء في كتاب المسؤول الأممي أن المستندات التي تسلّمتها السلطات اللبنانية من لجنة التحقيق تخضع للسرية ولا يجوز عرضها على الجمهور. وبذلك يتحدّى ماتياس مبدأ عرض الأدلّة أمام المحكمة حتى لو أمر القاضي بذلك.


حول المسعى السوري ـ السعودي لحل الأزمة اللبنانية

- صحيفة 'الشرق الأوسط':
أوساط حزب الله: مسعى فرنسي - سعودي لتأخير صدور القرار الظني.. التسوية السعودية - السورية على نار حامية
تؤكد كل المعطيات والمعلومات المتوافرة محليا أن التسوية السعودية السورية وضعت على نار حامية في ظل الضغوط التي تمارسها قوى الثامن من آذار للخروج بصيغة تسوية قبيل صدور القرار الظني. وفي هذا الإطار، شدّد عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري على أن 'التسوية التي تطبخ اليوم والمناقشات التي تتم محصورة في نقطة وحيدة ألا وهي كيفية التعاطي مع مرحلة ما بعد القرار الاتهامي'. وقال لـ'الشرق الأوسط': 'نحاول أن نتوصل لصيغة معينة تجنب البلاد وبعد صدور القرار الفتنة والتشنج واللغة التي تؤدي إلى المجهول. لكن أي تسوية على موعد أو فحوى القرار ليست مطروحة ولا إمكانية لطرحها'. وعمّا يحكى عن أن تيار المستقبل لن يقبل باستناد التحقيق الدولي على اتصالات مخترقة قال حوري: 'اختراق شبكة الاتصالات وارد في كل دول العالم لكن ما كشفه وزير الاتصالات عن تلاعب بالداتا يجب إيداعه مكتب المدعي العام في أسرع وقت ممكن. نحن لن نصدر أي أحكام مسبقة على الدلائل التي قد تقدمها المحكمة'. ولفت ما كشفته أوساط حزب الله لـ'الشرق الأوسط' عن أن 'هناك مسعى سعوديا مستجدا للإسراع ببلورة صيغة تسوية قبل صدور القرار الظني' موضحة أنه 'وفي حين تسعى واشنطن لإصدار القرار قبل الخامس عشر من الشهر الحالي، نلمس مسعى فرنسيا سعوديا لتأخير إصدار هذا القرار'. وأضافت الأوساط: 'التسوية التي تطبخ تتمحور حول نقطتين أساسيتين يبدو أن تيار المستقبل بدأ يقتنع بهما ألا وهما ضرورة عدم اعتماد القرار على شهود الزور أو على شبكة الاتصالات المخترقة. هاتان النقطتان جزء من سلة متكاملة تخطت حظوظ نجاحها نسبة الخمسين في المائة'. وفي المواقف السياسية، شدد وزير الدولة وائل أبو فاعور على 'ضرورة ملاقاة الجهود العربية التي تبذل من قبل سورية والسعودية لإيجاد توافق وطني حول القضايا المختلف عليها بجهود محلية تهدف إلى تخفيف الاحتقان، واستعادة مناخات الحوار الداخلي من قبل جميع الأطراف'، لافتا إلى أن 'ذلك قد يساعد في تلقّف أي مبادرة عربية لحماية الداخل اللبناني من أي أخطار داخلية أو خارجية'. بدوره، عول عضو كتلة 'التحرير والتنمية' النائب ميشال موسى على ما يطبخ في الخارج من تسويات وقال: 'في وقت من الأوقات كانت الأمور قد وصلت إلى طريق مسدود داخليا، فجاءت المبادرة المشكورة من الأصدقاء في الخارج خصوصا سورية والسعودية'، مشيرا 'إلى أن التقارب بينهما يولد مناخا جيدا ربما ينتج حلولا'. وأسف عضو تكتل 'لبنان أولا' النائب خالد زهرمان للوصول إلى ما سماه 'مرحلة الحائط المسدود بين السين - السين'، مشددا على 'أهمية الحوار الداخلي الذي كان مقطوعا في الفترة الأخيرة، والذي يجب أن يترافق مع الحوارات خارجية، وتحديدا على الخط السوري - السعودي، والخط الإيراني، والخط التركي'. وعن احتمال أن يزور الرئيس الحريري سورية قريبا أوضح زهرمان: 'في المبدأ لا مشكلة أمام الزيارة، ولكننا ننتظر ما سينتج عن المشاورات السورية - السعودية. الرئيس الحريري لا يريد زيارة سورية لمجرد الزيارة، ولكن لبحث الملفات غادر رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري باريس أمس متوجها إلى المملكة العربية السعودية متخليا بذلك عن الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها إلى تركيا. وبحسب أوساطه، فقد يتوجه من السعودية إلى الولايات المتحدة الأميركية للاطمئنان على صحة الملك عبد الله، وربما لإجراء بعض الاتصالات في نيويورك على أن يزور عقب ذلك سلطنة عمان رسميا. وحصد الحريري في محطته الباريسية التي اختتمها ظهر أمس بلقاء مع رئيس الوزراء فرنسوا فيون على مائدة غداء دعما فرنسيا واضحا سمعه من أعلى هرم الدولة ممثلة بالرئيس نيكولا ساركوزي وبرئيس الحكومة وبوزيرة الخارجية ميشيل أليو ماري التي استقبلها في مقر إقامته في أحد فنادق العاصمة. وحرصت المصادر الفرنسية على القول إنه 'دعم للحريري وللمؤسسات الشرعية التي يمثلها'. وكانت النقطة الأبرز تعبير فرنسا الثابت عن التزام دعم المحكمة الدولية وما يبدو أنه تمسك بدعم صدور القرار الظني. وكان مصدر رئاسي فرنسي أشار إلى ذلك مباشرة بقوله إنه 'من الطبيعي أن فرنسا التي تدعم المحكمة الدولية تقوم بدعم ما يصدر عنها'. وفي هذا السياق، قال الحريري للصحافة أمس عقب لقائه فيون إن فرنسا 'ما زالت تدعم المحكمة بالشكل الذي أعلنت فيه دعمها'. وحرص المسؤولون الفرنسيون على القول أكثر من مرة، خلال زيارة الحريري، على أنه 'ليس للبنانيين أن يختاروا بين العدالة والاستقرار ولا يمكن تصور العدالة على حساب الاستقرار أو العكس'. أما الشق الآخر من الموقف الفرنسي فيتمثل بتأكيد أن 'لا أحد قادر على التأثير على المحكمة' أو على قراراتها. غير أن هذا الموقف لا يمنع باريس من التحرك على أكثر من صعيد لتدارك تهديد الاستقرار في لبنان وهو ما يعكسه توافد الشخصيات اللبنانية إليها والزيارة المرتقبة للرئيس السوري بشار الأسد في الأيام المقبلة. وبعد فترة من 'البرودة' بين باريس ودمشق، عادت فرنسا إلى 'تسخين' علاقاتها بدمشق رغم 'الملاحظات' الفرنسية على الأداء السوري في لبنان، ونظرا لقناعة باريس أن السلطات السورية 'قادرة على المساعدة في احتواء الوضع اللبناني'. ورغم نفي فرنسا أن تكون على صلة بالوساطة السعودية - السورية في لبنان، فإن مصادر سياسية فيها تؤكد أنها 'تواكب الاتصالات وتساهم فيها' عن قرب. واغتنم الحريري المنبر الفرنسي ليوجه رسائل إلى 'الداخل' اللبناني وهي ذات شقين: الأول، جرعة تفاؤل حيث أكد أن 'الأمور إن شاء الله إيجابية ونحن لدينا كل النيات للتوصل إلى تفاهم بالحوار والهدوء والكلام العالي في لبنان لا يفيد وهذا ما قلته وما زلت أقوله'. وكرديف للهجة التفاؤل، أكد الحريري أنه 'ما زال ملتزما' بالمسار السوري - السعودي مطالبا بـ'إعطائه الوقت الكافي للتوصل إلى نتائج'. وجاء الشق الثاني من رسائل الحريري موجها إلى الفريق الآخر في لبنان الذي لم يسمه مباشرة، إذ نفى أن يكون بصدد المماطلة وكسب الوقت، وقال 'إننا لا نمرر ولا نتأخر. الآخرون عليهم القيام ببعض الأمور... إنهم يعرفون جيدا أن عليهم القيام ببعض الأمور التي لم يقوموا بها حتى الآن'. ولم يكشف الحريري المزيد عن هذه 'الأمور' التي كان على الطرف الآخر القيام بها. ولكن من الواضح أن الحريري يرمي الكرة في ملعب الفريق الآخر وينفي عن نفسه تهمة كسب الوقت التي وجهها إليه أمين عام حزب الله حسن نصر الله من غير أن يسميه في ظهوره التلفزيوني الأخير. ولم يفصح رئيس الوزراء اللبناني عن تاريخ عودته إلى لبنان. لكنه أثنى على التحرك الذي يقوم به رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان لاحتواء الوضع والتعويض عن اجتماعات مجلس الوزراء بدعوة الأطراف إلى طاولة الحوار. ووصف الحريري ما يقوم به سليمان بأنه 'جيد جدا'. وفي كلامه إلى الصحافة الفرنسية في باحة المقر الحكومي المعروف باسم قصر ماتينيون، اعتبر الحريري أن لبنان 'يمر حاليا بمرحلة صعبة'. لكنه عول على 'الحوار' و'دعم الأصدقاء أمثال فرنسا والسعودية وسورية وجميع أصدقاء لبنان' من أجل تخطي هذه المرحلة. وتناول الحريري وفيون العلاقات الثنائية اللبنانية - الفرنسية والتحديات التي يواجهها لبنان، مشيرا إلى أن فرنسا 'وقفت دائما إلى جانبه وما زالت'. كذلك تطرقا إلى موضوع قرية الغجر التي قررت إسرائيل الانسحاب من جزئها الشمالي مع رفض دخول الجيش اللبناني إليها وهو ما لا يقبله لبنان. وندد الحريري بإسرائيل التي 'لا تفعل شيئا إلا من أجل وقف عملية السلام'، معتبرا أن عدم التقدم فيها 'يعني انتصار التطرف في المنطقة'. وكان الحريري استقبل وزيرة الخارجية ميشيل أليو ماري وقبلها وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد. وحرصت المصادر الفرنسية على تأكيد أن باريس 'تريد أن تلعب دورها كاملا في لبنان'. غير أن المسؤولين الفرنسيين رغم تمسكهم بالموقف المبدئي من المحكمة ومن القرار الظني يدعمون المسعى السعودي - الفرنسي لكنهم يطالبون بألا يكون على حساب المصلحة اللبنانية. وتنظر باريس بعين الشك إلى التهديدات الصادرة عن بعض الأطراف اللبنانية بالتحرك ميدانيا في حال صدر القرار الظني محتويا ما يتوقع أن يكون اتهامات لأفراد من حزب الله. وتعتبر باريس أن ليس للحزب المذكور اليوم مصلحة في التحرك الميداني لأن 'المحاذير' المترتبة عليه كثيرة ليس أقلها عودة الحديث عن إدراجه على لائحة المنظمات الإرهابية أو الداعمة للإرهاب. كذلك ترى باريس أن لا 'مصلحة لسورية' اليوم في عودة العنف إلى لبنان 'لأن سورية ستكون الخاسرة' منها. وبين هذا وذلك، تغرق الحلول المتداولة في ضبابية تفقد الرؤية السليمة للمسار الذي ستسلكه الأمور في لبنان في الأيام والأسابيع المقبلة.


- 'الأخبار':
نقولا ناصيف
مسوّدة تسوية خطّية بين أيدي عبد الله والأسد ونجل الملك
أيهما يسبق الآخر، التسوية التي تبرمها الرياض ودمشق أم القرار الظني الذي تعتزم المحكمة الدولية إصداره؟ عامل الوقت، وحده، يجعل سباقهما مدخلاً إلى الحلّ أو إلى المواجهة. لكن ما يدور بين العاصمتين يوحي بالخيار الأول. حتى الأيام القليلة المنصرمة، كانت المعطيات المحيطة بالجهود السعودية ـــــ السورية لحلّ الأزمة اللبنانية، أفضت إلى الآتي:
1 ـ أنجزت الرياض ودمشق مسوّدة خطية لتسوية سياسية لم يطّلع على مضمونها سوى الملك السعودي عبد الله والرئيس السوري بشّار الأسد ومستشار الملك ونجله الأمير عبد العزيز. وأحيطت المسوّدة بكتمان بالغ في بنودها وتفاصيلها حتى في الأوساط الوثيقة الصلة بعبد الله والأسد ومعاونيهما الذين لم يطّلعوا عليها.
2 ـ بتكليف من عبد الله، وضع عبد العزيز رئيس الحكومة سعد الحريري في أجواء مسوّدة التسوية، لكن من دون إطلاعه على مضمونها الحرفي.
3 ـ استقبل الرئيس السوري المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله الحاج حسين الخليل، وأطلعه بدوره على أجواء المسوّدة دون نصّها. حملها الخليل إلى نصر الله، ثم عاد إلى دمشق حاملاً الجواب، ومفاده أنه قد تكون لحزب الله بعض الملاحظات الشكلية عليها. كان تعقيب الأسد أن هذه الملاحظات تعالج في الوقت المناسب. بذلك، عبّر الرئيس السوري عن رضاه عن الحلّ المقترح، ولم يرَ فيه حزب الله مصدراً لإقلاقه على مقاومته.اقترنت هذه المعطيات بالمساعي التي أجرتها العاصمتان حتى قبل مرض الملك. إلا أنّ الاتصالات شبه الدائمة بينهما مذ ذاك عزّزت هذه الجهود. سرعان ما وصلت أصداء المسوّدة إلى رئيس الجمهورية ميشال سليمان.الأحد الماضي (28 تشرين الثاني)، أجرى الرئيس اتصاله الدوري بنظيره السوري وناقش معه الأوضاع، فأبدى له الأسد ارتياحه إلى الح

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد