المقتطف الصحفي » المحاربــون الأميركيــون القدامــى يتشاركون «تجاربهم» عبر... «فايسبوك»

159320547_196- صحيفة "السفير"

يجد المحاربون الأميركيون القدامى في «فايسبوك» هذه الأيام طريقة لمشاركة غيرهم «خبرات حروبهم» والتواصل مع زملائهم، واستحضار الأصدقاء الذين سقطوا في الميدان، بعد تجارب «جيدة» وأخرى «سيئة» مروا بها خلال وجودهم في العراق وأفغانستان.
ومن بين هؤلاء سيتف فيشر، أحد أفراد مشاة البحرية الأميركية «المارينز» في العراق. ويقول وهو يشير إلى صورة في صفحته على «فايسبوك»: «هؤلاء هم الرفاق الذين كنت معهم عندما أصبت للمرة الأولى».
ونشر فيشر، الذي انضم إلى «المارينز» بعد هجمات 11 ايلول 2001 عندما كان طالباً في الثانوية، صوراً من عطلة قضاها في مدينة «سان دييغو» في ولاية كاليفورنيا، وحفل عيد ميلاده الـخامس والعشرين.
لكن الصورة الرقم 11 من أصل قائمة تحمل 108 صور، في ألبوم بعنوان «صور المارينز للانتشار الثالث» في العراق، تبدو الأبرز بين غيرها. ويجلس فيها فيشر عندما كان جندياً ويشرب الماء في لحظة استراحة.
كما نشر فيشر صورة لمركبته من نوع «همفي» قبل وبعد انفجار عبوة ناسفة، وضعت تحت مؤخرة المركبة في كانون الثاني العام 2004.
ويشارك فيشر مجموعات عدة على فايسبوك بعضاً من هذه الصور، تعود إحدى هذه المجموعات لأفضل صديق له وهو الرقيب رايان كامينغز، الذي قتل خلال مهمة في العراق في حزيران 2006. ويقول: «لا يمكن أن يعرف الجميع عن تراث كامينغز، عن موقع سجل الوفيات الذي يشمله على الانترنت. ولكن الجميع يستطيع الذهاب إلى «فايسبوك» للاطلاع، ويمكنهم إذا أرادوا أن يتركوا رسالة»، مضيفاً «إنها طريقة جيدة لتخفيف الضغط بشكل عام».
بدوره، وجد تيموثي لي ويب، وهو طيار رئيسي في سلاح الجو الأميركي، مجموعة على «فايسبوك» للتواصل مع الزملاء القدامى في سلاح الجو. وكان سُرّح من الخدمة بعد مهمتين قام بهما في الشرق الأوسط ضمن عملية «تحرير العراق». ومنذ إنشائها قبل عامين، زاد عدد أعضاء المجموعة إلى 3200 عضو، ونشر المحاربون على «جدارها» قوائم بتواريخ وأماكن الانتشار.
ويعتقد ويب أنه «من الجميل أن تكون على تواصل مع أشخاص لم تلتقهم حتى، ومن المثير للاهتمام أنهم خبروا أوضاع مشابهة»، معرباً عن عدم اندهاشه بكيفية النمو السريع للمجموعة.
ويعتبر الاختصاصي في علم النفس والأستاذ في جامعة نورث كارولينا الأميركية ريتشارد تيديتشي، أن المحاربين القدامى الذين ينشرون صوراً وتعليقاتٍ على شبكات التواصل الاجتماعي «يشعرون بحاجة إلى إخبار قصة وجعل تجربتهم الشخصية علنية».
ويوضح تيديتشي أن «الناس الذين خاضوا هذه الصراعات يبحثون عن الأشخاص الذين مروا بتجارب مماثلة. كثيرون فقدوا مسار أشخاص آخرين في وحداتهم (العسكرية)، ويشعرون بأن لا أحد يستطيع أن يتماثل معهم».
ولهذه الأسباب، أوكلت وزارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية في صيف 2009 إلى براندون فريدمان، مهمة تنسيق الجهود التي تبذلها الوكالة على الشبكات الاجتماعية المختلفة. فقام فريدمان، الذي خدم في العراق وأفغانستان، بإنشاء صفحة على «فايسبوك» بلغ معجبوها أكثر من 71 ألف شخص، وفتح حساباً على «تويتر» و«يوتيوب»، وكذلك على موقع «فليــكر» للتــشارك في الصور.
ويلفت فريدمان إلى أنه «لوقت طويل لم يكن لدى الوزارة محادثة في اتجاهين، بل كان هناك تفاعل صغير جداً من خلال البريد العادي والإشعارات الرسمية. والآن نستطيع الاختبار من خلال مراقبة التعليقات على «فايسبوك».
ويردف فريدمان «انها الطريقة التي يتواصل بها الناس حالياً. نريد أن نجدهم فور إنهائهم الخدمة والحفاظ على العلاقة بهم».

ترجمة: حسن زراقط

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد