قضايا وآراء » ملخص صفحات قضايا في الصحف اللبنانية لهذا اليوم 26/11/2007

ملخص صفحات قضايا في الصحف اللبنانية لهذا اليوم 26/11/2007

جريدة السفير/ قضايا وآراء
 المقال: ليعلن البطريرك حال الطوارئ في الملّة
الكاتب: وسام سعادة

- هب أن الرئيس لحود  أعلن حالة الطوارىء فهو يلزم حلفاءه بتفكيك اعتصامهم. وتطرح أسئلة شبيهة تتناول مستقبل كل من النظام السياسي والنسق الكياني، انطلاقاً من تخريج علامة الاستفهام :هل يسترجع الموارنة منصب رئاسة الجمهورية؟
لقد كانت رئاسة الجمهورية بحكم الضمانة الرمزية والمؤسسية العليا بالنسبة الى الموارنة. هذه الضمانة هي نفسها اصبحت بحاجة الى ضمانة...وعصاباً يدفع أبناء الملّة الى سلسلة من الرهانات غير المحسوبة، اختتمت بتفاهمات غريبة الأطوار...بعد سنتين ونصف السنة، على خروج القوات السورية  ضيّع الموارنة رئاسة الجمهورية. بعد سنتين على انشطار الموارنة بين قسم يحالف السنة وقسم يحالف الشيعة، لم يعد في قصر بعبدا واحد منهم، كائناً من كان.
- لقد كانت الآلية التحكيمية التي ارتضاها البطريرك هي السبيل الأخير لحفظ الرئاسة في الموارنة، لكن رصاصة الرحمة على الرئاسة المارونية، قد أتت من جعبة ميشال عون. لا مناص من اسعاف الآلية التحكيمية التي باركها البطريرك  بلائحته، بحيث تطرح نفسها، من جديد، وبضمانات أقوى. لكن ذلك لن يكون ميسّراً الا بنخعة شاملة للوعي الماروني بأثره، في مؤتمر استثنائي ماروني عام، ويقوم بتوبيخهم جميعاً، تماماً كما في القرون الوسطى.
- في مقدمة دستورنا، وهو ميثاق ثنائي اسلامي ـ مسيحي، أو &laqascii117o;نصلامي" بلغة كمال يوسف الحاج. ليس ميثاقاً بين 18 طائفة كي يقال أنه يمكن لأي حزب طائفي أن يلغي الدولة بمجرد انسحابه من حكومتها. انما هو ميثاق بين المسيحيين والمسلمين، وكل زغل يصوّره على أنه ليس كذلك، ليس الا طعنا بالدستور وبالميثاق في آن.

جريدة السفير/ في الاساس
المقال: علـى درَج البطـريـرك
الكاتب: نهاد المشنوق

- يطرح الكاتب تساؤلات: ما الذي يجلب هؤلاء المسؤولين الى هذا الصرح؟. هل هو الفراغ في القيادة السياسية؟ هل لأنها موضع الرعاية الكاملة للمسيحيين المنقسمين على أنفسهم وعلى وطنهم؟ هل هي المسألة المسيحية الشرقية؟ هل هو التطرف السياسي؟
- يتكرر المأزق المسيحي اليوم سياسياً بين الأفرقاء أنفسهم بأشكال مختلفة من التحالفات. لكنها توصل لنتيجة مماثلة. الفارق ان الشيخ أمين الجميل الذي كان رئيساً للجمهورية في تلك الأيام وأشرف على تنظيم الفراغ بنفسه لا يرتبك هذه الأيام في اعتبار شخصه مرشحاً لرئاسة الجمهورية، رافضاً لائحة البطريرك ما لم يرد اسمه فيها، متمرّدا على دور بكركي حين لا يكون لصالحه، طالباً من التاريخ ان يتراجع عن أحكام بحقه، ما دام قد فعل مع آخرين.
- يسجّل للبطريرك انه أول من قرأ الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان بأنه لا بد أن يتلازم مع الخروج العسكري السوري من لبنان  . والمعيار الرئيسي أن الأسماء الثلاثة الواردة في اللائحة، غير مرشحي الخلاف قادرون على لعب دور في مجال تحسين العلاقات اللبنانية ـ السورية.
ما الذي أوقع اللائحة البطريركية في فخ الخصومات السياسية؟ من التبسيط القول إن ولاء ميشال إده لسوريا منع قوى الرابع عشر من آذار من تبني ترشيحه. وأن السطوة الأميركية على روبير غانم هي التي حدّت من قبول المعارضة به رئيساً. فلا الصفة الأولى صحيحة ولا الثانية واردة. الأصح في هذا الأمر أن اللائحة البطريركية وقعت في مطبات كثيرة:
الأول ان البطريرك قبل بتسمية مرشحين ستة بعد تردد طويلواعتبر أن في حركة ممثلي الاتحاد الأوروبي وموافقة الإدارة الأميركية عليها ما يكفي من الزخم لوصولها الى هدفها. وهذا ما لم يحصل، إذ ان سطحية تعامل وزير الخارجية الفرنسية مع المسألة اللبنانية كشفت عن ضعف جدي في آلية المسعى الأوروبي هذا فضلاً عن أن تسمية البطريرك لعون وحرب ولحود لا تدخل في إطار المواصفات التي أعطاها صفير لمرشحيه.
المطب الثاني أن الدور الأوروبي الذي تقوده فرنسا لم يقم بدور الحكم ولو كان وسيطاً. فلم يقم بالاتصالات اللازمة من قبل ولادة اللائحة لضمان مرور واحد من أسمائها عند الطرفين السياسيين المتخاصمين.
المطب الثالث أن الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري تركا للبطريرك تسمية لائحته دون أن يحيطاه ولو سراً بمواصفات اسم مرشح يمر بينهما دون أن تتقطع أوصاله رفضا.
يقال بأن محاولات جرت من قبل النائب الحريري لصالح اسم معين تحمّس له الرئيس بري، لكنه لم يرد في اللائحة البطريركية.
المطب الرابع: أنه بينما كان وزراء خارجية فرنسا وإسبانيا وإيطاليا والأمين العام للجامعة العربية يدورون على الأفرقاء السياسيين، كان الرئيس السوري بشار الأسد يحقق انفتاحا تلو الآخر مع الفرنسيين والإيطاليين والعاهل الأردني.
- هل هذا يعني أن المبادرة الأوروبية ستنكفئ إلى ما بعد مؤتمر أنابوليس الذي سيعقد بعد غد، وأن جلسة انتخاب الرئيس ستعقد ولو أرجئت بعد الثلاثين من الشهر الحالي كما يقال؟
لا يترك العماد عون لمجتهد تفسير كلامه. فهو في كل مرة يُحاصَر فيها &laqascii117o;حقه التاريخي" برئاسة الجمهورية، يستنفر المسيحيين ويبتز مشاعرهم البدائية السياسية الباحثة عن حقوق وهمية في السلطة يأتيهم بها &laqascii117o;الجنرال".
لا يتورع في ذلك عن طرح مصير النظام السياسي وفتح الأبواب أمام حرب أهلية ولو كلامية بين المسيحيين والمسلمين &laqascii117o;المغتصبين" للسلطة، بعد ان فشلت محاولات الفتنة المذهبية بين المسلمين.
لا يهم الجنرال انه يعد المسيحيين بما لا يستطيع تحقيقه ولا يجوز له منطقيا المطالبة به. ويصم أذنه دائماً عن التفسير السياسي لتفاهمه مع &laqascii117o;حزب الله" بصرف النظر عن نص مذكرة التفاهم، والذي يجعل من وصوله الى الرئاسة تهديداً للمسيحيين قبل المسلمين، وستكون المرة الأخيرة التي يصل فيها مسيحي الى الرئاسة. اذ ماذا يضمن لو تواجه المسلمون عسكريا ان يبقى بلد للمسيحي فيه رئاسة جمهوريته؟
- يراهن العماد عون على ان لكل ممثل جمهوره لا يتخلى عنه فلماذا لا يستمر في مسرحيته.  كذلك الدكتور جعجع الذي دعا إلى السيطرة الأمنية على مناطق قوى الرابع عشر من آذار، فردّه جنبلاط عن غيّه، ناسياً أنه حين كانت صدارة التمثيل المسيحي له عام 88 لم يستطع تحقيق أفكاره الأمنية.
ستعد الادارة الاميركية سامعي كلماتها في لبنان بأنها ستعود إليهم بعد ان تقوم قواتها بضرب ايران، وهو ما تبشر به مجدداً التعليقات الاميركية الرصينة. او ان تكمل اسرائيل ضرباتها التأديبية على سوريا بعد عملية &laqascii117o;دير الزور"، فيتغير ميزان القوى ويسمح برئيس مستقل عن النفوذ السوري.
كلتا الرغبتين تحتاج الى اشهر قبل ان تتحقق، هذا لو تحققت، وحتى ذلك الحين لا يسمع مسيحيو صِدام عام 1988 ما استشعره مبكراً وليد جنبلاط بالانسحاب من التحالفات الدولية التي تريدنا وقوداً لحروبها، بعد أن طالب خلال زيارته إلى واشنطن نائب الرئيس الأميركي بالاعتراف بالرئيس اللبناني في حال انتخابه على قاعدة النصف زائد واحد للنصاب، أحاله تشيني إلى مستشار الأمن القومي ستيفان هادلي الذي اشترط للاعتراف بشرعية الرئيس الجديد الحصول على موافقة البطريرك صفير. وهو ما لم يحصل. ولا يرون حركة سعد الحريري الصادقة بانفتاحها على التســـوية..

جريدة السفير/ قضايا وآراء
المقال: الوصل بين لبنان والدولة
الكاتب :خليل احمد خليل

- يطرح الكاتب تساؤلا اساسيا: هل يشهد اللبنانيون فصلاً أخيراً بين لبنان ودولته؟ فما شهده لبنان هذا خلال أربعة عقود من تاريخه السياسي المعاصر، حمل عنوانا عريضا: الفصل بين لبنان ودولته، في سياق الفصل بين مكوناته الاجتماعية، لا سيما المتحدات الطائفية ـ السياسية؟ استدعى الكثير من المبادرات ـ وهي تدخلات ـ العربية والدولية، لانقاذه من مرضه الانفصامي او الانفصالي الداخلي ...ومع ذلك بقي حال لبنان مع دولته من المحال السياسي. لماذا؟ لأن ممارسي السياسة افتقروا، بعد جيل المؤسسين الايديولوجيين للأحزاب الحديثة، الى فكر سياسي يولف بين اللبنانيين لتكون لهم دولة مؤتلفة، واتخذوا أقنعة روحية لتغطية عوراتهم العنصرية والطبقية الطائفية المرجع ومثاله ان اتفاق الطائف (1989) اوقف حربا داخلية. ولم يوقف حرب اسرائيل على لبنان، حتى ان الدولة نفسها صارت ديكورا لفسيفساء سياسية، تزداد ميلا الى الاقطاع والاستبداد تحولهم الى قطعان مفصولة عن بعضها بالطائفية السياسية.
- جاء الاعلان، لمناسبة تحرير جنوب لبنان سنة ,2000 &laqascii117o;لبنان متضامن مع ذاته"، مؤشرا على هذا الفصل العميق بين لبنان والدولة. واستمر هذا المسار حتى بلغ ذروته سنة ,2005 حين جرى اغتيال رفيق الحريري من جهة، واغتيال الرأي العام، الديموقراطية الوفاقية، في الانتخابات التشريعية التي قاطعها بالصمت أغلب الناخبين اللبنانيين. وها نحن بعد عامين من الفصل المزدوج بين مكونات لبنان الاجتماعي من جهة، ومكونات لبنان السياسي، الدولة، من جهة ثانية، نواجه محاولات عربية ودولية لانقاذ لبنان من انقسامه الذاتي
- لا ريب عندنا ان لبنان باق، بدولة او بلا دولة، ولكن ما معنى بقائه الدولي بين الدولي، وهو منخور سياسيا، مفرغ مؤسسيا من مقومات الحياة الحديثة؟لا يحتاج اللبنانيون الى دولة محايدة في أمرهم او في ما بينهم. انهم بحاجة ماسة الى دولة تصل بين السياسة وبينهم. ولو نظر سياسيون عقلانيون الى مدى التدهور الاقتصادي والنفسي ـ الاجتماعي الذي أصاب اللبنانيين منذ حرب تموز (يوليو) 2006 حتى اليوم، لما أقدموا على الغاء ذاتهم السياسية، ولما غامروا هذه المغامرات بالذات لأجل آخرين، يكبرون بذاتهم على حساب لبنان. ان المطلوب هو اعادة نظر اللبنانيين الى ذواتهم، ككائنات تاريخية، سياسية، واعادة تأسيس دولة لبنان، الذي يكبر بذاته، ولا يستكبر على بعضه، ببعض آخر..

جريدة السفير/ قضايا وآراء
المقال: الواقــع اللبنانــي الفائــق
الكاتب: رشا الاطرش

-  الحشود التي أعلنت عن نفسها في أيام التظاهرات الآذارية المتضادة: ها هي قد اختفت، بمصالحها ومخاوفها ورؤيتها لما تريده من وطنها وله. يبدو الآن أنها كانت تحاكي حضورها لتخفي أنه اللاحضور. والواقع اللبناني الفائق رهن حفنة من الزعماء المهجوسين بأخذ البلد من قرنيه، وليس بينهم من يمكن اعتباره الأقوى... ولو حتى بين أقوياء.
ألا يكون الرئيس المشتهى مجرد إشارة تعافٍ يصنعها بلد يحاكي التماثل للشفاء؟!
أخيراً، الموت (وسطوة حضوره، ولو قبل سيلان الدماء، وتعاظم الهجرة، ونفاد الحبوب المهدئة للأعصاب من الصيدليات)... فلنقتبس من بودريار: &laqascii117o;الموت لم يعد معياراً بالمطلق لكنه يستبقي دلالته (...). نحن الآن في حقبة القتل والجريمة بالمحاكاة، وهذه ليست سوى عقوبة لمؤسسة السلطة، والتي من غيرها لا تعود تملك أي مضمون أو حقيقة لذاتها". إنه العقوبة المزدوجة للسلطة المشروخة والمواطنين الأحياء.

جريدة الحياة/ رأي وافكار
المقال: متى يخلع لبنان بزته العسكرية؟ ... قراءة دستورية في فراغ سدِّة الرئاسة اللبنانية
الكاتب: محمود المبارك(حقوقي دولي)

- في عالمنا العربي  يبقى الحكم السياسي وليس القانوني هو المرجع ...و لا بد من وجود محكمة دستورية عليا تنظر وتبت في القضايا الخلافية المتعلقة بتفسير مواد الدستور، كما هي الحال في العالم الأول. فالأصل في المحاكم الدستورية أن تنظر ليس في نصوص القوانين فحسب، وإنما تأخذ في الحسبان الأعراف القانونية والسوابق
ما يزيد المسألة اللبنانية تعقيدا... فيما التدخل الأجنبي المعلن في موضوع الأزمة اللبنانية، التي تناوشتها الأيدي القريبة والبعيدة. فتحركات السفيرين الأميركي والفرنسي يتنافى مع الأساس القانوني الدولي في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الذي أقرته المادة 2(7) من ميثاق الأمم المتحدة.
الغريب في الأمر أن المسؤولين الأميركيين لا يزالون يلقنون سورية وإيران دروساً في عدم التدخل في شؤون لبنان الداخلية غني عن القول إن المستفيد الأكبر من جراء هذا كله هو إسرائيل....وهناك مجال رحب للتفاؤل بمستقبل الأمة اللبنانية. ذلك أن الجانب الديموقراطي في لبنان - على رغم كونه سبب الخلاف الحالي - هو أكثر ما يجمع اللبنانيين أنفسهم على اختلاف مشاربهم فالتعددية الحزبية غالباً ما تكون سبباً لبقاء الديموقراطية لا لزوالها. وينتخب رئيس جديد يخلع بزة لبنان العسكرية التي كساه بها الرئيس لحود قبيل مغادرته.

جريدة النهار/ قضايا النهار
المقال: نص اسرائيلي أية اهمية تعلقها سوريا على حضورها مؤتمر أنابوليس
الكاتب: شلومو بروم ـ عن نشرة معهد دراسات الأمن القومي في 'اسرائيل'

ما مدى اهمية مشاركة سوريا في أنابوليس بالنسبة لسائر الأفرقاء المعنيين؟
 السبب الأول لهذا التحول هو الرغبة في تحييد قدرة سوريا على العرقلة.فالتنظيمات الفلسطينية المعارضة للسلطة الفلسطينية ولمحمود عباس كانت تنوي، وما زالت، عقد مؤتمر موازٍ في دمشق في حضور كل العناصر الرافضة لأنابوليس، بمن فيهم معارضون من حركة 'فتح' نفسها مثل فاروق القدومي ورئيس المكتب السياسي في منظمة التحرير. وكان التخوف ان يؤدي الاجتماع الى خلق تنظيم بديل من منظمة التحرير. من هنا التفكير بان مجيء سوريا الى المؤتمر سيحول دون عقد مثل هذا المؤتمر في دمشق،
السبب الثاني للتغير في الموقف مرتبط باتساع النقاش في اسرائيل وفي الولايات المتحدة حول الطريقة الفضلى للتعاطي مع سوريا. ويبدو ان تغير المواقف من موضوع مشاركة سوريا يعكس صعود نفوذ الاطراف المؤيدة للحوار مع سوريا في كلا البلدين. فالأصوات المطالبة في اسرائيل باحياء المفاوضات مع سوريا باتت مسموعة أكثر، وقد نقل عن وزير الدفاع ايهود باراك رغبته في اعطاء الأولوية للمسار السوري على المسار الفلسطيني..
السبب الثالث هو الرغبة في استخدام مؤتمر أنابوليس كمنبر لإظهار التأييد العربي الواسع للمفاوضات الاسرائيلية الفسطينية. من هنا فمشاركة سوريا في المؤتمر كتعبير عن تأييدها لهذه المفاوضات هو بأهمية مشاركتها في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في آذار 2000 وتأييدها مبادرة السلام العربية
هناك عامل آخر يستحق التوقف عنده. فمشاركة سوريا في دعم المبادرة العربية ورغبتها في حضور أنابوليس، مؤشران أضافيان الى ان سوريا ليست منغلقة تماماً على مسألة اعادة النظر في علاقاتها الوثيقة مع ايران وهي تشعر بعدم الارتياح من انسداد الأفق امام معسكر ايران ومهتمة بالحوار مع الولايات المتحدة..

جريدة المستقبل/ رأي وفكر
المقال: بيان الرحيل والسقوط الجديد
الكاتب: بسام ضو

- إن التدقيق في بيان رحيل اميل لحود  يظهر أنه يقوم على ثنائية خطيرة مكونة من محاولة خرق الدستور حتى في الساعة الأخيرة، ومن محاولة افتعال اشتباك سياسي يكون فيه الجيش طرفاً أساسياً، لكن هذه الثنائية الباطنية ستسقط سقوطاً مؤكداً ومروعاً، فالحكومة قائمة دستورياً، واختلالها الميثاقي لا تتحمل هي مسؤوليته، وهي لم تطلب من أحد أن يستقيل منها، أو يعتكف، أو يمتنع، والمشاركة الديموقراطية لا تحتمل الأمزجة ولا الأفكار، ولا تكون في شيء من دون شيء آخر. أما موقف الجيش، ولا سيما قيادته، فلا يوجد فيه أي دليل نظري أو عملي على أنه قد يستجيب لممارسة حالة الطوارئ، بمعنى تعطيل الحياة السياسية، ونقل البلاد الى حالة حكم عسكري.
وخلاصة الأمر، ان بيان الرحيل مات عند ولادته، وأصبح وراءنا، والتفكير الآن، يجب ان ينصب على مواصلة الجهد لانقاذ البلاد من ازمة الرئاسة وعلينا جميعا ان نعيد الاعتبار لمعادلات التوازن الداخلي، والحوار الوطني، ولمعادلات الواقعية السياسية، كي نتمكن من اعادة بناء الدولة ...

جريدة المستقبل/ رأي وفكر
المقال: سمير جعجع ما له وما عليه
الكاتب: حميد خالد رمضان

-  رغم ما كان من اختلاف بيننا وبينه إلا انه ما زال بفكره وممارسته الشغل الشاغل للمهتمين بالشأن اللبناني وبالذات الذين صدموا من التغير الذي حصل في نهج الحكيم. شيئاً ما قد تبدل في فكر هذا الرجل وقد تبين ذلك التغير عندما نزع الحكيم ثوبه الميليشياوي مبتعداً عن مشروعه الذي قاتلنا وقاتلناه بسببه..وبرغم اختلافنا مع سمير جعجع في ذلك الجزء من مشروعه ومضمونه الاكتفاء بكانتون مسيحي معروف المعالم الجغرافية والانسلاخ عن الوطن على أن أي طائفة كبرت أم صغرت عاجزة عن حماية خصوصياتها وعاجزة أيضاً عن ايجاد وطن بديل آخر للبنان وهذه الحقيقة الثابتة تأكدنا منها جميعاً من خلال تجاربنا المرة...
- كان سمير جعجع من الذين أيدوا ودعموا  اتفاق الطائف ساعياً مع الآخرين لتطبيقه نصاً وروحاً فخرج بذلك من مشروعه القديم حاسماً خياره في دعم وثيقة الطائف فأقدم على خطوة جبارة بالتخلص من السلاح الذي كان بحوزة 'القوات اللبنانية' تلتها خطوة اخرى إذ قام بزيارة سوريا لتقديم العزاء للرئيس حافظ الأسد بوفاة ابنه باسل، بعدها اتهم بتفجير كنيسة سيدة النجاة وأدخل السجن....وكم كنا نتمنى من الخطائين ان يكونوا على مثال سمير جعجع لديهم الجرأة لكنا الآن بأفضل حال لكن وللأسف تمادوا بارتكاب الاخطاء القاتلة بل لم يكتفوا بذلك بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، بتشويه حقائق الخيار اللبناني الذي اتخذه سمير جعجع وبعض القادة الوطنيين أمثال القائد الشاب الشيخ سعد الدين رفيق الحريري والزعيم الوطني وليد جنبلاط...سمير جعجع اتخذ خياره اللبناني منذ زمن بعيد بأن المسيحي اللبناني بقاؤه مرهون ببقاء اخيه المسلم اللبنانيوكان لهذه المواقف صدى ايجابي عند الشريحة الكبرى من اللبنانيين مما أثار حفيظة هؤلاء الحاقدين الذين كانوا يراهنون على عدم عودة الوعي والرشد إلى اللبنانيين أو ارتفاع منسوب ولائهم الوطني
- واما السؤال الموجه إلى هؤلاء.: أولاً: لو كان سمير جعجع في موقع آخر غير الموقع الموجود فيه الآن.
ـ ثانياً: لو اتخذ سمير جعجع موقفاً ضد قيام المحكمة الدولية لمعاقبة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريريـ ثالثاً: لو اتخذ سمير جعجع مواقف مؤيدة لعودة الوصاية السورية من جديد على لبنان.رابعاً: لو شارك سمير جعجع التآمر على سيادة لبنان واستقلاله وحريته.خامساً: لو بقي سمير جعجع على موقفه السابق من الارتباط بمحاور خارجية.
ـ سادساً: لو استمر سمير جعجع بمفردات الكانتون المسيحي أو أمن المجتمع المسيحي. سابعاً: لو شاركهم سمير جعجع باعتصامهم البهلواني في ساحة رياض الصلح وتهديده للسلم الأهلي والتهويل مثلهم بالحرب الأهلية وتخويف اللبنانيين من الفراغ والافراغ وتقديم لبنان لقمة سائغة لأفواه أسيادهم في الخارج. لو فعل سمير جعجع كل ذلك لكان بالنسبة لهؤلاء 'ملاكاً أو نبياً مرسلاً'.

جريدة الاخبار/ ساحة رأي
المقال: الاستحقاق الرئاسي والانعطاف المطلوب
الكاتب: نسيم ضاهر

- قامت الهندسة المشترَكة بين الحليفين السوري والإيراني على قاعدة المصالح، وخوَّلت سوريا استثمار ازدواجية بائِنة تحرِّك مسار التفاوض مع إسرائيل وتضبطه على وقع العمليات العسكرية الجارية بالوكالة عبر المقاومة في جنوب لبنان. في الموازاة، لُقِّح الخطاب القومي تباعاً بما يُوائم بين التحرّري والديني، ويؤمن الغطاء المناسب للمنظومة الممانعة ذات المشارب الفكرية والعقائديّة المُتباينة أساساً. جرّاء هذه التحولات دخلت المعادلة اللبنانية في طور المراجعة وإعادة صوغ التوازنات وقياس الأحجام، وهو ما أفسد تطبيق اتفاق الطائف ووضع جميع بنوده قيد التنفيذ، وحرف التسوية الناشئة في اتجاه التغليب والغلبة لفرض أمر واقع جديد.
غنيّ عن البيان أنّ المقاومة، التي آلت رايتها إلى حزب الله بغلاف إسلامي، مذهبي واقعاً بديلاً عن صيغتها الوطنية الأصلية، قد أنجزت مهمّات بالغة الأثر، بكفاية وحُسن تنظيم وأداء، واكتسبت مكانة أقرَّ بها العدو والصديق.
غير أنّ تضحياتها وتفانيها المشهود، على تعزيزها هيبة حزب الله ودوره، مهَّدت لإجلاس لبنان في دوّامة مصادرة قراره السيادي، وإنكار المساواة مع سائر المكوِّنات العضوية، وتخطِّي الخطوط الداخلية الناجِمة عن بُنية اجتماعية معقَّدة.لقد سجّلت مرحلة ما بعد التحرير عام 2000، نزعة ظاهرة نحو التفرّد في القراءة الاستراتيجية والاستعلاء في العلاقة والممارسة، وربما الاستقواء بالسلاح على معنى الحيازة الموضوعية الفئوية والعهدة الموكولة حصريّاً، وما يستتبع ذلك من رموزية وترميز، أيقظتها حرب إسرائيل العدوانية عام 2006 والاجتهادات التي بُنيتْ حول حتميتها ومسارها، والمبالغة في أحكامها على الشركاء في الوطن، موالاة ومعارضة. مذ ذاك فُتح باب أزمة بالغة الوطء والمُراهنات على مصراعيه، وجرى تكبيل السياسة والإدارة والحياة الاقتصادية بالأصفاد وإغراقها بالأثقال.
تصاعد الخلاف وفق التسلسل الزمني، من انتقاد التسرّع الحكومي في وضع المحكمة الدولية على جدول الأعمال، إلى توكيد غياب المشاركة الفعلية في صناعة القرار، وصولاً إلى مطلب إطاحة الحكومة وإعادة تكوين السلطة، واتهام الأكثرية بالنكول الميثاقي والتبعية للأجنبي لدرجة الاستسلام والخيانة. ولئن استحقّ دستورياً تداول سُدَّة الرئاسة في أعلى هرم السلطة، جعلت المعارضة المتحلّقة حول حزب الله منه مفصلاً، لا في إشغال المنصب، بل في رسم السياسات على قواعد مُستحدَثة تقطع مع المألوف، تحت طائلة الفراغ وسيف المجهول.
المسألة القائمة، في نظر قاطرة المعارضة الفعلية والوحيدة، أي حزب الله، وبعيداً عن العماد عون متصدِّر الصورة ومقدّمة المشاغبة بعامل الاستعجال وضيق الوقت المتاح، المسكون بهاجس السلطة وتجسيد الخلاص، أنّ زمن الانعطاف الجذري قد حان، وأنّ الظروف الإقليمية مؤاتية لاقتناص فرصة ذهبية ترفع لبنان الدولة إلى مصاف الضلع الثالث والثابت والأصيل، من مثلّث الممانعة وبنائه الوطيد في مواجهة الولايات المتحدة علنياً واستطراداً محاصرة إسرائيل، والتحوّط إزاء الأسرة الدولية السائرة في ركاب واشنطن أو المُسايرة لها، والعازفة عن مناهضتها منهجياً في مطلق الحال.
يصعب على منظومة المعارضة القبول بمقتضيات الحياد عن المحاور والاكتفاء بسياسـات تسووية معتدلة على مقاس لبنان وقدراته وحاجاته الاقتصادية....إنّ إلقاء وزر أصعب الخيارات على كاهل بلد غير معافى مثقل بالنقائض والاحتياجات، يفوق طاقة لبنان المجتمع والدولة على الاحتمال، ويدعو إلى تعميم منطق قصووي يقود إلى حائط مسدود، ويؤدي، في النتيجة إلى العُزلة والانهيار، والخسارة المؤكّدة التي لا يُعوِّضها فعل عنفوان. ومن المكروه أن يقع الوطن أسير قوالب جامدة تصنف الناس والمعمورة في فسطاطين...

جريدة الشرق الاوسط / الرأي
المقال: مستشفى الولادة السياسي؟
الكاتب: عبدالله الراشد

انتظار قاتل يسبب الفوضى ويزيد من التقاتل، ويدفعنا الى الاعتراف بأن ليس هناك افضل من النموذج الاردني، لأنه مريح للنفس. فقد اصبحنا الصباح وسمعنا ان نادر الذهبي صار رئيسا للوزراء ولم تعطل المصالح، ولم تقلق الامهات على اطفالهن في المدارس، والسياح على حجوزات فنادقهم...
حالة الولادة مستعصية في لبنان، تجاوزت موعدها منذ ثلاثة ايام، ومرشحة لأن تستمر حتى بعد اختيار او انتخاب رئيس للجمهورية. وحتى لو حدثت معجزة واتفق عليه سيليه مخاض رئاسة الوزراء، ثم استيلاد المناصب الوزارية، لتستمر الآهات في مستشفى الولادة السياسي اللبناني. ...الاختيار دائما أصعب من التعيين والعلة ليست في فكرة التمثيل السياسي، كما هو الحال في لبنان او باكستان، بل في الممارسة. فالرئيس عمليا لا يختاره اللبنانيون، بل يقر من خلال آلية اقرب ما تكون الى زمن اثينا، خمسمائة قبل الميلاد. حينها كانت النخبة تختار ممثلي الشعب في ديموقراطية جزئية فوقية. ان الديموقراطية تحتاج إلى ان تنبت من الأرض، وتبدأ من الصفر، وتصبح ثقافة الناس لا النخبة.
 
جريدة الشرق الاوسط / الرأي
المقال: هل نعتمد على المعتدلين؟
الكاتب: توماس فريدمان

من غزة إلى لبنان إلى باكستان إلى العراق، هناك صراع هائل يتواصل اليوم أساسا بين الطوائف الإسلامية حول من يمكن أن يختلط بمن؟...وفي ما يتعلق بالحد الذي فعلت فيه زيادة القوات في العراق فعلها فإن جزءا كبيرا من ذلك يعود الى أن أولئك الشيعة والسنة المستعدين للتسامح مع شيء من الاختلاط وشيء من العزلة، قد نهضوا ضد أولئك الشيعة والسنة الذين يريدون محو بعضهم بعضا ومحو من لا يتفق معهم من طائفتهم.
الأسئلة التي يجب أن يطرحها المرشحون للرئاسة على أنفسهم هي: ما هي حقيقية حالات الصحوة هذه؟ هل تمثل توجها معتدلا كبيرا ضد المتطرفين بحيث يكون ممكنا بناء عراق محترم على أكتافهم؟ . وإذا قمنا بذلك فيجب علينا التوثق من أن مناقشتنا تتساير مع أي تحول على أرض الواقع هناك. يرى الكثير من الأميركيين حتى الآن ضرورة إنقاذ شيء ما من العراق إذا كان ذلك ممكنا بثمن معقول.
 
جريدة الشرق الاوسط / الرأي
المقال: سامحك الله يا فخامة الرئيس!
الكاتب: اياد ابو شقرا

لدى استرجاع شريط الذكريات أستبعد أن يكون أي عهد رئاسي في لبنان قد استُقبل بالتفاؤل الذي استُقبل به عهد إميل لحود. لكنه سها عن بال المتفائلين ثلاثة عناصر مهمّة كان يمكن أن تطبع رئاسة لحود وسياساته، هي:
ـ ان لبنان كان يعيش في ظل نفوذ سوري هائل يتمتع بمباركة أميركية بعد موقف دمشق الداعم لواشنطن من حرب تحرير الكويت.
ـ وجود النزعة العسكرية ـ الأمنية عند أي رئيس ذي خلفية عسكرية، وهذه النزعة صارت &laqascii117o;مقتلا" حتى للتجربة الشهابية برغم كل فضائلها وفوائدها للبلاد.
ـ هاجس كل رئيس مسيحي ماروني أن يتقاعد بطلاً في الضمير المسيحي، وفي حالة إميل لحود فإنه اعتبر من حقه العمل بشتى الوسائل على نسف كل ما حمله &laqascii117o;اتفاق الطائف" من تغييرات دستورية قلّصت صلاحيات رئيس الجمهورية لمصلحة مجلس الوزراء. ..كذلك، تأثرت هذه العناصر الثلاثة بواقعين لهما امتدادات طائفية داخلية وخارجية معقدة. الواقع الأول يتجسّد في النفور المسيحي التلقائي ـ أو قل السليقي ـ من كل سياسي مسيحي على علاقة تحالف أو تبعية مع دمشق... ولقد استمر هذا الوضع حتى اليوم. فبالرغم من الإشارات الودية المتعددة التي يطلقها النائب ميشال عون في كل مناسبة باتجاه دمشق، فإن &laqascii117o;شارعه" السياسي الطائفي فكرياً وقلبياً ضد دمشق وضد &laqascii117o;حزب الله"، لكنه يشعر أن الفرصة الوحيدة لوصول &laqascii117o;الزعيم المنقذ" إلى الرئاسة لن تأتي إلا عبر هاتين البوابتين.
خلال السنوات الماضية، اعتمد مقياس نجاح مغامرة إميل لحود أو فشلها، بلا شك، على مدى قدرته على إقناع قطاع واسع من المسيحيين بأن مهادنته دمشق ورفعه شعارات دعم &laqascii117o;حزب الله" وتبنيّه &laqascii117o;مقاومته" ستصبّ في النهاية لمصلحة استعادة &laqascii117o;حقوق المسيحيين التي سلبها" إياهم &laqascii117o;اتفاق الطائف" وعرّابوه وأعطوها للحريري والسنّة... بعضلات دمشق وسلاح &laqascii117o;الحزب".
وحقاً، احتفظ الرئيس السابق بثقة مجموعة من الساسة والإعلاميين ورجال الدين المسيحيين المعروفين بقلة محبتهم المزمنة للعروبة والمقاومة.. غدوا كلهم من &laqascii117o;حوارييه" وأصدقائه ومستشاريه المقربين، وتحوّلوا بقدرة قادر إلى داعمين لـ&laqascii117o;المقاومة" ومدافعين عن &laqascii117o;العلاقات الأخوية" مع دمشق،في المقابل، كانت العلاقة السورية ـ الإيرانية تتطوّر بشكل غير مسبوق على أنقاض علاقات دمشق المتوازنة التقليدية مع محور &laqascii117o;الاعتدال العربي" الذي بدا لبعض الوقت أن دمشق صارت جزءاً منه بعد تحرير الكويت. وانعكس هذا التطور في النمو النوعي لـ&laqascii117o;حزب الله"، سياسياً وقتالياً ولوجستياً..بالأمس، غادر إميل لحود قصر الرئاسة تاركاً لبنان في حالة انقسام سياسي وطائفي حاد.. هي ثمرة رهانه ـ حتى آخر لحظة ـ على استغلال التناقضات الطائفية المحلية والنفوذ الإقليمي. وفي اعتقادي أن التاريخ سيسجل له أنه زجّ المسيحيين اللبنانيين في معركة ليست معركتهم..

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد