المقتطف الصحفي » المقتطف الصحفي لهذا اليوم السبت 24/11/2007
افتتاحيات الصحف:
صحيفة النهار:
منتصف الليل الفائت حصل المحظور الكبير والخطر الذي عجز العالم عن منعه وفشل الزعماء اللبنانيون في استدراكه. انتهى عهد الرئيس الممددة ولايته اميل لحود بعد تسع سنين كاملة، لكن لحود سلم قصر بعبدا الى الحرس الجمهوري وليس الى رئيس منتخب جديد...وعلى قتامة هذا التطور وخطورته وما خلفه من انعكاسات جسدتها مخاوف اللبنانيين وشلل الحياة العامة أمس، فان عوامل أخرى يمكن ان تندرج في اطار الضمانات المطمئنة ، وتتمثل هذه الضمانات في الآتي:
أولا: مرّ 'اليوم المشهود' لحسم مصير الرئاسة بسلام على نحو تبددت معه المخاوف من احداث أمنية بفعل التدابير التي اتخذها الجيش، سواء أكانت تدابير ظاهرة أم سرية.
ثانيا: اجماع الافرقاء السياسيين على استمرار الاتصالات والمشاورات والتمسك بالتوافق ضمن مبادرتي الرئيس نبيه بري والبطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير والوساطة الفرنسية للتوصل في أسرع وقت الى انتخاب رئيس جديد. وجاءت زيارة رئيس 'كتلة المستقبل' النائب سعد الحريري لبكركي فور انتهاء جلسة البارحة لتصب في اطار تثبيت هذا الاتجاه.
ثالثا: حرصت قوى 14 آذار على اثبات موقفها المبدئي من عقد جلسة الانتخاب امس ولم تستعمل 'حقها الدستوري' في الانتخاب بالنصف زائد واحد، كما تجنبت الانسياق الى سجالات من خارج الدستور مع مبادرة العماد ميشال عون وتركت باب التوافق مفتوحا. وفي المقابل حضر نواب المعارضة بكثافة الى المجلس، وإن يكونوا قاطعوا الجلسة 'احتفاظا بحقهم الدستوري'.
وشكل تصريح النائب وليد جنبلاط بعد تأجيل الجلسة وعقب الخلوات التي عقدت في مكتب الرئيس بري، مؤشرا مهما لطبيعة الاتجاهات التي ستسلكها المرحلة المقبلة، اذ شدد على شعار 'التوافق وفق الأسس الدستورية والتمسك بالتوافق وعدم الخروج عليه'. كذلك اعلن الحريري بدوره 'اننا مع التوافق ونريد ان ننتخب رئيس الجمهورية لمدة ست سنوات وليس لكل واحد ان يفسر الدستور كما يريد'.
في ضوء هذه المعطيات برزت المعادلة الجديدة التي ستحكم المرحلة الانتقالية التي بدأت بعد منتصف الليل على أساس امتناع الغالبية عن الانتخاب بالنصف زائد واحد في مقابل عدم الاقدام على خطوة تأليف حكومة ثانية، وهما الامران اللذان تحققا امس. اما في المرحلة التالية، فان المشاورات ستتواصل وسط تسليم باستمرار الحكومة في تصريف الاعمال ضمن الاطار الضروري اللازم لاستمرار الحياة العامة، والتعجيل في المساعي لجعل المرحلة الانتقالية قصيرة ما أمكن.
أما على المستوى الامني، فتؤكد المعلومات المتوافرة ان هناك قرارا ثابتا لدى جميع الاطراف بالحفاظ على الاستقرار وتجنب أي خضات، فيما يمسك الجيش بالارض بموجب قرار سياسي سابق متخذ في مجلس الوزراء وقرار عسكري يتمثل في خطة تنفذها قيادة الجيش وفق المقتضيات التي تراها ضرورية.
وتبعا لذلك، أكدت اوساط مطلعة ليل أمس ان البيان الذي صدر عن رئاسة الجمهورية قبل أربع ساعات من انتهاء ولاية الرئيس لحود مساء امس أثار التباسا واسعا لدى الرأي العام إذ فهم منه ان لحود كلف الجيش اعلان حال الطوارىء في البلاد. لكن البيان نفسه لم يتضمن ذلك وإن يكن لحود تعمد توسيع اطار التكليف للجيش الى حد اعلان حال الطوارىء منطلقا من اعتبار نفسه المرجع الصالح لهذا التكليف. ولذلك أعلن 'توافر اخطار حال الطوارىء وتحققها في جميع اراضي الجمهورية اللبنانية اعتبارا من تاريخ 24 تشرين الثاني 2007 وتكليف الجيش صلاحية حفظ الأمن في جميع الاراضي اللبنانية ووضع جميع القوى المسلحة تحت تصرفه وعرض التدابير التي يفرضها الجيش على مجلس الوزراء فور تشكيل حكومة تتوافر فيها الشرعية الميثاقية والدستورية'.
ووصفت أوساط في الغالبية خطوة لحود بأنها 'تحريض للجيش على انقلاب عسكري والامساك بالسلطة السياسية ايضا تحت ستار تحقق اخطار حال الطوارىء'. وقالت ان هذه الخطوة تفتقر تماما الى أي ارضية دستورية بل هي مخالفة للدستور اذ ان اعلان حال الطوارىء بموجب المادة 65 من الدستور يستوجب قرارا من مجلس الوزراء بغالبية الثلثين، وهو من صلاحية مجلس الوزراء وحده. واعتبرت ان الخطوة الاخيرة للحود جاءت بمثابة ضربة سيف في المياه، خصوصاً ان الجيش بدأ تنفيذ تدابيره منذ فترة.
وسألت 'النهار' مساء الرئيس بري عن خطوة لحود، فأجاب: 'لا تعليق لدي سوى ان كل هذا الذي يحصل يجب ان يحملنا على الاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية يكون رمزاً للوحدة الوطنية وتوافق اللبنانيين واعادة منعة لبنان'.
وأصدر وزير الداخلية حسن السبع بياناً في الأولى فجر اليوم جاء فيه: 'بعد صدور بيان رئيس الجمهورية السابق اميل لحود والذي تحدث فيه عن توافر وتحقق أخطار حال الطوارئ، سرت بعض الشائعات ان سريان حال الطوارئ في البلاد يبدأ منتصف ليل 23 - 24 من الجاري.لذلك، يهم وزير الداخلية والبلديات حسن السبع ان يؤكد للرأي العام اللبناني ان ما تم تداوله حول هذا الموضوع لا أساس له من الصحة. كما يهمه ان يطمئن المواطنين الى ان الوضع الامني في لبنان لا يدعو الى القلق وهو ليس مثلما صوره البيان المذكور، داعياً المواطنين الى ممارسة اعمالهم وحياتهم اليومية بشكل عادي...وعلمت 'النهار' ان النائب جنبلاط تلقى ليل أمس اتصالاً من وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس اكدت فيه استمرار بلادها في دعم لبنان. وقد ابلغ اليها جنبلاط استمرار المساعي الرامية الى تحقيق توافق على رئيس جديد للدولة ضمن مبادرة بكركي ومظلتها. وشدد على الحرص على الوحدة الداخلية والسلم الأهلي والعمل لانتخاب رئيس في اسرع وقت. وطلب الاستمرار في الدعم الاميركي للمؤسسات اللبنانية والجيش اللبناني وتسليحه.
..في غضون ذلك، أعلن العماد ميشال عون مساء أمس اعادة تثبيت ترشحه للرئاسة في ضوء رفض قوى 14 آذار للمبادرة التي كان اطلقها مساء الخميس وحدد موعداً لسريانها حتى العاشرة ليل أمس، وقد اقترح بموجبها ان يسمي بنفسه مرشحاً للرئاسة من خارج تكتله وتياره فضلاً عن بنود أخرى اعتبرتها الغالبية مخالفة للدستور والطائف.
وقال عون إن مبادرته 'رفضت عن سابق تصور وتصميم فيما هي صيغت بناء على تمنيات كل القوى الكبرى الممثلة في البلاد، وتعاملوا معها بخفة من دون قراءتها واعتبروها بمثابة بلاغ رقم 1'.
لكنه رأى ان مبادرته 'كانت ندية لأنها تتضمن تصحيحاً لأخطاء جسيمة ارتكبت ولا تتطلب تعديلاً دستورياً، والأهم ان أحداً لن يعدل مدة ولاية رئيس الجمهورية لان المطلوب رئيس لمهمة استثنائية يعيد البلاد الى السكة الديموقراطية، والرئيس المنتخب هو الذي سيترك الموقع'. واكد انه سيعود مرشحاً لرئاسة الجمهورية بعد العاشرة مساء أمس.
وعلم ان عون سيجري اتصالات من أجل بلورة تحرك مقبل عبر لقاءات مفتوحة ومشاورات لمواكبة المرحلة الجديدة.
وقرابة الثانية عشرة الا عشر دقائق ليل امس، غادر الرئيس لحود قصر بعبدا، واقيمت له مراسم وداع رسمية شاركت فيها ثلة من الحرس الجمهوري ادت له التحية العسكرية وعزفت النشيد الوطني اللبناني قبل ان يعرضها.
وقبل ركوبه سيارته لمغادرة باحة القصر الى منزله قال لحود: 'يجب ان يأتي بعدي رئيس توافقي قوي بكل معنى الكلمة'، معتبراً ان عدم حصول ذلك في أسرع وقت 'سيكون ثمنه غالياً على لبنان'. وهاجم الحكومة معتبراً انها 'لا ميثاقية ولا دستورية مهما قالت الولايات المتحدة وفرنسا وكل دول العالم'.
وفي الوقت نفسه نزل مئات من الاهالي في مناطق في بيروت الغربية الى الشارع واحتفلوا بنهاية عهد لحود ورقصوا ونظموا حلقات دبكة وهم يطلقون هتافات الابتهاج بنهاية هذا العهد. وتجمع مئات من انصار 'تيار المستقبل' في الطريق الجديدة، فيما وزعت نساء الورود واطلقت أسهم نهارية في سماء المنطقة.
ومن باريس أفاد مراسل 'النهار' ان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني دافعت عن موقف بلادها وعلقت على عدم افصاح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير عن المسؤولين عن فشل مهمته بقولها: 'ان الوزير اعلن ان الوقت الآن ليس للادانة بل لعمل كل ما هو مفيد لمساعدة اللبنانيين في مفاوضاتهم'. وذكّرت بقول كوشنير 'لا يمكن التحدث عن فشل فرنسي بل هناك فشل للمحادثات التي جرت بين اللبنانيين'. وقالت 'ان كوشنير قام بدور المسهل وسعى ضمن امكاناته الى تأمين تقارب بين اللبنانيين'. وأضافت: 'نستنتج مما حصل ان اللبنانيين لم يتمكنوا من التفاهم في ما بينهم على الانتخابات الرئاسية وهذا لا يمثل فشلاً لفرنسا بل فشل للمحادثات بين اللبنانيين'. وأكدت دعم فرنسا كل المبادرات التي تساعد على التوصل الى انتخاب رئيس يحظى بأكبر اجماع لبناني وان باريس ستقوم بكل المساعي لمتابعة الحوار وتأمين الحل.وأعلنت ان كوشنير الذي عاد صباح أمس الى باريس مستعد للعودة الى لبنان اذا رأى ان حضوره ضروري.
صحيفة الاخبار:
.. وبدا أن هناك نوعاً من التوافق الضمني بين الولايات المتحدة الاميركية وسوريا على وضع الملف اللبناني جانباً لبعض الوقت، ريثما يصار الى بت مسائل أخرى تبدو ذات أولوية متقدمة، وقد يكون اجتماع أنابوليس مقدمتها الأساس....ذكرت مراجع قيادية في المعارضة أن خطتها بالنسبة للمرحلة المقبلة تقضي بمنع حكومة السنيورة من ممارسة صلاحيات رئاسة الجمهورية أو اتخاذ قرارات كبيرة، وسط تركيز على الضغط على القسم المسيحي في الحكومة بوسائل مختلفة، فيما بادرت قوى 14 آذار الى الاستعداد لتوفير حماية شعبية داخلية الى جانب موجة الدعم الخارجي التي بدأت حكومة السنيورة تحصدها منذ منتصف ليل أمس.
وقالت المراجع إن نقاش الملف الرئاسي عاد الى النقطة الصفر، بعدما أعلن العماد ميشال عون انتهاء صلاحية مبادرته وعودته مرشحاً أساسياً، وهو دعا المعارضة الى التعامل مع هذا الواقع، فيما أبلغت مصادر دبلوماسية تعطل المساعي الفرنسية خلال الفترة المقبلة، وأن الجهود الخارجية سوف تنتظر انتهاء أعمال اجتماعات أنابوليس نهاية هذا الشهر، الأمر الذي جعل الرئيس بري يقول لزواره ولمراجع دبلوماسية دولية إنه سوف يستأنف اتصالاته مع النائب سعد الحريري وبقية أقطاب فريق 14 آذار وقيادات البلاد لانتخاب رئيس توافقي في أقرب وقت ممكن. وبحسب المصادر، فإن التوافق الضمني يشمل تعهداً من جانب فريق 14 آذار وجهات خارجية بأن حكومة السنيورة لن تعمد الى اتخاذ أي تدابير وسوف تتصرف على أساس أنها حكومة تصريف أعمال.
...ذكر مطّلعون أن جنبلاط ركز على الخلاف المسيحي ـــــ المسيحي حول الاستحقاق الرئاسي، مشدداً على وجوب ألا يمنع هذا الخلاف إنجاز الاستحقاق في أسرع وقت ممكن، كما اتفق جنبلاط مع بري على رفع وتيرة التواصل والتشاور في ما بينهما والعمل لخلق مناخ إيجابي بين جنبلاط وحزب الله.
وتوجه الحريري إثر تأجيل الجلسة إلى بكركي حيث عقد لقاءً مع البطريرك الماروني نصر الله صفير، مهّد له مستشاره داوود الصايغ عندما زار البطريركية قبل الظهر. وعلم أن الحريري سأل البطريرك عمّا يريده ابتداءً من اليوم بعد حصول الفراغ في سدّة رئاسة الجمهورية، وقال له &laqascii117o;لقد حاولنا التوصل إلى رئيس توافقي ولكننا لم نفلح في ذلك حتى الآن، فما تريده نحن جاهزون لتلبيته، وإذا كنت ترغب في أن تستقيل حكومة الرئيس فؤاد السنيورة فنحن جاهزون لهذا الأمر".
ورد صفير قائلاً: &laqascii117o;لن أقبل أن تستمر هذه المرحلة طويلاً وينبغي أن يتم انتخاب رئيس خلال فترة قصيرة لأننا لا نستطيع أن نتحمل هذا الوضع". فأكد الحريري &laqascii117o;أننا سنكثف لقاءاتنا حتى نصل إلى اتفاق على رئيس جديد".
في ردود الفعل على أحداث أمس دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كل الأطراف المعنيين بالأزمة السياسية في لبنان الى الحفاظ على الهدوء والعمل من أجل التوصل الى تسوية في شأن انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن. وأعرب عن &laqascii117o;القلق البالغ إزاء هشاشة الوضع في لبنان وهو يتابع الاحداث بعناية بالغة".
ومن جهته دعا الاتحاد الأوروبي الأفرقاء اللبنانيين الى &laqascii117o;الاستمرار في الحوار لانتخاب رئيس في أقرب وقت ممكن" و&laqascii117o;الامتناع عن أي تحرك من شأنه تعكير النظام العام". ولاحظت الرئاسة البرتغالية للاتحاد في بيان أصدرته &laqascii117o;بأسف عدم التمكن من انتخاب رئيس جديد".ودعت وزارة الخارجية الاميركية الى التعامل مع الحكومة على أنها الحكومة الشرعية، وحمّلت حزب الله مسؤولية عرقلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقالت وزارة الخارجية الاميركية إن &laqascii117o;حكومة الولايات المتحدة تثني على القوات المسلحة والاجهزة الامنية اللبنانية لالتزامها الواضح الدفاع عن القانون والنظام خلال هذه الفترة الانتقالية". وأخطرت الوزارة رعايا الولايات المتحدة بـ&laqascii117o;الاحتمال القوي" لاندلاع تظاهرات وقلاقل في لبنان بسبب الازمة الرئاسية.كذلك أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية دعم باريس لحكومة السنيورة، وتمنّت انتخاب رئيس جديد للبنان في وقت قريب، وأعلنت أن فرنسا ستواصل مساعيها للتوصل الى حل.
...وقال قطب في 14 آذار لـ&laqascii117o;الأخبار" إن مساعي التوافق ستستمر بين الرئيس بري وقادة 14 آذار بعد مغادرة الرئيس لحود القصر الجمهوري، مشيراً إلى أن هذا البحث سيخطو قدماً في مقبل الأيام، ويمكن أن تنعقد جلسة انتخاب الرئيس قبل يوم الجمعة المقبل. وأشار القطب إلى أن البحث عن الرئيس التوافقي ما زال يدور في إطار لائحة البطريرك رغم أن صفير أبلغ المعنيين أن لا مانع لديه في أن يتفقوا على مرشح من خارجها ولكن الجميع حريص على احترام إرادته. وإذ لفت إلى أن المبادرة الفرنسية لم تؤدِّ إلى نتيجة بعد، أكد أنها لم تغلق بدليل أنها أطلقت مسيرة التوافق بين فريقي الموالاة والمعارضة، والنواب في جلسة أمس كانوا يتحدثون بعضهم. مع بعض، &laqascii117o;فالحياة الديموقراطية الحقيقية تكمن في مجلس النواب ومجلس الوزراء".
صحيفة اللواء:
24 ت2 - 2007 الجمهورية بلا رئيس جديد!
مرة أخرى، خلال أقل من 20 سنة يقع لبنان فريسة الفراغ الرئاسي، مع اختلاف في المعطيات والوقائع السياسية والأمنية. ...يمكن القول بأن نصف تسوية غير معلنة تم التوصل اليها لإنقاذ الوضع الأمني، لكنها تبقي أزمة الرئاسة مفتوحة وبعيدة عن الشارع.
وتقضي نصف التسوية هذه:
- باستبعاد انتخاب الرئيس بنصاب النصف زائداً واحداً، في مقابل عدم تشكيل حكومة ثانية، اذ اكتفى الرئيس اميل لحود، قبيل مغادرته قصر بعبدا، منتصف الليل، بتكليف الجيش صلاحية حفظ الأمن في كافة الأراضي اللبنانية، من دون ان يعلن حالة الطوارئ، ولو انه استند فيه اعلانه الى توافر وتحقق اخطار حالة الطوارئ.
- بافساح المجال امام المزيد من المشاورات، مقابل تحييد الشارع.
- تسليم الجيش حفظ الأمن والاستقرار، في مقابل تعهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة التي انتقلت اليها صلاحيات رئيس الجمهورية اعتباراً من منتصف الليلة الماضية، بأن لا تتخذ قرارات في مجلس الوزراء، وتكون في حالة شبيهة بتصريف اعمال.
الا ان نصف التسوية هذه، لم تخفف من قلق اللبنانيين الذين ما زالوا يعتبرون ان الوضع الأمني في مرحلة التجاذب السياسي وقابل للانفجار في أية لحظة يقرر فيها طرفا الصراع، وخاصة المعارضة النزول الى الشارع تحت اعتبارات مختلفة لا تزال ناضجة ولم تمت.
...أكدت مصادر نيابية لـ 'اللواء' أن اللقاءات الكثيرة التي حصلت في ساحة النجمة خلصت الى وجوب أن يبقى الفراغ هادئاً الى حين الوصول الى الصيغة - الحل.
...وكان أبرز السجالات واحد بين النائب عن 'القوات اللبنانية' إيلي كيروز من جهة والنائب عن 'حزب الله' حسين الحاج حسن والنائب عن 'التيار الوطني الحر' ابراهيم كنعان، على خلفية اتهام كيروز 'حزب الله' بأنه خطر على الدولة والكيان. أما السجال الأعنف فكان على خلفية تلاوة نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري بياناً باسم تحالف الغالبية اعتبر فيه إرجاء الجلسة 'خرقاً للدستور' منتقداً المقاطعة 'التي ليست خياراً ديمقراطياً بل مخالفة دستورية موصوفة'، ومؤكداً أن قوى 14 آذار 'لن تلجأ الى أي خطوة يمكن أن تضع البلاد في المجهول'، فردّ النائب عن حركة 'أمل' علي حسن خليل باسم المعارضة، معتبراً أن كلام مكاري 'لا يعكس مناخ التفاهم الذي ساد اللقاءات التي أدت الى التوافق على التأجيل'، لكنه أشاد بموقف جنبلاط، ورأى فيه 'حرصاً على مناخ التوافق'.
....اعتبر مصدر في المعارضة ان ما قام به الرئيس لحود قبل ساعات من انتهاء ولايته هو 'ضربة معلم'، وهو من ضمن صلاحياته الدستورية، باعتباره القائد الاعلى للقوات المسلحة، وهو بذلك اوكل حفظ الامن بصورة اساسية للجيش اللبناني بدل المهمة الاساسية الموكلة للامن الداخلي بحفظ الامن بمساندة الجيش.
صحيفة الديار
كتب شارل أيوب:
بعيداً عن الطائفية والمذهبية التي لا أعرفها، أقول طار المسيحيون في لبنان لسببين:
1- انانية العماد عون واعتباره الأنا الذاتية هي كل شيء وأهم من مصلحة الشعب اللبناني،
2- سياسة جعجع وتطرفه وسيره بالنصف زائداً واحداً واعتباره انه يستطيع قيادة الأكثرية، فإذا بجنبلاط يذهب إلى التوافق وسعد الحريري يتريث رافضاً النصف زائداً واحداً، واذا بجعجع وحيداً، تركه جنبلاط وسعد الحريري لا يسايره في النصف زائداً واحداً والمسيحيون يخسرون.
والله لا أقولها شماتة، فأنا أحب سوريا طبعاً وانتقد اخطاءها كثيراً في لبنان, لكن الخاسر الأكبر بعد الخروج السوري من لبنان هم المسيحيون.
اميل لحود خاف من توقيع مرسوم، فهرب من القصر رغم التكريم الفولكلوري له وموسيقى الجيش وغيرها وهي إلزامية وبروتوكولية، لكن الرئيس لحود يعلم تماماً أنه استلم البلاد عمرانة وتركها فارغة ضائعة. اما كذبة لحود الكبرى فهي انه لم يعلن حالة الطوارئ، بل وصف بأن الوضع توافرت فيه عناصر حالة الطوارئ فكان عملاً جباناً ان يصف الوضع بتوافر حالة الطوارئ بدل حالة الطوارئ، ورمى كرة النار في صدر العماد سليمان دون أن يصدر مرسوماً خائفاً من المحكمة العليا لمحاكمة الرؤساء فترك البلاد من دون رئاسة ومن دون حكومة دستورية كان عليه منذ زمن السعي لتشكيلها عندما اعتبر حكومة السنيورة غير شرعية وغير ميثاقية.
فهل المطلوب من رئيس الجمهورية اميل لحود ان يصف الحالة دون ان يتخذ قراراً؟
إميل لحود امتاز بميزة اساسية هي التزامه بالخط الوطني ووحدة لبنان ودعمه للمقاومة وتحالفه الاستراتيجي مع سوريا، لكنه على الصعيد السياسي اللبناني كان اكبر &laqascii117o;بلفة" او كذبة حيث تم &laqascii117o;بلف" الناس بشخصية ذات نصف كمّ، لا يعرف أصول الحكم ولا يعرف قيمة الدولة، بل يعرف الأحقاد والكذب. ...حاولت المبادرة الأوروبية انقاذ المسيحيين، فاتصل الرئيس الفرنسي بسوريا وطلب حيادها فالتزمت سوريا بالحياد، وحاولت فرنسا انقاذ لبنان من خلال مبادرة البطريرك فقدمت ضمانات ولم تحترم فرنسا هذه الضمانات، والسؤال اذا كان الرئيس ساركوزي يبدأ عهده بإعطاء ضمانات ولا يحترمها فالجواب هو ان مشكلة كبيرة عند الرئيس ساركوزي في ان يصدقه اللبنانيون والفلسطينيون والعرب ما لم يلتزم بالضمانات التي يقدمها.
عندما طلب موفدون من البطريرك صفير تقديم لائحة وعلى اساسها اختيار اسم منها ففعل البطريرك وتم توجيه ضربة قاضية لمصداقية البطريرك فوقع ضحية الخديعة من قبل القيادات السياسية.
لكن السؤال الأهم هو أين فرنسا الحرة؟أسقط المسيحيون مبادرة فرنسا واضاعوا الفرصة عليهم في اختيار رئيس ماروني جديد للجمهورية وبدء مرحلة ازدهار جديدة.
ميشال عون ارتكب الخطأ المميت وسمير جعجع ارتكب الخطأ المميت ايضا في حسابات تشبه تماما ما قاله ذات يوم عن مطار حالات حتما، وذهب الاوروبيون خائفون، وبقي السؤال هل للرئيس ساركوزي مصداقية، هل لفرنسا مصداقية في ضمانات تقدمها ولا تحميها؟ .... حصة بقية المسؤولين الموارنة وبعض المسيحيين ظهرت في بعض تحركاتهم، فالمسيحيون اليوم أصبح دورهم &laqascii117o;خزمتشيون" بعضهم لدى الطائفة الشيعية والبعض الآخر لدى الطائفة السنية.
أموال السنّة تأتي من السعودية، ومساعدات المنكوبين في الحرب الاسرائيلية تأتي من ايران للطائفة الشيعية.
اما المسيحيون فلا تأتيهم اموال، وهم يحزمون الحقائب ويسافرون، لا بل يهاجرون.
لو بقيت سوريا في لبنان لربما كان الأمر أفضل، ولذلك ابتداء من اليوم على الشعب اللبناني ان يحاسب، ان يثور.
لا يجب ان تنتصر علينا اسرائيل، والوثيقة الدستورية يجب ان تحدد سياسة دفاعية تحمي لبنان عبر جيشه ومقاومته، وتحمي لبنان بسياسة اقتصادية جديدة يذهب فيها السنيورة الى منزله وهو الذي منع حكومة الوحدة الوطنية وقام في التهريج بالسراي، واعتبر ان دعم الرئيس بوش وأميركا له يكفيان خارج دعم الشعب اللبناني.
لبنان من دون رئيس للجمهورية، فولاية الرئيس لحود انتهت منتصف ليل امس وغادر الى منزله، وانقضت المهلة الدستورية من دون التوصل الى انتخاب رئيس بسبب عدم التوافق على اسم من اللائحة التي قدمها البطريرك صفير.
