- صحيفة 'الحياة'
نواة التحقيق الجنائي ومحكّه مسرح الجريمة وليس طبيعة العدو
وضاح شرارة:
يخوض &laqascii117o;حزب الله" &laqascii117o;معركة الصورة (و) معركة الرأي العام"، على قول خطيبه المأذون، بأسلحة ماضية ومجربة. فهو يتهم اسرائيل باغتيال رفيق الحريري قبل خمسة أعوام ونصف العام. ويدخل الاغتيال في باب &laqascii117o;مشروع سياسي بدأ بعد العام 2000 وله علاقة بالمنطقة كلها، لبنان وسورية وفلسطين كانوا حلقة من حلقات هذا المشروع السياسي الكبير الذي أدى الى اجتياح بلدان في العراق وأفغانستان (و) أدى الى عمليات اغتيال بحجم اغتيال الرئيس الحريري". ويتخطى الإحصاء اسرائيل الى الولايات المتحدة، بديهة، ويلم بالرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وبحواشٍ عريضة من السياسات الدولية. وما السياسات الدولية الاّ المسرح الذي يدعو الخطيب الراوي جمهوره المعتاد والمألوف الى الصولة والجولة في جنباته وبين متونه. ويتوسط المسرح &laqascii117o;بطلان" يتقاتلان &laqascii117o;كأنهما جبلان"، على قول القصص الشعبي القديم، ويطارد واحدهما الآخر براً وجواً وبحراً.
الإجماع &laqascii117o;الشعبي"
وتهمة اسرائيل - أمام جمهور لبناني وعربي مسلم - وهي تقاتل (الـ) لبنانيين ويقاتلها (الـ) لبنانيون وتقاتل &laqascii117o;عرباً" ويقاتلها عرب على صور القتال الكثيرة والمتشابكة منذ 1967 وقبلها وغداتها، ويُسأل القتال هذا عن كوارث لا تحصى - هذه التهمة رابحة سلفاً، أو ينبغي أن تكون رابحة سلفاً. فالتاريخ الطويل من القتال المرير، وهو تخللته اجتياحات وحملات كبيرة وصغيرة وهجرات قسرية واغتيالات واعتقالات وأعمال خطف ووشايات، هذا التاريخ لا يغص بحادثة مثل اغتيال رفيق الحريري، على رغم عسر ابتلاعها، شرط إحسان المداواة بالمحبة. ولا ينقص الطبيب &laqascii117o;المداويا"، على قول مجنون ليلى، الاعتداد بالنفس، ولا الخبرة في مثل الميدان الاستخباري هذا. ومن شمائل توجيه التهمة الى ذراع اسرائيل الاستخبارية والعسكرية وفضائله حضور الرد على المتحفظ أو المشكك أو المتيقن من ثبات التهمة على أذرع استخبارية وسياسية أخرى قريبة أو لصيقة. وفي أثناء الخطبة الطويلة الأخيرة، وما لا يحصى من الخطب والتصريحات والبيانات، لم يعدم الخطيب، ولا عدم أصحابه إعمال الرد على المتحفظين والمتشككين، والمتيقنين (بثبات التهمة أو رجحانها)، وهو تهمة هؤلاء بموالاة العدو، والميل معه ومواطأته. فقال نائب خطيب الحزب الخميني المسلح، شارحاً خطبة صاحبه قبل يوم واحد: &laqascii117o;سينزعج البعض كثيراً... من توجيه التهمة لإسرائيل، هم لا يريدون أن تكون اسرائيل متهمة...". ويغمز الأمين العام نفسه من قناة &laqascii117o;البعض" الذي &laqascii117o;كان يتعاطى أن الإسرائيلي ليس له نشاط عملياتي على الساحة اللبنانية، وهو غير معني وغير متهم أصلاً بأي عملية اغتيال تجري على الساحة اللبنانية...". ويذهب صاحب الخطبة الى أن المتلكئين في تهمة اسرائيل باغتيال الحريري حابسون ألسنتهم وظنونهم واستدلالهم عن تهمتها بأعمال الاغتيال كلها، وفيها اغتيال علي ديب وغالب عوالي (أو عوالة على ما يكتب موقع &laqascii117o;المنار" كذلك). وهذا من قبيل تعميم المنفعة المتوقعة من تجريم التحفظ. وهو يفترض أن لجنة التحقيق الدولي هي، شأن &laqascii117o;البعض" المغطي والمتواطئ، في صف المغضين المتواطئين. فيسأل: &laqascii117o;هل جاءت لجنة التحقيق الدولي (...) لتسأل محمود رافع (الضالع في قتل الأخوين مجذوب بصيدا في 2006) عن هؤلاء الإسرائيليين الذين كان يدخلهم الى الأراضي اللبنانية... ماذا كانوا يفعلون؟".وعلى هذا، فإدراج اغتيال رفيق الحريري في سلسلة الاغتيالات الإسرائيلية التي تطاولت الى جنود المنظمة الخمينية المسلحة في لبنان، وبعض جنود منظمات فلسطينية أخرى، يُدخل القتيل في باب معروف اعتاد الإجماع &laqascii117o;الشعبي" والرسمي العروبي، أو نبض الشارع العربي على القول السوري الإذاعي والتلفزيوني، التسليم به، والنزول له عن بحث مرهق ومربك في مرتكبين آخرين محتملين، ومعروفين على رؤوس الأشهاد في بعض الأحيان. ويضمن الإدراج في الباب الإسرائيلي رداً ينبغي أن يخرس المتردد المتحفظ، أو يعقل لسانه على أضعف تقدير، ويدعو المتحفظ الى طلب السلامة. وقد يفترض الخطيب وأصحابه ربما أن &laqascii117o;تبني" رفيق الحريري قتيلاً وشهيداً، بعد الطعن فيه وعليه وتهمته (سياسياً) حياً وفاعلاً، ينبغي أن يحمله أنصار الحريري على وجوه التكريم، والبراءة من المطاعن السابقة كلها، والإشراك في الصف &laqascii117o;الوطني" الواحد. وهي مقدمات ضرورية للعودة الى &laqascii117o;العصر الذهبي" والفردوسي الذي أخرج طيُّه القوات السورية ورصدها واستطلاعها من لبنان، وأفقد &laqascii117o;المقاومة" وولايتها الوكالة والسند العربيين المرغمين والشجاعين. ويعول الوكيل الخميني المسلح والأمني، بعد تعويله على قبول تهمة اسرائيل في الشاردة والواردة، على خبرته، وخبرة فريقه الأمنية الطويلة والعريضة. وخطبته الأخيرة (في 9 آب/ أغسطس) تتعمد صوغ الخبرة في ما يشبه أصول المهنة أو الحرفة ومبادئها الأولى العملانية. وأوّل الأصول أصل نفسي. و &laqascii117o;التحليل" النفسي، والإلمام بالارتباك والتخبط والهستيريا و &laqascii117o;تصدير المشاكل"، من الأمور التي يشغف بها &laqascii117o;الكوادر" شغفاً عظيماً. وفي تقديم &laqascii117o;المعطيات" يصدر الخطيب المنظَّم سرده برواية &laqascii117o;تمكن الإسرائيلي منذ البداية من أن يزرع في أذهان كثيرين (أولهم رفيق الحريري نفسه - الكاتب) وجود مؤامرة وهمية". وهذه المؤامرة تولى أحمد حسين نصرالله، ويعرفه المحقق تعريفه الجامع والمانع &laqascii117o;عميل اسرائيلي"، تلفيقها أولاً. وهي تزعم أن عماد مغنية وعلي ديب (أبو حسن سلامة) ينويان قتل رفيق الحريري بعد استدراجه الى زيارة صيدا للتعزية بشقيقته، بهية.ويروي أمين عام القوم أن &laqascii117o;العميل الإسرائيلي (استطاع) أن يزرع هذه التلفيقة وهذه التركيبة". وأين زرع أحمد نصرالله &laqascii117o;التلفيقة"؟ هذه يجيب الأمين العام: &laqascii117o;هذا شاهد على بدايات التلفيق وإشباع ذهن الرئيس الحريري بهذا الامر". ومعنى هذا أن ذهن الرئيس الحريري، في 1993، &laqascii117o;أشبع" بمزاعم عن نية &laqascii117o;حزب الله" اغتياله. ودليل المتكلم على &laqascii117o;الإشباع" بعد &laqascii117o;الزرع" أن غازي كنعان أوقف علي ديب بعنجر، و &laqascii117o;طحن عظامه" قبل ارساله الى دمشق، بناء على &laqascii117o;إخبار" من رفيق الحريري نقلاً عن جهاز أمنه، نقلاً عن أحمد نصرالله. ويتابع من لا قرابة بينه وبين &laqascii117o;العميل": &laqascii117o;بطبيعة الحال لنا أن نفترض أن الرئيس الشهيد لم يبلغ فقط اللواء غازي كنعان، بل أبلغ بقية الأصدقاء في سورية، أبلغ الطاقم المحيط به، له أصدقاء فرنسيون وسعوديون وخليجيون وأوروبيون وآخرون". ويختم صاحبهم برهانه القطعي، بل واليقيني منتصراً: &laqascii117o;وهكذا تمكن الإسرائيلي منذ البداية من أن يزرع في أذهان كثيرين وجود مؤامرة وهمية من هذا النوع". وينبغي أن يفهم الجمهور، سامعين، مشاهدين أو قراء، أن الجرثومة الاستخبارية الإسرائيلية انتقلت، من طريق الزرع فالإشباع فالتبليغ فالعدوى الوبائية في &laqascii117o;بيئات حاضنة" ملائمة (قصر الإحصاء على الفرنسيين والسعوديين... وترك &laqascii117o;آخرون" معلقين)، الى المحققين الدوليين في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وليست تهمة اليوم المفترضة والمقدرة إلا رجع صدى &laqascii117o;البداية" المطمورة في مثاوٍ أربعة: مثوى علي ديب ورفيق الحريري وغازي كنعان وعماد مغنية، الى ملجأ أحمد نصرالله المتواري. وهذا أصل استخباري متين يستعير مثاله من شرح ابن أبي الحديد وتعقبه رؤوس العلل ومصادر الزيغ.والأصل الاستخباري الثاني ينص عليه الخطيب الخبير على سبيل الذكر أو التذكير: &laqascii117o;يجب أن أذكر بأن الاستطلاع الميداني هو خطوة متقدمة تسبق التنفيذ، لأنه بها يستكمل الملف... ويلحقه تأمين الإمكانات وتنفيذ العملية". وينبه الخطيب الى الأصل الاستخباري الثاني في أعقاب &laqascii117o;تقرير" يتناول فيليبوس حنا صادر وتقصيه جوار منزل &laqascii117o;فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان"، وأحوال يخت &laqascii117o;قائد الجيش اللبناني العماد قهوجي". وعلى هذا فـ &laqascii117o;المعلومات (هذه) تنفيذية"، وليست لـ &laqascii117o;الفكهنة"، على قول الرجل مسترسلاً. والمقصود بالصفة التنفيذية أن الاستطلاع هو، قطعاً وعن خبرة وعلم، &laqascii117o;من أجل التحضير لتنفيذ عملية اغتيال في تلك المنطقة". وفي ضوء عملية أنصارية - لوبية ثبت أن &laqascii117o;عملية الاستطلاع (الجوي) المؤدية الى هذا المكان كانت تمهيداً لعملية أمنية". وفي أحوال أخرى لدى الجماعة العتيدة &laqascii117o;نماذج عديدة من عمليات استطلاع جوي اسرائيلي كانت تحضر لعمليات اغتيال".والقاعدة الاستخبارية (أو الأصل) هذه تقبل بل تشترط مرونة تنفيذية زمنية، ولا يجوز التسرع في تأويلها تأويلاًَ وشيكاً: &laqascii117o;التصوير ليس معناه أنه بعد يومين أو ثلاثة ستكون العملية، أحياناً قد يستمر هذا الأمر لأشهر وأحياناً قد يستمر لسنوات". واقتضى اغتيال الأخوين محمود ونضال المجذوب &laqascii117o;8 سنوات من العمل الدؤوب". والثابت في المهنة والخبرة اللتين يصدر عنهما المحقق والنائب العام والضابط العدلي والقاضي والمنفذ أحياناً(؟)، (وهو الخطيب الجماهيري)، هو الرابط الضروري والطبيعي، على معنى الفيزيائي، بين التقصي وبين القتل، أو بين جمع المعلومات وبين التنفيذ. وهذه &laqascii117o;الفكرة" هي عمود القضية الاتهامية. ويصوغها المحامي المرافع في &laqascii117o;محكمة" الصورة والرأي العام على شاكلة قياس يحسبه محكماً، أو يريد أن يحسبه الجمهور محكماً. وخلاصة &laqascii117o;القياس": كل جمع معلومات يترتب عليه اغتيال عاجل أم آجل، والاستخبارات الإسرائيلية جمعت معلومات عن رفيق الحريري، فالاستخبارات الإسرائيلية هي من اغتال رفيق الحريري.ويفصِّل الخطيب (المقتل) عناصر &laqascii117o;القياس" تدريجاً. فبعد عامل الوقت، يُدخل التخصيص على الاستعلام والاستطلاع والتصوير، فينبه، في اطار استباق التنفيذ، الى مكانة &laqascii117o;المنعطفات"، والى تصويرها &laqascii117o;بشكل محدد ومن زوايا متعددة وفي أماكن متعددة" (والجزء الأخير من الجملة غامض أو هو استطراد خطابي). ويستدعي البرهان الخبراء مرتين في فقرة واحدة. ويحتج بخبرة شخصية، موكبية، في معرض اثبات ما يعرفه ركاب السيارات العمومية والبوسطات و &laqascii117o;الفانات" جميعاً منذ ركوبهم هذه أو تلك، وهو إبطاء السيارة سيرها عند المنعطفات. ويختم كلامه التعليمي والتربوي، والإشراكي التجريبي والشخصي، بالإسم أو التسمية: &laqascii117o;وهذا يسمونه المقتل". وعلى &laqascii117o;المنطق" الإسمي نفسه، وهو منطق الأشباه والنظائر، يحشر المحقق العدو في مقتل التحقيق: &laqascii117o;لماذا كان (الإسرائيلي) يقوم بتصوير هذه الأماكن، ويقوم بالتركيز عليها في أوقات متعددة ومن زوايا متعددة". والسلاح الثالث الماضي الذي يعمله أمين عام الجماعة الخمينية المسلحة في الجمهور، وهو مسرح &laqascii117o;معركة الصورة والرأي العام" ومناطها وغنيمتها، هو شهوة الحكاية أو القصص. فإلى التعويل على استجابة &laqascii117o;الرأي العام" العروبي و &laqascii117o;الإسلامي" تحميل &laqascii117o;أصل الشر" التبعة عن تناسل الشرور، والى التسلح بالخبرة الاستخبارية العملية والتلويح بها ونصبها &laqascii117o;علماً" ضرورياً، يشهر الخطيب المحدث والقاص قصصه وأخباره ومصادره ووثائقه ورواياته. ويوكل إخراجُ المشهد القصصي والتلفزيوني الى أجزاء وثائقية &laqascii117o;حية"، بعضها صور جوية وبعضها اعترافات وبعضها تعريفات أو &laqascii117o;فيش"، قطع رتابة كلام الفرد أو الواحد. ويغرف الراوي من ذاكرة أرشيف منظمته وتحقيقاتها وتقصيها، وأرشيف القضاء اللبناني المصور، والقصاصات الصحافية، أخباراً وشواهد وأسانيد يخلطها بتأويل مضمر أو معلن، ويحضر هو نفسه بعضها. وينقل &laqascii117o;زوايا" المشاهد أو الروايات و &laqascii117o;أبطالها"، ويجمعها ويفرقها من &laqascii117o;علو" 20 سنة كاملة، ومن &laqascii117o;عرش" مخاطِب الرؤساء ومخاطَبهم (ولو كتابة، وهذه تميز حافظ الأسد من ابنه وخالفه). وهو، في هذا كله وغيره وفوق هذا وغيره، مرجع مقاتلين مجاهدين، لصيقين بالأرض وخبيرين بها، ومنكبين على فك ألغاز العدو والتعلم من الاختبارات والمحن والانتصارات، ومتقلبين بين جوانب عالم حدّاه المباشران والماثلان الحياة (القوية) والموت (البطولي).وهذه المواقع والمحال تتيح لصاحبها، سماحة الأمين العام، كشف الغطاء عن &laqascii117o;الأسرار"، سراً سراً، والوعد بأسرار آتية، والتلويح والوعيد بـ &laqascii117o;كلام كثير" يهتك الحجب، و &laqascii117o;يبقر" العلم، على ما قيل في أحد &laqascii117o;أجداد" الخطيب. ويحصل هذا كله على مسمع الجمهور ومرأى منه. فيدخل الجمهور العريض، وهو دوائر الأهل القريبة فالأبعد فالأبعد، &laqascii117o;الكساء" العائلي والرحمي، ويُستقبل في ديوان المضرب استقبال أهل الدار، ويشرَك في صناعة الحوادث والانتصارات العظيمة إشراكاً تبدو الانتخابات النيابية والبلدية في ضوئه المتوهج إيماءً تافهاً وأجوف، وتبدو &laqascii117o;الديموقراطية" وهيئاتها سعدنة سخيفة. وعلى رغم الوقت الداهم، على الدوام، يتعمد صاحب القوم تعقب التفاصيل، تثبيتاً للحجة، وتقوية للبرهان، وإعلاء للخبرة والعلم. وعلى هذا، يتعقب الخطيب، على مسمع الجمهور وفهمه، طريقين كان يتنقل رفيق الحريري عليهما &laqascii117o;أكثر من غيرهما... بين مجلس النواب وقصره"، بمحلة قريطم. ومحطات الطريق الأولى، البحرية، هي السان جورج ومسبح الجامعة الأميركية فالمنارة - الحمام العسكري، فدبيبو ثم مفرق محل وجبات الدجاج الجاهزة (كانتاكي فرايد شيكين) فشارع شاتيلا بحذاء السفارة السعودية والكوليج وبروتستان المفضي الى القصر.وأما الطريق الثاني فـ &laqascii117o;يمر عبر شارع بلس وصولاً الى النادي الرياضي مقابل الحمام العسكري ليكمل من هناك على نفس المسار مع الطريق الأول الى منطقة الحريري وقصر الحريري، (ويلي الوصف تعليق مستفيض على صور جوية لمنعطف المنارة الجديدة وكوع دبيبو). والحق أن &laqascii117o;الطريق الثانية" لا تستوفي المقارنة مع الطريق الأولى، لا من قريب ولا من بعيد. فبين مجلس النواب، منطلقاً مفترضاً، أو قصر قريطم منطلقاً مفترضاً آخر، من جهة، وبين شارع بلس بموازاة مباني الجامعة الأميركية وبواباتها (من مرأب المستشفى شرقاً الى مبنى السفارة السعودية القديم والمركز الثقافي الألماني (&laqascii117o;غوته إنستيتيوت") غرباً، من جهة ثانية، محطات ومراحل كثيرة تبطل المقارنة المفترضة. ولا يسع الموكب، من قريطم، بلوغ بلس، واتجاه سيره إلزامي وواحد من الشرق الى الغرب على خلاف كورنيش المنارة، إلا إذا يمّم الموكب صوب أوتيل البريستول وانعطف شمالاً الى شارع عبدالعزيز وبلغ نهايته قرب بوابة حرم الجامعة الأميركية (&laqascii117o;ميديكيل غايت" في رطانة قوم الجامعة)، مطلع بلس. والطرق كلها هذه مكتظة بالسيارات والناس في ساعات النهار كلها. وأما بلوغ بلس من ساحة النجمة فيفترض اجتياز باب إدريس الى ستاركو والوادي (القديم) فالهوليداي إن، أو أطلاله الى عين المريسة مروراً بمحطتي الداعوق والديك القديمتين، وليس من طريق كليمنصو، على خلاف &laqascii117o;شرح" الخطيب. وأما ما يصفه الخطيب بنبرته الجازمة والواثقة الواحدة فهو دوران الموكب المفترض على نفسه في دائرة حلزونية أو أفعوانية (&laqascii117o;بركيلية"، على قول المير طلال أرسلان، أحد حلفاء الأمين العام المقربين وأحد زوار &laqascii117o;العتبات"، في... رفيق الحريري).
البداية والنهاية
والداعي الى المقارنة هو تشبيه الدقة والخبرة والإلفة، والتسليم لشهوة &laqascii117o;العلم" والإحاطة، وتلبية نهم الجمهور الى فك الألغاز وجلاء الأسرار. فحاجة الخطيب الى الاستواء في محل الخبرة الاستقصائية والاستطلاعية والاستخبارية، ماسة وملحّة. وتكثير التفاصيل والدقائق العائدة الى طريق الموكب ومحل الانفجار والاغتيال (وهو طريق منفرج يبلغ انفراجه 150 درجة تقريباً من 180، وعليه فهو ليس منعطفاً ولا كوعاً، وهو وصلة ضعيفة الانحناء أو &laqascii117o;بريتييل" ولا تقارن بكوع دبيبو ومنعطفه في العتبه)، تكثير التفاصيل هذه يحرف الانتباه عن &laqascii117o;مقتل" التقرير الذي قرأه أمين عام الجماعة الشيعية المسلحة. فالتقرير ينتهي، موقتاً على قول ملقيه وقارئه، الى تناول مسرح الجريمة، بين أطلال السان جورج وأوتيل النورماندي أو &laqascii117o;عظم" بنائه وهيكله. ويقتصر التناول على رسم الطريق، والمقارنة المفتعلة والمشبِّهة، وعلى الصور الجوية المنتخبة أو المتاحة اتفاقاً، وغير المؤرخة والطيران الإسرائيلي اليومي (منذ عملية شريط شبعا في خريف عام 2000 وبعد تعليق دام من 24 حزيران (يونيو)، يوم الانسحاب والجلاء، الى غداة العملية).ويبلغ &laqascii117o;التحقيق" في القضية الإسرائيلية مسرح الجريمة في ختام قصص طويل ومتعرج &laqascii117o;يثبت" على وجه قاطع ان الاستخبارات الإسرائيلية تتعقب كوادر &laqascii117o;المقاومة الإسلامية" (الشيعية الخمينية) وتجزيهم عن عملهم وقتالهم قتلاً واغتيالاً، ما وسع يديها القتل والاغتيال.
- صحيفة 'السفير'
تمّوز ـ آب 2010: أي حياة بعد أربع سنوات على العدوان؟.. عيتا الشعب: الإسرائيلي يدمر قلبها.. و&laqascii117o;ملف الاعمار" يسيء إلى علاقاتها الاجتماعية
ايلي الفرزلي:
الداخل إلى عيتا الشعب بعد أربع سنوات على عدوان تموز، لن يعرف منها إلا شوارعها التي ما زالت تقود إلى الحواري نفسها. فللمنازل قصة مختلفة تماماً. &laqascii117o;لا هي تشبه عيتا ولا ناس عيتا". عمارات بطبقات عدة حلت مكان البيوت الوادعة التي كانت تتناثر بين جنبات القرية التي سميت &laqascii117o;قلعة الصمود"، لاستبسال أهلها من المقاومين في الدفاع عنها من اول ايام الحرب، وحتى آخر يوم فيها. نفضت البلدة الغبار عنها ووقفت أبنيتها ترحب بالضيوف قبل أهل البيت. بعد أربع سنوات، ما زالت بعض البيوت المدمرة شاهدة على الحرب الإسرائيلية التي &laqascii117o;مرت من هنا". التوضيح يأتيك سريعاًَ: معظم أصحابها قرروا البناء في أماكن أخرى عند أطراف البلدة. الأستاذ الثانوي محمد سرور هو أحد هؤلاء. بنى منزلاً جديدا عند أحد أطراف البلدة مراعاة للعائلة الكبيرة، ولكنه يعاني منذ انتقل إليه من شعور بالانسلاخ عن ذكرياته، و.. حياته. لا يشعر أنه ينتمي إلى المكان الجديد. ما الحل؟ يذهب سرور يومياً إلى بيته القديم يغسل حجارته ليشتم رحيق الذكريات التي تعبق بين ثناياها. بعدها، يعود إلى منزله الجديد، ويحاول بناء علاقة معه. الأصابع تشير بفخر، ومن دون سؤال حتى، إلى واد يفصل البلدة عن فلسطين المحتلة: هذه خلة وردة، ويردد كثيرون &laqascii117o;هنا تم أسر الجنديين الإسرائيليين". والأصابع نفسها تمتد إلى تلة مقابلة، مشيرة &laqascii117o;هنا قصفت المقاومة الدبابة الإسرائيلية، في بداية الحرب". ما زالت أصداء الحرب موجودة في كل بيت في عيتا. لكل فرد حكاياته وذكرياته التي لا تنضب عن تفاصيل لا يمكن أن تسمعها إلا ممن امتزجت يومياتهم بحرب استمرت ثلاثة وثلاثين يوما. خلال الجلسات المسائية التي تكثر في نهاية الأسبوع، حيث ينتقل إلى القرية بعض أبنائها ممن يقطنون خارجها، تتكرر ثلاثة مواضيع دائماً: يوميات حرب تموز وبطولات أبناء القرية من مقاومين ومدنيين، يليها الكلام عن التطورات الأخيرة لملف إعمار القرية والتعويضات، وصولا إلى الحديث عن نبتة التبغ التي يصفها علي سرور بأنها &laqascii117o;نبتة البؤس". عادت البلدة القديمة إلى استقبال قاطنيها ولكنها لم تستطع استرجاع بيوتها العتيقة التي هدمها الإسرائيليون أو جرفوها بالكامل. لم تعد الحارة القديمة اسماً على مسمى، حاول البعض بمبادرات فردية إعادة الروح لبيوتها الحجرية، بعدما اصطدمت مبادرة جمعية &laqascii117o;صامدون" بالكثير من العقبات التي حالت دون إتمام مشروعها بإعادة إعمار البيوت وفق حلتها القديمة. معظم من تحمس لإحياء تاريخ المكان الذي ترعرع وكبر فيه، عاد وتراجع وانغمس في ورشة بناء بمواصفات حديثة. يكاد موسى سرور يكون الوحيد الذي أصر على استكمال ما بدأه في إعادة إحياء منزله القديم. بعد انتهاء الحرب لملم ما استطاع من أحجار داره، ثم راح يبحث عن حجارة قديمة بين البيوت المتهالكة هنا وهناك. ونجح بإعادة منزله كما كان. حتى &laqascii117o;البايكة" التي كانت تخصص للماشية أعادها إلى مكانها داخل البيت. عندما دخلت أمه عليه، بعد إعادة إعمار المنزل، فرحت كثيراً بعودة المكان الذي تعرفه. التفتت حولها باحثة عن البئر الذي طالما شربت منه، فوجدته في مكانه أيضاً. فرحت لأن الحرب لم تستطع وأد ذكريات المكان الذي تعرفه منذ خمسين عاماً. كانت أم موسى ترتاح بالقرب من منزلها عندما بدأت المعركة. وكان أحد المقاومين إلى جانبها يرمي القذائف باتجاه الاسرائيليين. نظرت اليه وسألته: هل أجلب لك الشاي؟ فوافقـــــها، وأكمل مهمته. المقـــاوم استشهد في وقت لاحق، أما السيدة فقد توفيت قبل فترة قصيرة. هو نهج زاد تجذراً بعد الحرب. و حيثما كنت، تسمع الأهالي يرددون أن &laqascii117o;المقاومة تاج عزتنا"، إلا أنها عبارة تسبق &laqascii117o;ولكن" كبيرة، يليها ما مفاده أنه على &laqascii117o;حزب الله" ألف اعتراض واعتراض، ومعظمه متّصل بإدارة ملف التعويضات.
شاي وتبغ
الحديث عن حرب تموز، يستدعي عشرات الأكواب من الشاي ودهراً من الزمن، فالكلام عنها يمكن أن يتشعب إلى ما لا نهاية. هو العرف يلازم كل جلسات السمر. رفيقان ثابتان لا يفارقان هذه الجلسات: أباريق الشاي ولفافات التبغ.
منذ حرب تموز، صار حسن اسماعيل المعروف بأبي رعد معتاداً على استقبال وسائل الاعلام. بات يتقن اللعبة الاعلامية، ويعرف ما يهم الاعلام وما لا يهمه. يردد أسماء إعلاميين وناشطين أجانب صاروا أصدقاؤه، بعدما قضوا أياما طويلة في أعقاب الحرب يساعدون الأهالي في لملمة جراحهم وإزالة آثار المعركة.
&laqascii117o;أنا عمري 50 سنة. 46 سنة كوم والاربع سنين الأخيرة كوم تاني"،. هكذا يدلل اسماعيل على حجم التغيير الذي لحق بالقرية بعد حرب تموز. الحرب كانت قاسية على أبناء البلدة فلم يبق فيها إلا عشرات المقاومين وعدد من المدنيين أصروا على الدفاع عن بلدتهم وأرزاقهم.
معظم أبناء القرية انتقلوا إلى جارتهم رميش، ذات الغالبية المسيحية. لدور رميش وأبنائها في الحرب نصيب من أحاديث أبناء البلدة المقاومة. أبو رعد متأكد أنه لو حصل العكس ولجأ أهل رميش إلى عيتا &laqascii117o;لما كنا عاملناهم بأحسن مما عاملونا هم"، مؤكدا أنهم كانوا أحد أهم أسباب الصمود، فالكل فتح أبواب بيته أمام النازحين من البلدة المنكوبة، كما مدرسة البلدة. لم تمض أيام قليلة حتى نفدت المواد التموينية، فتشارك أهل القريتين الجوع أحياناً وأحياناً المساعدات التي كان يحضرها الصليب الأحمر.
سنبقى نبني
بالرغم من أن نحو ثمانين بالمئة من بيوت عيتا الشعب قد تهدمت أو تصدعت، إلا أن لأبي رعد قصته المختلفة من الشقاء. فبعدما تهجر من بلدته قبل نحو عشرين عاماً، عاد بعد التحرير في العام ألفين، وباع أرضاً ثم بنى منزل أحلامه. انتقل اسماعيل إلى منزله الجديد قبل عام من حرب تموز. تهدم المنزل، ثم أعاد بناءه، وقد مرت سنة حتى الآن على انتقاله إلى منزله الجديد. لا يعني ذلك أنه كان بعيداً عن منزله في السنوات الثلاث التي تلت الحرب. فقد نصب خيمة إلى جانبه، بقي فيها حتى انتهى من إعماره. ولا يعني ذلك أيضا أنه ليس مستعداً لإعادة إعماره مرة ثالثة، إذا تكررت الحرب التي يكثر الحديث عنها هذه الأيام.
&laqascii117o;سنبقى نبني ونبني ولن نستسلم أو نترك أرضنا". التمسك بالارض يقود إلى لحظة توقف إطلاق النار. سمع النازحون إلى رميش أن الموعد سيكون عند الثامنة صباحاً من يوم 14 آب. تحضروا للانطلاق بمسيرة العودة. وبالفعل وصلوا إلى البلدة قبل أن يخرج الإسرائيليون منها حتى. عادوا إلى أرضهم وتلمسوا ما بقي طرق تقودهم إلى بيوت ما عادوا يعرفون أمكنتها من شدة الدمار وما أنتجه من تغيير في معالم القرية.
أنت الآتي من حيث لا نار ولا دمار يمكنك أن ترى إرادة الصمود بأم العين. هي ليست شعارات هنا. هي واقع ملموس في عيتا وأخواتها من القرى الجنوبية. خير من يعبر عن ذلك الواقع من قال &laqascii117o;تقوم القيامة والعمّار واقف على الحائط".
يؤكد رئيس البلدية علي سرور أن العزيمة هي من أهم أسباب الانتصار. ثم يضيف: &laqascii117o;تأكد أنه لو هجرنا من قريتنا عشرات المرات فسنعود إليها دائماً. وهذا الموضوع لا يدخل اليأس إلى النفوس بل على العكس يزيدنا إصراراً على التشبث بأرضنا، حتى لو حصلت حرب أكبر".
غضب الأهالي
لكن في عيتا الشعب يشعر الأهالي بالغضب. ويتركز غضب الأهالي على موضوع التعويضات والعدالة في توزيعها. فهذا &laqascii117o;مدعوم ويحق له حصة فحصل على اثنتين، وذاك عضو بلدي حصل على ثماني وحدات بدل ثلاث. وذلك وعد بوحدتين فحصل على وحدة. حكايات لا تنتهي عن ظلم أو تمييز تعرض له بعض أبناء القرية. المسؤولية الأولى تقع على عاتق &laqascii117o;حزب الله" بالنسبة للغالبية الساحقة منهم، وحتى بالنسبة إلى المنتمين منهم إلى الحزب. في عيتا الشعب صار &laqascii117o;حزب الله" اثنين: الحزب من جهة، وهذا عليه الكثير من علامات الاستفهام، والمقاومة من جهة ثانية، وهي التي ما زالت خارج المساءلة، بل حتى أنها في مرتبة القداسة عند غالبية أهل القرية. ثمة تغيير اجتماعي واقتصادي جدي تعيشه البلدة. الأكثرية ترى أن هذا التغيير له تأثير كارثي على نظام العلاقات الاجتماعية في البلدة التي يبلغ معدل قاطنيها نحو عشرة آلاف نسمة. تأثير يفوق تأثير الحرب التي عصفت رياحها في القرية المتكئة على كتف فلسطين المحتلة. في عيتا الشعب، مجتمع فلاحي يعتاش من شتلة التبغ والعمر ومصدر الشقاء الذي لا بد منه. وفرضت الحاجة إلى الشتلة والارتباط بها، واقعاً اجتماعيا جعل من أبناء القرية طبقة واحدة، سمتها الفقر والشقاء خلف .. شتلة التبغ. فقر سرعان ما تحول إلى عوز بعد الحرب القاسية والتشرد. فحتى من خبأ قرشه الأبيض ليومه الأسود غرق في ثلاثة وثلاثين يوماً من الأيام السود، ليعود بعدها الجميع إلى قريتهم بلا حول ولا قوة. كان لا بد إذاً من تحرك سريع يقي الناس الجوع والتشرد. قام &laqascii117o;حزب الله" بتوزيع &laqascii117o;منحة الايواء" على العائلات، وهي عبارة عن مبلغ عشرة آلاف دولار، مخصصة كبدل إيجار وفرش للناس لكي يتدبروا أمورهم ريثما تتضح معالم المرحلة المقبلة.
&laqascii117o;مزراب المصاري"
عشرة آلاف دولار كان وقعها كالسحر بالنسبة لبعض العائلات الفقيرة، حيث كانت ورقة المئة دولار صعبة المنال. بعدها تتابعت التعويضات و&laqascii117o;فتح مزراب المصاري"، على حد قول أحد شبان القرية، الذي أشار إلى أن من كان يحلم بشراء سيارة بألف دولار اشترى واحدة بخمسة. ومن لم ير بيروت في حياته وجد نفسه فجأة نزيلاً في فنادقها من فئة النجوم الخمسة. بعضهم اشــــترى ســــيارتين في الوقت الذي لم يكن هناك طريق لتمر عليها أي سيارة. كانت تلك بداية التغيير في النظام الاجتماعي الذي يتردد صداه في كل جلسة شاي. &laqascii117o;ما حدا بيحب حدا" عبارة تتكرر مراراً. يشعر الزائر أن ثمة مبالغة لا محالة. بعد أربع سنوات على الحرب، يقول محمد سرور ان &laqascii117o;القرية جميلة جداً من بعيد إلا أنها قبيحة من الداخل". لماذا؟ يجيب &laqascii117o;كل شيء تغير". الحارة والبيت والطريق والدكان، فكل ذلك، مع الناس، هو منظــــومة حياة. فقدت القرية قلـــبها كما الـــعديد من القرى. تغير نظـــام العلاقات. القرية لم تعد قرية. إلى &laqascii117o;حزب الله" من جديد. ملامة ما بعدها ملامة. &laqascii117o;ظننا بعد التحرير أن هؤلاء قديسون، لكن سرعان ما اتضّح أنهم بشر من لحم ودم. بعضهم يريد أن يمسك بالواقع الاجتماعي بقبضة من حديد. نحن نقدس المقاومة، ولكن عندما يقاس الانسان فقط بمقدار توجهاته الدينية، وليس بأخلاقه أو أفكاره أو سلوكياته العامة، يصبح هناك الكثير من علامات الاستفهام"، يقول بعض الأهالي.
التركيز على &laqascii117o;القشور"،بحسب البعض، توسعت مروحته بعد تمّوز العام 2006، لتتحول العلاقة مع &laqascii117o;حزب الله" سبباً لانهمار نِعَم التعويضات على البــــعض دون الآخر. &laqascii117o;شيخ يسعى لأخــــذ ما يفوق حقه من التعويضات، ويعطي مواعظ حول الزهد". آخر لا يعـــتقد أن هناك من داع لإنشاء ناد ثقافي اجتماعي يجمع أبناء البلدة. &laqascii117o;النشاطات الوحيدة التي يعرفها أبناء القرية هي النشاطات الدينية"!
ديون ودعاوٍى
في ما يلي نقاش حصل بين أحد أبناء البلدة وإمام أحد المساجد الكثيرة المنتشرة فيها: &laqascii117o;مولانا هل توافقني الرأي بأن نحو ثمانين في المئة من الذين يؤدون الصلاة سوياً متعادون"؟ جواب :&laqascii117o;لا، أنت تبالغ، النسبة لا تزيد عن الخمسين في المئة فقط". أفرز ذلك ظاهرة لم تعرفها البلدة في السابق، تمثلت في ارتفاع عدد الدعاوى القضائية بشكل لم يسبق له مثيل. فبعدما كانت القرية تشهد تقديم دعويين سنوياً بحد أقصى، سرعان ما تحل حبياً، بات مخفر رميش والمحكمة المنفردة في بنت جبيل يشهدان حالياً نحو 250 دعوى سنوياً، معظمها بين أبناء العائلة الواحدة، وغالبها تُحول إلى المحاكم. يقول محمد سرور إنه &laqascii117o;باختصار المال غيّر سلوكيات الناس وآدابهم"، ونتيجة لسوء إدارة ملف التعويضات صار ما يقارب الستين في المئة من أبناء القرية يدينون بالقروض للمصارف، بعدما وعدوا بحصص وحصلوا على أقل منها. أم يوسف هي واحدة من هؤلاء. يلتف حولها عدد كبير من أبنائها واحفادها يتعاونون على شك التبغ، ترفع يديها مناجية ربها: &laqascii117o;جابوا آخرتي". قصتها ليست استثناء في القرية. حصلت على دفعة أولى من التعويضات عن منزلها الذي هدم، والذي قدر بثلاث وحدات (الوحدة السكنية هي 130 متراً، وتبــــلغ قيمة التعويض عنها 40 ألف دولار). ثم قيل لها أن الدفعة الثانية لا تدفع قبل &laqascii117o;صب السطح". استدانت من المصارف على أمل الدفعة الثانية، فإذا بها دفعة حــــوّلت منزلها إلى مستودع. فبعدما كان التعويض على الوحدة يبلغ أربعين ألف دولار تحول إلى ستة عشر ألف دولار. تقسم أم يوسف أنها اليوم تديـــن بأربعة وثلاثين ألف دولار للمقرضين. وتجزم أن من ثبّت الأبواب عـــاد وفككها، ومن يأتيها من مقرضيها ترجوه الانتــــظار على أمل رأفة المعيين بحالها. &laqascii117o;أنا لا أريد شيئاً منهم فليأخذوا الفواتير المكدســـة لدي".
الشاب الثلاثيني الذي ينتمي إلى &laqascii117o;حزب الله" يجلس عند المغيب في حديقة منزله، ما أن يعرف أن ضيفه من الاعلام تعلو نبرة صوته ويبدأ الكلام بطريقة هزلية: عايشين أحلى عيشة والله. يعدل جلسته، ويقول: أضاعوا الانتصار في زواريب المصالح الضيقة. يتحالفون في الانتخابات البلدية مع عدد من العملاء السابقين، حرصاً على الاستحواذ على أصواتهم، فيما يعترضون إذا ما انتخبت شيوعياً. نحن مع &laqascii117o;حزب الله" ولكن للأسف أصبحنا نفرق بين المقاومة والحزب في القرية. الحزب هو 70 مجاهداً شريفاً أما الباقي فقرر اتباع الدولار. تتدخل أم الشاب لتوضح كلام ولدها &laqascii117o;الانفعالي": نحن نتحدث عن حزب الله في القرية. تبدو متأكدة أن القيادة لا تعرف بكل ما يحصل عندهم، مشيرة إلى أن &laqascii117o;السيد حسن نصر الله لا يمكن أن يقبل بهذه التجاوزات التي تسيء لصورة الحزب المقاوم صاحب التضحيات المكللة بقوافل الشهداء".
&laqascii117o;دفعة الامتار"
يحاول رئيس البلدية المقرّب من &laqascii117o;حزب الله" علي سرور تصويب البوصلة، فيرى ان المرارة التي يعيشها أهل البلدة نتجت من مكتب الهندسة الذي استلم الملف بعد الحرب وعمد إلى تقييم حجم الأضرار بالنسبة لكل منزل وعائلة. يعتبر سرور أن المهندسين حينها كانوا يتلاعبون بحقوق الناس أو يساومونهم على جزء من حقوقهم مقابل رفع قيمة التعويض وهو ما أدى الى خلق بلبلة بين الناس، وأدى لاحقاً إلى تكليف مكتب هندسي جديد بإعادة التقييم، والتباين بين الاثنين خلق الكثير من الاعتراضات. وما زاد الأمور تعقيداً، بحسب سرور، هو أن الدفعة الأولى من التعويضات دفعت أيام المكتب الهندسي الأول. ويؤكد أن &laqascii117o;حزب الله" كان دوره المتابعة والتنسيق بالتعاون مع رئيس البلدية. بحيث حاول الطرفان أن يؤديا دور صمام الامــــان، وعمـــلا على تصحيح بعض الاخطاء والنـــظر باعتراضات الأهالي، مع الاشـــارة إلى أنه لم يكن بالامكان الوصول إلى حل مرض في كل الملفات.
ولا ينكر سرور الاعتراضات الكبيرة على كيفية إدارة &laqascii117o;حزب الله" للملف، إلا أنه لا يرى أن الحزب يتحمل مسؤولية مباشرة عن الاخطاء التي حصلت لأنه لم يكن لديه أي سلطة في المرحلة الأولى. ويوضح أن البعض عاتب على الحزب لأنه معظم الذين يعملون على الملف في المرحلة الثانية هم تحت جناحه، وهم يطالبونه بمحاسبة المقصرين. إلا أنه يعود ويؤكد أن المرحلة الثانية صارت تلامس واقع الناس أكثر.
ويوضح رئيس البلدية أن الملف سيصل قريباً إلى خواتيمه، لا سيما بعدما حصل معظم أصحاب الحقوق على الدفعات المستحقة لهم، وينتظرون &laqascii117o;دفعة الامتار" الأخيرة.
مصطلحات جديدة دخلت إلى القرى الجنوبية الأمامية، صارت جزءا من يوميات أهلها. يبدأون نهارهم بـ&laqascii117o;صباح الخير هل وصلت الدفعة الفلانية". ويغمضون أعينهم على أمل أن يكون الغد قد حمل لهم أخباراً سارة عن تلك الدفعة التي سمعوا أن جارهم حصل عليها، بعدما يكون النهار قد أنهكهم بالعمل المضني الذي تفرضه عليهم نبتة التبغ التي تنمو وتتغذى من عروقهم.
- صحيفة 'النهار'
الديمــاغـوجــيــا لا تصنــع وعـيــاً
بقلم محمود سويد:
... سلكت التجربة اللبنانية طريقاً مختلفاً عن بقية الدول العربية التي خاضت حروباً نظامية في مواجهة إسرائيل. فلبنان لم يشارك في حروب نظامية (باستثناء حرب 1948) لكنه كان المحطة الثانية للثورة الفلسطينية - بعد الأردن - لنحو 14 عاماً (بين عامي 1968 و 1982) عرف خلالها وقبلها وبعدها اضطرابات وحروباً داخلية واحتلالاً إسرائيلياً مديداً قاومته في البداية مقاومة وطنية متنوعة تنوع المجتمع اللبناني، ثم مقاومة إسلامية متحدرة من 'حزب الله' قادت الصراع حتى طرد المحتل الإسرائيلي عام 2000، وخاضت بعد ست سنوات حرباً زعزعت الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، وأدخلت سلاح الصواريخ الموجهة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فغيرت قواعد أية مواجهة عربية - إسرائيلية بعد حرب 2006 وأثارت لدى النخب السياسية والعسكرية في إسرائيل قلقاً على المستقبل. لكن المأساة تكمن في أن هذه التجربة محكومة بانعدام التواصل العربي المقاوم وانسداد أفقه، لأسباب كثيرة لا مجال هنا لمعالجتها. خرج 'حزب الله' ومقاومته الإسلامية من حرب تموز 2006 بحجم قوة إقليمية قادرة على الصمود في مجابهة إسرائيل وتكبيدها خسائر بشرية قاسية. توقفت منذ ذلك التاريخ المواجهة العسكرية مع إسرائيل، ومضى الحزب في تحويل المقاومة وسمتها الرئيسية الاختباء وسرعة التحرك، إلى التمركز وتكديس السلاح، في ما يشبه بنية الجيوش النظامية. وباستثناء الاستمرار في الاستعداد لأية مواجهة مقبلة مع إسرائيل، انصرف الحزب عملياً عن فعل المقاومة وتحول إلى الساحة الداخلية ليغرق في تفاصيل سياساتها، فكان 7 أيار 2008 السيئ الذكر، وكانت التظاهرات والصدامات المدمرة والدامية، والمعسكرات المخيمة في وسط البلد معطلةً دورة الحياة في بيروت، ومحاصرة القصر الحكومي في ما يشبه فرض الإقامة الجبرية أو الأسر على رئيس الحكومة وعدد كبير من الوزراء. واستطاع الحزب أن يملأ الإعلام والمنتديات والشارع السياسي بضجيج مبالغ فيه: مقاومة، مقاومة، مقاومة دون أن يمكّنه أسلوبه الإعلامي من كسب أية فئات أخرى إلى صفوفه. وغابت عن السمع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا 'مبرر' استمرار المقاومة - لمن أقنعه هذا التبرير - وتمكّن الحزب بآلته الإعلامية التي تشمل الخطب اليومية لقياداته والكلام اليومي لحوارييه وأنصاره من إعلاميين وسياسيين من رفع المقاومة من مستوى وسيلة كفاحية بين وسائل أخرى، إلى مستوى القداسة. فالمقاومة دعوة جهادية تنتج نصراً إلهياً (الإرادة الإلهية هي التي تعطي النصر). والقيادة التي تتولى قيادة العمل المقاوم بإرادة الله معصومة ومنزهة عن الخطأ، وهي بالتالي تسمو على النقد.في مثل هذا الوضع تنتفي الحاجة إلى التثقيف العلمي بالصهيونية وإسرائيل، وما تحتاج إليه المقاومة الإسلامية هو استمرار حالة الشحن والتعبئة والاستعداد واليقظة الدائمة، وإلى استمرار تحلق الناس حولها لا إلى الانخراط في صفوفها، فهذه مقتصرة على نخبة مختارة من 'أشرف الناس' وفق مواصفات حصرية.والثقافة الوحيدة التي تحتاجها المقاومة الإسلامية هي ثقافة 'الثورة الإسلامية' الإيرانية بقيادة آية الله الخامنئي وذراعه التنفيذية بقيادة الرئيس الدكتور محمود أحمدي نجاد، 'حارسها الثوري' الأمين.هكذا تبدو صورة 'حزب الله' والمقاومة الإسلامية من خلال خطب الأمين العام بعد حرب 2006، وخطب وتصريحات كبار قادة الحزب، من رجال دين ومدنيين، وهي صورة لم تحقق، كما هو معروف، لا الإجماع اللبناني ولا العربي ولا الإسلامي، فضلاً عن أنها وضعت الخلاف السني - الشيعي التاريخي على حافة منزلق مدمر تغذيه العصبيات السطحية والجهالة التي لا تضاهيها أية 'ميزة' أخرى في صفوف عامة المسلمين!لم يعرف تاريخ حركات التحرر في العالم مقاومة تتحول بعد التحرير والاستقلال، إلى جيش دائم ذي عقيدة خاصة وكيان مستقل تحيط به مؤسساته التعليمية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية بمعزل عن الدولة والسلطة والحكم وبقية عناصر المجتمع من مؤسسات وفئات وطوائف.هيمن 'حزب الله' بعد إلغاء مفاعيل الانتخابات النيابية التي تمت في 7 حزيران 2009 وفرض تشكيلة حكومة 'الوحدة الوطنية' واستطاع تعميم مقولة: جيش، مقاومة، شعب، فتبنتها السلطة الرسمية وهي تعرف أو لا تعرف أن لبنان صار، بحكم هذا التصنيف، يتألف من ثلاثة كيانات (Entit&eacascii117te;s) مستقلة عن بعضها البعض: هناك جيش قائم بذاته، وهناك مقاومة قائمة بذاتها. ليس ثمة خطة واحدة توزع المهمات بين الجيش والمقاومة ولا سلطة لأحدهما على الآخر، وما يحكم علاقتهما هو ميزان القوة بينهما. أما الشعب وهو أيضاً كيان ثالث مستقل وظيفته أن يحافظ على استعداده (العاطفي) لدعم أي من 'صنويه' الجيش أو المقاومة في معركتـ'ـه'/ معركتـ 'ـها'.وبدلاً من التثقيف العلمي بالصهيونية وإسرائيل وخطرهما على لبنان، وهو خطر يفوق مثيله على بقية البلاد العربية، لأنه خطر يتجاوز الطمع في الأرض والمياه والدور إلى صراع وجودي، فلبنان وإسرائيل الصهيونية نموذجان نقيضان لا بد، في نهاية المطاف، أن يبقى أحدهما ويزول الآخر لأن لبنان لا يستطيع أن يكون أحادياً كإسرائيل اليهودية، وإسرائيل لا تستطيع أن تكون متعددة كلبنان المتعدد والمتنوع سكاناً وثقافة. فواجب الوجود لإسرائيل الصهيونية أن تكون يهودية، وواجب الوجود للبنان الواحد أن يكون متعدداً.
بدلاً من التثقيف العلمي بالصهيونية وإسرائيل يغرق لبنان جيشاً ومقاومة وشعباً، بديماغوجية خطاب السلطة ومعظم السياسيين وبقايا الأحزاب القومية، وديماغوجية 'الثورة الإسلامية' المحكومة بالعجز عن أن توحد حولها الجماهير العربية والإسلامية (لأسباب معروفة)، لا اليوم ولا غداً.
في هذا البؤس الحياتي والفكري والعلمي والسياسي الذي يرص صفوف الجماهير العربية ويوحدها، إرثاً شرعيا للإيديولوجيات القومية المنهارة بسبب طغيان الديماغوجيا في أدائها على العلم والمنطق والعقل، تتقدم الديماغوجيا الدينية لتتسلم راية القيادة فتساهم بدورها في إدامة ليل التخلف والانحطاط وتمد - دون أن تدري أو تقصد - في عمر الصهيونية المأزومة إذ يعيد التعصب والتطرف في هذا الجانب الروح إلى التعصب والتطرف في الجانب الآخر، وتؤخر بالتالي لحظة انتصار الشعب الفلسطيني، بإضاعة الطريق واختلاط الرؤية وتبديد الوقت والجهد.
- 'السفير'
حصة الموساد في العراق
عبد الزهرة الركابي:
لوحظ في الفترة الأخيرة نشاط غير عادي في قاعدة (زاويته) في شمال العراق، وهذه القاعدة يستخدمها جهاز الموساد الإسرائيلي في مراقبة الحدود السورية والإيرانية على نحو خاص، مع أن نشاط هذا الجهاز يشمل الحدود التركية، وبالتالي إن عمليات الموساد في المراقبة والاستمكان تتمحور في المثلث الإقليمي المحاذي للعراق من المنطقة الكردية، وقد لفت نظر بعض شهود العيان حركة نشيطة لمعدات وآليات ذات استخدامات استخبارية، وهي مغطاة بأشكال تمويهية ومخادعة، علماً بأن مثل هذه الحركة بهذه الكثافة، لم تحدث من قبل في هذه القاعدة الإسرائيلية التي تتخفى تحت لافتة مجمع صناعي ومجمع سياحي.
وعلى أثر هذا النشاط اللافت تعرضت القاعدة الى تفجيرات في مواقع معينة منها، وامتدت الحرائق من جراء هذه التفجيرات الى الغابات والجرود المحيطة بالقاعدة، وأفادت المصادر القريبة من المنطقة، بأن تكتماً ساد أوساط أجهزة الأمن الكردية وميليشيات (البيش مركه) وذلك بالامتناع وعدم التصريح عن الأسباب التي أدت الى هذه التفجيرات واشتعال الحرائق من جرائها، ولم يستطع الصحافيون الوصول الى المنطقة والاطلاع على المواقع التي تعرضت للتفجير، بيد أن صحيفة &laqascii117o;الصباح" العراقية نشرت خبراً مقتضباً لا يتجاوز السطرين ذكرت فيه: (أكدت قيادة قوات حماية البيئة في دهوك امس أن النيران التي اندلعت قبل يومين في غابات مصيف زاويته السياحي ما زالت مستمرة بسبب وعورة المنطقة).
يُذكر أن المنطقة المذكورة تتميز باعتدال مناخها في الصيف وبسقوط الثلوج فيها شتاء، ومن النادر اشتعال الحرائق فيها إلا بفعل فاعل، ويعتقد المراقبون في المنطقة الكردية، أن هذه القاعدة الاستخبارية الإسرائيلية وعلى أثر نشاطها المكثف الأخير، ربما تعرضت بعض مواقعها ومعداتها الى التخريب بفعل هذه التفجيرات، ولا يستبعد هؤلاء المراقبون أن تكون أجهزة أمن إقليمية تقف وراء حوادث التفجيرات هذه.
والمفيد في هذا السياق، أن السلطات الكردية في شمال العراق، منذ احتلال العراق، وافقت على بناء قواعد إسرائيلية في المنطقة الكردية، تحت لافتة مجمعات صناعية ومنشآت سياحية وخاصة في منطقة (زاويته) التي سبق لأنباء مؤكدة أن أشارت الى ذلك ونقلا عن مصادر كردية مطلعة حيث ذكرت أن عناصر استخباراتية إسرائيلية اشترت أراضي في المنطقة المذكورة في شمال العراق، تقدر مساحتها بـ 250 هكتارا تمهيدا لتحويلها الى قاعدة استخباراتية موجهة ضد الدول المجاورة للعراق، وان الموساد يستفيد في تحركاته بشكل كامل من الأجهزة الالكترونية الأميركية المنصوبة على الحدود مع الجوار.
وبالنسبة للاعترافات الإسرائيلية بخصوص الوجود الإسرائيلي في شمال العراق، فقد صرح بها أكثر من مسؤول إسرائيلي، بينما راحت الصحافة الإسرائيلية في تناول الموضوع ذاته من جوانب عدة، حيث سبق لصحيفة معاريف الإسرائيلية أن نشرت مقالا للكاتب الإسرائيلي بوعز غاوون تحت عنوان (قواتنا في العراق) أكد فيه حقيقة الوجود الاسرائيلي وقال صراحة إن إسرائيل دخلت العراق لتأخذ حصتها.
وبشأن آخر ما اتهم ب