يشتهر قطار الأنفاق في موسكو بمحطاته الجميلة التي تعتبر معالم في الفن المعماري. لكنه بات يشتهر الآن بشبكته اللاسلكية السريعة والمجانية للاتصال بالإنترنت، لتحقق موسكو بذلك قفزة إلى الأمام في مجال التكنولوجيا.
فمنذ بدء خدمة &laqascii117o;واي في" قبل سنة، اعتاد مدمنو الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الاطلاع مجاناً على رسائلهم الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي ومتابعة المواقع الإخبارية خلال رحلاتهم اليومية.
وبحلول نهاية السنة الحالية، ستكون خطوط قطارات الأنفاق الاثني عشر في موسكو، وهي الثانية في العالم من حيث عدد الأشخاص الذين يستخدمونها يومياً وعددهم نحو سبعة ملايين راكب، موصولة بشبكة الإنترنت مجاناً.
ووصفت شركة &laqascii117o;ماكسيما تيليكوم"، المشغل الروسي للشبكة اللاسلكية في رسالة إلكترونية موجهة إلى وكالة &laqascii117o;فرانس برس"، هذه الخدمة بأنها &laqascii117o;لا مثيل لها في العالم".
وأوضحت الشرطة أنه &laqascii117o;في بعض المدن تكون خدمة واي فاي متوافرة في المحطات وليس في الأنفاق. المدينة الوحيدة في أوروبا حيث هذه الخدمة متوافرة داخل القطارات المتحركة هي موسكو".
ويتصل نحو 710 آلاف مسافر يومياً بشبكتها وباتت 3500 عربة قطار من أصل خمسة آلاف مجهزة بالخدمة.
وعلى صفحة الاستقبال، يمكن لرواد الإنترنت أيضاً الوصول إلى محطات التلفزيون العامة في شكل مباشر ومحطات إذاعية وأفلام وكتب ومجلات إلكترونية متوافرة مجاناً أو بموجب اشتراك.
وتحتل روسيا منذ فترة طويلة موقعاً متقدماً على صعيد المعلوماتية والإنترنت مع شركات قوية تتفوق محليا على منافساتها الأميركية مثل محرك البحث &laqascii117o;ياندكس" و"ميل.رو" للبريد الإلكتروني و"فكونتاكتي" و"أودنوكلاسنيكي" وهما شبكتان للتواصل الاجتماعي.
وفي موسكو حيث مستوى العيش يتجاوز بأشواط ذلك المسجل في مناطق أخرى، تنتشر الهواتف الذكية بكثافة وتقدم كل المطاعم والحانات خدمة &laqascii117o;واي فاي" المجانية التي يمكن الدخول إليها من دون كلمة سر أحياناً.
وبالتزامن مع التوتر السياسي في البلاد، زادت السلطات كثيراً في السنوات الأخيرة من رقابتها على الإنترنت مثيرة قلقاً متجدداً من فرض قيود على الوصول إلى الشبكة ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً إلى أن ينفي في تشرين الأول (أكتوبر) أنه ينوي ممارسة &laqascii117o;إشراف تام" على الإنترنت.
أما في العاصمة، فإن السلطات المحلية الحريصة على تغيير صورة المدينة المزدحمة الباردة، تقدم نفسها مروجة للتكنولوجيا الرقمية.
فالحدائق العامة التي تحول بعضها إلى مواقع رائجة مع نشاطات رياضية وحفلات موسيقية ومطاعم، باتت تقدم خدمة &laqascii117o;واي فاي"، وكذلك وسائل النقل.
وتطمح مجموعة &laqascii117o;ياندكس" التي فرضت محرك البحث الخاص بها، الآن إلى إدخال الخدمات اليومية في هواتف سكان موسكو الذكية.
وفي عام 2011 أطلقت الشركة تطبيق &laqascii117o;ياندكس.تاكسي" الذي يجمع شركات سيارات الأجرة الموجودة في السوق، وأحدثت ثورة في قطاع لم تكن جهود العاملين فيه يوماً مجتمعة.
ويقول غريغوري ديرغاتشيف المسؤول عن هذه الخدمة إن هذا الأمر أحدث &laqascii117o;صدمة" في موسكو. ويضيف: &laqascii117o;بات لدينا الآن عشرة آلاف سيارة ويمكن الحصول على سيارة أجرة أينما كان في أقل من عشر دقائق" في مقابل أكثر من ساعة أحياناً في السابق.
المصدر: صحيفة الحياة