تحقيقات » عين بوسوار وجباع.. بلدتا الماء في الصيف

مايا ياغي

تطفو بلدتا جباع وعين بوسوار على سراديب متصلة ببعضها البعض مليئة بالمياه، منها ما فاض خيــره وخــرج إلى اليابسة على شكل ينابيع وعيون، ومنــها ما يروي ظمأ البيوتات والحارات العطشى التي لم تعد تكفيها مياه نبع الطاسة.
يقال إن في بلدة جباع ينابيع أكثر من عدد أيام السنة، تتنوع بين ينابيع كبيرة وصغيرة، وتتدفق بشكل مستمر أو تقتصر على فصل الشتاء. وفي معظم الشوارع تقريباً، تشاهد الينابيع على جانبي الرصيف، تنســكب مســرعة في مسارها نحو البحر.
وبفضل خزاناتها الجوفية، تحافظ جباع على اخضرار أشجارها. وحتى في آب اللهّاب، تنعكس برودة الباطن المائي على الحياة فيها، فتشعر برذاذ خفيف يلفح وجهك، كأنه ماء الزهر في صحراء الصيف.
استغل العديد من أبناء البلدة جودة مياهها وإقبال الناس عليها، وقاموا بإنشاء مؤسسات لتعبئة مياه الشرب وتوزيعها على معظم المناطق اللبنانية، من الجنوب إلى بيروت، فشكلت هذه الينابيع مصدر رزق وعمل. يقول يوسف، الذي يعمل موظفاً في إحدى هذه الشركات، إن &laqascii117o;هذه المياه تحمل من المواد المعدنية الكثير، وتخرج من باطن الأرض نظيفة، ومع هذا فإنها تخضع لعملية طويلة من المراقبة والمعالجة".
وبالرغم من كثرة الينابيع في بلدة جباع، إلا أن الشهرة ظلت لينابيع عين بوسوار. وتقول الحاجة السبعينية إم علي سنقنقي إن &laqascii117o;مياه عين بوسوار موصوفة لأمراض الكلى، ومنذ زمن طويل يأتي الناس لتعبئة المياه من هذه الينابيع، حتى الذين يمرون في البلدة يتوقفون لشرب المياه المثلجة من على جانبي الطريق".
وأقيمت المطاعم بالقرب من هذه الينابيع، واستغل الناس برودتها ليجلسوا ويتسامروا ويقضوا أوقاتاً ممتعة، لا سيما عندما تضيق بهم منازلهم من شدة الحرّ.
وتلفت فيروز من سكان خلدة إلى أنه &laqascii117o;لا بدّ من زيارة أسبوعية إلى مطعم بقرب النبع في عين بوسوار، حيث تشعر برقة الضباب في وقت تحترق من شدة اللهيب في العاصمة، ناهيك عن الأكل اللبناني المميز في هذه البلدات".
كثيرون يتركون قراهم ليستأجروا بيوتاً في هذه البلدات التي تعتبر مصيفاً جميلاً. وفي هذا الإطار، يؤكد أحمد محمودي من الغازية أن &laqascii117o;فصل الصيف يعني جباع، لا يمكن البقاء بالقرب من البحر، حيث الرطوبة مرتفعة".
تواكب بلدية جباع وعين بوسوار بشكل مستمر الإقبال على هذه الينابيع، فتقوم بتنظيفها وفحص مائها بشكل دوري وإصلاح الأعطال فيها، كما تبني جدران الحجر البلدي بقربها.
لم تتفجر الكثير من العيون هذا العام، وبقيت مياهها في داخلها. تقول سهام نعمة إنه &laqascii117o;في العادة، كانت تتفجر نبع عين الفوقا مع زهر الرمان، أي ما يعرف بالصليب الثاني، وهو توقيت يعتمده المزارعون، ولكن على الأغلب أنها لن تنزل هذا العام، لعدم تساقط الكفاية من الثلوج، فهذه النبعة معروفة بأنها لا تجمع مخزونها من مياه الأمطار، بل من الثلوج". يستمر نبع &laqascii117o;عكيتا" بضخ مائه بشكل متواصل طيلة أيام السنة، وهو محط دائم للسياح، يمتاز ببرودة مائه الشديدة، ومثله نبع المحروقة والينابيع الاخرى.
 
المصدر: صحيفة الأخبار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد