ـ 'السفير' (صوت وصورة)
هل تستحق تظاهرة 14 آذار كل هذه المغامرة بأمن البلد؟
إعلام &laqascii117o;المستقبل" يستخدم أسلحة &laqascii117o;نارية" لنبذ السلاح!
فاتن قبيسي:
يطالعنا مؤخراً فيلم ترويجي قصير عبر شاشة &laqascii117o;المستقبل"، من ضمن الحملة التي يشنها &laqascii117o;تيار المستقبل" على فريق 8 آذار. وهي الحملة التي لا تبقي ولا تذر في سبيل توفير أوسع مشاركة شعبية ممكنة، في تظاهرة 14 آذار المرتقبة. يتضمن الفيلم، وهو أشبه &laqascii117o;بكليب" مشهداً بالغ القسوة في يوم السابع من أيار. عائلة تضم امرأة وزوجها (في الخط الخلفي)، وطفلها ووالدها، وهم يستظلون في سور حديقة من وابل الرصاص، الذي يصاب الطفل لدى سماعه بهلع كبير وبكاء مفجع. فيما تبدأ الأم بالندب خوفاً على طفلها.
صورة مؤثرة، ربما تدمي القلب. يستخدمها إعلام &laqascii117o;المستقبل" للمتاجرة بالطفل وعائلته، في سبيل إذكاء نار حملته. يتبعها في الفيلم صور حول الظهور المسلح في الشارع، ثم صور لعناصر من &laqascii117o;حزب الله" خلال عروضات عسكرية، في ظل عبارة: &laqascii117o;مظاهر شبح 7 أيار إنها ساعات الفجر الأولى". ويذيل &laqascii117o;الكليب بعبارة: &laqascii117o;الاستقواء بالسلاح ما بيدوم". وهل الاستقواء بالإعلام يدوم؟ سؤال يخطر ببال المشاهد، الذي سرعان ما يشعر وهو يشاهد الترويج بأن الحرب على الابواب! وبأن سلاحاً آخر يستخدم ضد فريق آخر في البلد، (بغض النظر عن هويته)، وهو سلاح الإعلام الخطير، في حرب شعواء، أحد أبرز نتائجها المحتملة ربما، هو إشعال حرب ميدانية. وبهذا يقع إعلام &laqascii117o;المستقبل" بصلب ما ينتقده، وما يمارس الترهيب به ومن خلاله.
نقول &laqascii117o;الاستقواء بالإعلام" في حال كانت المادة المستخدمة في الرسالة الإعلامية، بمثابة وقائع. فكيف إذا كانت غير واقعية، أو تستخدم على غير محملها؟ يؤكد محمد ديب لـ&laqascii117o;السفير"، وهو أحد الأشخاص الموجودين في &laqascii117o;الكليب"، الى جانب زوجته عبير حريري ووالدها علي وطفلها علي ديب، أنه تم استثمار &laqascii117o;الكليب" بطريقة خاطئة ومسيسة. معلناً أنه اليوم (أمس) بصدد رفع دعوى قضائية بحق تلفزيون &laqascii117o;المستقبل".
ويروي ديب الذي يسكن في منطقة بشارة الخوري، أن حماه علي الحريري حضر لإخراجه وعائلته من المنزل، وكانوا يحتمون بالسور درءاً للرصاص، من دون معرفة هوية مطلقيه، في يوم اختلط فيه الحابل بالنابل.
ويلفت الى أن عدسة قناة &laqascii117o;العربية" هي التي كانت تصوره وعائلته، ليعرض ذلك لاحقاً عبر شاشة &laqascii117o;المستقبل". ويشير الى أن كل من يصادفه يسأله عن &laqascii117o;الكليب" ودوافعه، بمن في ذلك أقرباؤه في الخارج، الذين يتصلون مستفسرين، ما يسبب له إحراجاً. ويقول: &laqascii117o;حتى لو كان استخدام مشهد العائلة في الوجهة الصحيحة، فمن حقنا أن تستأذنا القناة قبل عرضنا عبر شاشتها، كما أننا نرفض أن نشكل جزءاً من حملة سياسية".
هذا الموقف عكسه بقية أفراد العائلة ممن ظهروا في &laqascii117o;الكليب" عبر شاشة &laqascii117o;المنار"، التي عرضت في نشرة الأخبار، مساء أمس الأول، تقريراً ضم شهادات كل من عبير ووالدها وطفلها، الذي راح يعيد أمام كاميرا &laqascii117o;المنار" تمثيل المشهد، الذي كان يحتمي فيه في السور، وعمره يقارب الأربع سنوات. وللوقوف على وجهة نظر القيمين على الشاشة العارضة &laqascii117o;للكليب" ، اتصلت &laqascii117o;السفير" بمدير الأخبار في تلفزيون &laqascii117o;المستقبل" عماد عاصي، فأحالنا الى المشرف على &laqascii117o;أخبار المستقبل" نديم المنلا، &laqascii117o;الذي ما زال يمارس مهامه لغاية منتصف الشهر الجاري، وباعتباره المسؤول عن هذا الترويج، والجهة الصالحة للحديث عن الموضوع" بحسب عاصي. الا أن المنلا أفادنا بتعذر إدلائه بحديث، لأنه متواجد في المطار على أهبة السفر. أما مدير الأخبار في &laqascii117o;المنار" علي الحاج يوسف فقال بأن ثمة قرارا بعدم استدراج &laqascii117o;المنار" للقيام بحملة مضادة لتلك التي يشنها &laqascii117o;المستقبل"، معتبراً ذلك نوعاً من &laqascii117o;الحرتقات" الداخلية التي لا تجدي نفعاً، ويوضح أنه &laqascii117o;وردنا اتصال من آل حريري في كفردونين، يطالبوننا بأخذ شهادتهم لتكذيب وتوضيح ما تعرضه &laqascii117o;المستقبل". لا سيما أن عناصر من &laqascii117o;حزب الله" هم من تولوا إخراجهم من المنطقة يومها. وتم إعداد التقرير بناء على طلب هؤلاء وحقهم في التصويب، ولم يأت في سياق حملة مضادة، بدليل أن التقرير عرض مرة واحدة فقط، ولم يتم استغلاله في أبعد من ذلك".
ولكن رغم عرض التقرير عبر &laqascii117o;المنار"، واصل &laqascii117o;المستقبل" عرض &laqascii117o;الكليب". وموضوعنا هنا ليس ما قاله ديب او الحاج يوسف، لأنه ببساطة ليس هدفنا ضرب مصداقية &laqascii117o;الكليب"، بل الأهم هو تسليط الضوء على السياسة الإعلامية المتبعة من قبل أحد الأفرقاء الاساسيين في البلد، والتي تهدد ربما باقتراب شبح الفتنة. ولنفترض بأن &laqascii117o;الكليب" يتمتع بمصداقية ويحظى عرضه بموافقة آل حريري، فلماذا يستثمر بهذه الطريقة؟ وهو يضاف الى &laqascii117o;كليبات" أخرى، تعرضها &laqascii117o;المستقبل" عبر شاشتها، ومنها ما يتضمن مشهداً من أحداث مار مخايل في العام 2008، في محاولة لتحريفــها عبر استخدام عبارة &laqascii117o;اعتداءات مار مخايل"، لتوجيه بوصلة الاتهام نحو &laqascii117o;حزب الله". في وقت جُرمت فيه عناصر من القوى الأمنية آنذاك، بعد وقوع عدد من الضحايا.
هذا المسار الإعلامي يطال أيضاً موقع &laqascii117o;فايسبوك"، ولكن مع شيء من العنصرية. فيعرض الموقع على سبيل المثال، مشاهد &laqascii117o;من هنا" يبرز فيها تلاميذ في مدارسهم، مقابل &laqascii117o;من هناك" حيث التلاميذ يحملون السلاح. وامرأة محجبة وابنتها تبكيان، مقابل امرأة سافرة تضحك. ومجتمع يعيش على الانفجار واشتعال النيران، مقابل آخر تغزو سماءه المفرقعات والألعاب النارية. ليس المقصود مما ورد بالطبع، هو أخذ جانب فريق سياسي من دون آخر، بل تسليط الضوء على نهج إعلامي خطير، كل اللبنانيين اليوم في غنى عنه. نهج تستخدم فيه اليوم كل الأسلحة الإعلامية &laqascii117o;النارية"، الصحيح منها والملفق، لنبذ السلاح! نهج تخطى كل الاعتبارات المهنية من أجل تهييج النفوس المؤججة. لم يعد مقبولاً لا من قبل فريق &laqascii117o;8 آذار" ولا من فريق 14 آذار" خوض هذه اللعبة مجدداً. ولن نسأل هنا مجدداً عن دور ضائع لوزارة الإعلام أو للمجلس الوطني للإعــلام المرئي والمسموع"، لأننا ندرك بأن صدى صوتنا هذه المرة أيضاً عائد الينا. هل يستوجب عدم وصول آل الحريري الى كرسي الحكومة كل هذا النهج الثأري؟ هل يستحق &laqascii117o;الحلم" بحشد أوسع مشاركة شعبية في تظاهرة الأحد المقبل، من باب تكريس &laqascii117o;الذات" المستبعدة، كل هذه المغامرة بأمن البلاد؟
ـ 'الأخبار'
&laqascii117o;أخبار المستقبل"... إعلام الخديعة؟
ليال حداد:
عرضت المحطة الإخبارية أخيراً كليباً يصوّر عائلة بيروتيّة تختبئ من رصاص &laqascii117o;حزب الله" في أحداث 7 أيار. لكن الحقيقة أنّ العائلة كانت تهرب من قناصة &laqascii117o;تيار المستقبل"!لم ييأس تلفزيون &laqascii117o;أخبار المستقبل" من لعبة التحريض. هذه المرة، بدت حملاته الإعلانية الداعية إلى المشاركة الكثيفة في &laqascii117o;مهرجان 13 آذار" أكثر وضوحاً من كل الكليبات التي عرضها في السنوات السابقة: تصويب واضح على &laqascii117o;حزب الله"، وتحريض على مناصريه وسلاحه.هكذا شاهدنا في الأيام القليلة الماضية مجموعة أشرطة ترويجية أعدّتها المحطة بهدف شحذ همة جمهورها للنزول إلى ساحة الشهداء يوم الأحد المقبل: من صورة مناصر لـ&laqascii117o;حزب الله" وهو يرمى العلم اللبناني ليرفع مكانه العلم الأصفر، وصولاً إلى صورة العائلة البيروتية المختبئة خلف أحد الجدران خوفاً من الرصاص &laqascii117o;الذي استهدف المدنيين العزّل" في أحداث 7 أيار (مايو) 2008...لكن لحظة، يبدو أن القناة التي برعت في المراحل السياسية الماضية، في ابتكار الحملات الإعلانية المخوّنة تارة، والمحرّضة طوراً، سقطت هذه المرة في فخّ لم تتوقّعه حتماً. إذ كشفت قناة &laqascii117o;المنار" في نشرتها الإخبارية مساء الأحد الماضي أنّ الكليب الذي صوّر العائلة المختبئة من رصاص &laqascii117o;حزب الله"، كانت في الحقيقة تهرب من قناصة &laqascii117o;تيار المستقبل" في منطقة رأس النبع (بيروت)! كما أن أفراد العائلة هم من أنصار الحزب، ولا يمتّون لـ&laqascii117o;المستقبل" بأي علاقة. إذاً ذهبت مراسلة &laqascii117o;المنار" منى طحيني إلى العائلة وقابلت أفرادها: علي ديب (6 سنوات)، ووالدته عبير حريري، وجدّه علي حريري. &laqascii117o;الصورة لا تمتّ للحقيقة بصلة" تقول عبير التي لم تتردّد في التعبير عن غضبها من استخدام صورة عائلتها للتحريض ضد &laqascii117o;حزب الله". أما والدها علي حريري فكان أكثر وضوحاً في حديثه، شارحاً تفاصيل الصورة ـــــ الحدث: &laqascii117o;كنت أحاول تهريب ابنتي وحفيدي من هنا، فالتقطوا الصورة وصنعوا حولها قصة طويلة". يشير الرجل بيده إلى المبنى الذي كان قناصة &laqascii117o;تيار المستقبل" يطلقون منه الرصاص. ثم ينتهي التقرير والطفل علي ديب يصف الأشخاص الذين كانوا يطلقون النار بـ&laqascii117o;البِشعين (قبيحين)".
لكن يبدو أن كشف هذه الحقيقة لم يمنع &laqascii117o;أخبار المستقبل" من استكمال عرضه يومياً على شاشتها. وقد رفض المسؤولون في القناة التعليق على الأمر، مؤكدين أن لا صلاحية لهم بذلك. من جهتها، تقول منى طحيني لـ&laqascii117o;الأخبار" إن الهدف من تقريرها كان تصويب الحقيقة، لا التحريض ضدّ أي طرف، &laqascii117o;لقد اتصل بنا شخص، وأخبرنا بأن العائلة التي ظهرت في شريط &laqascii117o;المستقبل" متضايقة مما يعرض، فذهبنا إليها وقابلنا أفرادها". وتضيف إنه لا خلفيات سياسية لما عرض على الشاشة، وإنه لا يأتي في إطار الصراع اللبناني الداخلي، ولا سيّما بين &laqascii117o;المستقبل"، و&laqascii117o;حزب الله": &laqascii117o;بل العائلة نفسها هي التي رفضت أن تشوّه صورة المقاومة من خلالها".
أيام قليلة تفصلنا عن &laqascii117o;مهرجان 13 آذار" الذي يرفع الداعون إليه شعار &laqascii117o;الشعب يريد إسقاط السلاح". شعار يقوم أولاً وأخيراً على &laqascii117o;أبلسة" الآخر، وتصويره بمظهر الخارج عن القانون، وعن منطق الدولة. كيف لا، وهو يصوّب رصاصه على أهالي بيروت العزّل؟ لكن عذراً &laqascii117o;أخبار المستقبل"، أدوات التحريض كانت هذه المرة مغشوشة و... مشوّهة.
ـ 'السفير'
دولة بلا مقاومة أم مقاومة بلا دولة؟
واصف عواضة:
صدرت أوامر صارمة من المرجعيات العليا في حركة &laqascii117o;أمل" و&laqascii117o;حزب الله" الى جميع العناصر والمحازبين بالتزام أقصى درجات الهدوء والاسترخاء والابتعاد عن الاستفزاز، عشية المهرجان الذي تعتزم قوى الرابع عشر من آذار إحياءه يوم الاحد المقبل في ساحة الشهداء لمناسبة الذكرى السادسة لتأسيسها. وقد تولى عدد من القيادات والمسؤولين في الطرفين نقل هذه التوجيهات الى مختلف القطاعات الحركية والحزبية في الأحياء والمناطق، واعتبار هذا اليوم يوماً عادياً ومناسبة للفريق الآخر للتعبير عن رأيه، على الرغم من الحملة الإعلانية والإعلامية الواسعة التي يقوم بها هذا الفريق والتي لا تخلو بعض شعاراتها من الاستفزاز.
ويبدو أن هذه الأجواء تنسحب في الوقت نفسه على مختلف قوى الأكثرية الجديدة بتوجيهات من قياداتها العليا. ويعبر أكثر من مصدر قيادي لدى هذه الأكثرية عن قناعته بأن الأمور سوف تسير وفق ما هو مقرر، وأن يوم 13 الجاري سيكون يوماً طبيعياً وليس قطوعاً مفصلياً كما يخشى البعض. ويقول هؤلاء إن مثل هذه التوجيهات أثبتت فعاليتها في الخامس والعشرين من كانون الثاني الماضي عندما دعا تيار &laqascii117o;المستقبل" أنصاره الى &laqascii117o;يوم غضب" احتجاجاً على استبعاد رئيسه عن رئاسة الحكومة، بحيث لم يحصل أي احتكاك شعبي على الرغم من أعمال العنف والتخريب التي رافقت الاحتجاجات في بيروت وطرابلس والطريق الساحلية وبعض مناطق البقاع، والتزم مناصرو قوى الثامن من آذار أقصى درجات الانضباط.
ويعتقد الكثير من المراقبين أن هذا التوجه يعبر بشكل او بآخر عن حالة الاسترخاء التي تعيشها &laqascii117o;قوى المقاومة" في ظل الحملة الشرسة على السلاح، التي وصفت بالعبثية، والتي ترفعها قوى الرابع عشر من آذار شعاراً للمرحلة. ويلفت المراقبين تصاعد هذه الحملة في اللقاءات والمناسبات الإعلامية التي يعقدها العديد من أركان 14 آذار في إطار التجييش والتحضير للمهرجان، والتي بدأت تستعير عبارات من الماضي الذي خال اللبنانيون أنه أصبح وراءهم، كالحديث المستجد عن سلاح الغدر وغير ذلك من التعابير التي يرى البعض أنها محاولات استفزازية تستدر فتنة لن تحصل، إلا أن هذا البعض لا يخفي فعالية هذه الشعارات في تحقيق المزيد من الشرخ والفرقة والانقسام في صفوف اللبنانيين ونفوسهم.
في كل الأحوال، يؤكد المعنيون في قوى الثامن من آذار أن سلاح المقاومة لم يعد مطروحاً للنقاش بعد تعطيل جلسات الحوار التي كانت الاستراتيجية الدفاعية هدفها الرئيسي، لأن إسقاط هذا السلاح يعني استباحة لبنان مجدداً من قبل العدو الإسرائيلي، كما يقول رجل الاعتدال الرئيس الدكتور سليم الحص. ويضيف هؤلاء إن الذين يطرحون نزع السلاح يريدون لبنان دولة بلا مقاومة، وقد أثبتت هذه النظرية في الماضي عقمها، وأدت إلى واقع مرير أفضى الى احتلال إسرائيلي مصحوباً بمقاومة بلا دولة. والأجدى في هذه المرحلة وفي المستقبل انتهاج سياسة &laqascii117o;الدولة المقاوِمة"، بمعنى التعايش بين الدولة والمقاومة إلى أن تتمكن الدولة بجيشها وقواها الذاتية من حماية حدودها والحؤول دون استباحة البلد، وهي تجربة أكدت نجاعتها منذ التحرير عام 2000.
وفي هذا السياق لا بد من العودة إلى البحث في الاستراتيجية الدفاعية بروح منفتحة تغلّب مصلحة لبنان على المصالح الخاصة، وتزيل الهواجس المطروحة من احتمال استخدام السلاح في الداخل. وخارج هذا المفهوم سوف تدير المقاومة &laqascii117o;أذنها الطرشاء" لكل الحملات، وقد تحتفل قوى الرابع عشر من آذار بالذكرى الستين على تأسيسها قبل أن تسلم المقاومة سلاحها، ما يعني تسليم رأسها وجمهورها وشهدائها الى كل الذين يكيدون لها شراً في الداخل والخارج.
ـ 'النهار'
في بحر هائج... ولا تجيد السباحة؟!
واصف عواضة:
عندما قفز الرئيس نجيب ميقاتي من 'حصان طروادة' مبتهجاً بتسمية 'حزب الله' له مرشحاً لتشكيل الحكومة الجديدة ومعللاً قبوله بما سمّته 14 آذار انقلاباً إكراهياً على الرئيس سعد الحريري، طرحت عليه هذه الزاوية من منطلق المحبة الصادقة والاحترام الأكيد لا أكثر ولا أقل السؤال الآتي: ميقاتي... لماذا قفزت الى بحر هائج؟
الآن بعد مضي شهر ونصف شهر على تكليفه، وبعدما قرأنا كلامه أمس الى 'النهار'، صار من الضروري أن نعدّل في السؤال ليصبح: ميقاتي... لماذا قفزت الى بحر هائج وأنت لا تجيد السباحة؟
نطرح هذا السؤال، لأنه لا يجوز لمن أعلن أنه الآتي باسم الوسطية لمنع انزلاق البلاد من الأزمة الى الفتنة، ان يقول الآن بعد أسابيع قليلة:
'أنا أبو الهول. استطيع أن انتظر... وهوَّ ورانا حاجة؟'.
نعم يا سيدي 'هوَّ ورانا حاجات' (!) فلا يجوز ان تخبرنا بأنك مثل 'أبو الهول'، أولاً لأن لبنان ليس صحراء مترامية واهرامات نائمة، وثانياً لأن اللبنانيين لم يلحسوا بعد أصابعهم من الوسطية والمنّ والسلوى، وما الى ذلك من الأمور والحلول التي افترضت أنها سهلة عليك وصعبة على من سبقك. فإذا بها وفق ما نفهم من حديثك المقتضب، صعبة عليك أكثر مما كانت صعبة على غيرك. وإن كانت كل الاستهدافات قد أعلنت صراحة، حتى قبل أن تتم تسميتك ثم تكليفك، انها تستهدف إخراج سعد الحريري من السرايا!
وإذا كان الرئيس ميقاتي 'يحكي من حرقة القلب' معترفاً بأن أكثر ما آلمه هو إعلان قوى 14 آذار من البريستول عدم المشاركة في حكومته، فماذا تراه يقول عن حرقة قلب الآخرين الذين حصل الانقلاب عليهم من داخل بيت التحالف، ماذا يقول عن ألم سعد الحريري شريك الأمس، الذي تعرض لانقلاب يصفه بأنه جرى بقوة ترهيب السلاح وشارك فيه من كانوا في تحالف سياسي نيابي على الأقل وفي مقدمهم طبعاً الرئيس ميقاتي؟
وإذا كان الرئيس الهادئ والمتأني نجيب ميقاتي، قد غالب غصة فعلاً، وهو يقول لـ'النهار': 'يتركوننا رئيس الجمهورية وأنا نواجه الوضع بمفردنا' فإن الأمر يثير العجب فعلاً. ليس لأننا ندرك كما يدرك هو أيضاً من ترك من فحسب، بل لأن ثمة ما لا يصدّق أو يعقل إذا كان ميقاتي قد تخيل لوهلة أن 14 آذار التي خرجت من السلطة بسبب اصرار 8 آذار على إسقاط المحكمة الدولية، ستقبل المشاركة في حكومته التي ستكون وظيفتها الأولى إسقاط هذه المحكمة. والدليل هو الموقف الذي ووجهت به أخيراً طلبات المحكمة من وزراء حكومة تصريف الأعمال. أما إذا كان ميقاتي قد راهن على ان شهية مسيحيي 14 آذار للتوزير ستفتت 14 آذار، فإن ذلك يشكل رهاناً خاسراً مرتين: الاولى تتمثل في أن ما عرض على 14 آذار، هو بمثابة فتات وزاري يمثل إهانة بالنسبة الى حجمها النيابي. والثانية تتمثل في أن هذا العرض يشكل تحدياً لمسيحيي 8 آذار، وفيهم من يريد اختصار المسيحيين وربما المسيح في شخصه الكريم. وفي هذا السياق لا بد من تذكير ميقاتي تكراراً بالقول: اللهم أعني على حلفائي، أما خصومي فأنا الكفيل بهم!
ـ 'النهار'
ميقاتي: في النهاية ستُشكَّل وسيكون ذلك قريباً إن شاء الله
سبــــاق بين الحكومــــة والــقـــــرار الاتهامـــــي ؟
سمير منصور:
لا جديد في شأن الحكومة. الأكيد ان لا شيء متوقعا قبل 14 آذار. والأكيد ايضا ان لا شيء مؤكدا بعد هذا التاريخ. ويبدو واضحا ان ثمة سباقا بين تشكيل الحكومة وصدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية، وفي ضوء مضمون القرار يتقرر شكل الحكومة، هل هي حكومة مهادنة أم حكومة مواجهة سياسية؟ في الحالة الاولى يمكن تشكيل حكومة تكنوقراط، وفي الثانية حكومة مختلطة من التكنوقراط والسياسيين تكون قادرة على المواجهة السياسية. وهكذا يبدو الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على حق عندما يتريث بعض الشيء ولا يكون مستعجلاً، بمعنى السعي الى تشكيل الحكومة كيفما كان وبأي ثمن. وقد سبق له ان أكد تكرارا ان كل قرار داخلي يتعلق بعلاقة لبنان بالمحكمة الدولية انما يجب ان يكون موضع اجماع وبتغطية عربية (وربما اقليمية ودولية). فهل الرهان على التغطية العربية بعد توقف الاتصالات السورية – السعودية في شأن لبنان لا يزال في مكانه؟ وهل كان ميقاتي يراهن على 'غطاء' لم يعد موجودا؟
وسط هذه التساؤلات يبدو الرئيس المكلف واثقا بقدرته على مواجهة الصعوبات، وبهذا المعنى يبدو مرتاحا ويتجنّب الخوض في التفاصيل ولا يعلق على التساؤلات المشار اليها. وقد اكتفى أمس بالقول: 'ما يهمني هو تشكيل حكومة قادرة على العمل وتحظى بثقة الناس واحترامهم، ولا أسعى الى تشكيل حكومة بأي ثمن. وأعتقد انني مستعجل اكثر من غيري بكثير على تشكيل الحكومة، ولكن كما قلت مراراً، دون تسرع، علينا ان نستفيد من الوقت لاجراء مزيد من المشاورات وصولا الى الهدف المنشود.
واذا قيل له ان الوقت لم يعد لمصلحته، يسارع الى الاجابة: 'لا بأس. في النهاية ستتشكل حكومة، وسيكون ذلك قريبا ان شاء الله'.وفي التفاصيل المتعلقة بالشروط والعقبات المحلية لا يزال الوضع على حاله. ومن المعروف أن العقدة في هذا المجال لا تزال عند رئيس 'تكتل التغيير والاصلاح' النائب ميشال عون، ولكنها، وفق مصادر مواكبة للاتصالات الجارية، لن تكون مستعصية عندما يحين أوان التشكيل جديا، وعندما يتدخل 'الحلفاء' الذين يمونون على عون...واللافت أن أوساط تحالف قوى 14 آذار تبدو متفهمة جدا للتأخير في تشكيل الحكومة وتبرره، إذ يقول وزير سابق فيها إن 'المسألة طويلة' ويخاطب سائله: 'ضع نفسك مكان الرئيس ميقاتي فلا تجد أمامك سوى التريث والانتظار'، وهو بالطبع لا يبدو منزعجاً من تعثر ميقاتي، وليس سرا أن هذا في الواقع هو رهان قوى 14 آذار...
وعن تفسيره لأسباب التريث يقول الوزير السابق المعروف بقربه من قيادة قوى 14 آذار: 'هناك سؤال كبير لم يجب عنه الرئيس المكلف، هو: كيف ستتعامل الحكومة مع طلبات المحكمة الدولية اذا طلبت التعاون من الحكومة او من وزارة او من ادارة معينة؟ ما دام الرئيس ميقاتي لا يمتلك الجواب فمن الافضل له أن يبقى مكلفا'.
والى أي مدى يمكن ان يستمر التريث عند الرئيس المكلف؟يجيب الوزير السابق: 'في انتظار شيء ما يغير الوضع ويسهل الامور. وفي ظل استمرار الوضع على حاله، ولو كنت مكانه، لا أشكل الحكومة قبل جلاء الصورة'. ويضيف: 'أما السؤال الثاني الذي ينتظر جوابا فهو: ما موقف الرئيس المكلف من دعاة تشكيل حكومة اللون الواحد في الاكثرية الجديدة؟ هو يقول انه لا يريد مثل هذه الحكومة وهم يريدون تشكيل الحكومة على ذوقهم، وهم أنفسهم من كانوا يطالبون سابقا بالثلث الضامن للمعارضة عندما كانوا فيها، والآن يناقضون أنفسهم بأنفسهم'.وعن قول الرئيس ميقاتي إن كل خطوة تتعلق بعلاقة لبنان بالمحكمة الدولية يجب ان تكون موضع اجماع في مجلس الوزراء وبتغطية عربية، يجيب الوزير السابق: 'السؤال واضح ولا يمكن ان نجيب عنه بكلام عام. اذا طلبت المحكمة الدولية من احدى الوزارات معلومة ما او الاستماع الى افادة مدير في ادارة معينة، ما هو موقف الحكومة في حال عدم وجود اجماع؟ ماذا يفعل رئيس الحكومة في مثل هذه الحال؟ هذا هو التحدي الذي يواجه الرئيس ميقاتي او أي شخص آخر مكانه، هناك مشكلة، ولو لم تكن موجودة لبقي سعد الحريري رئيسا للحكومة'.هكذا يبدو الواقع الحكومي من الضفة الاخرى، وهذا هو تفسير المعارضة الجديدة للتريث الميقاتي، وهي تنصح الرئيس المكلف، بلسان الوزير السابق إياه، بالاستمرار في التريث 'في انتظار ان تحل الامور نفسها بنفسها وإلا فسيكون هو المسؤول عن القرار، وأما عن الغطاء العربي الذي يشير اليه الرئيس ميقاتي فعلينا التبصر جيدا ما اذا كان هذا الغطاء، وفي ظل الغليان في بعض دول المنطقة، لديه الوقت لمتابعة تشكيل الحكومة في لبنان'!هكذا إذاً، المعارضة الجديدة لا تتوقع تشكيل الحكومة قريبا. وأما عن القرار الاتهامي للمحكمة الدولية فلا تعرف، لكنها ترى أنه 'حسب الاجتهاد وآلية عمل المحكمة من المفترض ألا يكون بعيدا'.
ومن هنا الحديث عن السباق بين الحكومة والقرار الاتهامي... و'كان الله في عون نجيب ميقاتي' على ما قال أمس الرئيس سليم الحص!
ـ 'النهار'
الحريري توج زيارته للسعودية بلقاء ملكها بعيداً عن الإعلام
القرار الظني في آذار وحكومة ميقاتي تنتظر حتى لو تأخر أشهراً
سابين عويس:
قد يؤخذ على رئيس 'تيار المستقبل' الرئيس سعد الحريري وحلفائه اختصارهم مناسبة الرابع عشر من آذار بكل معانيها ورمزياتها بالنسبة الى جمهور الحركة الاستقلالية، بالاستفتاء على سلاح 'حزب الله' على خلفية انه الشعار الوحيد الذي يحفز هذا الجمهور للنزول الى ساحة الشهداء والاحتشاد فيها. وما يعزز هذا الانطباع في اوساط الآذاريين ويدفع في اتجاهه الخصوم، المآخذ المسجلة على اداء هذا الفريق والتي أدت به الى خسارة أكثريته بفعل خروج احد مكوناته الحزبية من جهة ووجوه مستقلة من جهة اخرى افقدته طابعه الجامع (...)
ولكن لماذا اختصار كل العناوين بالسلاح وهل ذلك يعني ان المعركة المقبلة هي معركة السلاح وصولا الى مقايضته بالمحكمة؟ وكيف ستخوض قوى الرابع عشر المعركة وبأي سلاح؟
'عندما قرّرنا خوض معركة السلاح، لم نكن نعني به سلاح المقاومة الموجه الى اسرائيل فنحن لسنا في موقع الدفاع عن العدو أبداً ولا نرتضي استدراجنا واستغلال موقفنا في هذا الاطار ولكننا في الوقت عينه لسنا في موقع قبول تصويب السلاح الى صدورنا كما حصل من خلال اسقاط الحكومة بمجرد التهويل بالقمصان السود. فهذه مرحلة انتهت وانتهت معها المفاعيل التي اوجبتها بعد اسقاط حكومة الوحدة الوطنية وتهديد السلم الاهلي'.
أما عن صمت 'حزب الله' والتريث في تشكيل الحكومة، فتجيب الأوساط البارزة في 'تيار المستقبل' مشيرة الى ان هذا الصمت صحيح انه يهدف الى عدم استفزاز جمهور 14 آذار من خلال خلق ردّة فعل لديه تحثه على تكثيف مشاركته لكنه يعني في الوقت عينه ان الحزب يعي حجم الاستياء العارم في صفوف شريحة واسعة جداً من اللبنانيين إزاء سلاحه ويعي أيضاً ان هذا الاستياء سيكون التعبير شبه الأوحد في ساحة الشهداء بعدما خرج هذا السلاح عن هدفه الرامي الى محاربة اسرائيل (توقف هذا الدور بعد انجاز الانتصار في عدوان تموز) ليصبح وسيلة الضغط لتولي السلطة ووضع لبنان في المواجهة الدولية. و'هو الصمت المعبر عن حال الارباك التي آل اليها الحزب بعد عمليته الانقلابية' على ما تضيف الاوساط التي تغمز من قناة المعطيات التي تؤخر تشكيل الحكومة الميقاتية. وتسأل 'طالما لا يريدون مشاركتنا في السلطة لماذا لا يحكمون؟ لماذا لا يشكلون حكومتهم وينطلقون الى العمل ومعالجة الملفات التي ساهموا في تعطيلها بدلا من اطلاق شعارات لا تترجم انجازا على ارض الواقع؟'.
لكن هذا الصمت لن يدوم، في رأي الاوساط عينها بل سيتحول الى ضجيج وانما بعد الرابع عشر من آذار، 'قد يكون على شكل استفتاء مقابل وانما مع السلاح وضد المحكمة. لم لا، تضيف الاوساط. فالبلد مقسوم والقدرة التجييرية لدى حزب الله قد تكون أكبر ولكن في خلاصة الأمر سيعود الأمر الى المربع الأول وسيكون كل فريق قال كلمته. ولكن الاهم ان فريق 14 آذار المدفوع الى الاستسلام سيجدد تأكيد ثوابته المتعلقة بتحقيق العدالة والتمسك بالمحكمة الدولية سبيلاً لذلك وبرفضه السلاح المصوب الى الداخل ومنع العودة الى الأساليب الامنية التي تعزز الحاجة الى التمسك أكثر فأكثر بالمحكمة.
(...) وعلى المحور الخارجي، توقفت الأوساط بعناية عند زيارة الرئيس سعد الحريري للمملكة السعودية والاحاطة التي قوبل بها والتي توّجت بلقاء بعيد عن الاعلام مع العاهل السعودي الملك عبد الله. ورأت ان هذه الزيارة ستؤسس لمرحلة جديدة من الرعاية السعودية الدائمة التي تدحض في رأي الأوساط محاولات ضرب العلاقة وزعزعة الثقة.
ـ 'النهار'
14 آذار : احتلال إسرائيلي 1978 وحرب تحرير دامية 1989 وانتفاضة استقلال 2005
بيار عطا الله:
(...) 14 آذار الثالث: ذكرى التظاهرة المليونية في وسط بيروت للمطالبة بانسحاب الجيــــش السوري واستعادة السيادة والاستقلال ومعرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط 2005.
ثمة تفسيرات عدة لنزول مئات آلالاف من اللبنانيين الى وسط العاصمة بيروت في ذلك اليوم التاريخي الذي لم يشهد له لبنان مثيلاً وسبق انتفاضة الشعوب العربية ضد انظمتها بست سنوات، في ما يشبه العامية الشعبية.
واستناداً الى بعض الآراء استفزت التظاهرة التي نظمتها القوى الحليفة لسوريا في 8 آذار2005 بقيادة 'حزب الله' مشاعر غالبية اللبنانيين بشعاراتها وصورها ولافتاتها وخطاب 'شكراً سوريا'، اضافة الى اعلان امين عام 'حزب الله' السيد حسن نصرالله 'ان لبنان ليس اوكرانيا'، ما دفع بحشود اللبنانيين الى النزول الى الشارع لاثبات الرفض لكل شعارات 8 آذار. وثمة رأي آخر يرى ان غالبية اللبنانيين ضاقوا ذرعاً بتحكم النظام السوري برقابهم ومصيرهم وارادوا ايصال رسالة الى كل من يعنيه الامر بأنهم يريدون العيش بحرية في بلادهم ودون وصاية، وجاءت القرارات الدولية واغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه لتشكل دفعاً. ولكن أياً كانت النظرية او التفسير للحشد المليوني في 14 آذار، الا ان جماهير اللبنانيين التي نزلت لم تلبث ان 'خُذلت' على يد السياسيين الذين تولوا دفة الامور، اذ لم يكد ينقضي وقت قليل على فوز لبنان بسيادته واستقلاله الثاني، وجلاء الجيش السوري عن اراضيه، حتى اخذت الالاعيب وعملية تقاسم الجبنة تقوض اركان الاستقلال الثاني تدريجاً لمصلحة استعادة او استدراج الهيمنة السورية، مضافة اليها الهيمنة الايرانية على لبنان... (للقراءة).
ـ 'المستقبل'
فئوية السلاح سبب لإسقاطه والشرخ الذي يُحدٍثه يستدعي إقامة لبنان جديد
وسام سعادة:
ما الذي تقوله الجماعة المسلّحة عن نفسها في لبنان؟ هي تفاخر بأنّ سلاحها فئويّ، ذلك أنّه لا يبحث عن إجماع حوله ومحالٌ أن يقوم إجماع ضدّه. ما الذي تقوله الجماعة المسلّحة عن الدعوة إلى إسقاط سلطة سلاحها الفئوي في لبنان؟ تذمّ وتخوّن مطلقيها بحجّة أنّها دعوة فئوية، وبأنّها ساقطة حكماً نظراً إلى انعدام الإجماع حولها. الدعوة إلى إسقاط السلاح فئوية وبالتالي ينبغي سحبها، أما السلاح الفئويّ نفسه فله طول البقاء، ولكم منه مفاجآت موسميّة. إنّها سفسطة ما بعدها سفسطة. لمّا كان السلاح فئوياً لزم أن تكون المطالبة بإسقاطه فئوية وبالتالي لزم أن تبطل هذه المطالبة في حين يبقى السلاح الفئويّ على حاله، بل أكثر، يعزّز سيطرته إذا ما سُحبَت الدعوة لإسقاطه، ويتابع تمارينه اليوميّة أو يعيدنا إلى أيّام التمارين النوعيّة. لأجل ذلك، أي بوجه هذه السفسطة التي ما بعدها سفسطة، وجب النزول إلى ساحة الحريّة في 13 آذار 2011. ليسَ فقط لاستنهاض أو إحياء 14 آذار 2005، وليس فقط لنقد الذات منذ مساء 14 آذار 2005 إلى اليوم، وإنّما أكثر من ذلك. هي محطة تأسيسية من نمط جديد تماماً. ففي 14 آذار 2005 كان هناك بالفعل إجماع محقّق حول إنهاء الوصاية وتحقيق الجلاء والمطالبة بالحقيقة والعدالة. وكان من يعترض على ذلك يكتفي بصورة الخارج عن الإجماع.
أمّا في 14 آذار 2011 فالمعادلة مغايرة تماماً. ليس ثمّة إجماع على السلاح لأنّه فئويّ، وليس ثمّة إجماع ضدّ السلاح ما دام السلاح فئوياً، لكن في الوقت نفسه ليس هذا سببا للعدول عن المطالبة بإسقاط السلاح، بل على العكس تماماً، إنّه سبب إضافيّ، بل سبب مضاعف، بل سبب الأسباب جميعها وعلّة العلل. أن يكون السلاح في يد فئة دون أخرى في لبنان فيعني ذلك أنّه سلاح لفئة على أخرى، وقبل أن يكون هناك أكثرية شعبية وأكثرية برلمانية هناك أكثرية الشعب اللبنانيّ الأعزل من السلاح، في وجه الجهاز المسلّح الذي يحاول الظهور بمظهر الشعب المسلّح 'الوطنيّ' في وجه الشعب اللبنانيّ الأعزل المنقسم بين 'متفاهمين مع السلاح' و'إنهزاميين أمامه' و'مواجهين له'. إنّ النزول إلى ساحة الحريّة في 13 آذار 2011 ضروريّ إذاً لإسقاط السفسطة. فالسلاح فئويّ، لكنه ليس مجرّد امتياز لفئة على أخرى من جملة امتيازات تقليديّة تتوزّعها الجماعات اللبنانية أو تتبادلها أو تتناوشها. السلاح ليس مجرّد امتياز لفئة في مقابل امتيازات معقودة اللواء لفئات أخرى. ليس هو مجرّد إسم للهيمنة. بل هو الصكّ الميدانيّ الذي يثبت أنّ هذه الهيمنة ستبقى غير مستقرّة مهما فعلت أو حاولت، بل إنّها ستدفع بالأمور الإقتصادية والسياسية والإجتماعية أكثر فأكثر إلى انعدام الاستقرار، وستدفع بالعيش المشترك أكثر فأكثر إلى حيث يصعب تضميد الجراح ومداواة التشوّهات التي لحقت به. والاستقرار غير ممكن في ظلّ نظام الهيمنة الفئوية المسلّحة لأنّه نظام الحرب الأهليّة المتعدّدة الأوجه، المتواصلة حيناً والمتقطّعة حيناً آخر، والمُخاضة من جانب شبه أحاديّ، 'صادف' أنّه الجانب الذي 'أعفيَ' خلافاً لمقتضيات إتفاق الطائف، أي أنّه السلاح الذي فخّخت به عملية إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية (...).
ـ 'المستقبل'
قصة البصمات
فيصل سلمان:
قبل أيام استمعت الى النائب محمد رعد يقول ان لجنة التحقيق الدولية طلبت من لبنان بصمات أربعة ملايين لبناني؟!عجبت لهذا الأمر وتردد عقلي في القبول به الى ان سمعت تصريحين الأول للرئيس فؤاد السنيورة والثاني للنائب هادي حبيش وفيهما ان عدد البصمات المطلوبة لا يزيد عن ألف!
عجبت أيضاً لهذا الأمر، فالفارق كبير جداً بين الملايين الأربعة والألف، وكدت أقول في نفسي: لا أحد يحترم الأرقام. والأرقام وجهة نظر.انتظرت توضيحات، وثائق، بيانات رسمية.. لا شيء.. وزير الداخلية زياد بارود لم يتدخل.. لجنة التحقيق لم توضح.إذاً، من أين جاء النائب رعد بالرقم الذي ذكره، ومن أين جاء السنيورة بالرقم الذي ذكراه.تابعت المسألة (احتراماً لعقلي) فأفادني مصدر عليم في وزارة الداخلية بالآتي:
وجهت لجنة التحقيق الدولية رسائل الى بعض الوزارات تطلب معلومات ووثائق والتي وصلت الى وزارة الداخلية تقول ما معناه: عطفاً على مراسلاتنا السابقة نرجو تزويدنا بالبصمات لديكم ذات الصلة بالتحقيق الدولي.. هنا وقع الإشكال.البعض افترض ان اللجنة تطلب بصمات أربعة ملايين لبناني، لكن توضيحاً لاحقاً قال: نريد البصمات ذات الصلة.هذه البصمات عددها حوالى ثمانمئة فقط وسبق للجنة ان حصلت عليها انما كانت تريد التأكيد الرسمي.المصدر العليم في وزارة الداخلية قال: النائب رعد معه حق، والآخرين معهم حق ولكن كل ما حصلت عليه لجنة التحقيق فعليا ثمانمئة بصمة لا غير.. انها معركة مستمرة حتى صدور القرار الاتهامي.
ـ 'المستقبل'
في السلاح وأحوالنا
علي نون:
... ويبقى موضوع السلاح الحاضر الدائم في راهن اللبنانيين، راسماً لملامح غدهم في الإجمال، ومحدداً للمآل والآتي من الأحوال، حتى وان كان ذلك في جزء منه، محكوماً بالغيب وعوالمه القصية عن قدرة البشر... وأهل التبصير منهم تحديداً وخصوصاً! ..ويبقى الموضوع من أساسه وأوله، مدعاة لقدر من التوتر، لا يوازيه إلا ذلك المتعلق بالمصائر الكبيرة، القريبة والبعيدة المدى.. ويخطئ من يفترض، من أهل ذلك السلاح، ان اعتماد لغة غير سوية ومجافية للمنطق وأصول الحكي والاجتماع الوطني، يمكن أن يقفل الأفواه أو يعطّل ملكات الجدل والنقاش والحساب والأخذ والرد. إذ ليس الأمر ترفاً فائضاً، أو خياراً يمكن انتقاؤه من بين خيارات عدة حسب اللحظة السياسية أو الاجتماعية، أو حسب هوى المصلحة الذاتية وأحكامها.
..ويخطئ أصحاب ذلك السلاح، ان وضعوا النقاش في شأنه، في خانة الكبائر. وافترضوا بعدها ان الذمّ به جريمة توازي ذلك التوصيف. أو ان ما نحن بصدده مسألة عابرة يمكن ببعض التركيبات المحلية، أن تسوّى على طريقتنا المعهودة ذات العنوان 'الجليل' والكبير الخاص بالتطنيش! لا يمكن لبلد مصلوب منذ أربعة عقود على خشبة الحروب ومتفرعاتها ومخلفاتها ونتائجها أن يتماهى مع الفرض والإذعان في هذا الملف. أو أن يؤخذ بالصوت العالي والتهمة الكبيرة، والتهويل الصافي مثل العسل اليماني. أو أن يُركن هكذا ببساطة الرعيان الى ترك ذلك الأمر في عهدة الغير، فيما الرعية لا تعرف كيف تستقر أو تهدأ أو تأنس بحالة طبيعية مرادفة أو قريبة أو مشابهة لحالات أقوام وشعوب ودول أخرى شقيقة ومجاورة وعندها ما عندها من كل أسباب الممانعة والمناتعة التي تفوق بأضعاف مضاعفة أسباب ممانعتنا ومناتعتنا ومع ذلك لا تمانع ولا تناتع كما يفعل الممانعون والمناتعون عندنا! لا يمكن لبلد كبلدنا عاش ولا يزال، بكل ما فيه، في واجهة المشروع الآخذ على عاتقه كل دواعي القتال والنزال والجهاد ضد أعداء معلومين وآخرين ما زالوا يتناسلون باطراد وغبّ الطلب!.. لا يمكن لهذا البلد أن يستكين الى من يعرض عليه في كل يوم، بل في كل ساعة وفي كل مقام وخطاب وبيان، الاستمرار في لعب دور الحطب في محرقة يتدفأ بها غيره!.. وأن يستمر، رغم ذلك، معرّضاً للذم والتحقير والتخوين والتبخيس والتقليل من شئمته وكرامته فقط إن قال أو سأل أو حكى أو ناطح أو ناصح ذلك الصلف، أو إن اشتكى عدم قدرته على حمل ما لا تحمله الجبال العاليات!
..لا يمكن لأهل الممانعة أن يفترضوا ان دنيانا مشاع يمكنهم استثماره حتى قيام الساعة، وان 'واجب' من عليها الصمت والسكوت وإلا ثم ألف ألف وإلا! لا يمكن لأهل ذلك الصلف أن يربطوا على ذوقهم دائماً وبلا حياء أو خفر، بين شكوى الملتاع والقلِق والخائف على نفسه وعياله ورزقه وبلده وسمائه وبحره وشمسه وزرعه، وبين أهداف المتآمرين والطغاة العتاة، الكبيرة والعامة والمستحيلة! لا تركب هذه السيبة حتى لو استبدل بانيها بنبوخذ نصّر وهنيبعل وبونابرت وأترابهم.. ليس الكلام عن السلاح الفالت والداشر بين الناس وبيوتهم وأولادهم وأحيائهم متمماً حكماً لمتطلبات الصهيونية العالمية وخدّامها!
..لا حاجة للردح في هذا المقام، بل الحاجة تبدو ملحة وفورية وتامة الى تواضع منطق أهل السلاح وخطابهم ومقاربتهم لشكوى عموم اللبنانيين، والى الركون مجدداً، مرة واحدة وأكيدة، الى منطق آخر مختلف جذرياً عن منطقهم التخويني والتهويلي الراهن.. منطق يأخذ قياس المصالح في حسبانه، قبل المشاعر والآراء البركانية، فهذه وبفضل ممارساتهم صارت في محل آخر. وعبث كل حكي آخر! جرّبوا خطاب 'المصالح'.. فهو أول التسوية وأساسها. والسلام!
ـ 'الأخبار'
تقرير عن تقرير كاسيزي (4/3): إخفاقات المحكمة وتهديداتها
عمر نشابة:
التقرير السنوي الثاني لرئيس المحكمة الدوليّة الخاصة بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري تضمّن ردّاً على التسريبات الإعلامية وإشارات غامضة إلى مشاكل داخلية واستعانة بشارل مالك وبطلبه تدخّل المجتمع الدولي للتعامل مع قضايا داخلية، لتبرير قيام المحكمة الدولية... (للقراءة).