ردود الفعل على خطاب الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله في الإحتفال التخريجي للتعبئة التربوية
- صحيفة 'السفير': بنبرة هادئة تتناسب مع مقتضيات المسعى السوري ـ السعودي المستمر، أطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أمس، محتفظا بجوهر ثوابته، وعارضا المزيد من الوقائع التي تدين القرار الاتهامي وتهز مصداقية المحكمة الدولية. وإذا كان نصر الله قد حافظ على المنحى التفاؤلي الذي اتسم به خطابه السابق، متحدثا عن أمل كبير جدا بأن يسفر المسعى السوري ـ السعودي عن نتائج إيجابية قريبا، إلا أنه وجّه في الوقت ذاته رسالة واضحة الى من يعنيه الأمر فحواها أن ما يصح قبل صدور القرار الاتهامي لا يصح بعد صدوره، حيث &laqascii117o;يكون الأوان قد فات ونكون جميعا قد فقدنا زمام المبادرة". وما يمكن قراءته بين سطور رسالة &laqascii117o;السيد" أن من يراهن على تقطيع الوقت الى حين صدور القرار الاتهامي، متوهما أنه يستطيع بعد ذلك ان يفاوض حزب الله من موقع القوة لتحصيل مكاسب مفترضة منه تحت ضغط القرار الصادر، إنما يرتكب خطأ كبيرا في الحسابات، وبالتالي فان الفرصة المتاحة في الوقت الحاضر لانجاز تسوية تحمي لبنان هي فرصة ثمينة، ربما لا تتكرر، والمطلوب استثمارها سريعا وتسهيل تسييلها الى صيغة سياسية متكاملة، قبل ان يباغت القرار الاتهامي الجميع ويربح السباق مع الجهد العربي. واستنادا الى الحقائق التي كُشفت حول الاستباحة الاسرائيلية لقطاع الاتصالات في لبنان، سدد السيد نصر الله ضربة إضافية الى القرار المرتقب للمدعي العام الدولي دانيال بيلمار، على قاعدة ان دليل الاتصالات الهاتفية المترنّح أصلا قد سقط بالضربة القاضية، ولم يعد يكتسب أي مصداقية، بعدما تبين أن لدى الموساد قدرة على التلاعب بالخطوط الهاتفية والتصرف بها، من دون معرفة أصحابها. وأطلق نصر الله مجموعة من الأسئلة حول خلفية التعديلات التي أدخلتها المحكمة الدولية مؤخرا على قواعد الاجراءات والاثبات، توطئة لمؤتمر صحافي &laqascii117o;متخصص" سيستكمل الهجوم على المحكمة من الزاوية القانونية والدستورية التي تشكل خاصرة رخوة لها، بعدما قفزت المحكمة في مراحلها التأسيسية فوق المؤسسات والأصول الدستورية المعتمدة في لبنان..
جنبلاط يؤيد نصر الله
وقال النائب وليد جنبلاط لـ&laqascii117o;السفير" إنه يؤيد وجهة نظر السيد نصر الله القائلة بوجوب التوصل الى تسوية قبل صدور القرار الظني، معتبرا أنه من الأفضل بالتأكيد إنجاز التسوية بأسرع وقت ممكن. ورأى أن خطاب نصر الله يؤكد أهمية المبادرة السورية ـ السعودية، مشيرا الى أن معلوماته حول وجود أمل كبير بتحقيق نتائج إيجابية هي دقيقة ونحن في الجو ذاته.وكان جنبلاط قد اعتبر أن بعض القوى الخارجية تريد استخدام المحكمة من خلال القرار الظني ربما للوصول الى فتنة في البلد، الا أنه أكد في المقابل أنه بحكمة الأصدقاء في السعودية وفي سوريا وفي أي مكان لن نصل الى الفتنة. وشدّد خلال احتفال لجمعية &laqascii117o;الكشاف التقدمي الاشتراكي" أنه لا بدّ من درء عمل المحكمة الدولية للحفاظ على جوهر مطلب معرفة الحقيقة من دون الدخول في الفتنة. ورأى أن هناك حلفاً ثلاثياً جديداً أو تحالفاً ثلاثياً أو رباعياً من نوع آخر يطل عام 2010.
&laqascii117o;المستقبل": لا حكم مسبقا على القرار الاتهامي
وقالت أوساط بارزة في تيار المستقبل لـ&laqascii117o;السفير" إن خطاب السيد نصر الله اتسم بنبرة هادئة، &laqascii117o;ونحن نشاركه الرغبة في عدم الوصول الى صدام، وندعم متابعة البحث في كل الامور بهدوء في ظل أجواء من الاستقرار"، ولكن الأوساط شددت على أن المحكمة الدولية وُجدت لتحقيق العدالة لا الثأر، مشيرة الى أنه" لا يمكن الحكم سلفا على القرار الاتهامي لاننا غير مطلعين على مضمونه، وإذا كان السيد نصر الله على علم بتفاصيله كما أوحى في كلامه، فهذا لا ينطبق علينا. ورحّبت الأوساط بالدعوة الى تحقيق التسوية قبل صدور القرار الظني، إذا كان ذلك متاحا، مشيرة الى أنه لا توجد مؤشرات حاسمة في هذا الاتجاه، وآملة في ان تكون كل الاطراف قد أصبحت على قناعة بانه لا يمكن وقف القرار الاتهامي. وفي ما خص انتقاد نصر الله لصمت البعض حيال المعطيات التي كشفت حول الاختراق الاسرائيلي لقطاع الاتصالات، اعتبرت الاوساط البارزة في تيار المستقبل، ان التدقيق في هذه المعطيات يحتاج الى خبراء تقنيين، ونحن لسنا الجهة الصالحة للحكم عليها، أما المقتنعون بها فعليهم إحالتها الى المحكمة الدولية من دون تردد حتى تؤخذ بعين الاعتبار. وألمحت الاوساط الى ان هناك نوعا من المبالغات في توصيف حجم الاختراق للهاتف الخلوي ومدى قدرة اسرائيل على التلاعب بخطوطه.
- صحيفة 'النهار': هل اقترب موعد بلورة توجهات محددة للمسعى السعودي – السوري في شأن الازمة الداخلية في لبنان، أم ان السباق بين هذا المسعى وموعد صدور القرار الظني للمدعي العام لدى المحكمة الخاصة بلبنان سيبقى مفتوحاً على مزيد من الغموض والتأزم؟ الواقع ان السؤال تردد على نطاق واسع عقب الخطاب الذي القاه الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله بعد ظهر أمس في الاحتفال الذي اقامته 'التعبئة التربوية' في الحزب لتخريج 2946 طالباً جامعياً في 'مجمع سيد الشهداء' بالضاحية الجنوبية. ذلك انه، الى المواقف البارزة من المحكمة الخاصة بلبنان والقرار الظني، استوقف المراقبين تركيز السيد نصرالله، للمرة الثانية بعد خطابه السابق في مناسبة 'يوم الشهيد' قبل نحو ثلاثة اسابيع، على المسعى السعودي – السوري وتأكيده احراز تقدم فيه وتعويله عليه لتظليل اتفاق لبناني – لبناني قبل موعد صدور القرار الظني.ولفتت أوساط مطلعة ان خطاب نصرالله جاء من هذه الناحية مطابقاً تماماً للحديث الذي أدلى به رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الى 'النهار' من حيث التعويل على ما كان المسار السعودي – السوري قد توصل اليه قبل الانقطاع القسري للاتصالات بفعل مرض العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز. واشارت الى انه بين كلام بري عن حركة سياسية كثيفة سيشهدها الاسبوع الطالع وخطاب السيد نصرالله أمس، تقاطعت معلومات مصدرها زوار دمشق وسواهم من المعنيين الداخليين والخارجيين عن معاودة المشاورات السورية – السعودية من النقطة التي بلغتها سابقا في ضوء الافكار التي يتداولها الجانبان من اجل احتواء 'استباقي والحاقي' لتداعيات القرار الظني، وان يكن اي طرف لم يقدم بعد صورة واضحة ومحددة عما يمكن ان يفضي اليه هذا المسعى. لكن الاوساط نفسها بدت بالغة الحذر في سوق أي توقعات متعجلة في هذا المجال، اذ لاحظت مفارقة وجود تفسيرين متناقضين لدى فريقي 8 آذار و14 آذار لآفاق المسعى ونتائجه المحتملة. فالفريق الاول يذهب، على غرار ما اوضحه السيد نصرالله الى الحديث عن 'تسوية' استباقية لصدور القرار الظني. في حين يحصر الفريق الثاني امكانات هذا المسعى بمعالجة تداعيات القرار الظني بعد صدوره. وهذا يعكس، استنادا الى الاوساط المطلعة، كون أي 'مسودة' حقيقية ناجزة للافكار العملية التي يتداولها السوريون والسعوديون لم تر النور بعد، وربما حملت الفترة القريبة تطورات في هذا الصدد.. وامتنعت مصادر الوفد اللبناني( المرافق لرئيس الوزراء سعد الحريري في طهران) عن التعليق على كلام السيد نصرالله امس عن 'تقطيع الوقت'، وقالت ان زيارة الحريري لطهران هي لتمتين العلاقات مع دولة كبرى في المنطقة وليست لتقطيع الوقت اطلاقا. وأشارت الى ان الزيارة بالنسبة الى الحريري حققت أهدافها.
ترك كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الباب مفتوحا لجميع الاحتمالات وان كان كلامه يؤشر الى مساع جدية للوصول الى تسوية عبر كلامه عن المسعى السوري - السعودي للحل، وانه تلقى منذ ايام معلومات عن استمرار عمل هذا المسعى وتقدمه. وفي الوقت نفسه فقد وصف المراقبون ايضا كلام السيد على الفصل السادس الذي يسبق الفصل السابع والاخير بعد ان تحدث في اطلالاته الاعلامية السابقة عن الفصول الخمسة حيث قال السيد: قبل صدور القرار الظني هناك امكانية للحوار وابعاد المخاطر ولكن بعد صدوره قد نفقد المبادرة والحوار وزمام الامور في ظل سعي الدول الكبرى للفتنة، وبالتالي فإن السيد ترك الابواب مشرعة على مختلف الاحتمالات داعيا اللبنانيين الى الحوار لعل ذلك يوصل الى توافق على الامور الخلافية وبدعم سوري - سعودي - تركي - ايراني لتجنيب لبنان شرور الفتنة، حيث دخل من هذا الموضوع ليدعو البعض الى عدم الرهان على &laqascii117o;تقطيع" الوقت، وشراء الوقت حتى صدور القرار الظني لان البعض يرى فيه سبيلا للتخلص من الخصم اي من المقاومة ولمخاطبة المقاومة من موقع اقوى واستغلالها في مكاسب داخلية من دون النظر الى وحدة البلد واستقراره. وقد رد السيد نصرالله بحزم على هذه الرهانات من قبل البعض بالتأكيد على نقطتين:
1 - تأييده للمسعى السوري - السعودي لانه المسعى الجدي والوحيد لاخراج لبنان مما يتهدده، وبأن كل حريص على لبنان تجده حريصا على نجاح المسعى السوري السعودي الذي ما يزال قائما ومتقدما.
2 - وجه سماحة السيد رسالة حازمة للجميع بأن عقارب الساعة لن تعود الى الوراء وان زمن تهديدنا قد ولّى وان المحكمة الدولية وقرارها الظني ليسا اهم من شرم الشيخ حيث اجتمع هنالك كل طواغيت العالم واصدروا قراراتهم في حق حزب الله، ولقد سقطت كل قرارات شرم الشيخ بصمود المقاومين، وذهبت كل تدابيرهم ادراج الرياح، واليوم فإن المشهد يتكرر وكذلك الرهانات، وهنا خاطب السيد الحضور: ان اي قوة لا تستطيع ان تسحق شعبا لديه ارادة وتصميم ان يعيش على ارض الاجداد بكرامة وعنفوان. وقال ممازحا الذين يتحدثون عن قلق المقاومة &laqascii117o;لقد زادت ساعات نومي هذه الايام ساعة اضافية"..كلام السيد نصرالله ترك ارتياحا عند كل اللبنانيين، وقدم الوقائع، ملمحا الى مساع جدية للتسوية، وربما تقاطع كلامه مع كلام رئيس مجلس النواب الاخير عن وجود مساع جدية لتسوية، وانه سيعمل على عقد لقاء بين الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ورئيس الحكومة سعد الحريري، مجددا تأييده للمساعي السورية - السعودية وبأنها حققت خطوات متقدمة، وهذا ما سمعه المعاون السياسي للسيد نصرالله الحاج حسين خليل ومعاون الرئيس بري علي حسن خليل اثناء زيارتهما الى دمشق حيث وضعا في اجواء الاتصالات السورية السعودية ونقلا هذه الاجواء الى الرئيس بري والسيد نصرالله، وظهرت هذه الاجواء في كلام بري ونصرالله والتي غلب عليها الطابع الايجابي.
- صحيفة 'الأخبار': رغم كلّ ما قيل خلال الأيام الماضية عن تجميد المسعى السعودي ــ السوري الرامي إلى حل الأزمة اللبنانية، جدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس ثقته بهذا المسعى، مؤكداً أنه وصل إلى مراحل متقدمة. وضع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس سقفاً زمنياً لإقرار تسوية للمشكلات الداخلية. وهذا السقف الزمني ينتهي لحظةَ صدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. بعد ذلك، &laqascii117o;ربما يكون قد فات الأوان، ونكون جميعاً قد فقدنا زمام المبادرة". الموقف الجديد للأمين العام لحزب الله ورد في خطابه الذي ألقاه أمس لمناسبة تخريج طلاب &laqascii117o;التعبئة التربوية" في الحزب، والذي أكد فيه جدية المسعى السوري ـــــ السعودي الذي &laqascii117o;قطع شوطاً مهماً" من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة اللبنانية..
- صحيفة 'اللواء': اما الموقف في بيروت، فبدأ مختلفاً، سواء من خلال غمز السيد حسن نصر الله من قناة رئيس الحكومة حول طروحاته بشأن القرار الاتهامي او الاسئلة حول دستورية المحكمة الخاصة بلبنان وحملة التهشيم ضدها، او من خلال ما كشفه الوزير السابق وئام وهاب الذي قال ما لم يقله السيد نصر الله، لا سيما المطالب المحددة التي ترغب المعارضة ان يقدم عليها الرئيس الحريري وابرزها: 1 - وقف تمويل المحكمة، 2 - وسحب القضاة اللبنانيين منها. 3 - والتعامل مع المحكمة انها غير دستورية ورفض الاتفاقية التي أنشأتها بين الحكومة اللبنانية والامم المتحدة، كحد ادنى مقبول قبل صدور القرار الاتهامي. وقال مصدر وزاري لـ <اللواء> ان لكل طرف ان يعلن ما يراه من آراء من المحكمة الدولية دون ان تكون ملزمة لكل الأطراف. وأكد النائب اسعد حردان لـ <اللواء> بأن بعد خطاب السيد نصر الله يجب أن تهتم الحكومة وتتحرك الخارجية لرفع شكوى الى مجلس الأمن الدولي رداً على الخروقات الإسرائيلية لقطاع الإتصالات..
- 'الأخبار': إبراهيم الأمين
الفروق والأكلاف بين تسوية الآن وأخرى بعد صدور الاتّهام
لنعد إلى الخلف قليلاً، إلى أيار عام 2008. كانت الأسابيع التي سبقت مليئة بالسجال السياسي الحاد. كان هناك كمّ هائل من التحريض على المقاومة يصدر من كل حدب وصوب. محلياً وخارجياً. فجأة، أعلن وليد جنبلاط موضوعي شبكة الاتصالات الداخلية للمقاومة ومدير جهاز أمن المطار. ثم كان 5 أيار الشهير. بعدها دخلت البلاد مرحلة ردود الفعل والفوضى وكان ما كان.الاستعادة هدفها تبيان بعض الأمور التفصيلية، وخصوصاً أن الفريق الذي كان يمسك وحده بقرارات الحكومة أهمل تحذيراً حيال ما أقدم عليه في 5 أيار. وأخطأ التقدير. وحصل أن تعقدت التسوية كأنّ شيئاً لم يكن، بل أدى عدم فهم فريق 14 آذار حقيقة الواقع إلى حصول أحداث السابع من أيار، وكان عليه نتيجة لذلك ليس التراجع فقط عن قراري 5 أيار، بل دفع ثمن الخطأ بأن تغيرت المعادلة السياسية الداخلية.هذا الاختصار، هدفه محاولة شرح واقع البلاد اليوم في ظل السباق غير المسبوق بين جهود التسوية ومساعي الولايات المتحدة لإصدار القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. وما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس عن هذه النقطة كان لافتاً لناحية أنه حسم الفرق الهائل بين حصول التسوية الآن وقبل صدور القرار الاتهامي، وبين محاولة البعض الحديث عن تسوية ممكنة بعد صدور القرار الاتهامي.بدايةً، يجب الإشارة الى أن الرئيس سعد الحريري ومعه جهات بارزة في لبنان والعالم العربي وداخل السعودية نفسها، يسيرون في وجهة التسوية بعد صدور القرار. وفي اعتقادهم أن ذلك سببه أن التسوية قبل القرار تعني انتحاراً سياسياً للحريري، وتعني خسارة ورقة تفاوضية قوية في مواجهة حزب الله، وأن المجتمع الدولي سيكون له ردّ فعل سلبيّ إذا عمل الفريق الحليف له في لبنان والمنطقة على تعطيل جهد عمره سنوات طويلة. لذلك، يتعمّد الحريري إبلاغ جميع من يلتقيهم في لبنان وخارجه أنه مستعد لتسوية شاملة، وأنه لا يخشى على البلاد، لكنه يقول للجميع إنه يحتاج الى بعض الوقت، وهو يشرح للمقربين جداً منه أنه ينتظر صدور القرار الاتهامي وبعدها لكل حادث حديث.قد يكون الحريري تعرض لعملية إيهام من جانب مساعدين أو من جهات خارجية بأن الأمور سهلة إلى هذه الحدود، وأن حزب الله سوف يكون بعد صدور القرار الاتهامي في موقع ضعيف ومضطر إلى التنازل أكثر، وأنه سيكسب منه أكثر بكثير مما سيكسب لو عقد التسوية معه الآن. بالطبع، ثمة كلام كثير عن أن حزب الله لن يقدر على القيام بشيء كرد فعل، وأن العالم سيكون متيقظاً حياله، وأن اللبنانيين سيرفعون الصوت عليه إذا أخطأ العمل. وأكثر من ذلك، فإن تقديرات بعض المحيطين بالحريري تتجه صوب اعتبار قيادة حزب الله في موقع صعب إزاء قواعدها الشعبية والحزبية.وإذا كان من الصعب أو من غير المفيد إعادة شرح أن هذه الأوهام لا تفيد في شيء، فإن الأفضل محاولة قراءة العبارة التي استخدمها السيد نصر الله في خطابه أمس، عندما قال إن مشكلة التسوية بعد صدور القرار الاتهامي قد تبرز من خلال عدم إمساك الناس بزمام المبادرة، وإن الخارج قد يتصرف بطريقة مختلفة. وعلى هذا الأساس لنحاول قراءة ما قد يحصل. في الشق الأول، سبق لنصر الله أن شرح لقادة لبنانيين، من بينهم من هو قريب جداً من الرئيس الحريري، أن صدور القرار الاتهامي سيفرض أمراً واقعاً على الأرض سيتحول الى أرضية خصبة لمن يريد القيام بأعمال تخريب وتوتير وإشعال للنار المذهبية. وهو قال صراحةً إن هناك استعداداً عملياتياً من جانب أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية والغربية وربما العربية لرعاية أعمال عنف دموية قد تشهدها البلاد بعد صدور القرار الاتهامي، وتوضَع في سياق ردود الفعل الغاضبة. سواء تلك الأعمال التي تستهدف مجموعات شيعية أو تلك التي تستهدف مجموعات أو شخصيات سنية، باعتبار أن القرار الاتهامي يحتاج الى الدماء لكي يفعَّل بصورة جيدة، تماماً كما كان القرار 1559يحتاج الى دم رفيق الحريري كي يكون بنداً قابلاً للتنفيذ في بعض جوانبه. والفتنة في حال اندلاعها، ستفرض وقائع سياسية من نوع مختلف، إذ سيكون من الصعب الحديث عن مصلحة لحزب الله في حماية الحكومة الحالية، وإذا لم يكن هناك من مؤشر إلى نية حزب الله العمل على إسقاط حكومة الحريري هذه، فإنه بالتأكيد يصعب توقع أن يسهل الحزب عمل حكومة تريد أن تكون طرفاً في المواجهة معه.وإذا كانت الإشارات العملية لا تقود الى استنتاج أن إسرائيل سوف ترتكب حماقة كبرى، إلّا أنها قد تجد في المناخات المواكبة لصدور القرار الاتهامي ما يساعدها على القيام بعمليات محدودة كانت متمنّعة عن القيام بها في الوقت الحالي، علماً بأنه سيكون من الصعب تحقيق أمر من هذا النوع الآن. يبقى أنّ موافقة الأطراف المحلية على صدور القرار الاتهامي تشبه الى حد كبير الموافقة على إصدار قراري 5 أيار. وبالتالي فإن أيّ تسوية يجب أن يكون ثمنها مضاعفاً. وسيكون فريق الحريري أمام أثمان أكبر بكثير مما يعتقدون الآن أنها كبيرة عليهم. لذلك فإننا اليوم أمام واقع يحتاج إلى حكماء يجيدون حصر الخسائر، لا مشاهدة النيران تلتهم بقايا مملكتهم.
- 'اللواء': صلاح سلام
العودة إلى الحوار داخلياً&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; والطريق غير مسدود خارجياً!
... لم يكن مفهوماً لكثير من اللبنانيين كيف يمكن التوصّل الى صيغة مقبولة للحل بين اللبنانيين، في ظل القطيعة الحاصلة بين الأفرقاء الأساسيين، وخاصة تيّار المستقبل وحزب الله!&bascii117ll; ولم يكن مبرراً بالنسبة لكثير من اللبنانيين، ذلك الرفض المستمر لحزب الله في التجاوب مع <دعوات الحوار، وسياسة اليد الممدودة> التي كان يعلنها الحريري كل ليلة في المآدب الرمضانية&bascii117ll;ولم يكن مفهوماً بالنسبة لكثير من اللبنانيين كيف يمكن التصدّي لكل ما يقال عن <مخاطر> القرار الظني والمحكمة الدولية، إذا لم تنشط الاتصالات اللازمة بين الفرقاء اللبنانيين، بموازاة الاتصالات والمشاورات الجارية بين الجانبين السعودي والسوري حول الملف اللبناني&bascii117ll;ومع ذلك، لا بدّ من اعتبار دعوة السيّد حسن نصر الله في خطابه أمس، للحوار والبحث عن حل ما قبل صدور القرار الظني، بمثابة خطوة إيجابية، تعيد فتح أبواب الحوار الهادئ والعقلاني بين <المستقبل> و <الحزب>، بعيداً عن أساليب الضغط والإكراه، وبمنأى عن كلام التهويل والتهديد&bascii117ll;وإذا جمعنا كلام الأمين العام لحزب الله، مع ما أعلنه الرئيس نبيه برّي عن <عزمه العمل على عقد لقاء بين الحريري ونصر الله>، يمكن الاستنتاج بظهور الضوء الأخضر لاستئناف الحوار بين الرجلين، بعد فترة من الجهود والتوتر، استغلها المصطادون في المياه العكرة لصب الزيت على النار&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; وللترويج للفتنة المذهبية وكأنها واقعة غداً!!&bascii117ll;لهؤلاء وأمثالهم نقول: لا فتنة مذهبية، لا فوضى ولا خللاً أمنياً في لبنان&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;طالما بقيت الحكمة هي مقياس المواقف&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;وطالما بقي الأمن خطاً أحمرَ في عهدة المظلة السعودية - السورية، التي تلقى كل الدعم الإقليمي والأوروبي اللازم لإيصال الجهود الشقيقة إلى الحل المنشود!&bascii117ll;
- 'الشرق': عوني الكعكي
هل تم تزويد السيّد بمعلومات غير دقيقة؟
... استمعنا أمس الى الامين العام لـ' حزب الله' السيّد حسن نصرالله وبدقة، خصوصاً لجهة تفصيله اختراق العدو الاسرائيلي قطاع الاتصالات، ودفعنا هذا الى سؤال خبراء، فكانت معظم الاجوبة أن الاختراق الاسرائيلي تمثل بالتجسس على الاتصالات، وهناك شبه استحالة وضع شريحة ثانية على الشريحة الاصل في أي هاتف إلا بواسطة الشركة المشغلة في لبنان، والـ' داتا' تكشف أي تلاعب في هذا المجال.... ما نود قوله هنا هو، إننا نخشى أن يكون تم تزويد السيّد بمعلومات غير دقيقة، خصوصاً أن وزير الاتصالات شربل نحاس ليس خبيراً بالاتصالات، والمعلومات التي أدلى بها خلال مؤتمره الصحافي لم تكن علمية، وبمعنى آخر، نحن نعلم أن الاختراقات الاسرائيلية هي في الاتصالات وغير الاتصالات، وإن ما تحدث عنه السيّد يقتضي تأكيده علمياً، وهذه مهمة خبراء، مع التأكيد على احترامنا للانجاز العلمي لمهندسي الاتصالات في ' حزب الله' أو في غير ذلك من المجالات.... خشيتنا هنا أن يكون الوزير نحاس أو غيره يزودون الامين العام لـ' حزب الله' بمعلومات غير دقيقة، ما يقتضي فعلياً المزيد من التدقيق، من دون أن ننسى أن اسرائيل هي عدوتنا، وإن اختراقاتها موجودة وفي أكثر من مكان، وفي مطلق الاحوال، فإن هذا الامر يقتضي التوضيح وبأسلوب علمي بحت..... واستدراكاً، فإن السيّد حسن نصرالله دعا الى التسوية، معتبراً أنها ضرورية قبل صدور القرار الاتهامي من مدعي عام المحكمة الدولية، وهذا أمر لا جدل فيه، فالتسوية مطلوبة قبل صدور القرار الاتهامي أو بعده لا فرق، ولكن، لا بد من طرح سلسلة من الاسئلة قد تسلط الضوء على إمكانية تحقيق هذه التسوية:
أول هذه الاسئلة، كيف لسماحة السيّد أن ينفي عدم وجود عناصر غير منضبطة في الحزب، وهو يعلم أنه ليس من إنسان معصوم عن الخطأ؟
ثانياً، كيف يمكن تحقيق التسوية من دون لقاء صريح وواضح بين السيّد والرئيس الحريري؟
ثالثاً، إن أي تسوية تتطلب تنازلات من الاطراف كافة، فكيف يمكن تحقيقها مع إصرار السيّد على مواقفه ورفضه البحث في مناقشتها؟
رابعاً، كيف لهذه التسوية أن تكون في حين يتم تعطيل الحكومة، والموازنة يتم تعطيلها أيضاً، بسبب أو من دون سبب؟ والانكى من ذلك، أن حليف السيّد الجنرال ميشال عون يطالب الحكومة بقطع حساب منذ عام 1993 وحتى اليوم. الاسئلة عديدة في هذا المجال، وإذا أردنا الاسترسال فهي لا تعد ولا تحصى، ولكن، لا بد من إجراء عملية مراجعة كاملة مطلوبة من السيّد كما من غيره، وأن لا تؤخذ الامور بانفعالية، كما فعل الجنرال ميشال عون عندما تم توقيف العميد فايز كرم بتهمة العمالة، فأعلن الجنرال حينها، أن ثلاثة من تلامذة المسيح خانوه، ولكنه بعد فترة عاد وقال إن اتهام كرم تركيبة، فهل يا ترى من المسموح تسطيح أي أمر بمثل هذا الشكل، خصوصاً إذا كان متعلقاً بالعمالة مع العدو الاسرائيلي؟ .. في المبدأ، وإذا سلمنا جدلاً بضرورة مواجهة المحكمة الدولية، فذلك لن يكون إلا بتحصين الوحدة الداخلية، وبلقاء مصارحة بين السيّد حسن نصرالله والرئيس سعد الحريري، وبمعزل عن صدور القرار الاتهامي من عدمه فإن اللقاء بين اللبنانيين هو الوحيد الذي يحصّن الوطن، ويشكل مظلة حماية للجميع. ونسأل هنا سماحة السيّد، كيف يمكن أن نحقق الاستقرار من دون أن تلتقي أخاك في الوطن الرئيس سعد الحريري؟ وفي مسألة أخيرة كنا نتمنى لو لم يلجأ إليها السيّد حسن نصرالله وتتمثل بتهديده المبطن بقوله ' إن ما نخشاه أن يكون قد فات الاوان على مناقشة القرار الاتهامي بعد صدوره ومعالجة تداعياته' ، هذا التهديد غير المبرر يصب في خانة تعقيد الاوضاع في لبنان، ورفع نسبة التوتر، وتعميق الشرخ بين اللبنانيين.
تعليق للخارجية الكندية على المحكمة الدولية وتقرير 'سي. بي. سي'
- 'النهار': ريتا صفير
'بلمار يقود وفريقَه تحقيقاً معقداً في ظروف خطيرة ويجهد لبناء قضية قوية'.. الخارجية الكندية لـ 'النهار' : المحكمة مستقلة ودعم جهودها يوقف الإفلات من العقاب ويعزز الاستقرار
على وقع الاخذ والرد المتواصل الذي اثاره تقرير محطة 'سي بي سي' الكندية للتلفزيون، بكشفه ادلة جديدة، كما قال، عن تورط 'حزب الله' في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومع ارتفاع وتيرة اطلالات الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله في محاولة متكررة للتشكيك في التحقيق الدولي والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، برز امس موقف كندي رسمي داعم للتحقيق الدولي والمحكمة الخاصة بلبنان. وقد ركّز الموقف - الذي عبّر عنه مصدر مسؤول في مكتب وزير الخارجية الكندي ردا على اسئلة 'النهار' حول الردود والتعليقات التي تلت نشر الـ 'بي بي سي' التقرير المتعلق بالاغتيال ومحاولات الربط بينها وبين المدعي العام في المحكمة الدولية دانيال بلمار، الكندي الجنسية - على مجموعة معطيات، في مقدمها تجديد الحكومة الكندية التي تربطها علاقات قوية بلبنان احترامها لاستقلال المحكمة الخاصة بلبنان ومكتب المدعي العام 'وترى ان لا اساس لاي تساؤل حيال صدقيتها'، كما تؤكد ان لا سلطة لها على التحقيق الذي تجريه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ولم تَسْعَ بأي طريقة الى التأثير عليه. ومع مناشدتها كل الاطراف في لبنان 'العمل من اجل السلام والاستقرار ودعم جهود المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمنع الافلات من العقاب في الاغتيالات'، قدمت 'جرعة دعم' اضافية الى المدعي العام الذي يقود وفريقه 'تحقيقا معقدا وفي ظروف خطيرة وصعبة،' بتعبير المسؤول في الخارجية الكندية، مجدِّدا التأكيد ان بلمار 'يجهد لبناء قضية قوية ومبنية على اسس ضد مرتكبي الجريمة'. ولا يُغفل التذكيرَ بمساهمة كندا بـ3,7 ملايين دولار في تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، فضلا عن الدعم المعنوي واللوجستي الذي تقدمه اليها.
محكمة مستقلة
يرفض المسؤول في الخارجية الكندية التعليق على التقرير الذي نشرته الـ 'سي. بي. سي' عن حادث اغتيال الشهيد الحريري. والعبارة نفسها تتكرر لدى سؤاله تعليقه على كشف التقرير بعض الادلة التي تتعلق بدور 'حزب الله' في العملية، وتضمنت للمرة الاولى معلومات عن احتمال تورط احد مساعدي رئيس الوزراء سعد الحريري، وهو العقيد وسام الحسن. وهل يمكن ان ينجم عن ذلك انعكاسات تتعلق بعلاقة كندا ببعض الاطراف اللبنانيين، وبينهم 'حزب الله'، يقول: 'لبنان وكندا تربطهما علاقات قوية كما ان بلادنا تدعم بقوة الحكومة اللبنانية. ولكن، لا يوجد اي اتصال بيننا وبين 'حزب الله' او اي من اعضائه'. وعن موقف الحكومة الكندية من 'حزب الله'، يجدد المصدر التذكير بأن ' حزب الله' 'مصنف ككيان ارهابي بموجب القانون الكندي. وليس لدينا اي اتصال مع هذه المنظمة او اي من اعضائها'. وبالنسبة الى ربط البعض بين القاضي بلمار الكندي الجنسية، وتولي وسائل اعلام كندية نشر 'معلومات سرية' تتعلق بالتحقيق، ذكر المصدر ان 'المدعي العام قال في شكل واضح، وفي البيان الذي اصدره مكتبه في 23 تشرين الثاني الجاري، ان لا رابط بين الامرين، وقد اعرب عن عدم سروره للتسريب الذي حصل'. ومعلوم ان المعلومات التي تتهم 'حزب الله' بالتورط في الجريمة برزت للمرة الاولى في مجلة 'دير شبيغل' الالمانية آنذاك وتولي البعض الربط بين رئيس لجنة التحقيق ديتليف ميليس ونشر وسائل الاعلام الالمانية معطيات مماثلة. وفي هذا الاطار، يؤثر المصدر المسؤول عدم التعليق على هذه التقارير، مشددا على 'ان كندا دعمت باستمرار استقلال كل من لجنة التحقيق الدولية التابعة للامم المتحدة والمحكمة الخاصة بلبنان'. وتعليقا على تصريحات معدّ التقرير الصحافي نيل ماكدونالد، والتي جاء فيها ان مساهمة كندا في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دفعته الى الشروع في التحقيق واعداد تقرير عن عملية الاغتيال، وهل يعني ذلك ان لديه 'غطاء' رسميا ما، اجاب المصدر المسؤول بالنفي، مؤكدا ان الـ 'سي. بي. سي' شبكة مستقلة عن الحكومة الكندية، وأن لا سلطة للحكومة الكندية على تقارير الشبكة الاخبارية'. وهل تلقت الحكومة اي اشعار من المحكمة يتعلق بماكدونالد بعدما اوعز هو نفسه انه تلقى تهديدات منها، أجاب: 'كلا، لم نتلق اي اشعار من اي من المسؤولين في المحكمة الخاصة بلبنان'. وهل يعتقد ان تقرير شبكة 'سي بي سي' أثّر على صدقية المحكمة؟ اجاب: 'تحترم كندا استقلال المحكمة الخاصة بلبنان ومكتب المدعي العام، وترى ان لا اساس لاي تساؤل حيال صدقيتها'، نافيا ردا على سؤال الحديث عن 'حرب مخابرات' تتعلق بنشر معلومات في الاعلام حول اغتيال الحريري واحتمال ان تكون كندا جزءا منها. وهل تخشى كندا اي رد فعل ضد المصالح الكندية عندما تصدر المحكمة الخاصة بلبنان قرارها، يقول: 'لقد انشئت المحكمة بموجب اتفاق بين الامم المتحدة والحكومة اللبنانية وهي مستقلة في شكل كامل عن الحكومة الكندية. لا سلطة للحكومة الكندية على التحقيق الذي تجريه المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ولم تسع بأي طريقة الى التأثير على التحقيق'. واذ يكرر ان العلاقات التي تربط لبنان وكندا هي علاقات قوية، دعا كل الاطراف في لبنان 'الى العمل من اجل السلام والاستقرار ودعم جهود المحكمة الخاصة بلبنان لمنع الافلات من العقاب في الاغتيالات هناك'. وردا على سؤال عن المساهمة الكندية اللوجستية والمالية في المحكمة، يجدّد دعم بلاده لعمل المحكمة 'باعتبار انها تسعى الى محاكمة الافراد المسؤولين عن اغتيال رفيق الحريري. ونقدر ان يتطلب عمل المحكمة وقتا. فالمدعي العام يقود وفريقه تحقيقا معقدا في ظروف خطيرة وصعبة'. ويعرب عن احترام حكومته لـ 'استقلالية المدعي العام كونه يجهد لبناء قضية قوية ومبنية على اسس ضد مرتكبي الجريمة، قضية ترتكز على اثباتات يمكن ان تؤيدها المحكمة'. وفي الختام، يشير الى ان كندا ساهمت بـ3,7 ملايين دولار في المحكمة الخاصة بلبنان، ووفرت لها دعما، وهي تحتل منصب نائب رئيس في لجنة الادارة'.
- صحيفة 'الشرق': انتهى الاسبوع على ما بدأه: فلا جديد تحت شمس الازمة المتفاقمة في لبنان، فقط هناك ثلاث محطات ذات مدلول يمكن اختصاره بالآتي: أولاً - المسعى السوري - السعودي لم يتوقف، ولكن لا شيء ظاهراً حوله باستثناء تصريحات من هنا أو هناك من دون أن تكون صادرة، مباشرة، عن دمشق أو الرياض. ثانياً - لا زيارة في المستقبل المنظور لرئيس الحكومة سعد الحريري الى العاصمة السورية، واستطراداً لا لقاء قريباً بينه وبين أمين عام 'حزب الله' السيّد حسن نصرالله، وهو لا يخضع لمنطق التهديد. ثالثاً - خطاب السيّد نصرالله الذي فهم منه التحذير الآتي: هاتوا الحل قبل القرار الاتهامي وإلا فإنني لا أضمن شيئاً بعد صدور القرار! وقال: أخشى أن يكون قد فات الاوان بعد القرار.
&laqascii117o;ويكيليكس":2368 برقيـة مـن عوكر تنـذر بـزلـزال لبـناني.. كلينتون أمرت بالتجسس على قادة حزب الله.. العاهل السعودي طلب مهاجمة إيران
- 'اللواء': ويكيليكس: كلينتون أمرت بالتجسس على كي مون وقادة حماس والسلطة وحزب الله
ندد البيت الابيض أمس بـ>أقسى التعابير> بالعمل <غير المسؤول والخطير> المتمثل في قيام موقع ويكيليكس بنشر وثائق دبلوماسية أميركية سرية، معتبرا ان هذا العمل يمكن ان يعرض حياة كثيرين للخطر واستبقت الدبلوماسية الأميركية الفضائح المتوقعة بجملة اتصالات أجرتها بالدول المعنية بها بغية تخفيف الضرر الذي سيخلفه 250 ألف وثيقة سرية تشمل <كل المواضيع الكبرى> بجسب مؤسس الموقع جوليان آسانج&bascii117ll;وكشفت وثائق ويكيليكس أن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الاميركية أمرت دبلوماسيين اميركيين بجمع معلومات عن الامين العام للامم المتحدة وكبار مساعديه ومندوبي الدول الاعضاء الدائمين بمجلس الامن&bascii117ll; كما امرت بجمع معلومات عن قادة حماس والسلطة الفلسطينية&bascii117ll;وتتضمن المعلومات المطلوبة كلمات السر اللازمة لاجراء اتصالات كما تتضمن توجيهات بطلب معلومات عن اساليب الاشخاص المعنيين بالعمل واتخاذ القرارات، وكذلك ارقام بطاقات الائتمان الخاصة بهم وغير ذلك من المعلومات الشخصية&bascii117ll;وفي توجيه آخر لدبلوماسيين اميركيين بدول افريقية طلب منهم معلومات عن البصمة الوراثية <دي ان ايه> وبصمات اصابع المسؤولين المعنيين&bascii117ll; ولم تقتصر تعليمات التجسس على الدبلوماسيين الاميركيين بل تم توجيهها الى غالبية الوكالات الامنية الاميركية&bascii117ll;ويبدو ان طلب المعلومات عن نظم الاتصالات كان يستهدف التمهيد للتجسس المنتظم عليها من خلال التنصت والتسجيل وكذلك السطو على المعلومات المحتفظ بها في اجهزة الكمبيوتر&bascii117ll;وسعت الولايات المتحدة الى جمع معلومات عن العلاقة بين وكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين (اونروا) و حركة حماس الفلسطينية وحزب الله&bascii117ll;كما سعت ايضا لجمع معلومات عن خطط وكالات الامم المتحدة بشأن تحقيقات كانت ستجريها حول مسائل تتضمن احراجا للولايات المتحدة في افغانستان والعراق ومعتقل غوانتانامو&bascii117ll;ولم تكن الامم المتحدة الهدف الوحيد للتجسس الاميركي، فقد اظهرت ثمانية توجيهات صدرت بدءا من عام 2008 <قائمة اولويات تهدف لتوجيه الوكالات الحكومية المشاركة حول كيفية توجيه مواردها وتطوير خططها لجمع المعلومات المطلوبة>&bascii117ll;وفي برقية موجهة الى سفارات اميركا من مصر واسرائيل وعمان ودمشق تطلب وزارة الخارجية منهم معلومات حول <خطوط السفر الفعلية والمركبات التي يستعملها قادة حماس والسلطة الفلسطينية> لكنها لا تحدد الهدف من ذلك&bascii117ll; كما وجهت وزارة الخارجية طلبات الى سفاراتها بالشرق الاوسط للقيام بما يمكن اعتباره <تجسساً مضاداً> ضد كل من جهازي المخابرات والاستخبارات العسكرية الفلسطينية&bascii117ll;ويتضمن ذلك الطلب من الدبلوماسيين الاميركيين جمع معلومات عن قدرات هذين الجهازين في مجالات التشفير وحل الشيفرات والتنصت والتعاطي مع اجهزة الكمبيوتر المعقدة...
- 'السفير': &laqascii117o;ويكيليكس" تنشـر ربـع مليون فضيحـة أميركيـة: 2368 برقيـة مـن عوكر تنـذر بـزلـزال لبـناني
فجر موقع &laqascii117o;ويكيليكس"، أمس، فضيحة دبلوماسية مدوّية، بنشره برقيات سرية بين الإدارة الأميركية وسفاراتها في العديد من عواصم العالم، بما في ذلك في دول الشرق الأوسط، ومن بينها 2368 برقية من السفارة الاميركية في عوكر حول الوضع في لبنان، يمكن ان تحدث زلزالا لبنانيا جديداً. وتضمنت هذه الوثائق معلومات في غاية الحساسية حول قضايا إقليمية ودولية مختلفة، بدءاً بالملف النووي الإيراني، حيث تظهر تحريضاً إسرائيلياً وعربياً ضد الجمهورية الإسلامية، مروراً بدور سعودي في تمويل &laqascii117o;الإرهاب العالمي"، وعمليات تجسس أميركية طالت منظمة الأمم المتحدة، وصولاً إلى التطرق إلى الصفات الشخصية لعدد من قادة الدول. وتتميز الوثائق التي تنشر هذه المرة عن المرات السابقة بأنها لا تتعلق بأسرار عسكرية يمكن تقليص أضرارها عن طريق تغيير الخطط أو الانتشار، خصوصاً لقوة عظمى مثل الولايات المتحدة، وإنما بأسرار دبلوماسية بالغة التأثير على العلاقات مع الدول الأخرى. ولا يختلف اثنان في العاصمة الأميركية حول أن نشر هذه الوثائق يوجه ضربة قوية جداً لسياسة الإدارة الأميركية التي تتخبط حتى من دون فضائح.
لبنان
وتناولت 3862 برقية الوضع في لبنان، ومن بينها 2368 برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت. وفي وثيقة مؤرخة في 30 تموز عام 2009، وصادرة من السفارة الأميركية في تل أبيب، حول اللقاء بين مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية أندرو شابيرو ومسؤولين في الحكومة الإسرائيلية في 22 و23 تموز للتشديد على أهمية العلاقات العسكرية بين أميركا وإسرائيل. وعبر المسؤولون الإسرائيليون عن مخاوفهم من صفقة الأسلحة الضخمة مع السعودية وتحفظاتهم على نقل أسلحة أميركية إلى لبنان، وطالبوا بإجراء محادثات أخرى حول الاستراتيجية الأميركية ونوايا واشنطن بما يخص القوات المسلحة اللبنانية. وأشارت الوثيقة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين واصلوا الإعراب عن قلقهم من مواصلة الولايات المتحدة نقل الأسلحة إلى القوات المسلحة اللبنانية وطالبوا بالحصول على فرصة لإجراء المزيد من المباحثات حول نيات واشنطن بما يخص القوات اللبنانية. وتفيد إحدى الوثائق بأنّ شابيرو أشار بأن &laqascii117o;نتائج الانتخابات اللبنانية مثلت نقطة تحول ورفض لحزب الله وراعيه الإيراني"، مشدداً على أن &laqascii117o;الحاجة لبناء المؤسسات اللبنانية، ضمنها الجيش، أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقت سبق". وأشار المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية بنحاس بوخريس إلى أن &laqascii117o;الانتخابات في لبنان كانت ايجابية"، لكنه اعتبر أن تأثير &laqascii117o;حزب الله لا يزال قوياً. وأشار إلى انه لا يوجد في طائرات &laqascii117o;سيسنا" والطائرات من نوع &laqascii117o;رايفان" التي قدمتها الولايات المتحدة للبنان إجراءات ملاحية ملائمة، ما يخلق إمكانية لحصول حادث على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية. وقال جلعاد إن المسؤولين الإسرائيليين لا يعتقدون أن القوات المسلحة اللبنانية ستهاجم إسرائيل، ولكن، بسبب العلاقات بين &laqascii117o;حزب الله" والقوات المسلحة اللبنانية، فإنه شدد على أن القوات الإسرائيلية ستتواجه في النهاية مع القوات اللبنانية في أي نزاع مع الحزب. وأعرب محللون في مركز الأبحاث الإسرائيلي عن اعتقادهم بوجود تغيير دراماتيكي في السياسة بالرغم من الفوز المهم لتحالف 14 آذار في الانتخابات. واعتبروا أن الوضع السياسي الهش في لبنان مستقر حالياً، ولكن &laqascii117o;حزب الله" لا يزال يملك فيتو غير رسمي. وأشاروا إلى ان النظرة البعيدة الأمد ستختبر عبر محكمة الحريري ورغبة الحزب بالانتقام لاغتيال الشهيد عماد مغنية. واعتبروا ان القوات المسلحة اللبنانية تواجه ضغطاً كبيراً بعد انفجار مخزن تابع لحزب الله قرب الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية. وسأل شابيرو عما إذا كانت نتائج الانتخابات تعود في جزء منها إلى رد فعل المسيحيين ضد &laqascii117o;حزب الله". ورد المحللون في المركز بأن النتيجة تعود إلى عوامل عديدة، ضمنها تأثير الأموال السعودية وعدم استقرار معسكر المعارضة. ووافقوا على تعبير شابيرو بأن (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله قد يكون تأدب بعد الانتخابات، لكن &laqascii117o;حزب الله يواصل محاولاته لزعزعة تحالف 14 آذار".
إيران
أما في الشأن الإيراني، فقد أفادت وثيقة نشرتها صحيفة &laqascii117o;لوموند" نقلاً عن ويكيليكس بأن إسرائيل أكدت للولايات المتحدة في كانون الأول الماضي 2009 أن المفاوضات مع إيران &laqascii117o;لن تنجح". وتعرض برقية أميركية محادثة في الأول من كانون الأول عام 2009 بين مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد ومساعدة وزيرة الخارجية الأميركية ايلين تاوشر. وكتبت المسؤولة الدبلوماسية الأميركية إن &laqascii117o;جلعاد قال إنه غير واثق بأن إيران قررت صنع سلاح نووي، لكن إيران مصممة على أن يتاح لها خيار صنع هذا السلاح". وأضاف جلعاد، وفق هذه البرقية، أن &laqascii117o;دبلوماسية الرئيس باراك اوباما، التي تقوم على التفاوض &laqascii117o;فكرة جيدة، ولكن من الواضح جداً أنها لن تنجح". وفي برقية أخرى مؤرخة في 18 تشرين الثاني عام 2009، أبدت المسؤولة الدبلوماسية الأميركية الملاحظات الآتية: &laqascii117o;أكد ممثل للموساد أن طهران تدرك أنها بتقديم رد ايجابي على المبادرة (الأميركية) فإنها تستطيع الاستمرار في ممارسة لعبة الوقت". وأضافت البرقية أنه &laqascii117o;من وجهة نظر الموساد فإن إيران لن تقوم سوى باستخدام المفاوضات لكسب الوقت. وبذلك، ستتمتع إيران بين العامين 2010 و2011 بالقدرة التكنولوجية على صنع سلاح نووي". وفي وثيقة مؤرخة في 2 حزيران عام 2009، قدر وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، في لقاء مع اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي، بأن &laqascii117o;هناك نافذة تمتد ما بين 6 الى 18 شهراً، يمكن خلالها منع إيران من حيازة اسلحة نووية. وبعد ذلك، فان أي حل عسكري قد يؤدي الى ضرر كبير غير مقبول". وأعرب عن قلقه من انه &laqascii117o;اذا استطاعت ايران تطوير قدرة نووية، فإن دولاً مارقة و/أو مجموعات إرهابية لن تتخلف عن اللحاق بهذا الركب". وأوردت وثيقة أميركية أخرى أن العضو النافذ في الكونغرس روبرت وكسلر أوضح لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية عاموس يدلين أنّ &laqascii117o;الرئيس الأميركي يستطيع بسهولة اكبر إقناع الرأي العام الأميركي بدعم عمل عسكري (ضد إيران) إذا أخفقت جهود التفاوض بعد محاولة القيام بها. ورد يدلين بأنه لا ينصح الولايات المتحدة بفتح جبهة ثالثة، ولكن ينبغي الإدراك أن إسرائيل تنظر إلى الأمور بطريقة أخرى، ولا يمكنها استبعاد الخيار العسكري". وتكشف وثائق مماثلة عن أن الملك السعودي عبد الله حث الولايات المتحدة &laqascii117o;مرارا" على شن هجوم على إيران. ونقلت إحدى البرقيات عن السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير أن الملك السعودي &laqascii117o;يدعو الولايات المتحدة إلى مهاجمة إيران لوقف برنامجها النووي"، وأنه نصح الأميركيين بـ&laqascii117o;قطع رأس الأفعى". كما تبيّن الوثائق أن الولايات المتحدة مارست الضغط على دول أخرى، بما في ذلك حلفاء مقربين مثل إيطاليا وفرنسا، للمساعدة في جهود الولايات المتحدة الرامية إلى عزل طهران. وأفادت برقية أميركية مؤرخة في تشرين الثاني عام 2009 أن الموقف الروسي حول الملف الإيراني لا يزال &laqascii117o;لغزاً" بالنسبة إلى الإسرائيليين. وكشف دبلوماسي أميركي، كما نقل عنه &laqascii117o;ويكيليكس" أنّ عاموس جلعاد أوضح أمام ايلين تاوشر ان &laqascii117o;موسكو طلبت تسليمها طائرات إسرائيلية حديثة من دون طيار في مقابل إلغاء بيع صواريخ اس-300 إلى طهران". وأوردت وثيقة أن ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أكد خلال استقباله الجنرال الأميركي ديفيد بتراوس انه &laqascii117o;يجب وقف هذا البرنامج"، فيما تنقل أخرى عن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، خلال لقائه مساعد وزير الطاقة الأميركي دانيال بونينان، &laqascii117o;إنهم (الإيرانيون) يكذبون علينا ونحن نكذب عليهم"، في حين كتب دبلوماسي آخر من القاهرة أن الرئيس المصري حسني مبارك &laqascii117o;يكن كرهاً شديداً للجمهورية الإسلامية". من جهة ثانية، تظهر الوثائق أنّ مانحين سعوديين ما زالوا اكبر ممولين للجماعات المتشددة مثل تنظيم &laqascii117o;القاعدة"، وأن عملاء للحكومة الصينية شنوا حملة تخريب منظمة لأجهزة كمبيوتر استهدفت الولايات المتحدة وحلفاءها. وأفادت وثائق دبلوماسية أخرى أنّ الولايات المتحدة اشتركت في حملة تجسس ضد قيادة الأمم المتحدة. وجاء في هذه الرسائل أنّ تعليمات صدرت تحت اسم وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري رودهام كلينتون العام الماضي، تأمر دبلوماسيين أميركيين بالحصول على تفاصيل بشأن كل من نظم اتصالات الأمم المتحدة والتفاصيل الشخصية لأبر