قضايا وآراء » حملة فتبيّنوا: لمحتوىً عربي خالٍ من الخرافة

 

fatabeanoo_300

 

علاء حلبي
تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في الكثير من الأحيان انقياداً أعمى نحو خرافات تنسب إلى الإسلام. لمواجهتها، أطلقت مجموعة شباب عرب من العاصمة الأردنيّة عمّان، مشروعاً بعنوان &laqascii117o;تبيّنوا"، يعتمد العلم والبحث العلمي كمنهج لتفنيد تلك الخرافات، ودحضها.
يعرّف القيّمون على المشروع عن أنفسهم بأنّهم &laqascii117o;شباب من مختلف الدول العربية، جمعنا هدف واحد ورسالة واحدة، وهي أنّ الإسلام ليس بحاجة إلى الخرافات، يهمّنا أن تصل هذه الرسالة لكلّ مسلم". تنشط المجموعة على &laqascii117o;تويتر"، ويتابع صفحتها على &laqascii117o;فايسبوك" أكثر من 104 آلاف شخص، وتسعى لإنشاء &laqascii117o;محتوى عربي خالٍ من الخرافة"، وفق تعبير المشرفين عليها.
يقول معاذ الظاهر مؤسّس الحملة، أنّ الفكرة انطلقت في أوّل رمضان من العام الماضي، وشهدت في أيَّامها الأولى إقبالاً كبيراً من الباحثين عن المعلومة العلميّة. ذلك ما دفع بالمجموعة إلى التفكير بكيفيّة تطوير المشروع، واستخدام آليات جديدة في إيصال الأفكار، بدءاً من الجمل والصور والتصاميم، وانتهاءً ببرنامج قصير يقدّمه الظاهر، ويعرض عبر قناة على موقع &laqascii117o;يوتيوب" بعنوان &laqascii117o;] فتبينوا".
عرضت الحلقة الأولى (4:06 د.) من البرنامج قبل أيّام، بعنوان &laqascii117o;اليد البلاستيكية"، وتظهر توثيقاً دقيقاً لخرافة واسعة الانتشار تتحدّث عن عالم نبات يدعى وليام براون عجز عن تفسير ظاهرة وجود ذبذبات تصدرها بعض النباتات الاستوائيّة. لكنّ عالماً بريطانياً مسلماً فسرّها له، على أنّ النباتات تسبح بحمد الله، لأنّ لفظ الجلالة يظهر على جهاز لقياس تلك الذبذبات. وبناءً على ذلك، أشهر براون إسلامه. أجرى البرنامج بحثاً واسعاً عن مصادر تلك المعلومة المنتشرة على مئات المواقع الالكترونيّة العربيّة، ليتبين في النهاية أنّها خرافة، انطلقت كمزحة على موقع يديره ملحدون، بحسب مقدّم البرنامج.
وأشار الظاهر في الحلقة ذاتها، إلى اختبار علمي، يخدع الدماغ، من خلال وضع يد بلاستيكيّة في مدى نظر العينين، وإخفاء اليد الحقيقيّة. بعد دقائق، سيخال الدماغ أن تلك يدنا بالفعل، وسيعطي شعوراً بالألم إن تعرّضت للوخز أو الضرب بآلة حادّة. وشبّه المقدّم اليد البلاستيكيّة تلك، بالكثير من الخرافات التي تعمي بعض المسلمين عن الحقيقة.
أسلوب العرض الممتع للحلقة الأولى، يعطي انطباعاً إيجابيّاً عن شكل البرنامج ونوعية حلقاته القادمة، من حيث توثيق المصادر، واعتماد المعلومات العلميّة الدقيقة، وذلك ما لم يقم به شيوخ وعلماء في الدين، انساق كثيرون منهم وراء الخرافات.
تحتوي صفحة &laqascii117o;تبيّنوا" على منشورات عدّة، منها تصميم يستعرض بعض الخرافات عن عواقب ترك الصلاة، ولعنة الملائكة على من لا يدعو خلال رفع الأذان. كما تناقش في أحد مناشيرها خرافة أنّ حوت النبي يونس ما زال على قيد الحياة، بالاستدلال على آية قرآنيّة ورد فيها: &laqascii117o;لولا أن كان من المسبحين للبِثَ في بطنه إلى يوم يُبعَثون".
حقّقت الحلقة الأولى من البرنامج منذ عرضها في 29 تمّوز الماضي، أكثر من 51 ألف مشاهدة على &laqascii117o;يوتيوب". وذلك ما قد يشكل دافعاً إضافياً لتطوير المشروع، خصوصاً وأن القائمين عليه فتحوا باب الانتساب. وإن كان برنامج &laqascii117o;تبيّنوا" نسب في حلقته الأولى الخرافة لبعض الملحدين، فهل سيتناول في الحلقات القادمة ما يلفقه بعض رجال الدين أنفسهم ويسوقون له من خرافات؟ وهل سنرى توثيقاً لانتهاكات بعض الدعاة أو من يعرفون عن أنفسهم بأنهم علماء للعقل؟ تحديات تنتظر حملة &laqascii117o;تبيّنوا" خصوصاً وأن للدعاة ناشري الخرافات منابر كثيرة وجماهير غفيرة تصفق لهم وتعتبر ما يقولونه كلاما منزلاً، يجري التسويق له بكثافة في الإعلام التقليدي والجديد.
المصدر: صحيفة السفير

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد