قضايا وآراء » قضايا وآراء مختارة من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 1/3/2011

ـ صحيفة 'الجمهورية'
من يتهم إسرائيل بالاغتيالات أكمل المهمة باغتيال فريق سياسيا
الياس المر:

رأى وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال الياس المر ان 'ما يجري في هذا الوطن، كيف يعمد البعض فيه إلى تحويل المقتول إلى قاتل، والضحية إلى جزّار، والبريء إلى متهم، وأهالي الضحايا الأبرياء إلى مرتكبين، وكيف يجاهرون بتخوين من لا يقبل أن يكون هو المسؤول عن قتل نفسه'.
ولفت المر في مقال له في صحيفة 'ألجمهورية' الى عدة وقائع 'لمسلسل منظم لا بد من ذكرها'، متسائلا 'هل إن موضوع الاغتيالات السياسية يعني رفيق الحريري فقط، وألم يسقط مئات اللبنانيين من جميع المناطق والطوائف والمذاهب جرّاء هذه الأعمال الإرهابية؟و ألم يلاحظ أحد كيف كان سكوت البعض في السنوات الخمس الماضية، عندما كانت الاتهامات السياسية موجهة لدولة إقليمية؟'.
وتابع المر متسائلا 'ألم يكن جَليّاً كيف أن الحملات بدأت الواحدة تلو الأخرى واستهدفت الأشخاص واحدا تلو الآخر، حين بدأت التسريبات عن إمكانية أن يكون أفراد من 'حزب الله' موضع شك في اغتيال الحريري وغيره؟، وأليس من المفاجئ أن نصحو في احد الأيام على مسلسلات تلفزيونية تبدأ من عرض مشاهد من طائرات، مرورا بـ'ويكيليكس'، وأخيرا وليس آخرا، بَث مسلسلات لجنة التحقيق المتلفزة؟'.وتمنى المر 'أن يكون العدو الإسرائيلي هو الذي قام بهذه الاغتيالات كلها، ليكون وساما على صدري وصدر كل شخص سقط ضحية على يد هذا العدو'، مشيرا الى ان ر'بطا منطقيا وبسيطا للمواقف بعضها ببعض، يَكشف الفكرة التي يُسوّقون إليها'.ولكنه تابع متسائلا 'ألا يَصبّ كل ما حدث من تشهير وتدمير بحق هؤلاء الشهداء وأهاليهم وأولادهم، بطريقة أو بأخرى، في مصلحة هذا العدو؟ ولماذا لم تنصَبّ هذه الجهود لكشف من قتل هؤلاء الناس، خصوصا أن إمكانات هذا الفريق مشهود لها بكشف تحركات العدو الإسرائيلي كلها، ورصدها وضربها عند دخولها الى الأراضي اللبنانية، بَدلا من بذل هذه الطاقات كلها لتدمير فريق لبناني يشكل معه صيغة للعيش في هذا الوطن؟'.وخلص الى القول ان 'من يتهم العدو الإسرائيلي بالاغتيالات، ونتمنى أن يكون كذلك، هو الذي أكمل المهمة باغتيال فريق بأكمله سياسيا، واغتيال صورته ومشاعر أهله وأطفاله'.


ـ 'النهار'
المناخ الدولي أكثر ملاءمة للمعارضات بعد الثورات / الحــكـــومــة تــواجـــه معــارضــة ذات صـــدى خـــارجـــي
روزانا بومنصف:

تقر قوى 8 آذار ان الوقت بات اكثر الحاحا واحراجا بالنسبة اليها بعد اعلان قوى 14 اذار عدم مشاركتها في الحكومة بما يحتم ضرورة الانتقال سريعا الى الخطوة المتمثلة في التوافق على التوزيع في الحكومة العتيدة، بعدما صارت حكومة اللون الواحد، اذ انه لم يعد من اسباب للتاخير ولا مبررات او اعذار تلقى على عاتق ايجاد مخرج لمشاركة الجميع في الحكومة علما ان مصادر في هذه القوى ترى انها في الواقع تتهيب ان تعلن حكومة من لون واحد في ظل ما يجري في الظروف الراهنة في المنطقة، ولو انها تكابر في الاشارة الى امر مماثل. اذ ان الحكومة ستؤلف في نهاية الامر  لكن دعمها  سيقتصر على اكثرية غير قوية لا بل هي اكثرية  ضعيفة لا يتجاوز الفارق بينها وبين المعارضة سوى بضعة نواب بما يعني ان نصف الشعب اللبناني هو في مكان آخر ولن يعطي للحكومة الثقة ولن يوافق على اي من قراراتها. وتتوقع هذه المصادر  ان تحصي المعارضة على الحكومة انفاسها الى حد ان قوى 14 آذار لم تقم حتى الآن سوى بالاعلان عن انتقالها الى المعارضة وتلقت انتقادين احدهما من احد مسؤولي التيار العوني الذي اعتبرها معارضة تخريبية، علما انها لم تعتصم كما فعل 'حزب الله' وحلفاؤه لمدة عام ونصف تعطلت فيها الحركة الاقتصادية في لبنان. والانتقاد الآخر من احد مسؤولي 'حزب الله' اعتبر 'ان ليس مقبولا ان تصبح المعارضة فقط لوضع العراقيل دون النظر الى الايجابيات' في حين ان المعارضة التي اعتمدتها قوى 8 آذار وهي في الحكومة ادت الى شلها وتعطيل عملها فيما لا تزال المعارضة الناشئة في اول الطريق وحكومة 8 آذار لم تتألف بعد لتبيان الايجابيات من السلبيات. وهناك مناخ في العالم في ضوء ما يجري في الدول العربية يعطي اولوية لسماع مطالب المعارضة وعدم تجاهل مطالبها لا بل التنازل لمصلحة ان يقوم حكم جماعي يكون فيه للمعارضة موقع لا بأس به. ومع ان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اخذ فرصة لمحاورة قوى 14 آذار من اجل اشراكها في الحكومة بنسبة غير مقررة، بما يعني انه قام بواجبه في هذا الاطار وفق ما اعلن امام عدد من الوفود الاجنبية التي زارت لبنان في الاسبوعين الاخيرين وان هذه القوى هي التي قررت الانتقال الى المعارضة، فانه من المكابرة عدم الاعتراف ان اي قرار يمكن ان تاخذه الحكومة ويثير اعتراضات قوية من المعارضة لن يجد الصدى اللازم له في الخارج، محرجاً الحكومة ومن يقف وراءها خصوصا ان هذه المعارضة لا تخرج للمرة الاولى الى العلن بل لها علاقاتها وتراثها في الانتفاضة الاولى اي 'ثورة الارز' التي تعرفها العواصم المؤثرة في وجه حكومة يخشى ان تستعيد وجه الماضي الذي  قامت في وجهه هذه الثورة مع نفحة اضافية من خروج سيطرة 'حزب الله ' عليها الى العلن اكثر من السابق.


ـ 'النهار'

وأخيراً اقتنعت 14 آذار !
علي حماده:

… إعلان قوى 14 آذار من خلال نوابها في اجتماعها يوم الاحد الماضي في فندق 'البريستول' عدم مشاركتها في حكومة نجيب ميقاتي، وتركيز سعد الحريري بالامس في خطابه من 'بيت الوسط' على مشكلة سلاح 'حزب الله' لكونه ينسف كل اسس اللعبة السياسية الداخلية ويؤسس لمعادلات مفروضة بالقوة او بالتهويل بها، يعيدان بعضاً من النصاب الى موقف 14 آذار، كما يعيدان التركيز على احد أسس الأزمة في لبنان بسبب الخلاف العميق على دور لبنان، وقواعد نظامه، وحتى خصوصيته الكيانية من زاوية المعطى الذي ادخله 'حزب الله' بوضع السلاح على طاولة الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والثقافية في البلاد. فقد مضت سنوات طويلة ونحن نحذّر من السلاح وندل عليه بوضوح باعتبار ان لبنان لن يكون لبنان ما دام هناك حزب مسلح، وفئوي ومستتبع لأجندات خارجية يحتكم الى قوة السلاح والاكراه في تعامله مع الفئات الاخرى من الشعب اللبناني. ولا ننفي هنا ان هذا الاحتكام الى السلاح يمارس ايضاً في البيئة الشيعية نفسها، بحيث ان من يعارضون سياسات الحزب المشار اليه واقعون اكثر من غيرهم تحت التهديد المباشر.
ان قوى 14 آذار وهي تتهيأ لاطلاق حركة معارضة واسعة وجدية كما تقول، تعود الى المجاهرة بحقيقة مفادها ان لا حياة ديموقراطية في حدودها الدنيا مع بقاء السلاح، بصرف النظر عن شعار المقاومة الذي، للحقيقة، لا يقنع غالبية عظمى من اللبنانيين، لا بل انه يستفزهم. وهي بتبنيها شعار 'لا للسلاح' انما تؤشر الى لب المشكلة، وترسل رسالة قوية الى 'حزب الله' مفادها ان غلبة السلاح لا تستدرج بالضرورة استسلاماً لها، ولا خضوعاً، ولا اذعاناً. انه سلاح الموقف في مواجهة السلاح الفئوي الذي يهدد كل لبناني ولبنانية على امتداد الارض اللبنانية.
ومن هنا تكون مسألة تشكيل حكومة نجيب ميقاتي تفصيلاً صغيراً في معركة انقاذ لبنان من براثن الوصايتين. فميقاتي الحالم بحكومة تكنوقراط على رغم انه ووجه في الايام الاولى لتكليفه بموقف رافض من 'حزب الله' وآخرين على قاعدة ان حكومة تكنوقراط لا يمكن الدفاع عنها بالسياسة، عليه ان يعرف ان كل الصيغ التي بين يديه لا يمكن ان تحرف الانتباه عن المشكلة الاساسية. واللعبة التي آثر دخولها كستار، يضعه السوري و'حزب الله' لضرب 'ثورة الارز' من هوامشها لا تخفي حقيقة ان حكومته اياً تكن الاسماء التي سيأتي بها لن تكون اكثر من واجهة مكشوفة لحكم الوصايتين. واكثر من ذلك ان النظرية التي يحلو له ان يكررها على مسامع زائريه وهي انه بمجيئه انقذ لبنان من الانفجار مع سعد الحريري او الانهيار مع عمر كرامي لا تعفيه، هو او من يكررون هذه النظرية تبريراً لمواقفهم الجديدة، من مسؤولية تاريخية كبيرة سببها الاستسلام امام القوة والتهديد بدل الصمود حماية للكيان وللنظام. ان الاذعان ليس حلاً والا لما كانت هناك ثورات في وجه طغيان القوة وقوة الطغيان، ولما كان هناك امل في التغيير في يوم من الايام.


ـ 'النهار'

لم ينفَّذ منه سوى وقف العمليات العسكرية في الجنوب
5 سنوات على الـ 1701: 11 بنداً لا تزال حبراً على ورق
إميل خوري:

عندما يعود مجلس الامن الدولي الى درس تقرير جديد عن المراحل التي قطعها تنفيذ القرار 1701، فأي جديد يرى في تنفيذه بعد مرور ما يقارب الخمس سنوات مع صدوره سوى نشر قوة مسلحة لبنانية في الجنوب بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي خلف الخط الازرق وزيادة عديد القوة الدولية في المنطقة، وتحقيق وقف للاعمال القتالية يستند بصورة خاصة الى وقف 'حزب الله' الفوري لجميع الهجمات ووقف اسرائيل الفوري لجميع العمليات العسكرية الهجومية.
هذا ما تم تنفيذه من القرار 1701 حتى الآن. اما البنود الباقية منه فلم ينفذ شيء منها بحيث باتت قرارات مجلس الامن اشبه بأحكام تصدر ولا تصل الى دائرة الاجراء لتنفيذها فتبقى حبرا على ورق، ويبقى صاحب الحق لا يملك في يده سوى احكام لا تنفذ، وقد يتوفاه الله قبل ان ينال حقه إلا على الورق...


ـ 'الأخبار'
المال والسلطة والدين، بين الشيعة والسنّة والمسيحيين
جان عزيز:

في كل جماعة ومجتمع، تقوم علاقة ما بين المال والسلطة. في لبنان، هناك وسيطة بين الاثنين، اسمها المرجعيات الدينية. أصلاً هي من الوسائط الثابتة في كل أنشطة الحياة العامة، استناداً إلى واقع تاريخي، كما إلى تطبيق راهن، ذهب في التدهور حتى المذهبية، وحتى الزبائنية السياسية المطلقة، لكن المغلّفة بمقولة النظام التعددي والتوافقي.
والواضح أن العلاقة بين المال والسلطة تطورت في كل أنحاء العالم، وعرفت قفزة كبرى مع بزوغ عصر العولمة، وسيطرة &laqascii117o;السوق" بوصفها مفهوماً شمولياً على كل مجالات السياسة، وخصوصاً في ظل ظهور مفاهيم &laqascii117o;القرية الكونية"، و&laqascii117o;السيادة النسبية" ونهاية عصر الأيديولوجيا واندثار مفهوم &laqascii117o;الدولة ـــــ الأمة"، لا بل حتى الدولة نفسها. حتى قال أحد السياسيين المحنكين يوماً إننا انتقلنا من زمن &laqascii117o;الجيو ـــــ بوليتيك" إلى زمن &laqascii117o;الإيكو ـــــ بوليتيك"، مع نسبة &laqascii117o;الإيكو" إلى الاقتصاد لا غير.
والتطور نفسه لم يكن لبنان بعيداً عنه، وخصوصاً مع إطلالة الظاهرة الحريرية، بحيث تزامن الحراك السياسي اللبناني مطلع التسعينيات مع العولمة من جهة، والحريرية من جهة ثانية، فاكتمل &laqascii117o;نقل" السلطة والسياسة، بزعرور الاقتصاد والمال. غير أن عنصراً جديداً أضافته الحريرية إلى قواعد الحياة السياسية في لبنان، ألا وهو نقل المتموّلين والأثرياء وأصحاب المليارات من الكواليس إلى الخشبة، ومن خلف الستار إلى الواجهة. قبل الحريري، ومنذ قيام لبنان، كان المتمولون موجودين، لكن خلف السياسيين. مع الحريري والحريرية صار السياسيون والسياسة خلف المتمولين. منذ ثنائية إده والخوري، كان لكل منهما رأسماليوه ومصرفيوه. كانت الأرقام متواضعة، والأدوار كذلك. لكن الأهم أن القاعدة كانت أن يكون المال في خدمة السياسة والرأسمالي في خدمة السياسي. مع الحريري، انقلبت القاعدة، وأضيفت إلى أرقام المقاصّة الخاصة بها بضعة أصفار، وأسباب كافية للدوار.
بعد نحو عشرين عاماً من ولادة هذه الظاهرة، يمكن القول إنها تعمّمت، وصارت موجودة لدى كل الطوائف، مع تمايزات في الحدّة والفقاعة، ومع بعض استثناءات في حالات قليلة، ولأسباب يمكن تعدادها وفهمها في كل استثناء منها. لكن اللافت في المرحلة الراهنة هو قيام مثلثات علائقية على هذا المستوى داخل كل مذهب. بين المال والسلطة، وبين الركن الثالث الجديد، والدارج اليوم، أي المؤسسة الدينية. هنا، بدأت تظهر بوضوح الفروق بين جماعة وأخرى، ما يستحق ربما الدرس المفصّل والمعمّق.
فلدى الجماعة الشيعية عموماً، استمر شيء ما من نمط لبنان القديم، أي بقاء عامل المال خلف الكواليس. لم يظهر الرأسماليون الشيعة على خشبة السياسة إلا نادراً، علماً بأنهم موجودون بقوة في بعض &laqascii117o;المطابخ". غير أن واقع اغتراب الرساميل الشيعية، أو واقع الطابع &laqascii117o;المقاوم" للتيار السياسي الشيعي المركزي، أو مفهوم &laqascii117o;الخُمْس" الشرعي... كل ذلك أسهم في التخفيف من طغيان نموذج &laqascii117o;الملياردير" على الطبقة السياسية الشيعية. والأهم أن &laqascii117o;المؤسسة الدينية" الشيعية (رغم التحفّظات الكثيرة منهجياً حيال التسمية) ظلّت خارج سيطرة رساميل الطائفة، التي تبدو في خدمتها، لا العكس.
في المقابل، عرفت الجماعة السنيّة نوعاً من المساكنة بين أضلع المثلث كافة. المال، مع السلطة، مع المؤسسة الدينية، في حالة من التوازي المتكافئ في الشكل والظاهر. علماً بأن البعض يجزم بأن العلاقة في العمق غير ذلك. غير أن ارتباط الأضلع الثلاثة ربما بضابط خارجي ـــــ هو السعودية ـــــ سمح بهذه المساكنة &laqascii117o;السويّة".
وحدها المؤسسة الدينية المسيحية خالفت النموذجين الشيعي والسني، حتى كادت تظهر في المناسبات العامة كأنها الضلع الأضعف في مثلث جماعتها، لا بل الضلع الذي يمالئ رأس المال، الذي يسعى إلى السلطة عبر ركوب الدين. وإلا فكيف لمناسبات دينية معينة أن &laqascii117o;تغسل" ثروات مشبوهة، وأن يتعامل بعض رجال الدين وفق مبدأ &laqascii117o;بالشكر تدوم النِّعَم"... علماً بأن التجارب برهنت أن الرجاحة الفكرية والعقلية والسياسية والأخلاقية لأصحاب تلك الرساميل ضحلة جداً. لا تشذّ عن ذلك إلا أمثلة قليلة لامعة في المؤسسة المارونية للانتشار. أما الباقي فيؤكد فعلاً أن مارون الراهب القديس مات حقاً، ومنذ زمن سحيق...


ـ 'اللواء'
إحباط جنبلاط : نتيجة هزيمة نفسية أم من معاناة مع حلفائه الجدد
ولماذا كشف قطع علاقة السعودية معه&bascii117ll;&bascii117ll; رغم صمت الحريري؟!

فادي شامية:

يعاني النائب وليد جنبلاط صراعاً ذاتياً؛ فلتات لسانه تأخذه إلى حيث كان قبل 2 آب 2009، لكن عقله يقول له إن هذا الموقع خطر عليه وعلى الدروز&bascii117ll; تموضعه الجديد ليس مريحاً أيضاً، رغم أنه دفع ثمن الانتقال الباهظ، لكن <حكمته> تقول: <من يسير في طريق عليه أن يسير فيه إلى النهاية>&bascii117ll; بين <جنبلاط- 14 آذار> و<جنبلاط- 8 آذار> يسيطر الإحباط على كل مواقف الرجل&bascii117ll; هذه هي الخلاصة التي يخرج بها من يتابع حركته، ولا سيما المقابلة الأخيرة له على شاشة LBC&bascii117ll;
هزيمة نفسية!
في مقابلته تلك، بدا جنبلاط كمن يواسي نفسه بعد عودته من الحرب منهزماً، وكعادته في الصراحة؛ اختصر الرجل وضعه بكلمات قليلة: <ليس لدي الخلفية الكافية لأطلب من الشباب اللبناني أن يثور، لأنه في محطاتي السياسية كان لدي تقلبات كثيرة، ولذلك لن أكتب مذكراتي، في أي مرحلة من المراحل، وليكْتبها أحدٌ عني، فهناك صفحات في حياتي السياسية أتمنى محوها، ولكني لا أستطيع أن أمحُها&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; يا ريتني أستطيع أن أُنسي الناس بعض صفحات تاريخي المؤلمة والمعيبة>&bascii117ll; (دون أن يوضح أي المحطات يعتبرها معيبة: قبل 14 شباط 2005، أم بعد 2 آب 2009، أم ما بينهما)&bascii117ll;

يسأله محاوره (مارسيل غانم): هل تشعر بأزمة ضمير؟ فيجيب -في السياسة-: <أنا مقتنع بأن الذي ابتدأت به في 2 آب 2009&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; كان لتخفيف الاحتقان في الشارع، ومنع الفتنة، ولكي تكون العلاقات في لبنان والجبل طبيعية>، ثم يضيف رداً على سؤال آخر: <في 11 أيار(2008) اتصلت بالمير طلال أرسلان وقلت له بأنني أريد أن أفاوضك&bascii117ll; آنذاك كان أحدهم في بيتي وقال لن أعيش لأرى ابن كمال جنبلاط جباناً&bascii117ll; نعم تجابنت من أجل الوحدة الوطنية والعيش المشترك في الجبل، وافتخر أن أكون جباناً آنذاك، لا مانع لدي إن كان الجبن سيوصل إلى الاستقرار>!&bascii117ll;
وعندما يسأله محاوره عن صديقه مروان حمادة يجيب متهكماً: <لست بمستوى أن أصل لمروان حمادة&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; لا أستطيع أن أتكلم عن الشهيد الحي>، كأنه يتحسر على نفسه، إذ أجبره السلاح ?الذي كان مخيماً على مواقفه وعباراته كلها- على التراجع، بعدما كان ملهماً للشهداء، الأحياء منهم والأموات&bascii117ll; ثم يوضح أكثر فيقول: <لم أقم بتلك الخطوة السياسية (التخلي عن 14 آذار) من أجل مقاعد انتخابية&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; ولو أردت ذلك لبقيت مكاني&bascii117ll; السلم الأهلي كان وسيبقى الأولوية> (كان جنبلاط يقود 71 نائباً، فيما هو اليوم لا يرأس إلا نصف كتلة لا يتجاوز أفرادها عدد أصابع اليد، مع احتمال أن يتدهور الوضع أكثر في أي انتخابات قادمة
)&bascii117ll; إحباط جنبلاط يدفع للأسى، بالقدر الذي يدفع للبحث عن أسباب تخفيفية، لأي موقف اتخذه أو سيتخذه في تموضعه الجديد&bascii117ll; يكفي زعيم المختارة أنه يعترف!، وأنه يفعل ما يعتقد أنه الصواب <حفاظاً على الوطن، وحفاظاً على عروبة الجبل، وحفاظاً على العشيرة> ( تصريحات له خلال جولة في الجبل في 14/10/2010)، ولكن على جنبلاط بالمقابل أن يتفهم أسباب الآخرين، إذا غضبوا منه أو عتبوا عليه، على خلفية الأضرار التي يسببّها لهم، نتيجة خياراته وتقلباته

&bascii117ll; المعاناة مع حلفائه الجدد
التدقيق في كلام جنبلاط لا يكشف إحباطه وحسب، وإنما معاناته مع حلفائه الجدد أيضاً، ورغم حرصه على تجنب استفزازهم بمواقف كبيرة، وامتناعه الصريح عن الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بسوريا وإيران؛ لم يخلُ الحوار معه من تنبيهات ضمنية من مخاطر جموح حلفائه الجدد&bascii117ll; هو نبه ميشال عون من خطورة استفزاز رئيس الجمهورية واستهداف موقعه بالقول: <قلت له (أي لعون) من حقك وزارة سيادية، ولكن بنفس الوقت هناك رئيس جمهورية له دور وموقع، ونحن بحاجة لإمضائه&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; ولم أرَ أين أخلَّ سليمان بالتوازن الدقيق والعلاقات الموضوعية بين لبنان سوريا>&bascii117ll;
أضاف: <الرئيس سليمان لم يأتِ من خلال عمر سليمان> (في رد ضمني على النائب نبيل نقولا والوزير السابق وئام وهاب اللذين قالا إن من أتى مع عمر سليمان يرحل برحيله)، وفي ما يتعلق بالحريري نبه جنبلاط إلى أنه <لا يمكن القول لسعد الحريري: One Way Ticket لأنه هناك توازنات في البلد> (في رد على قول عون للحريري إن ذهابه من الحكومة بلا رجعة)&bascii117ll;
وفي محاولة للحد من عدائيته لـ <شعبة> المعلومات؛ اضطر جنبلاط لتذكير عون باقتراح قديم له حول تشكيل لجنة من مجلس النواب للإشراف على الأجهزة الأمنية&bascii117ll; جنبلاط ذكّر أيضاً حليفه الآخر؛ <حزب الله>، بأن سلاحه هو للدفاع عن لبنان (رداً على سؤال يتعلق بكلام السيد حسن نصر الله عن تحرير الجليل)&bascii117ll;
أما إقليمياً؛ فقد حاول جنبلاط التخفيف من حجم التهليل والتحليل الذي أوغل فيه حلفاؤه الجدد؛ سواء في شقهم الشيعي أو المسيحي، منبهاً إلى أن <المشروع الأميركي لم ينهَر، وكل المظاهرات التي خرجت في مصر لم يتوجه أي منها نحو السفارة الأميركية والإسرائيلية، لأن الهم الأساس كان العيش الكريم والحرية وإسقاط مبارك&bascii117ll; والأمر نفسه في تونس، وحتى الآن لم يظهر أي بعد قومي أو عروبي، والأميركي سيركب لاحقاً>!&bascii117ll; اكتفى جنبلاط بهذا القدر من <التنبيهات> قبل أن يغرق في محاولة شرحه مضمون الورقة التي أبرزها في مؤتمره الصحفي الشهير (21/1/2011)، عندما أعلن وقوفه <إلى جانب سوريا والمقاومة> في الاستشارات النيابية، مدعياً وقتها بأن الورقة <مصدَّقة من قبل الرئيس بشار والسيد حسن (نصر الله) والشيخ سعد الحريري>، ليعود ويقول لمحاوره: <ليس عليها أي توقيع بل كان هناك 3 أو 4 تواريخ>!&bascii117ll; ثم ليشير في جواب آخر إلى <أننا مختلفون مع تيار المستقبل حول مضمون السين سين>!!&bascii117ll; جملة واحدة تنسف بروباغندا كاملة! كل ما سبق في كفة، وما قاله جنبلاط عن علاقته بالمملكة العربية السعودية في كفة أخرى&bascii117ll; قال جنبلاط: <الملك السعودي أبلغني عبر مقرن بن عبد العزيز أن العلاقة معي انقطعت> (رداً من المملكة على تخلي جنبلاط عن تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة)&bascii117ll;

كانت هذه العبارة كفيلة بنسف <بروباغندا> كاملة، نظّمها فريق الثامن من آذار على مدى شهر كامل لإيجاد قناعة لدى جمهورهم وجمهور خصومهم بأن المملكة العربية السعودية <تخلت عن سعد الحريري>، وأن <إسقاط حكومة الحريري جاء بقرار سوري ولكن بموافقة سعودية>، وأن <الملك غاضب من سعد الحريري، الذي لم يحترم كلمته خلافاً لما كان يفعل والده>&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; هذه الأقوال قيلت حرفياً، وقيل ما يشبهها الكثير، كما وضعت أخبار ومقالات لكتاب سعوديين في غير محلها لخدمة هذه الحملة، بل وصل الأمر إلى حد القول: <إن النائب بهيّة الحريري زارت السعوديّة، تتوسّط لمصلحة ابن شقيقها، رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; لكن الوساطة فشلت، وتبلّغ الحريري أنه لن تدوس قدماه المملكة بعد الآن&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; (وأن) مشكلة الملك مع الحريري تتعلّق بالعلاقة مع سوريا، (و)على الحريري أن يُعيد تعبيد الطريق مع دمشق>&bascii117ll;!! (جريدة الأخبار نقلاً عن مصادر مطلعة في 23/2/2011)&bascii117ll;

ما كشفه جنبلاط لم ينسف هذا <البروباغندا> فحسب، وإنما أظهر موقع الحريري المتميز في خارطة السياسة السعودية، لدرجة أن الملك أمر بقطع علاقة تاريخية له مع وليد جنبلاط بسبب تخلي الأخير عن دعمه للحريري&bascii117ll; جنبلاط قال بوضوح: <أتفهم ظروفه (الملك)، وربما حصل تشويش عليّ هناك، وكنت بلّغت الأمير مقرن بن عبد العزيز عندما كانوا في نيويورك بالخطوة التي سأقوم بها في ما يتعلق بالتصويت لنجيب ميقاتي، وقلت له أن يبلغ الملك، وقال لي إنه سيبلغ خادم الحرمين، وجاءني الجواب لاحقاً بأن العلاقة انقطعت&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;أنا عندما احتجت لدعم المملكة دعمتني، وكانت داعمة لبعض المشاريع الكبرى تاريخياً، وأتمنى أن لا ينظر الملك عبد الله إلى أن العلاقة مقطوعة مع وليد جنبلاط فقط، وأن تبقى المساعدات لهذا الجبل>!&bascii117ll;

ولعل الغريب في هذا الأمر؛ أمران:
إمعان الرئيس سعد الحريري في الصمت طوال هذه المدة، رغم أنه كان يعلم بالتأكيد كيف تعاملت المملكة مع من تخلى عنه، ومع ذلك لم يصدر منه أو من مصادره أي موقف، أو حتى تسريب إعلامي، رغم ضراوة الحملة عليه، لدرجة الادعاء أنه شُطب المعادلة&bascii117ll;
إمعان خصوم الحريري في الكذب، على طريقة غوبلز، رغم معرفتهم المفترضة بالموقف الحقيقي للمملكة، ومع ذلك لم يتورعوا عن أن يلوكوا الكذب مرات ومرات، رجاء أن يصدّق الناس فيستسلموا لمشروعهم&bascii117ll;
غير أن الغرابة تزداد أكثر، إذا علمنا أن علاقة المملكة مع سوريا آخذة في التراجع، بسبب ملفات كثيرة، أولها وأهمها، الملف اللبناني، لدرجة صدور أصوات قريبة من مصادر القرار في المملكة تتحفظ على زيارة قيل إن الرئيس بشار الأسد سيقوم بها إلى المملكة لتهنئة الملك عبد الله بعد عودته من رحلة العلاج الطويلة&bascii117ll; (موقع إيلاف 26/2/2011- مع الإشارة إلى أن مصادر في المملكة اتهمت قبل أيام سوريا بـ <فبركة> شائعات تتحدث عن تورط المملكة في قمع المتظاهرين في البحرين)&bascii117ll;
بالعودة إلى جنبلاط، فقد أبدى في المقابلة إياها؛ انزعاجه من إطلاق صفة الخيانة عليه، رغم أنه كشف بنفسه عن اتصال مستشار الرئيس الحريري غطاس خوري به، ليخبره بأنه لم يكن مقصوداً بكلام الحريري في البيال، ومع ذلك فلم يقتنع جنبلاط، معتبراً أنه هو المقصود بـ<الخيانة والنكران بالعهد والغدر والخديعة>، ما دفع الحريري للتأكيد -عبر مصادره- أنه <لن ينسى لجنبلاط ولجمهوره، الوقفة التي وقفوها بعد اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; وأن جنبلاط لم ولن يُتهم يوماً بالغدر من منزل رفيق الحريري> (صحيفة الشرق الأوسط 26/2/2011)&bascii117ll;
ورغم أن هذا التوضيح الإضافي كافٍ لجنبلاط حتى يطمئن إلى وفاء حليفه السابق للماضي المشترك بينهما، إلا أن الراجح أن جنبلاط لن يشعر بطمأنينة البال، ليس لأنه يشك في أنه كان مقصوداً بكلام الحريري أم لا، وإنما لأن جنبلاط سبق له أن حكم على نفسه بلسانه، عندما قال في خطابه أمام منظمة الشباب التقدمي (12/8/2007): <إنه في اللحظة التي قد ينتابكم أو ينتابنا التردد أو الخوف أو اليأس، نخسر المعركة، وسيلعننا التاريخ، وخائن في صفوفنا، من فريق 14 آذار، الذي قد يفكر على طريقته بالمساومة أو التسوية، وسيُحكم عليه بالإعدام المعنوي والسياسي>!!&bascii117ll; (غداً: جنبلاط وحلفاء الأمس )

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد