- صحيفة 'السفير'
من سلطان باشا الأطرش إلى السيد حسن نصر الله السلاح الذي خذلته السياسة / لؤي توفيق حسن
يشاء القدر أن يجعل شهر آب شاهدا على ملحمتين عسكريتين قل نظيرهما. معركة وادي الحجير في حرب تموز والأخرى منسية ولكنها في قلب التاريخ سبقتها بواحد وثمانين عاما. وقد شهدتها بطاح جبل العرب في سوريا بين الثوار الدروز والفرنسيين. إنها معركة 'المزرعة'.
جرى في الأولى سحق لواء إسرائيلي مدرع. وفي الثانية شبه إبادة لحملة فرنسية معززة بالمدرعات والطيران قوامها ثلاثة آلاف عسكري بحسب المصادر الفرنسية. أو قرابة ستة آلاف بحسب المصادر المحايدة.
ربما أقرب التقاطعات بين الأمس البعيد ذاك، وأمسنا القريب أنهما أكدا أن الإنسان هو العنصر الأهم لتقليص الفارق في ميزان القوى. معركة المزرعة وجهت ضربة قاصمة لمشاريع التقسيم التي أقدمت عليها فرنسا من سوريا، ومنها &laqascii117o;دولة جبل الدروز"، فقد شكلت هذه الملحمة استنهاضا للمشاعر القومية بعد نداء الثورة الشهير لسلطان الأطرش الى السوريين: &laqascii117o;إلى السلاح إلى السلاح..."
قاسم مشترك يتصل بشخصية القائدين سلطان الأطرش، وحسن نصر الله. فكلاهما دخلا التاريخ ليس بما صنعاه من أحداث وحسب بل بما خلفته هذه الأحداث من منعطفات تاريخية جعلتهما رمزين وشخصيتين عابرتين للطوائف والحدود. لكن بالرغم من هذا، إلى جانب السيرة الذاتية لكليهما فلقد بقيا أسيرين لطبيعة المكان الذي لم يفسح لهما أكثر مما أخذوه.. إنه سجن المكان.. أو لعله المكان الذي لا يتسع للرجال الكبار.
-- وجاء في 'السفير' ايضا المقالات التالية:
- عصر المقاومة بدأ ولن نعود إلى الوراء / نعيم قاسم
- خصوصية جبل عامل.. احتضان للمقاومة/ معن بشور
- صحيفة 'الاخبار'
حديث الصفقات... حديث خرافــة / عصام العريان
رأينا الكثيرين من أعضاء المعارضة أو المستقلين، منذ الثمانينيات حتى الآن، يؤدّون أدواراً واضحة لمصلحة الحزب الحاكم، رغبة في البقاء في مقاعدهم في مجلس الشعب أو رغبة في حماية مصالحهم الشخصية.
وقد أعلن الإخوان المسلمون مراراً وتكراراً أنهم يرحّبون بالحوار مع الجميع على قاعدة حماية أمن هذا الوطن وقالوا مراراً وتكراراً لمن ولّاهم الله أمر هذه البلاد: &laqascii117o;اسمعوا منّا ولا تسمعوا عنّا".
أما الصفقات التي يتحدث عنها الجميع، فإنه من العار أن يساوم أيّ نظام على حريات الأفراد وحقوقهم الدستورية والقانونية. ومن العار أن يجري احتجاز المواطنين واعتقالهم ومحاكمتهم استثنائياً . وليس الإخوان هم الذين يتخلّون طواعية أو كرهاً عن حقوقهم كمواطنين. والا لما صبروا تلك السنوات الطويلة أمام الطغيان وضد الاستبداد ولم ينكّسوا رؤوسهم أو يخضعوا أو يفرّوا من الميدان أو ينكصوا على أعقابهم كما فعل آخرون؟!
- 'الاخبار'
ما لا يستطيعه وليد جنبلاط / سعد الله مزرعاني
في سجلّ وليد بك، تجربة جبهوية في الجبهة اليمينية لا اليسارية. ففي الأولى كان مبادراً إلى الفعل والنشاط والبناء، أما في الثانية السابقة فقد مارس، فعليّاً، دور التخلي والتفكيك (موضوعيّاً ستؤدّي مواقفه في الثاني من آب الجاري إلى النتيجة نفسها حيال جبهة أو حلف 14 آذار اليمينية).
موقع اليسار بالنسبة لرئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي، ليس قائماً في صلب سياساته وتوجهاته وعلاقاته وحتى مزاجه الشخصي. إنّه &laqascii117o;نكهة" لا بأس من إضافتها وميزة لا ضير من الاتّصاف بها، شرط ألا تترتّب على ذلك أيّ التزامات حقيقية وجدية (في مقابل ذلك، جاهر وليد بك بأنّه، حسب تعبيره هو نفسه، أحد حيتان المال والثروة في لبنان).
ومع ذلك، فقد استعاد رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي في 2 آب، بامتياز، سيرة اليسار في لبنان... وهو دغدغ آمال أولئك الذين همّشهم الشكل الحالي من الصراع السياسي في لبنان. لكنّ الأمر لا يعدّ استئنافاً لدور انقطع لأنّ هذا الدور لم يكن قائماً في الأساس يتذرّع وليد بك (جزئياً أو شكليّاً) بماضيه اليساري، من أجل الابتعاد عن التزاماته وتحالفاته اليمينية الراهنة في المستويين الدولي والمحلي (دون العربي). لكنّ ذلك لن يدفعه أبداً إلى خيار لم يقتنع به يوماً: أن يكون في اليسار، وأن ينمّي من أجل ذلك توجهات ومبادرات ومشروعاً...
- 'الانوار'
3 سنوات على النصر : كيف حال لبنان ؟ / رفيق خوري
أن المفارقات مذهلة بعد ثلاث سنوات. فالبلد الذي هزم اسرائيل هو اليوم أسير سياسات العالم العربي المهزوم امام اسرائيل عسكرياً والعاجز عن تحقيق التسوية معها بالتفاوض والممتنع عن توظيف مفاعيل النصر اللبناني في إقامة مقاومة عربية. لا هو يستطيع حتى تأليف حكومة. ولا هو استطاع انتخاب رئيس للجمهورية والإتفاق على حكومة وقانون انتخاب إلا في مؤتمر عربي واقليمي ودولي في الدوحة بعدما استخدمت المقاومة سلاحها في الداخل يوم 7 أيار. لا الإنتخابات لها قيمة في الممارسة السياسية. ولا الحوار قاد الى تصوّر لاستراتيجية دفاعية وسط الكلام على خطر حرب إسرائيلية.
أكثر من ذلك، فإن التخوّف من فتنة بسبب الصراعات المذهبية ليس خيالاً. فالطوائف الخائفة تبحث عن حمايات في الداخل والخارج، بدل العمل على بناء دولة تحمي الجميع. وكل شيء يوحي أننا محكومون بمفاعيل 7 أيار وذكرياته بأكثر مما نبدو قادرين على التحكم بمصيرنا من خلال الوحدة الوطنية. فالحاجة الماسة الى المقاومة لمواجهة الخطر الإسرائيلي لم تدفع الى البحث عن صيغة وطنية شاملة للمقاومة. والمطلوب أن يشعر كل لبناني ان المقاومة قوّة للبنان من دون ان يتخوّف أحد من أن تكون أقوى من لبنان.
- صحيفة 'الشرق الاوسط'
إيران: الحاجة إلى لحظة يلتسن/ امير طاهري
... دون لحظة يلتسن، فإن العصيان الحالي سوف يكون له نصيب قليل من النجاح على الرغم من أنه أكبر وأعمق من الثورات السابقة. لن يصدق الحرس الثوري والباسيج أن الرباعي يقاتل من أجل &laqascii117o;النظام الصحيح لولاية الفقيه" عندما يصفه ولي الفقيه الحالي بأنه خونة.
ويلتسن الإيراني المزعوم سوف يكون لديه رسالة بسيطة: لقد أحضرنا النظام إلى مرحلة يقتل فيها بعضنا بعضا في الشوارع. وهذا هو الوقت كي نتجاوز ذلك ونتحرك إلى ما بعد الأيديولوجية التي أثمرت ذلك. الثورة، سواء كانت جيدة أم سيئة، قبس من الماضي. والخميني، سواء كان جيدا أم سيئا، مات منذ وقت طويل. ونحن على قيد الحياة ويجب أن نتعلم كيف نعيش معا. ولن يتيح لنا ذلك سوى نظام تعددي.
وربما لن تكون هذه الرسالة كافية لإقناع &laqascii117o;غربان إيران" بأن يعودوا إلى أعشاشهم. ولكنه سيكون أكثر مصداقية من زعم الرباعي أنهم يدافعون عن الخمينية ضد خامنئي وأحمدي نجاد.
- 'الشرق الاوسط'
اليمن وأخباره.. واليمن وهمومه / رضوان السيد
ان الصحوة الشيعية أنتجت ولاية الفقيه وحزب الدعوة، وحزب الله، وها هي الآن تنتج الانشقاق الحوثي
والانشقاق الحوثي مدعوم من إيران، كما تدعم سائر الحركات الشيعية في العالمين العربي والإسلامي، ولأنها تريد إزعاج السعودية على حدودها، فضلا عن العامل التاريخي، وهو أن الزيدية كانت نسبتهم نصف السكان أو أكثر قليلا عندما كان اليمن الشمالي وحده، وهم الآن لا يزيد عددهم على الثلث من سكان الجمهورية. وكما في كل الحركات الصحوية الشيعية هناك نزوع انكماشي إلى الاستقلال والانفراد، يكاد يضاهي أو يفوق النزوع الآخر الاستيلائي.
- صحيفة 'الحياة'
تغيرات تأليف الحكومات في لبنان / وليد شقير
من أسباب عدم نجاح الغرب في لعب دور الراعي لعملية تأليف الحكومات كما كانت تفعل دمشق، أن جزءاً من الفراغ الذي تركته الأخيرة بانسحابها، ملأه التحالف الرباعي بين &laqascii117o;حزب الله" و &laqascii117o;أمل" وتيار &laqascii117o;المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي. وسرعان ما قاد انفراط هذا التحالف الى الصراع على مركز القرار في السلطة السياسية أي الحكومة، ما أدى الى ما شهده لبنان بين أواخر عام 2006 وعام 2008 من حال اللااستقرار الأمني والسياسي ما جعل &laqascii117o;حزب الله"، الأقدر على تعديل ميزان القوى على الأرض.
يكمن الامتحان الجديد الذي يخوضه اللبنانيون هذه المرة في تغييرات حصلت لا بد من أن تنعكس على قدرة الحزب على أن يفرض المعادلة التي يريدها في قلب الحكومة، وعلى اطمئنانه الى التركيبة الحكومية المقبلة. وهذه التغييرات لا بد من أن تقلق الحزب وتدفعه الى ربط تسهيل الحكومة بضمان عدم تأثير هذه التغييرات على نفوذه في السلطة.
- 'الحياة'
حرّ الصيف يقوّض التفكير السليم / باتريك سيل
حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري من إشراك حزب الله في حكومته، وإلا يترتّب عليه أن يتحمّل عواقب ذلك. وأجاب حزب الله بشجاعة على ذلك معتبراً أن إسرائيل ستكتشف في المرة المقبلة أن حرب تموز (يوليو) 2006 لم تكن سوى مجرّد دعابة. ويتساءل المرء متى ستتوقف إسرائيل عن التهويل على الدول المجاورة لها الأضعف منها والاعتداء عليها وتقرّر أن تعيش معها بسلام؟ ويساهم استمرار وزارة الخارجية الأميركية في اعتبار حزب الله &laqascii117o;منظمة إرهابية" عوضاً عن الاعتراف بأنها حركة مقاومة وطنية شرعية، في تعزيز روح القتال لدى إسرائيل. وقد نسي البعض أن حزب الله نجح في إجبار إسرائيل على الخروج من جنوب لبنان عام 2000 وذلك بعد ثماني عشرة سنة من الاحتلال وقد حاربها وصمد في وجهها عام 2006. ودفع تحسّن العلاقات النسبي بين الولايات المتحدة وسورية ببعض النواب الموالين لإسرائيل في الكونغرس الأميركي إلى إطلاق عبارات مسيئة ضد هذا البلد.
يبدو أن حرّ الصيف قد بثّ هواءً ساخناً سامّاً. ويبدو أن الداعمين للحروب بدأوا يتهددون سياسات الرئيس الأميركي باراك أوباما حول السلام والمصالحة. فيجب أن يتحرّك هذا الأخير بسرعة وبحزم في حال أراد عدم إحباط الآمال التي أحياها.